الرئيسيةبحث

مجلة المقتبس/العدد 64/الفروق

مجلة المقتبس/العدد 64/الفروق

بتاريخ: 1 - 6 - 1911


للعرب كتب كثيرة في الفروق وأفردوها في التأليف وقد ذكر منها صاحب كشف الطنون رسالة في فروق الأصول وأخرى في فروق فروع الحنفية للكرابيسي النيسابوري المتوفي سنة 774 وغيرها للشيخ الكرابيسي السمرقندي المتوفي سنة 322 وثانية اسمها فروق الكرابيسيي المسمى بتلقيح المحبوب ورابعة في فروق فروع الشافعية لابن سريج وأخرى للجويني ولابن النقاش وللترمزي (255) وللأرموي (772) قال ذكر الأسنوي في مطالع الدقائق أن المطارحة بالمسائل ذوات المأخذ المؤتلقة المتفقة والأجوبة المختلفة المفترقة من مآثر وأفكار العلماء وقال قد رأيت لأصحابنا في هذا المعنى تصانيف منها ما هو موضوع لهذا المعنى بخصوصه ومنها ما هو مشتمل على أعم منه فمن الأول كتاب الجمع والفروق للشيخ أبي محمد الجويني ومنه كتاب الوسائل في فروق المسائل مجلد ضخم لأبي الخير سلامة بن اسمعيل بن جماعة المقدسي ومن الثاني كتاب المطارحات لأبي عبد الله القطان ظفر به الرافعي ونقل عنه في كتاب الغصب ومنه المسكت بالسين المهملة والتاء المثناة لابن عبد الله الزبيري ومنها المعاياة لأبي العباس الجرجاني وهذا الباب واسع جداً اشتمل على الغثِّ والثمين.

ومن جملة المخطوطات التي حوتها خزانة كتب السيد عبد الباقي الحسيني مخطوط فيه أربع رسائل وسمى أولها بكتاب المتوكلي يذكر فيه ما ورد في القرآن باللغة الحبشية والفارسية والهندية والتركية والزنجية والنبطية والقبطية والسريانية والعبرانية والرومية والبربرية وغير ذلك لجلال الدين السيوطي والثانية الأحاديث الثمانية المنتخبة من نوادر الأصول العالية لأبي الضيا البوتيجي ويليه حسن النسيم بدار النعيم للطبلاوي ويليه المنتخب من كتاب الفروق لأبي هلال العسكري. وليس على المجموع كناية يعرف منها تاريخ كتابته إلا أن الظاهر من خطه وورقه أنه حديث وربما كانت الرسالة الأخيرة منه في الفروق أقدم من الثلاث الأولى لأنها مكتوبة بخط مختلف عن الخط الأول ولم يذكر فيه اسم صاحبها والغالب أنه تركي كتب على حاشية الصفحة الأولى ما نصه: الفرق بين الاسامة والأسد اسم للجنس والاسامة علم للجنس والفرق بين علم الجنس واسم الجنس أن علم الجنس موضوع للماهية المشتركة واسم الجنس موضوع للافراد جلبي وقال على الحاشية الإنسان والفرس والبقر فإنها علم للحقيقة المشتركة بين المذكر والمؤنث شرح وفي آخر رسالة تمت (؟) الكتاب بعون الملك الوهاب. وبذلك يستدل على أعجمية الكاتب والمختصر وإليك الرسالة برمتها:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين أما بعد حمد الله والصلوة والسلام على رسول الله ﷺ محمد وعلى سائر رسل الله وملائكته المقربين والرضى عن الصحابة والتابعين فهذه شذرة علقتها من كتاب الفروق لأبي هلال العسكري رحمه الله.

الفرق بين الاختصار والإيجاز أن الاختصار هو إلقاؤك الألفاظ من كلام مؤلف سبق حدوثه من غير إخلال بمعانيه والإيجاز هو الكلام على قلة اللفظ وكثرة المعاني.

الفرق بين الإطناب والإسهاب أن الإطناب بسط الكلام لتكثير الفائدة والإسهاب بسطه مع قلتها فالإطناب بلاغة والإسهاب عيٌّ.

الفرق بين المحال والممتنع على ما قاله بعض العلماء أن المحال ما لا يجوز كونه ولا يتصور مثل قولك الجسم أسود أبيض في حالة واحدة والممتنع ما لا يجوز كونه ويجوز تصوره في أهم مثل قولك للإنسان عش أبداً.

الفرق بين الإنكار والجحد أن الجحد أخص من الإنكار لأن الجحد إنكار الشيء الظاهر لقوله تعالى بآياتنا يجحدون والإنكار لشيء خفي لقواه تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها لأن النعمة قد تكون خافية ويجوز أن يقال الجحد وإنكار الشيء مع العلم به لقوله تعالى وجحدوا بها والإنكار لا يكون مع العلم.

الفرق بين الزور والكذب والبهتان أن الزور هو كذب قد حسن في الظاهر ليحسب أنه صدق بخلاف الكذب وأما البهتان فهو مواجهة الإنسان بما يكرهه.

الفرق بين الافتراء والاختلاق أن المفتري يقطع بالكذب ويخبر به والمختلق يبتدئ كذباً ويخبر به.

الفرق بين الإقرار والاعتراف أن الإقرار فيما قاله أداءُ معاني أخبار عن شيء ماض وهو في الشريعة جهة ملزمة للحكم وقال بعضهم الاعتراف كالإقرار وقال أبو هلال يجوز أن يقر بالشيء وهو لا يعرف أنه أقر به ويجوز أن يقر بالباطل الذي لا أصل له ولا يقال لذلك اعتراف إنما الاعتراف هو الإقرار الذي صحبته المعرفة بما أقرَّ به مع التزام له ولهذا يقال اعتراف بالنعمة ولا يقال إقرار بها فكل اعتراف إقرار وليس كل إقرار اعترافاً ولهذا اختار أصحاب الشروط الإقرار لأنه أعم ونقيض الاعتراف الجحد ونقيض الإقرار الإنكار.

الفرق بين الشكر والحمد أن الشكر هو الاعتراف بالنعمة علة جهة التعظيم للمنعم والحمد هو الذكر الجميل على جهة التعظيم ويجوز أن يحمد الإنسان نفسه على أمور جميلة يأتيها ولا يجوز أن يشكرها فالاعتماد في الشكر على توجيه النعمة وفي الحمد على ما توجيه الحكمة ونقيض الحمد الذم ونقيض الشكر الاكفار ولا يجوز أن يطلق الحمد إلا لله تعالى.

الفرق بين الحمد والمدح أن الحمد لا يكون إلا على إحسان بخلاف المدح.

الفرق بين الجزاء والمكافأة والمقابلة أن الجزاء لا يلزم فيه المساواة بخلاف المكافأة والمقابلة وعورض بقوله تعالى وجزاء سيئة سيئة مثلها الآية.

الفرق بين الثناء والنثاء على ما قال بعضهم أن الثناء بتقديم الثاء يكون في الخير والشر والنثاء بتقديم النون لا يكون إلا في الشر والصحيح أن الثناء وهو الأول لا يكون إلا في الخير وربما استعمل في الشر والنثاء وهو الثاني يكون في الخير والشر.

الفرق بين السب والشتم أن الشتم تقبيح أمر المشتوم بالقول والسب هو الإطناب في الشتم والإطالة فيه.

الفرق بين الشتم والسفه أن الشتم قد يكون حسناً إذا كان المشتوم يستحق الشتم والسفه لا يكون إلا قبيحاً.

الفرق بين الذم واللوم أن اللوم على الفعل الحسن والذم لا يكون إلا على القبيح.

الفرق بين العتاب واللوم أن العتاب هو يكون على تضييع حقوق المودة والصداقة بخلاف اللوم.

الفرق بين المستقيم والصحيح والصواب أن كل مستقيم صحيح وليس كل صواب صحيح مستقيماً.

الفرق بين المستقيم والصواب أن الصواب إطلاق الاستقامة على الحسن والمستقيم هو الجاري على سنن وإن كان قبيحاً.

الفرق بين الخطأ والغلط أن المخطئ من يقصد الشيء فيصيب غيره وأما الغلط فهو وضع الشيء في غير موضعه.

الفرق بين اللحن والخطأ أن اللحن في القول فقط والخطأ في القول والعمل.

الفرق بين العقد والعهد أن العقد أبلغ من العهد.

الفرق بين العهد والميثاق أن الميثاق توكيد العهد وقال بعضهم العهد بين اثنين والميثاق من أحدهما.

الفرق بين الوعد والعهد أن العهد ما كان بشرط قال الله ولقد عهدنا إلى آدم الآية أن لا يخرج من الجنة ما لم يأكل من الشجرة بخلاف الوعد ويقال نقض العهد وأخلف الوعد.

الفرق بين التفسير والتأويل قيل أن التفسير هو الإخبار عن أفراد آحاد الجملة والتأويل الإخبار بمعنى الكلام جملة وقيل التفسير إفراد ما ينظمه ظاهر التنزيل والتأويل إخبار بغرض المتكلم وقيل التأويل استخراج معنى الكلام لا على ظاهره بل على وجه مجاز أو حقيقة.

الفرق بين الشرح والتفصيل أن الشرح بيان المشروح وإخراجه من وجه الإشكال إلى التجلي والظهور ولهذا لا يستعمل الشرح في القرآن والتفصيل هو ذكر ما تضمنته الجملة على سبيل الإفراد ولهذا قال الله تعالى ثم فصلت من لدنٍ حكيم ولم يقل شرحت.

الفرق بين التقسيم والتفصيل أن في التفصيل معنى البيان عن كل قسم بما يريد ذكره فقط والتقسيم يحتمل الأمرين والتقسيم يفتح المعنى ولتفصيل يتم بيانه.

الفرق بين القرآن والفرقان أن القرآن أعم والفرقان هو الفارق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر.

الفرق بين السلام والتحية أن التحية أعم من السلام.

الفرق بين العام والمبهم أن العام يشتمل على أشياء والمبهم يتناول واحد الأشياء بعينه.

الفرق بين فحوى الخطاب ودليل الخطاب أن فحوى الخطاب باللفظ كقوله تعالى ولا تقل لهما أفٍّ ودليل الخطاب هو ما تعلق بصفة الشيء أو عدده أو حاله أو غايته ونحوها.

الفرق بين البيان والفائدة أن البيان لمعرفة غيره والمعرفة لنفسه

الفرق بين القراءة والتلاوة أن التلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعداً والقراءة تكون لكلمة واحدة.

الفرق بين المنازعة والمطالبة أن المطالبة تكون بما يعترف به المطلوب والمنازعة لا تكون إلا فيما ينكره المطلوب.

الفرق بين المسألة والفتيا أن المسألة عامة في كل شيء والفتيا سؤال عن حادثة.

الفرق بين بلى ونعم أن بلى لا تكون إلا جواباً لما تقدم جحوده كقوله تعالى: ألست بربكم قالوا بلى أما نعم فلا تكون إلا للاستفهام بلا جحود وكقوله تعالى: فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً قالوا: نعم.

الفرق بين الوسوسة والفزع أن الفزع الإغواء بالوسوسة وأكثر ما يكون عند الغضب.

الفرق بين الدلالة والامارة أن الدلالة ما يؤدي النظر فيه إلى العلم والامارة ما يؤدي النظر فيه إلى الظن.

الفرق بين الاستدلال والدلالة أن الدلالة ما يمكن الاستدلال به والاستدلال فعل المستدل.

الفرق بين النظر الاستدلال أن الاستدلال طلب معرفة الشيء من جهة غيرة والنظر طلب معرفته من جهته ومن جهة غيره.

الفرق بين النظر والتأمل أن النظر هو ما ذكرناه والتأمل هو النظر المؤمل به معرفة ما يطلب ولا يكون إلا في مدة فكل تأمل نظر وليس كل تأمل نظراً.

الفرق بين النظر والبديهة أن البديهة أول النظر يقال عرفته على البديهة أي في أول أحوال النظر.

الفرق بين البديهة والروية أن الروية على ما قال بعضهم آخر النظر والبديهة أوله.

الفرق بين النظر والفكر أن النظر يكون فكراً ويكون بداهة والفكر ما عدا البديهة.

الفرق بين التفكر والتدبر أن التدبر صرف القلب بالنظر في العواقب والتفكر تصرف للقلب بالنظر في الدلائل.

الفرق بين الانتظار والترجي أن الترجي انتظار الخير خاصة ولا يكون إلا مع الشك وأما الانتظار والتوقع فهو طلب ما يقدر إيقاعه.

الفرق بين الانتظار والتربص أن التربص طول الانتظار.

الفرق بين الخاطر والنظر أن الخاطر مرور معنى بالقلب بمنزلة خطاب مخاطب وعند بعضهم أنه كلام يحدثه الله تعالى أو الملك في سمع الإنسان فإذا كان من الشيطان سمي وسواساً وعورض بالأخرس فإن له خاطراً ولا كلام له.

الفرق بين الذكر والخاطر أن الخاطر يكون ابتداء ويكون عن عزوب والذكر لا يكون إلا عن عزوب.

الفرق بين العلم والمعرفة أن المعرفة أخص من العلم لأنها لا تكون إلا مفصلة والعلم يكون مجملاً ومفصلاً قال بعضهم: ولا يوصف الله بأنه عارف قال المؤلف وليس كما قاله.

الفرق بين العلم واليقين أن العلم معرفة الشيء على ما هو به أو اعتقاده واليقين هو سكون النفس بما علم وبهذا لا يجوز أن يوصف الله باليقين ويقال اليقين لا يزال بالشك وقلَّ أن يقال العلم لا يزال بالشك.

الفرق بين الشعور والعلم أن الشعور النظر الدقيق الموصل للعلم والعلم أعم.

الفرق بين المعرفة الضرورية والإلهام أن الإلهام ما يبدو في القلب من المعارف بطريق الخير فيفعل وبطريق الشر فيترك والمعارف الضرورية أربعة عند المشاهدة وعند التجربة وعند الإخبار وعند أوائل العقل.

الفرق بين العالم والمحقق أن المحقق هو المتطلب حق المعنى حتى يدركه ولهذا لا يقالان الله محقق وقيل التحقيق لا يكون إلا بعد الشك بخلاف العلم.

الفرق بين العلم والعقل أن العقل هو العلم الأول الزاجر عن القبيح وكل من كان زاجره أقوى كان أعقل ولهذا لا يوصف الله تعالى به وقال بعضهم العقل الحفظ يقال عقلت الدرهم أي حفظتها ومن هذا الوجه يجوز أن يقال الله تعالى عاقل أي حافظ إلا أنه لم يستعمل.

الفرق بين الذهن والعقل أن الذهن هو نقيض سوء الفهم وهو عبارة عن وجود الحفظ لما يتعلمه ولا يوصف الله تعالى به والعقل ما تقدم.

الفرق بين الفطنة والذهن أن الفطنة هي التنبه على المعنى وضدها الغفلة ويجوز أن يقال أن الفطنة ابتداء المعرفة من وجه غامض وكل فطنة علم لا كل علم فطنة والذهن ما تقدم.

الفرق بين الفطنة والذكاء أن الذكاء تمام الفطنة وفي الذكاء معنى زائد عن الفطنة.

الفرق بين الفطنة والحذاقة أن الحذاقة هي سرعة الحركة في الأمور وأصلها الحدة والتناهي فلما كان الله تعالى لا تتناهى معلوماته لم يجز أن يوصف بالحذاقة والفطنة ما تقدم.

الفرق بين الألمعي واللوذعي أن اللوذعي هو الخفيف الظريف مأخوذ من لذع النار وهو سرعة أخذها من الشيء والألمعي هم الفطن الذكي الذي تبين له عواقب الأمور بأدنى لمعة أي لوح له.

الفرق بين القريحة والطبيعة أن الطبيعة ما طبع عليه الإنسان أي خلق والقريحة فيما قال المبرد ما خرج من الطبيعة من غير تكلف وقولهم ماءٌ قراحٌ أي لم يخالطه شيءٌ وللأرض التي لا تنبت قرواح والشجرة إذا جاوزت الدهر قرواحة والفرس القارح القديم السن وأما القرح في الجلد والقرحة شبيهه.

الفرق بين العلم والفقه أن الفقه هو العلم بمقتضى الكلام على ما تأمله بخلاف العلم ولهذا لا يقال أن الله تعالى تفقه لأنه لا يوصف بالتأمل.

الفرق بين السمع والإصغاء أن السمع هو إدراك المسموع والإصغاء طلب إدراكه.

الفرق بين السمع والاستماع هو الإصغاء للمسموع ليفهم بخلاف السمع ولهذا لا يقال أن الله تعالى يستمع.

الفرق بين العلم والإدراك أن الإدراك موقوف على أشياء مخصوصة وليس العلم كذلك والإدراك يتناول الشيء على أخص أوصافه وعلى الجملة فالعلم يقع بالمعدوم ولا يدرك إلا الموجود والإدراك طريق من طريق العلم ولهذا العلم قوته ضعفه بالمدرك والدراية هي الفهم.

الفرق بين الإحساس والإدراك على ما قاله بعضهم أنه يجوز أن يدرك الإنسان الشيء وإن لم يحس به كما يدركه ببصره ويغفل عنه فلان فلا يعرفه وقال أهل اللغة لما أشعرت به أحسست به أي أدركته بحسك وفي القرآن: فلما أحسوا بأسنا وفيه: فتحسسوا من يوسف وأخيه أي تعرفوا بإحساسهم وقال بعضهم الحس هو أول العلم ومنه قوله تعالى فلما أحس عيسى منهم بالكفر أي علمه من أول وهلة ولا يجوز أن يقال الإنسان يحس بوجود نفسه.

الفرق بين العلم والاعتقاد أن العلم أعم فلا يلزم من العلم الاعتقاد بخلاف عكسه.

الفرق بين العلم والحفظ أن الحفظ هو العلم بالمسموعات دون غيرها من المعلومات ألا ترى لا يقال حفظت أن زيداً في البيت ولا يقال للعلم بالمشاهدات حفظ ويجوز أن الحفظ هو العلم بالشيء حالاً بعد حال من غير تخلل جهل أو نسيان ولهذا سمي حفاظ لقران حفاظاً ولا يوصف الله بالحفظ لذلك.

الفرق بين الذكر والتنبه أن الذكر هو العلم بالحادث بعد النسيان بخلاف التنبه.

الفرق بين العلم والإحاطة أن الإحاطة كالدائرة من كل وجه تجيء بمعنى العام وبمعنى القدرة وقد جاء لفظة الإحاطة في القرآن كثيراً منه قوله تعالى وكان الله بكل شيء محيطاً وقد أحاط بكل شيء علماً والله محيط بالكافرين والعلم ما تقدم.

الفرق بين المعروف والمشهور أن المشهور هو المعروف عند جماعة كثيرة والمعروف هو المعروف ولو عن واحد.

الفرق بين العلم والشهادة أن العلم أعم والشهادة أخص.

الفرق بين الشاهد والمشاهد أن المشاهد للشيء هو المدرك له رؤية وقيل رؤية أو سمعاً وهو في الرؤية أشهر ولا يقال أن الله لم يزل مشاهداً لأنه يقتضي إدراكاً بجله والشاهد هو يقتضي ذلك.

الفرق بين الشاهد والحاضر أن الشاهد للشيء يقتضي العلم بخلاف الحاضر ألا ترى أنه يقال حضره الموت لا شاهده الموت ولا يصح وصف الموت بالعلم.

الفرق بين الإعلام والإخبار أن الإعلام التعريض بما علم به والإخبار إظهار الخبر علم به أو لم يعلم.

الفرق بين العلم والتقليد أن العلم معرفة الشيء واعتقاده على ما هو به على سبيل الثقة والتقليد قوبل الأمر ممن لا يؤمن عليه الغلط بلا حجة.

الفرق بين النسيان والسهو أن النسيان إنما يكون عما كان والسهو يكون عما لم يكن يقال نسيت ما عرفته وبهذا يقال سهوت عن السجود الذي لم يكن ويقال النسيان عن ذكر والسهو عن ذكر وعن غيره.

الفرق بين السهو الغفلة أن الغفلة تكون عما لا يكون والسهو عما يكون وفرق آخر وهو أن الغفلة تكون عن فعل الغير ولا يجوز عن يسهى عن فعل الغير.

الفرق بين النوم والإغماء أن الإغماء سهو من مرض فقط والنوم سهو بمحدث من فتور جسم.

الفرق بين الظن والحسبان على قول بعضهم أن الظن ضرب من الاعتقاد والحسبان ليس بالاعتقاد.

الفرق بين الريبة والتهمة وكلاهما مذمومتان أن الريبة في الإنسان تورث شكاً في صلاحه مثلاً والتهمة تورث مقالاً فيه فكل مرتاب متهم وكل متهم ليس بمرتاب.

الفرق بين التصور والتخيل أن التصور لا يثبت على حال وقيل التخيل تصور الشيء على أوصافه والتخيل والتصور منافيان العلم كما أن الظن والشك ينافيانه.

الفرق بين الحماقة والرقاعة أن الرقاعة على ما قال بعضهم حمق مع رفعة وعلو رتبة ولا يقال أحمق إذا كان سيداً أو رئيساً أو ذا مالٍ أو جاه.

الفرق بين الحياة والعيش أن العيش سبب الحياة من أكل وشرب ونحوهما.

الفرق بين الحياة والروح أن الروح من قرائن الحياة والحياة عرض والروح جسم رقيق من جنس الريح وقيل هي جسم رقيق حساس وزعم الأطباء أن موضعها في الصدر من الحجاب والقلب وذهب بعضهم إلى أنها مبسوطة في جميع البدن وفيه خلاف كير وسمي جبرائيل عليه السلام روحاً لأن الناس ينتفعون به في دينهم كانتفاعهم بالروح وبهذا المعنى سمي القرآن روحاً.

الفرق بين الروح والمهجة والنفس والذات أن الروح ما تقدم والمهجة خالص دم الإنسان الذي إذا خرج خرجت روحه وهو دم القلب والنفس مشتركة يقع على الروح والذات.

الفرق بين الإهلاك والإعدام أن الإهلاك أعم من الإعدام فكل إعدام إهلاك وليس كل إهلاك إعداماً.

الفرق بين القدرة والقهر أن القدرة تكون على صغير لقدور كبيرة والقهر يدل على كبير المقدور.

الفرق بين الغلبة والقدرة أن الغلبة من فعل الغالب وليست القدرة من فعل القادر.

الفرق بين القهر والغلبة أن الغلبة من نتاج القدرة.

الفرق بين القادر والقوي أن القوة أخص والقوة أعم فكل قوي قادر لا كل قادر قوي.

الفرق بين القوة والشدة أن الشدة ليست من قبيل القدرة قال الله تعالى: أشد منهم قوة أي أقوى منهم وفي القرآن: ذو القوة المتين أي العظيم الشأن في القوة.

الفرق بين الشدة والصعوبة أن الشدة ما ذكرناه والصعوبة تكون في الأفعال دون غيرها.

الفرق بين الصحة والعافية أن الصحة أعم والعافية أخص.

الفرق بين الصحة والسلامة أن السلامة نقيض الهلاك والصحة نقيض السقم.

الفرق بين القدرة والطاقة أن الطاقة غاية مقدرة القادر واستفراغ وسعه في المقدور ولا يقال تعالى مطيق.

الفرق بين القدرة والاستطاعة أن القدرة أعم والاستطاعة أخص وكل مستطيع قادر لا كل قادر مستطيع.

الفرق بين القادر والمتمكن قال بعضهم معناهما واحد وبعضهم فرق والاستطاعة والتمكن من صفات المخلوقين.

الفرق بين الدوام والخلود أن الدوام هو استمرار البقاء في جميع الأوقات والخلود هو استمرار البقاء من وقت المبدأ والله تعالى موصوف بالدوام لا بالخلود.

الفرق بين الدائم والسرمد أن السرمد هو الذي لا فصل فيه بل اتباع الشيء بالشيء.

الفرق بين الخلود والبقاء أن الخلود استمرار البقاء من وقت له مبدأ وأصل الخلود اللزوم.

الفرق بين القديم والباقي أن الباقي هو الموجود لا عن حدوث والقديم ما لم يزل كائناً موجوداً والقديم على الحقيقة هو الذي لا أول لوجوده.

الفرق بين الأول والسابق أن السابق يقتضي أن يكون ثم مسبوق والأول لا يقتضي ثانياً ألا ترى أنك تقول هذا أول موجود ولد لفلان وإن لم يولد له غيره وأول عبد يملكه حي وإن لم يملك غيره وبهذا يبطل قول الملحدين أن الأول لا يسمى أول إلا بالإضافة إلى الثاني.

الفرق بين الحب والود أن الحب فيما يكون يوجبه ميل الطباع والود من جهة ميل الطباع فقط.

الفرق بين الإرادة والرضا أن الإرادة تكون الطاعة قبلها والرضا بها يكون بعدها أو معها والرضا نقيض السخط والسخط من الله تعالى إرادة العقاب فينبغي أن يكون الرضا منه إرادة الثواب.

الفرق بين الإرادة والمشيئة أن الإرادة لما يتراخى وقته ولما لا يتراخى والمشيئة لما يتراخى وقتها فقط.

الفرق بين المشيئة والعزم أن المشيئة تقدم والعزم إرادة يقطع بها المريد رؤيته في الإقدام على الفعل أو الإحجام عنه ويختص بإرادة المريد لفعل نفسه لأنه لا يجوز أن يعزم على فعل غيره.

الفرق بين العزم والنية أن النية إرادة متقدمة لتفعل بأوقات والعزم قد يكون متقدماً للمعزوم عليه بأوقات أو توقت ولا يوصف الله تعالى بالنية ولا بالعزم.

الفرق بين الإرادة والاختيار أن الاختيار إرادة الشيء بدلاً من غيره بخلاف الإرادة.

الفرق بين القصد والإرادة أن قصد القاصد مختص بفعله دون فعل غيره والإرادة غير مختصة بأحد الفعلين دون الآخر والقصد أيضاً إرادة الفعل في حال اتحاده فقط إذا تقدمته بأوقات لم يسم قصداً إلا أنه لا يقال قصدت أن أزورك غداً.

الفرق بين الهم والإرادة إن الهم إجراء العزيمة عند موافقة الفعل وقيل الهم تعلق الخاطر بشيء له قدر في الشدة والمهمات الشدائد.

الفرق بين الهمة والقصد أن الهمة اتساع الهم وقوته فتقول فلان ذو همة وذو عزيمة.

الفرق بين الغضب والغيظ أن الغيظ يكون من نفسه ولا يجوز أن يغضب على نفسه لأن الغضب إرادة الضرر للمغضوب عليه ولا يجوز أن يريد الإنسان الضرر لنفسه.

الفرق بين الهم والحزن أن الحزن على ما فات والهم على ما هو آت فقلته من غير الكتاب المذكور.

الفرق بين الغضب والسخط أن الغضب يكون من الصغير على الكبير ومن الكبير على الصغير والسخط لا يكون إلا من الكبير فقط.

الفرق بين العداوة والشنآن أن العداوة إرادة السوء لمن تعاديه والشنآن على قول بعضهم طلب العتب على فعل الغير لما سبق من عداوته.

الفرق بين المعاداة والمخاصمة أن المخاصمة من قبل القول والمعاداة من أفعال القلوب ويجوز أن يخاصم غيره من غير معاداة وأن يعادي غيره من غير مخاصمة.

الفرق بين الاختراع والابتداع أن الابتداع إيجاد ما لم يسبق إلى مثله بخلاف الاختراع.

الفرق بين الفعل والإنشاء أن الإنشاء هو إحداث الشيء حالاً بعد حال من غير ابتداءً على مثال بخلاف الفعل وقال بعضهم أن الإنشاء الابتداء والإيجاد من غير سبب والفعل يكون عن سبب قال آخرون الفعل إيجاد بعد أن لم يكن بسبب وبغير سبب والإنشاء ما يكون بغير سبب والوجه الأول أجود.

الفرق بين المبدئ والمبتدئ للفعل هو المحدث له ولا يقدر عليه إلا الله تعالى والمبتدئ بالفعل هو الفاعل لفعله من غير تتميمه.

الفرق بين العمل والفعل أن العمل إيجاد الأثر في الشيء بخلاف الفعل.

الفرق بين العمل والصنع أن الصنع ترتيب العمل وإحكامه دون العمل.

الفرق بين الجعل والعمل أن العمل إيجاد الأثر في الشيء والجعل بغير صورته.

الفرق بين الأخذ والتناول أن التناول أخذ الشيء للنفس خاصة والأخذ لنفسه ولغيره فهو أعم ويجوز أن يقال التناول يقتضي تسليم شيء بخلاف الأخذ قال الله تعالى وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم.

الفرق بين الواحد والفرد أن الواحد يقتضي الانفراد بالذات أو بالصفة والفرد نقيض الزوج.

الفرق بين الانفراد والاختصاص أن الانفراد ما تقدم والاختصاص انفراد بعض الأشياء بمعنى دون غيره.

الفرق بين الواحد والأوحد أن الأوحد من فارق غيره ممن يشاركه في فن من الفنون بخلاف الواحد.

الفرق بين الفرد والواحد أن الفرد يفيد التقليل دون التوحيد ولهذا لا يقال لله تعالى فريد كما يقال له فرد.

الفرق بين الواحد والمنفرد أن المنفرد يقتضي التخلي والانقطاع عن الغرباء ولهذا لا يقال لله تعالى المنفرد بالنون كما يقال يتفرد بالتاء المتخصص بتدبير الخلق وغير ذلك مما يختص به من صفاته وأفعاله سبحانه وتعالى.

الفرق بين الواحد والوحيد والفريد أن الوحيد والفريد يقتضي التخلي عن الأنيس ولا يوصف به إلا الله تعالى بخلاف الواحد.

الفرق بين التفرد والتوحيد أن التفرد بالفضل والنبل والتوحيد التخلي.

الفرق بين الوحدانية والوحدة أن الوحدة التخلي والوحدانية تقتضي نفي الأشكال والنظراء ولا يستعمل في غير الله تعالى واحد من طريق العدد.

الفرق بين الواحد والأحد أن الواحد لا ثاني له والأحد لا يقبل التجزي والواحد يختص بالصفات والأحد بالذات.

الفرق بين الكل والجمع أن الكل عند بعضهم هو الإحاطة بالأجزاء والجمع الإحاطة بالأبعاض.

الفرق بين البعض والجزء أن الجزء لا ينقسم وأن البعض ينقسم ويقتضي كلا والجزء يقتضي جمعاً.

الفرق بين الجزء والسهم أن الجزء من جملة ما أقسمت عليه والاثنان جزءٌ من العشرة والثلاثة ليست بجزءٍ منها لأنها لا تنقسم عليه وكل ذلك يسمى سهماً كما قال بعضهم.

الفرق بين الشبيه والمشبه أن الشبيه أعم والمشبه أخص.

الفرق بين المثيل والنظير أن المثيلين ما تكافآ في الذات والنظير ما قل نظيره في حسن أفعاله.

الفرق بين الصفة والهيئة من قبيل الأسماء واستعمالها في المسميات وليست الهيئة كذلك.

الفرق بين الجنس والنوع أن الجنس أعم من النوع والصفة.

الفرق بين الحظ والقسم أن كل قسم حظ وليس كل حظ قسماً.

الفرق بين النصيب والحظ أن النصيب يكون في المحبوب والمكروه والحظ لا يكون إلا في المحبوب.

الفرق بين الرزق والغذاء أن الرزق اسم لما يملك صاحبه الانتفاع به فليس كل ما يتغذى به الإنسان رزقاً كالمسروق وليس هو رزقاً للسارق إذ لو كان رزقاً له لما ذم عليه والرزق ما ينتفع به ليدخل الحرام والإلزام أنه لو عاش عمره بالحرام لم يكن له رزق وأما الذم علي فأمر آخر.

الفرق بين البر والصلة أن البر يكون بسعة الفضل وبلين الكلام وبالملقة بجهل (؟) القول والفعل والصلة بالمواصلة بالفضل.

الفرق بين البر والخير أن البر لا يكون إلا عن قصد والخير عن قصد وسهو.

الفرق بين الغنيمة والفيء أن الغنيمة اسم لما أخذناه من أموال المشركين بقتال والفيء ما أخذناه من أموالهم بغير قتال إذ سبب أخذه الكفر.

الفرق بين القرض والدين أن القرض يستعمل في الدين والنقد بخلاف الدين فكل قرض دين ولا كل دين قرض.

الفرق بين السخاء والجود أن الجود كثرة العطاء من غير سؤال والسخاء أن يلين عند السؤال.

الفرق بين الكرم والجود أن الجود ما ذكرنا والكرم على وجوه فيقال الله تعالى كريم أي عزيز وهو من صفات ذاته ومنه قوله تعالى ما غرَّك بربك الكريم أي العزيز الذي لا يغلب والكريم الحسن في قوله تعالى من كل زوج كريم ومثله وقل لهما قولاً كريماً أي حسناً والكرم بالفضل في قوله تعالى أن أكرمكم عند الله أتقاكم أي أفضلكم ومنه قوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم أي فضلناهم والكريم أيضاً السعيد في قوله عليه الصلاة والسلام إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه أي سيد قومٍ ويجوز أن يقال الكرم إعطاء الشيء عن طيب نفس قليلاً كان أو كثيراً هذا كلام من الكتاب وفي كتب الفقه أشياءٌ غير ذلك فلتراجع.

الفرق بين الكرم والإيثار أن الإيثار بذل الشيء مع الحاجة إليه بخلاف الكرم والجود والسخاء.

الفرق بين الشح والبخل أن الشح الحرص على منع الخير والبخل منع الحق.

الفرق بين الصمد والسيد أن السيد المالك والصمد يقتضي القوة على الأصوب.

الفرق بين سيد القوم وأكبرهم أن سيدهم هو الذي يلي تدبيرهم وكبيرهم هو الذي يفضلهم في العلم والسن والشرف.

الفرق بين مالك وملك أن مالك يفيد مملوكاً وملك لا يفيد ذلك لكنه الأمر بسعة القدرة على أن المالك بيان أوسع من الملك لأنك تقول الله مالك الملائكة والأنس والجن.

الفرق بين مالك ومليك أن المليك يقتضي المبالغة مثل سميع وعليم ولا يقتضي مملوكاً.

الفرق بين العظيم والكبير أن الكبير الذي ليس فوقه أحد وقد يكون من جهة الكثرة ومن غير جهة الكثرة ولذلك جاز بأن يوصف الله تعالى بأنه عظيم ولم يوصف سبحانه بأنه كبير فقط وقد يعظم الشيء من جهة الحسن ومن جهة التثقيف وفرق بعضهم بين الجليل والكبير بأن قال الجليل في أسماء الله تعالى هو العظيم الشأن الذي يستحق الحمد والكبير من يستحق صفة الحمد والأجلُّ من ليس فوقه من هو أجل منه.

الفرق بين الإله والمعبود أن الإله هو الذي يحق له العبادة فلا إله إلا الله وليس كل معبود يحق له العبادة ألا ترى أن الأصنام معبودة والمسيح معبود ولا يحق لها ولا له العبادة.

الفرق بين قولنا الله وبين قولنا إله أن قولنا الله اسم لم يسم به غير الله تعالى إلهاً على جهة الخطأ وأما قول الناس لا معبود إلا الله أي لا يستحق العبادة إلا الله.

الفرق بين قولنا يحق له العبادة وقوله يستحق العبادة أن قولنا يحق له العبادة يفيد على أنه صفة يصح أنه منعم وقولنا يستحق يفيد أنه قد أنعم واستحق.

الفرق بين الله وقولنا اللهم أن قولنا الله اسم وقولنا اللهم نداءٌ أي يا امه.

الفرق بين النصير والولي أن الولاية قد تكون بإخلاص المودة والنصرة تكون بالمعونة والتقوية ولا تمكن النصرة مع الولاء.

الفرق بين الحكم والقضاء والقدر والتقدير أن الحكم إلزام قد يكون عن خصومة وقد فصل الأمر على الأحكام مما يقتضيه الشرع والعقل والقضاء والفصل الأمر التمام (؟) وأما المقدر فهو على ما قاله بعضهم وجود القول على مقدار ما أراده ولا يستعمل إلا في أفعال الله تعالى وأما التقدير فيستعمل في أفعاله وأفعال عباده.

الفرق بين الرأفة والرحمة أن الرأفة أبلغ من الرحمة.

الفرق بين الضر والبؤس أن الضر يكون من حيث لا يعلم المقصود به والبؤس لا يكون إلا من حيث يعلم.

الفرق بين المضرة والإساءة أن الإساءة قبيحة والمضرة قد تكون حسنة نحو المضرة بالضرب للتأديب والتعليم.

الفرق بين الإمهال والإنظار أن الإنظار مقرون فيما يقع فيه النظر والإمهال فيه (؟) وقيل الإنظار تأخير العبد للنظر في أمره والإمهال تأخيره لتسهيل ما يتكلفه من عمله.

الفرق بين السرعة والعجلة أن السرعة التقدم فيما ينبغي أن يتقدم فيه وهي محمودة ونقيضها مذموم وهو الإبطاء والعجلة التقدم فيما لا ينبغي أن يتقدم فيه وهي مذمومة ونقيضها محمود وهي الأناة وأما قوله تعالى: وعجلت إليك رب لترضى فانه بمعنى أسرعت.

الفرق بين الهداية والإرشاد أن الإرشاد إلى الشيء هو التطريق إليه والتسنن له والهداية هي التمكن من الوصول إليه.

الفرق بين الخير والصلاح أن الصلاح هو الاستقامة على ما تدعو له الحكمة في الضر والنفع والخير أعم وأفعال الله كلها خير.

الفرق بين الصلاح والفلاح أن الصلاح ما يتمكن به من الخير أو يتخلص به من الشر والفلاح نيل الخير والنفع الباقي.

الفرق بين الفساد والقبيح أن الفساد هو التغيير عما تدعو إليه الحكمة والقبيح ما يزجر عن الحكمة.

الفرق بين الدين والملة أن الملة اسم لجملة الشريعة والدين اسم لما عليه كل واحد من أهلها.

الفرق بين بين العبادة والطاعة أن العبادة غاية الخضوع ولا تكون إلا لله والطاعة الفعل الواقع على حسب الإرادة ويكون للخالق والمخلوق.

الفرق بين الدين والشريعة أن الشريعة هي الطريق والدين ما يطاع به المعبود ولكل منا دين وليس لكل منا شريعة.

الفرق بين الإجابة والقبول أن القبول يكون للأعمال والإجابة للأدعية.

الفرق بين الحلال والمباح أن الحلال هو المباح بالشرع والمباح لا يعتبر فيه ذلك الشيء في السوق (؟) مباح لإحلال الحلال خلاف الحرام والمباح خلاف المحظور.

الفرق بين الإسلام والإيمان أن الإيمان طاعة الله الذي يأمن بها العقاب على ضدها والإسلام طاعة الله التي يسلم بها من عقاب الله هذا كلامه في هذا الكتاب وليس فيه فرق بينهما والفرق مشهور في مظانه في كلام القائلين بالفرق.

الفرق بين الفسق والفجور أن الفسق هو الخروج من طاعة الله بكبيرة والفجور الانبعاث من المعاصي فلا يقال لصاحب الصغير فاجر.

الفرق بين الظلم والجور أن الجور خلاف الاستقامة في الحكم والظلم قيل ضرر من حاكم أو غيره فهو أعم وقيل وضع الشيء في غير محله وقيل نقصان الحق والجور والعدول عن الحق.

الفرق بين القبيح والفاحش أن الفاحش الشديد القبح ويستعمل في الصورة فيقال الفرد قبيح الصورة لا فاحش الصورة ويقال فاحش القبح فاحش الطول أي جاوز الاعتدال مجاوزة حد الاعتدال مجاوزة فاحشة والقبيح ليس كذلك.

الفرق بين الحرام والسحت إن السحت مبالغة في حقيقة الحرام فيقال حرام سحت لا سحت حرام وقيل السحت الحرام الظاهر لأن كل سحت حرام لا كل حرام سحت ويجوز أن يقال السحت الحرام الذي لا بركة له.

الفرق بين الإثم والخطيئة أن الخطيئة قد تكون من غير تعمد ولا يكون الإثم إلا تعمداً.

الفرق بين الإثم والذنب أن الإثم لغة التقصير والذنب ما يتبعه الذم وقولهم للصبي أذنب مجاز.

الفرق بين الوزر والذنب أن الوزر ما يثقل صاحبه ومنه قوله تعالى ووضعنا عنك وزرك الذي والذنب ما تقدم.

الفرق بين العدل والقسط أن القسط هو العدل الظاهر البين والعدل قد يخفى.

الفرق بين الندم والتوبة أن التوبة أخص من الندم فكل توبة ندم ولا كل ندم توبة أما الحديث الندم تبة أي معظمها كالحج عرفة.

الفرق بين الاستغفار والتوبة أن الاستغفار طلب المغفرة والتوبة الندم على الخطيئة والإقلاع عنها والعزم على ترك العود ولا يجوز الاستغفار مع الإصرار.

الفرق بين التأسف والندم أن التأسف يكون على الفائت من فعلك وفعل غيرك والندم من أفعال القلوب يتعلق بفعل النادم وغيره.

الفرق بين العفو والغفران أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب ونيل الثواب ولا يستحقه إلا المؤمن ولا يستعمل إلا في الله تعالى ويستعمل في غيره شاذاً قليلاً والعفو يقتضي إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي نيل الثواب ويستعمل في العبد والمراد من العفو والغفران محو الذنوب.

الفرق بين الغفران والستر أن الغفران أخص فيجوز أن يستر عنه ولا يغفره.

الفرق بين الصفح والغفران أن الغفران ما ذكرناه والصفح التجاوز عن الذنب.

الفرق بين الإحباط والتكفير أن الإحباط يطال الحسنات بالسيئات والتكفير ضده.

الفرق بين الثواب والعوض أن العوض يكون على فعل المعوض والثواب لا يكون على فعل المثيب والثواب يقع مكافأة على الحقوق والعرض يقع على جهة المسامحة.

الفرق بين الثواب والأجر أن الأجر قد يكون قبل الفعل المأجور عليه بخلاف الثواب والثواب قد اشتهر في الجزاء على الحسنات والأجر يقال كذلك ويقال على معنى الأجرة على الانتفاع.

الفرق بين العذاب والألم أن العذاب أخص من الألم فإن العذاب هو الألم المستمر والألم مستمر أو غير مستمر.

الفرق بين الألم والوجع أن الوجع أهم من الألم.

الفرق بين العذاب والعقاب أن العقاب ينبئ عن استحقاق والعذاب يجوز أن يكون باستحقاق وبغير استحقاق.

الفرق بين البلاء والنقمة أن البلاء يكون ضرراً ويكون نفعاً والنقمة لا تكون إلا عقوبة وشدة وتسمى النقمة والبلاء لا يسمى نقمة.

الفرق بين الخوف والخشية أن الخوف يتعلق بالمكروه ومنزله والخشية تتعلق بمنزلة المكروه ولا يسمى الخوف من نفس المكروه خشية.

الفرق بين التخويف والإنذار أن الإنذار تخويف مع إعلام موضع المخافة وإن لم يعلم لم يكن إنذاره.

الفرق بين الخوف والفزع أن الخوف ما ذكرناه والفزع ما فاجأ الخوف عند هجوم عارض أو صوت ونحوهما وهو انزعاج القلب بتوقع مكروه عاجل.

الفرق بين الخوف والوجل أن الخوف يكون من متعد والوجل من غير متعد ومنه قوله تعالى: الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم.

الفرق بين الخجل والحياء أن الخجل معنى يظهر في الوجه ارتداعاً بقوة ويجوز أن يكون الخجل عما كان والحياء عما يكون.

الفرق بين الرجاء والطمع أن الرجاء هو الظن لوقوع الخير كالأمل والخشية والخوف ضدهما والرجاء لا يكون إلا من سبب والطمع ما يكون من غير سبب ولهذا مدح الرجاء وذم الطمع.

الفرق بين اليأس والقنوط أن القنوط أشد مبالغة من اليأس.

الفرق بين الكبر والجبروت أن الجبروت أبلغ من الكبر.

الفرق بين العجب والكبر أن العجب بالشيء شدة السرور به والكبر إظهار عظم الشأن وهي العزة والسلطنة.

الفرق بين الخشوع والخضوع أن الخضوع فعل يرى فاعله وأن الخضوع له وقه وأعظم منه والخشوع يكون في الكلام خاصة لقوله تعالى: وخشعت الأصوات للرحمن وقيل هما من أفعال القلوب.

الفرق بين التواضع والتذلل أن التذلل إظهار العجز عن مقاومة من يتذلل له والتواضع إظهار قدرة من يتواضع له سواء كان ذا قدرة على المتواضع أم لا.

الفرق بين التذلل والذل أن التذلل فعل المتصف به وهو إدخال نفسه في الحكم والذليل المفعول به من قبل غيره.

الفرق بين الخضوع والذل أن الخضوع ما ذكرناه والذل الانقياد كرهاً ونقيضه العز.

الفرق بين الذل والإهانة أن الذل ما ذكرناه والإهانة أن يجعل كالصغير لا يبالى به.

الفرق بين الذليل والمهين أن الذليل ما ذكرناه والمهين هو المستضعف.

الفرق بين الحقير والصغير أن الحقير من نقص عن مقداره المعهود والصغير يكون بالإضافة إلى من هو أكبر منه.

الفرق بين اليسر والقليل أن القليل يقتضي نقصان العدد واليسير ما يشتد تحصيله أو طلبه ولا يقتضي نقصان العدد.

الفرق بين الكثير والوافر أن الكثرة زيادة العدد والوفور إجماع أجزاء العدد حتى يكمل حجمه.

الفرق بين الجم والكثير أن الجم هو الكثير المجتمع والكثير قد يكون عن مجتمع.

الفرق بين العبث واللعب واللهو أن العبث ما خلا عن الإدارة والإرادة حدوثه واللهو واللعب يتناولها غير إرادة حدوثهما وقيل اللعب عمل للذة لا يراعى فيه داعي الحكم كعمل الصبي واللهو للعب واللعب قد يكون ليس بلهو.

الفرق بين المزاح والاستهزاء أن المزاح لا يقتضي تحقير من تمازحه بل إيناسه والاستهزاء يقتضي تحقير من يستهزأ به.

الفرق بين الاستهزاء والسخرية أن السخرية تدل على فعل شيء يشتق منه السخرية بخلاف الاستهزاء.

الفرق بين المزاح والهزل أن الهزل يقتضي تواضع الهازل لمن يهزل بين يديه بخلاف المزاح.

الفرق بين المزاح والمجون أن المزاح ما ذكرناه والمجون صلابة الوجه وقلة الحياء.

الفرق بين الحيلة والتدبير أن الحيلة ما أحيل به عن وجهه فيجلب به نفه أو يدفع به ضر والتدبير هو إصلاح أمره أو أمر من يلوذ به وقد لا يكون حيلة.

الفرق بين الكيد والمكر أن المكر كالكيد إلا أنه لا يكون إلا مع الفكر والكيد أقوى من المكر.

الفرق بين الحيلة والمكر أن من الحيلة ما ليس بمكر.

الفرق بين الغرور والخداع أن الخداع يستر عنه وجه الصواب ليوقعه في مكروه والخطر ركوب المخاوف رجاء بلوغ المراد.

الفرق بين الحسن والبهجة أن البهجة حسن الفرح تفرح به القلوب والحسن لا يقتضي ذلك.

الفرق بين الحسن والجمال أن الجمال ما يحمد من الأفعال والأخلاق وكثرة المال وليس هو من الحسن في شيء.

الفرق بين الجمال والبهاء أن البهاء بهارة المنظر بخلاف الحسن.

الفرق بين التمام والكمال أن التمام اسم للجزء والبعض الذي يتم به الموصوف بأنه تام والكمال اسم لأجماع أبعاض الموصوف.

الفرق بين البشاشة وطلاقة الوجه أن البشاشة إطلاق السرور عند اللقاء سواء كان أولاً وآخراً وطلاقة الوجه خلاف العبوس تكره الوجه عند اللقاء.

الفرق بين الطهارة والنظافة أن الطهارة تكون في الخلقة والمعاني والنظافة لا تكون إلا في الخلقة واللباس لا في المعاني.

الفرق بين القبيح والوحش أن الوحش الهزيل والقبيح في المنظر ويجوز أن يقال الوحش هو المتناهي في القباحة.

الفرق بين السرور والفرح أن السرور لا يكون إلا بما هو نفع أو لذة على الحقيقة وقد يكون الفرح ما ليس بنفع ولا لذة كفرح الصبي بالرقص مثلاً.

الفرق بين الغم والهم أن الهم هو الفكر في إزالة المكروه واجتلاب المحبوب والغم معنى لتغص القلب معه لوقوع ضرر كان أو يكون أو لتوهمه.

الفرق بين الهبوط والنزول أن الهبوط نزول يعقبة إقامة بخلاف النزول.

الفرق بين المحض والخالص أن المحض الذي لم يخالطه شيء والخالص هو المختار من الجملة كالذهب المصفى.

الفرق بين إخماد النار وإطفائها أن الإخماد يستعمل في الكثير والإطفاء في القليل.

الفرق بين النجم والكوكب أن الكوكب اسم للكبير من النجوم والنجم على علم الثريا في صغيرها وكبيرها.

الفرق بين الزلزلة والرجفة أن الجفة الزلزلة العظيمة الشديدة ولهذا سميت زلزلة الساعة رجفة.

الفرق بين الرجوع والإياب أن الإياب هو الرجوع إلى منتهى القصد والرجوع يكون لذلك أو لغيره.

الفرق بين المحق والإذهاب أن المحق يكون للأشياء الكثيرة ولا يكون في الشيء الواحد بخلاف الإذهاب ومن قوله تعالى: يمحق الله الربا يمحق ثواب عامله لقوله تعالى: ويربي لصدقات أي ثوابها.

الفرق بين العكوف والإقامة أن العكوف هو الإقبال على الشيء والإحساس فيه ومنه الاعتكاف والإقامة لا تقتضي ذلك.

الفرق بين الدنو والقرب أن الدنو لا يكون في مسافة بين شيئين والقرب عام في ذلك وفي غيره فيقال قلوبنا أن تتقارب ولا يقال تتدانى ويقال قرب بقلبه وإن كان بعيداً.

الفرق بين الوسط والبين أن الوسط يضاف إلى الشيء الواحد وبين يضاف إلى شيئين فصاعداً تقول قعدت وسط الدار لا قعدت بين الدار وبين القوم والوسط يقتضي اعتدال الأطراف ولهذا قيل الوسط العدل في قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطاً الآية.

الفرق بين الذوق والطعم أن الذوق ملابسة يحس بها الطعم وإدراك الطعم يتبين من ذلك الوجه يقال ذقته فلم أجد له طعماً.

الفرق بين الركون والسكون أن الركون السكون إلى الشيء بالجبلة والاتصاف والسكون خلاف الحركة وإنما يستعمل في غيره مجازاً.

الفرق بين الفرق بين التابع والتالي أن التالي فيما قال بعضهم هو الثاني وإن لم يتدبر بتدبير الأول والتابع إنما هو المتدبر بتدبير الأول.

الفرق بين قوله مالك لا تفعل كذا وبين قوله لم لا تفعل كذا إن لم لا تفعل كذا أهم لأنه قد يكون بحال إلى غيره ومالك لا تفعل بحال يرجع إليه.

الفرق بين النار والسعير والحريق والجحيم أن السعير هو النار الملتهبة والحريق النار الملهبة المحرقة والجحيم ناراً على نار وجمر على حمر.

الفرق بين النور والضياء أن الضياء ما يتخيل آخر النور.

الفرق بين النطفة والمني أن النطفة تفيد أنه ماء قليل والمني يفيد أنه مستقذر.

الفرق بين الصب والسكب أن السكب هو الصب المتتابع والصب يكون دفعة واحدة.

الفرق بين التبديل والإبدال أن التبديل على ما قال بعضهم تغيير الشيء عن حاله والإبدال جعل شيء مكان شيء.

الفرق بين الخوان والمائدة أن الخوان لا يسمى مائدة إلا إذا كان الطعام عليها وإن لم يكن عليها طعام فهو خوان.

هذا آخر ما علقناه من هذا الكتاب وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وفي غيره الفرق بين البشارة والتهنئة أن البشارة الإعلام بما يسر والتهنئة الدعاء بالخير للمرء بعد ما علم به ولهذا لما أنزل الله توبة كعب بن مالك وصاحبيه ذهب إليه البشير فبشره فلما دخل المسجد جاء الناس فهنؤوه. الفرق بين الحياء والإغضاء أن الحياء رقة تعتري وجه الإنسان عند فعل ما يتوقع كراهته أو ما يكون تركه خيراً من فعله والإغضاء التغافل عما يكره الإنسان بطبيعته.