مجلة المقتبس/العدد 60/مخطوطات ومطبوعات
→ أخبار وأفكار | مجلة المقتبس - العدد 60 مخطوطات ومطبوعات [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 1 - 2 - 1911 |
المنهج الأحمد
ألف العرب يوم كان علماؤهم يحسنون التأليف طبقات لرجال كل فن وعلم ذكر منهم صاحب كشف الظنون طبقات الأدباء (مطبوع) لابن الأنباري المتوفى سنة 577 وطبقات الاصبهانية لابن حيان البستي (354) وطبقات الأصوليين للسيوطي (911) وطبقات الأطباء (مطبوع) لابن أبي أصيبعة (668) وطبقات الأمم لصاعد ولابن سعيد المغربي وطبقات الأولياء لابن الملقن (804) وطبقات البيانيين للسيوطي وطبقات التابعين لابن النجار (643) وطبقات الثعلبي الموسوي والطبقات الجلالية للجلال الدواني (908) وطبقات الجنان وطبقات الحفاظ (مطبوع) للذهبي (748) وطبقات الحكماء لابن صاعد (548) وطبقات الحكماء (مطبوع) للقفطي (646) وطبقات الحنبلية وذيولها وطبقات الحنفية وذيولها وطبقات الخطاطين للسيوطي وطبقات الخواص للزبيدي (793) وطبقات الرواة خليفة بن خياط ومسلم بن حجاج والطبقات السنية في تراجم الحنفية للتميمي الغزي (1005) وطبقات الشافعية للسبكي (طبع) وذيوله وطبقات الشافعية للخيضري (894) وطبقات الشعراء لابن قتيبة (296) ويدخل فيها كتب كثيرة مثل شعراء الزمان وقلائد العقيان (مطبوع) وعقود الجمان والإشارة والإماء الشواعر وكتاب النساء الشواعر وأصداف الأوصاف وطرف الأدباء ومروج الزمان والباهر والنموذج الشعراء وجنى الجنان والغرة الطالعة والدرر الناصعة ومعجم الشعراء وشعراء الأندلس والكتب المؤلفة في الشعراء كثيرة منها يتيمة الدهر (مطبوع) للثعالبي ودمية القصر (مطبوع) للباخرزي وزينة الدهر في لطائف شعراء العصر للخيضري وفريدة القصر للأصفهاني والملح العصرية لابن القطاع والانموذج في شعراء القيروان لابن رشيق والحديقة لأبي الصلت أمية بن عبد العزيز وسر السرور للغزنوي وكتاب عمارة اليمني في شعراء عصره والمختار في النظم والنثر لابن بشرون الصقلي وطبقات الشعراء بالأندلس لابن ربيعة (310) والبارع واليتيمة والخريدة ومتعلقاتها وخبايا الزوايا والباهر وفحول الشعراء والدرر والغرر والحديقة وطبقات الصحابة والتابعين للبصري (230) وطبقاتهم لابن مندة (395) وأسد الغابة (مطبوع) وطبقات ابن سعد (مطبوع) والطبقات الصدرية وطبقات الصوفية للنيسابوري (412) وطبقات الطالبين للحسيني (588) وطبقات العلماء لابن الحميدة (630) وطبقات العلوم للأبيوردي (507) وطبقات عماد الدين بن كثير 774 وطبقات الفرسان لابن مثنى 210 وطبقات الفرضيين للسيوطي وطبقات الفقهاء للهمداني 521 ومثله لابن حبيب المالكي 240 وطبقات الفقهاء والمحدثين للهيثم بن عدي 207 وطبقات فقهاء ورؤساء الزمن لابن سمرة الجعدي 586 وطبقات القراء للداني 444 وصنف فيها الجزري 733 أجمع كتاب في هذا النوع والذهبي 748 وذيله غيرهم وطبقات الكتاب للسيوطي وطبقات اللغويين والنحاة له مطبوع وآخر للإشبيلي 379 وطبقات الفقيه للسكسكي وطبقات القاضي وطبقات المالكية لابن فرحون مطبوع 799 وطبقات المتكلمين لابن فورك 406 وللقاضي عياض بن موسى اليحصبي سماه ترتيب المدارك وللمرزباني أخبار المتكلمين وطبقات المجتهدين لابن كمال باشا 940 وطبقات المحدثين لابن الملقن 408 وطبقات المعبرين لابن الخلال وطبقات المعتزلة طبقت قطعة منه للقاضي عبد الجبار وطبقات المفسرين للسيوطي وغيره وطبقات النحاة للمبرد 284 وطبقات النسابين للحسيني 588 وطبقات النساك لابن الأعرابي 340 وطبقات همدان لابن الأنماطي وغير ذلك مما هو مطبوع مثل وفيات الأعيان لابن خلكان وذيله للصلاح الكتبي.
وفي خزانة الكتب الظاهرية بدمشق كتاب طبقات الحنابلة لابن رجب قال كاتب حلبي: طبقات الحنبلية لأبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين أبي يعلى الحنبلي الفراء الشهيد سنة 516 صاحب المجرد في مناقب الإمام أحمد وقد جعل هذه الطبقات على سير الطبقات الأولى والثانية على حرف المعجم وما بعدهما على تقديم العمر والوفاة وانتهى فيه إلى سنة 512 ثم ذيله الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد المعروف بابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795 وصل فيه إلى سنة 750 ثم ذيله العلامة يوسف بن حسن بن أحمد الحنبلي المقدسي مرتباً على الحروف فرغ من تأليف سنة 871 وذيله أيضاً الشيخ تقي الدين مفلح.
والغالب أن عبد الرحمن بن محمد العمري العليمي الحنبلي من أهل القرن العاشر ذيل على ما ذيله ابن مفلح في مجلد ضخم سماه المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد ونحن الآن نتكلم عليه وسنتكلم في فرصة أخرى على طبقات ابن رجب، قال العليمي في مقدمة كتابه بعد البسملة والحمدلة: أما بعد فهذا مختصر استخرت الله تعالى في جمعه وترتيبه وسألته المعونة لي بفضله وتهذيبه يتضمن نبذة من ترجمة أمامنا المبجل والحبر المفضل الرباني أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني أمام أهل السنة، وآخر المجتهدين من الأئمة رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة منقلبه ومثواه وأحواله ومناقبه وذكرمحنته وتاريخ مولده ووفاته وتراجم أصحابه رحمة الله عليهم فاذكر أولاً ما تيسر من مناقب الإمام رضي الله عنه ثم اذكر أصحابه الذين عاصروه فأبتدئ بذكر من توفي منهم قبله ثم اذكر من توفي بعده ثم اذكر من لم تؤرخ وفاته وعند انتهاء أسماء الأصحاب من الطبقة الأولى أبين منهم من اشتهر من أعيان أصحابه من الفقهاء الذين كانوا على مذهبه في الأصول والفروع ونقلوا عنه الفقه ونقل عنهم إلى من بعدهم إلى أن وصل إلينا وأسرد أسماءهم متوالية ليتميزوا عن غيرهم من أصحابه الذين قرؤوا عليه الحديث وغيره ورووا عنه من غير المشهورين بالتمذهب بمذهبه في فروع الفقه ثم ذكر أسماء الأصحاب من بعد الطبقة الأولى مرتباً على الطبقات والوفيات ومن لم اطلع على تاريخ وفاته ذكرت اسمه وما وقفت عليه من ترجمته والعصر الذي كان موجوداً فيه أن علمته وأوجزت لفظه حسب الإمكان وحذفت الأسانيد مما رويته فيه من الأحاديث الشريفة في بعض التراجم طلباً للاختصار وسميته بالمنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد.
وقد وقع هذا الكتاب في زهاء 850 صفحة من قطع الوسط وكان الفراغ من نسخة سنة 1195 على يد عبد الفتاح شطي البغدادي، وعليه خطوط بعض بني الشطي وقد قال المؤلف في آخره: وهذا آخر ما تيسر ذكره من فقهاء الحنابلة رحمة الله تعالى عليهم أجمعين ولم أترك ذكر أحد ممن يصلح أن يذكر في الطبقات إلا من لم اطلع على أمره فقد ذكرت في هذا المختصر جماعة من المتقدمين لم يذكرهم القاضي أبو الحسين وجماعة من المتوسطين لم يذكرهم الحافظ ابن رجب وجماعة من المتأخرين لم يذكرهم قاضي القضاة برهان الدين بن مفلح.
وهذا الكتاب مجموعة نفيسة لعلماء هذا المذهب في ألف سنة وفيه تراجم كثير من المشاهير ففيه عدا ترجمة الإمام أحمد ترجمة ابن الجوزي وابن قيم الجوزية وابن تيمية والقاضي أبي يعلي والقاضي يحيى بن أكثم والوزير ابن هبيرة وعشرات غيرهم ممن كانوا مخفر فقه أحمد بن حنبل وعنوان التقى والعلم وسعة التأليف والوعظ والإرشاد، وتراجم من لقوا الألاقي في سبيل تأييد مذهبهم ولا سيما في الامتناع عن القول بخلق القرآن وهي المسألة المختلف فيها بين العلماء على عهد المأمون الخليفة العباسي ومن بعده وذلك مثل أحمد بن نصر الذي قتل في خلافة الواثق لامتناعه عن القول بخلق القرآن أخذه الواثق فقال له ما تقول في القرآن قال: كلام الله قال: افترى ربك في القيامة، قال: كذا جاءت الرواية وأغلظ على الواثق في الخطاب وقال له: مه يا صبي، فدعا الواثق بالصمصامة وقال: إذا قمت إليه فلا يقومن أحد معي فإني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر الذي يعبد رباً ولا نعبده ولا نعرفه بالصفة التي وصفه بها ثم أمر بالنطع فاجلس عليه وهو مقيد وأمر بشد رأسه بحبل وأمرهم أن يمدوه ومشى إليه حتى ضربت عنقه وأمر بحمل رأسه إلى بغداد فنصب في الجانب الشرقي أياماً وفي الجانب الغربي أياماً.
وفيه أمثلة من الشدة عومل بها الحنابلة وعاملوا بها في قرون مختلفة ولا سيما في القرون التي أثار ثائرها التعصب المذهبي وأمثلة من معتقد رؤساء المترجمين في المسائل المختلف فيها مثل قول أبي بكر بن أبي داود السجستاني من قصيدة:
وقل غير مخوق كلام مليكنا ... بذلك دان الأتقياء وافصحوا
ولا تغل في القرآن بالوقف قائلاً ... كما قال أتباع لهم واسجحوا
إلى من يقول بعد إيراد ما يجب الاعتقاد به
ولا تكفرن أهل الصلاة وإن عصوا ... فكلهم يعصي وذو العرش يصفح
ولا تعتقد رأي الخوارج أنه ... مقال لمن يهواه يردي ويفضح
ولا تك مرجياً لعوباً بدينه ... إلا أنما المرجي بالدين يمرح
ومثل ذلك قول أبي الخطاب الكلواذني من قصيدة:
قالوا فهل لله عندك مشبه ... قلت المشبه في الجحيم الموصد
قالوا فهل هو في الأماكن كلها ... قلت الأماكن لا تحيط بسيدي
قالوا فتزعم إن على العرش استوى ... قلت الصواب كذاك خبر سيدي
قالوا فما معنى استواه ابن لنا ... فأجبتهم هذا سؤال المعتدي
قالوا فأنت تراه جسماً قل لنا ... قلت المجسم عندنا كالملحد
وممن أطال في ترجمتهم الوزير ابن هبيرة العالم الذي صنف في وزارته كتاباً في ذكر مسائل الفقه المتفق عليها والمختلف فيها بين الأئمة الأربعة المشهورين وجمع عليه أئمة المذاهب وأوفدهم من البلدان إليه لأجله بحيث أنه أنفق على ذلك مائة ألف دينار وثلاثة عشر ألف دينار وحدث به فجمع الخلق العظيم لسماعه عليه وكتب به نسخة لخزانة المستنجد وبعث ملوك الأطراف ووزراؤها وعلماؤها فاستنسخوه نسخاً ونقلوها إليهم حتى السلطان نور الدين الشهيد واشتغل به الفقهاء في ذلك الزمان على اختلاف مذاهبهم يدرسون منه في المدارس والمساجد.
هذا بعض ما حواه الكتاب من الفوائد وحبذا لو صحت همة الحنابلة على طبعه بعد أن طبع الشافعية والمالكية والحنفية والإمامية طبقات رجالهم فكتب الطبقات مفيدة من عدة وجوه وليس أحسن في تصور حال زمن من الرجوع إلى سير رجاله وما قالوه وفعلوه وحدث لهم وأحدثوه.
عبر الأردن
ظهرت في عالم المطبوعات في ألمانيا ثلاث مجلدات للرحالتين الألمانيين برونو ودمانسكي في وصف أصقاع عبر الأردن فجاءت متممة للرحلات التي كتبها الأوروبيون على فلسطين وما والاها وقد وصفا الصقع الواقع في لواء الكرك اليوم وهو من نهر الزرقا إلى بترا أي وادي موسى وصفاً جغرافياً مدققاً والطريق الروماني من مادبا إلى وادي موسى والطرق المتشعبة منه ووصفا وادي موسى وإذرح والطريق الروماني من اذرح إلى عين صدقة والعقبة، ومن الخرائب الرومانية واليونانية والعربية والنبطية مالم يشر إليه السائحون في تلك الأرباض من قبل، ومن الآثار التي وصفت مع صورها محطة الحج وهو حصن روماني قديم وكثر ربة وذات رأس وطوان واذرح وفي هذه معسكر روماني وكنيسة يونانية وقد استغرق الكلام على وصف وادي موسى زهاء ثلثمائة صفحة وفي المناظر التي أوردها السائحان في كتابهما تتمثل للقارئ الأربع صخور الرئيسة المطلة على الوادي ثم وصفا أشكال النواويس المحفورة في الصخر وصفاً تاريخياً والأبراج المحفورة هناك في بيوت كان يسكنها سكان وادي موسى، ومعظم القبور التي حفرت على مثال قبور الحجر يرد عهدها إلى الملك أرتياس الرابع (أي 9 و 30 سنة قبل المسيح وبعده) وليس في وادي موسى أعمدة من قبل الحكم الروماني عليها، ووصفا قصر فرعون وخزنة فرعون ورجحا بما رأياه من صور أبي الهول وإيزيس ورؤوس الحملان أن تلك البلاد تأثرت بالمدنية المصرية والمسلتان الموجودتان في النجر تمثلان ربي النبطيين دوزارس واللات ويستدل منها أنها كانت مركز عبادة النبط قبل العهد اليوناني بستة قرون على الأقل، وقد دخلت المدينة اليونانية إلى وادي موسى على عهد البطالة وبذلك يستدل على اختلاط العنصرين المصري والسوري، ولم تستقل مملكة النبط هذه إلا في أواخر القرن الثاني عندما انحطت دولة البطالة والسلوقيين وظل القول الفصل فيها للمدنية اليونانية إلى عهد أرتياس الرابع (85 - 60 ق م) ولما تجزأت المملكة النبطية إلى ولايات رومانية بقيت محتفظة بمكانتها، وفي أواخر القرن الثالث للمسيح عاد إلى وادي موسى استقلاله، والغالب أن غارات الساسانيين الفرس على هذه البلاد اضطر بترا أن تنقطع عن إنشاء القبور وصك النقود، وقد وصف المؤلفان 851 مصنعاً من مصانع بترا من مثل القبور والمعابد والمذابح وأجادا في وصف جبل هرون ووادي صبرة والحدود الشرقية من هذه الولاية العربية من معان في الجنوب الشرقي من بترا إلى بصرى وأطلقا عنان القلم لوصف ما وقعت أنظارهما عليه من العاديات والمصانع ووصفا بلاد حوران ولا سيما درعا والسويداء واتيل وقنوات وقرى اللجاة وما فيها من الآثار مع بيان المسافات وطبائع البلاد ورسمها وتقاويمها بالصور والمصورات وشفعا كتابهما ببيان تخوم البلاد العربية وتقسيم مدن سورية وفلسطين وفينيقية والعربية كما كانت في عصور مختلفة كل ذلك مع أسماء الملوك الأقدمين الذين حكموا البلاد.