الرئيسيةبحث

مجلة المقتبس/العدد 7/مقالات المجلات

مجلة المقتبس/العدد 7/مقالات المجلات

مجلة المقتبس - العدد 7
مقالات المجلات
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 20 - 8 - 1906


سقوط الكتب

تكلم أحدهم في إحدى المجلات الفرنسية عن سقوط الكتب فقال أن طريقة الإعلانات قد أحدثت تدجيلاً تجارياً هائلاً فإن بعض المؤلفين ينشرون عن مصنفاتهم إعلانات ويبذلون في هذا السبيل من الأموال ما لا يوفي ما ينفقونه إلا طبع عشرين إلى ثلاثين ألف نسخة فتراهم يبتاعون العمود الأول في بعض الجرائد ينشرون فيها صورهم وشيئاً من تراجمهم ويودعونها مفاوضات العلماء بشأنهم ويشغلون الصحف بمناقبهم كل هذا لترويج سلعتهم.

الآلام البشرية

رأى المستر ستيد صاحب مجلة المجلات الإنكليزية أن يأسو جراحات الإنسانية بخمس مواد وضعها وأيقن أن فيها خلاص البشر في هذه الدار فدعا الأغنياء والفقراء وأرباب السلطة والضعفاء أن يعملوا وإياه يداً واحدة في تحقيق هذه المشروعات الخمسة الخيالية. وهي (1) إخاءٌ عام أساه العدل والحرية مع بث روح الوئام بين النام واتفاق كلمة الإنكليز والأمريكان وألفة الدول والعطف على الأجناس المحكوم عليها وتحكيم دولي (2) اجتماع الأديان كلها وأهل المباحث العلمية الشرعية في عالمي المادة والروح (3) الاعتراف بحقوق المرأة في المجتمع وإعطاؤها حقها من الامتيازات الوطنية (4) إصلاح حال الشعوب (5) تحسين قوى الشعوب طبيعية كانت أو عقلية وذلك ببعثها على المطالعة واللعب في الهواء الطلق والموسيقى والتمثيل.

اتحاد أوربا

كتب أحد نبلاء الإنكليز في مجلة القرن التاسع عشر رسالة قال فيها أنه موقن بأن الدول لا يعملن بإخلاص على الوفاق الودي الإجماعي بينهن وانه لابد من نشوب ثورة يكون شؤمها مما لم يره الراءون ولا رواه الراوون ولكنه رجا أن يتم بفضل رئيس الوزارة الإنكليزية الحالية تأليف اتحاد عظيم يرمي إلى السلم ويقي العالم هذا الخطر المحدق وقال أن كثرة المعدات الحربية اضطرت الحكومات إلى إنفاق نفقات طائلة ولا غاية منها إلا تقوية عددها وعديدها استعداداً لما عساه يطرأ من التعادي فهن يتحملن نفقات فاحشة في ميزانياتهن وكان عليهن أن يعرفن مصالحهن المشتركة ويفضضنها على أهون الأسباب. وقد أراد إلغاء الجمارك كلها لأن مبدأ حماية التجارة برأيه لا يتأتى عنه إلا خراب البلاد الاقتصادي.

التعليم الابتدائي

ارتأى أحدهم في إحدى المجلات البريطانية أنه ينبغي أن تصرف عناية كل أمة إلى تقليل عدد التلامذة في جميع الصفوف وأن تجزأ هذه وتقسم إلى أقسام وأن يلقن الأولاد كيفية التعليم بأنفسهم إذ قد دلت التجارب على أن الدروس التي يتعلمها المرء من تلقاء ذاته هي أحسن ما يتلقنه من ضروب العلم في حياته.

عدد الصينيين

ظهر لأحد الباحثين من الإنكليز أن في سكان الصين وهم أربعمائة مليون 378 مليوناً ينتحلون ديانة كونفوشيوس وبوذا وتاواست و20 مليوناً يدينون بالإسلام ومليونين يدينون بالنصرانية.

السل البقري

جاء في مقالة لأحد علماء الألمان أن السل البقري يزداد في أوربا فتكاً فإن فرنسا تخسر به ثلاثين مليون فرنك وألمانيا خمسة وعشرين مليون مارك وأن لبن الأمهات ينقص كلما أكثر عدد سكان المدن كما هو المشاهد في ألمانيا فإن ثلث أطفال برلين محرومون من ثدي أمهاتهم لنضوب درهم وارتأى أن أحسن طريقة للبقر أن تحقن حتى يكثر نوعها ودرها ولا تصاب بالسل.

رسوم اللغات

المحيط - في الأرض نحو ثلاثة آلاف لغة مختلفة لهجتها كلها بعضها عن بعض ولكن بينها لغات كثيرة متشابهة كالتركية والعربية أو الفرنسية والإنكليزية وبينها ما يكثر فيه الاختلاف رسماً وكتابة ومطالعة فبعضها يقرأ ويكتب من اليمين إلى اليسار وبعضها من اليسار إلى اليمين والبعض من أعلى إلى أسفل كلغات الصين واليابان وما جاورها. اطلع على كتيب جمعت فيه أمثلة من 296 لغة وقد كانت الجمعيات الدينية السبب الأكبر في رسم لغات كثيرة منها لم تكن من اللغات المكتوبة من قبل وذلك توصلاً إلى إتمام ما قصدته من نشر التوراة والإنجيل بين جميع الشعوب.

ديانة الكالا

المشرق - كالا بكاف ثقيلة تركية وإن شئت فبجيم مصرية ولام مشددة كلمة ينعت بها الأحباش النصارى الأمحريون من سكان الحبشة الأميين الذين لا يدينون بإحدى الديانتين الشائعتين في شرق إفريقية وهما الإسلام والنصرانية. ومعنى اللفظة من لا كتاب له ثم عم استعمال هذه الكلمة فاشتهر بها اسم هذه الأمة التي تدعو نفسها أورومو والكلمتان اليوم مشهورتان ودونهما شهرة كلمتا أركتا وكوتو اللتان يعرف بهما هذا الشعب. فالكالا اسم لأمة كبيرة تعد من أكبر شعوب إفريقية عدداً تقطن في شرق هذه القارة بلاداً فسيحة متسعة تعم بلاد منليك كلها وسهولاً معظمها مجهول تمتد بين المملكة الحبشية وما وراء بحر الغزال غرباً وبلاد الكنغو جنوباً. ويقدر عدد الكالا الخاضعين فقط لسلطة النجاشي بضعف عدد الأمحريين أي باثني عشر مليوناً ويقسمون من حيث أديانهم إلى ثلاث طوائف أولها الكالا المسلمون وهم طائفة لا يتجاوز عددها الثمانين ألفاً تقطن في المقاطعة الهررية فقط وقد دانت بالإسلام على يد الهرريين ومن يجاورهم من المسلمين. وثانيها الكالا النصارى وهم طائفة قليلة لا يتجاوز عددها مائة ألف نفس تسكن بين الأمحريين نصفهم كاثوليك والنصف الآخر يعاقبة. وثالثها الكالا الأمم وهم الطائفة العظيمة وهي ليست وثنية بل تعبد إلهاً واحداً وتحرم السرقة والقتل وكل ما يدل العقل على أنه منكر وتأمر باحترام الشيوخ والوالدين وبالتضرع إلى واكا وهو الله جل جلاله وتنهى عن أكل اللحم البشري.

تطور الأمم

المنار - أفاض في أطوار الأمة الإسلامية قديماً وحديثاً من حيث سياستها وأخلاقها وعلمها ومما قاله: ثبت بالتجربة والاختبار أن المتعلمين للعلوم الكونية هم الذين يسودون أمتهم كما أن الأمم السابقة في مضمار هذه العلوم تسود المتخلفة فيه فالناس تبع لهؤلاء المتعلمين صلحوا أم فسدوا فهم التيار الجديد الذي يحول الأمة من حال إلى حال وعقول هؤلاء المتعلمين وقلوبهم بين أيدي الأجانب فهم الذين يودعون فيها وينقشون في ألواحها المستعدة ما يريدون على علم منهم بغايته وأثره. ومما نشاهد من أثره أن أكثر المتعلمين لا قيمة للدين الذي هو الرابطة العامة للمسلمين في نفوس أكثرهم فهم لا يصلون ولا يصومون ولا يحللون ولا يحرمون وإنما همُّ أكثرهم التمتع باللذات الحسية ولو بذلوا في سبيلها جميع المصالح العامة. ثم هم مع هذا مغرورون بأنفسهم يحسبون أنهم أرقى من سلفهم الصالح عقولاً وأرجح أحلاماً وأوسع علوماً وأفضل آداباً وأقدر على الأعمال الاجتماعية فلا الدين عرفوا ولا حب الأمة أشربوا وكيف وهم على جهلهم بشريعتها يجهلون تاريخها الذي لم يتفضل عليهم ساداتهم الأجانب بشيءٍ حقيقي منه إلا بعض المسائل المنتقدة التي صوروها بغير صورتها.

الأطباء ومدارس الطب

الحكمة - كان من يتعاطون الطب في عهد الفراعنة ثلاثة أقسام وهم الحكيم العادي والراقي والمشعوذ الساحر كما وجد في رسالة مكتوبة في عدة صفحات من ورق البردي. كتب هيرودتس أن الطب كان موزعاً في مصر توزيعاً علمياً دقيقاً بحيث كان الحكيم يشتغل بفرع واحد لا بعدة فروع منه. بعضهم يطب الرمد وبعضهم أوجاع الرأس وآخرون المعدة وغيرهم الأمراض الباطنية. وكان الرمديون أكثرهم عدداً ومهارة حتى اشتهروا خارج مصر لأن المصريين كانوا عرضة لرمد موضعي لم يزل شائعاً. ومن الأطباء عدد ليس بقليل كان مشتغلاً بمرض الأسنان لأن المصريين كانوا أيضاً عرضة لهذا المرض لرطوبة البلاد ولحسن سمعتهم في البلاد وخارجها استحضر قورش ودار (من ملوك الفرس) أطباء منهم لمعالجة الأمراض التي كانا مصابين بها وكذلك نجد في مراسلات دارت بين بلين وتراجان (وكلاهما روماني) يهنئ فيها الأول نفسه لنجاته على يد طبيب مصري يدعى أبو قراط وكان أطباء مصر يسيرون في المعالجة حسب قواعد وأصول مكتوبة ويصفها عدد كبير من قدماء الأطباء وكذلك المهندسون المعماريون كانوا يتبعون تصميماً واحداً في بناء معابدهم والنقاشون يرسمون العظماء من الرجال على طريقة واحدة ثابتة.