الرئيسيةبحث

مجلة المقتبس/العدد 60/كتاب البئر

مجلة المقتبس/العدد 60/كتاب البئر

بتاريخ: 1 - 2 - 1911


من مصنفات إمام أئمة اللغة والأدب أبي عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي توفي سنة ثلاثين ومائتين رحمة الله عليه

ترجمته في ص 207 من كتاب نزهة الأدباء

عني بنشره وتعليق حواشيه السيد محمود شكري الآلوسي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن الخشاب النحوي قراءة عليها وأنا أسمع بجامع القصر من مدينة السلام يوم الجمعة ثالث عشري شهر الله الأصب من سنة خمس وخمسين وخمسمائة، قال أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين الفراء قال أنبأنا الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، قال أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الحزاز قراءة عليها في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

قال قرأ هذا الكتاب أبو الحسن الرزاز علي بن عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وأنا حاضر أسمع قال حدثنا أبو العباس أحمد يحيى ثعلب عن ابن الأعرابي قال وقرأه الرزاز أيضاً على أبي عمر محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب على معنى التصحيح قال: صفة البئر عن ابن الأعرابي.

قال وأخبرني أيضاً الشيخ الإمام المهذب أبو الحسن علي بن عبد الرحيم بن الحسن بن عبد الملك بن إبراهيم بن عبد الملك السلمي الرقي قراءة عليه بمدينة السلام في منزله في شعبان من سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وسمعته أيضاً من قراءته قال: أخبرنا الشيخ الحافظ أبو الفضل محمد بن الناصر بن محمد بن علي بن عمر السلامي والفقيه أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصار في قراءة عليهما في صفر سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة فأقر به قال: أخبرنا الشيخ أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي قراءة عليه في يوم الجمعة خامس عشر صفر من سنة إحدى وتسعين وأربعمائة فأقر به قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قراءة عليه وأنا أسمع في المحرم سنة إحدى وخمسين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن زكريا ابن حيويه الحزاز قراءة عليه في يوم الأربعاء النصف من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة قال: قرأ أبو الحسن الرزاز رحمة الله تعلى على أبي عبيد الله محمد ابن أحمد الحكيمي سنة أربع وثلاثين وأنا حاضر أسمع، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب عن ابن الأعرابي وقرأه الرزاز وأنا حاضر أسمع على أبي عمر محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب على معنى التصحيح قال:

صفة البئر

عن ابن الأعرابي قراءة على أبي العباس أحمد بن يحيى النحوي عن أبي عبد الله محمد بن زياد الأعرابي قال: يقال للأرض إذا لم يكن فيها حفر فحفر فيها أرض مظلومة قال الشماخ:

وأس رماد كالحمامة ماثل ... ونؤيان في مظلومتين كلاهما

ويقال إذا حفر قعدة الرجل أو قعدتين قيل حفراوقة أو اوفتين قال الشاعر:

وانغمس الرامي لها بين الأوق

قال أبو عمر: هو أوقة بالفتح وجمعها أوق كذا سماعي من ثعلب قال أبو العباس: الأوقة بئر الصائد التي يستتر فيها من الوحش فإذا ابتدأ حفر البئر فهي بدء فإذا حفر إلى أسفل قيل قد اعتمق وامتعق وحفر معيق وعميق وإذا أخذ جانبها قيل قد لجف قال الشاعر:

إذا انتحى معتمقاً أو لجفا

ويقال لجانب البئر الجال والجول وأنه لغير ذي جول أي أنه قليل العقل وأنه لغير متماسك الجول يقال ذلك للرجل إذا كان يحمق فغذا حفرها حتى يبلغ الماء قيل قد أنبطها والماء هو النبط وفطرها إذا كان هو ابتدأها

واختصم إلى ابن عباس رضي الله عنهما رجلان في بئر فقال أحدهما بئري أنا فطرتها أي ابتدأتها واستخرجتها.

فإذا أنفذتها في الجبل قيل بئر خسيف وهي التي خسف جبلها قال الشماخ:

من الكلى في خسف رويات

ويقال حفر حتى أعان وأعين أي حتى استخرج الماء وحفر حتى أصلد إذا وقع موضع صلب أو على حجر وكذلك اكدى قال أبو زبيد: يا عثم أدركني فإن ركيتي ... صلدت فأعيت أن تبض بمائها

وحفر فاجبل وقع على جبل وأسهب وقع على رمل أو تراب يغلبه.

ويقال لتراب البئر البغيثة والنبيثة والنثيلة والثلة والسفاة قال الهذلي:

وقد أرسلوا فراطهم فتأثلوا ... قليبا سفاها كالاماء القواعد

ويقال ماء نمير إذا كان يوافق الشاربة وينجع في جلودها وأجسامها عذبا كان أو غير ذلك قال حاتم:

قد جعلت والحمد لله تقر ... من ماء عد في جلودها نمر

قال أبو عمر: تقر تسكن من قولك وقر يقر إذا سكن ويقال ماء شريب عذب وشريب أيضاً ثقيل وماء مأج وقد مؤج يمؤج مؤجة ومياه مائجة.

وأسماء البئر

الركية والجمع ركايا، والقليب والجمع قلب، والفقير وهي التلي فقر جبلها فاتخذت حديثاً، والطوي والجمع أطواء، والبدني وهي الجديدة الحفر وهي الواسعة الرأس لأنها ربما تقوضت واتسع رأسها وربما كانت غير بعيدة القعر، والبدي حي تبتدأ وهي القريح وقال بعض الأعراب البدي يحفر للغرس يريد الغسيل والماتح يضع رجلاً على هذا الجانب ورجلاً على هذا الجانب الآخر.

والبدي مربعة وهو يمنح منها بيده بغير قامة فإذا دور رأسها فهي القليب ويقال لفم البئر شحوتها وجرابها جوفها من أعلاها إلى أسفلها ويقال بئر شديدة الجراب إذا لم تحتج أن تطوى والبئر والركية انثيان والقليب والعلوي ذكران قال أبو عمر: القليب والطوي يذكران ويؤنثان والشطون من الركايا التي في جوانبها عوج لا يخرج دلوها إلا بحبلين.

فإذا طويت بخشب فهي معروشة وقد عرشت تعرش عرشا والمزبيرة المطوية بالحجارة وغير الحجارة يقال زبرئها زبرا وضرستها اضرسها ضرسا طويتها بالحجارة وإذا استقي بالدلو من البئر باليد قيل بئر متوح وإذا كانت على بكرة بنزع باليد نزعا قيل نزوع ونشوط التي إنما حبلها نشطة واحدة وبئر أنشاط إذا خرج دلوها بجذبة واحدة قال أبو عمر: إنما هو أنشاط بالفتح جمع نشوط قال أبو محمد يوسف بن الحسن: روى الطوسي وغيره إنشاط بالكسر ويجوز أنشاط بالفتح جميعا ويقال ماء رفق وهو القريب الغشا القصير الرشا وماء عضوض بعيد القعر وأنشدنا:

أبيت على الماء العضوض كأنني ... رقوب وما ذو سبعة برقوب

وماء مدرع قريب من المرعى قال أبو عمر: إنما هو مدرع بفتح الراء وباسط بعيد وماء مطلب إذا أبى أن يطلب وبئر نضوض وبروض ورشوح الأصل رشوج بالجيم قال أبو عمر إنما رشوخ بخاء معجمة ومكول هي التي يجتمع ماؤها قليلا يقال قد اجتمعت فيها مكلة وإذا كانت لا يؤخذ ماؤها إلا غرفاً فهي قدوح ويقال قدحتها أقدحها قدحا وإذا كانت بأتي ماؤها مرة ويذهب أخرى فهي الظنون وإذا كانت إذا استقي ماؤها جمت بماء آخر قيل بئر جموم وإذا كانت إذا قلت الأمطار قل ماؤها قيل بئر قطوع وأصابت الناس قطعة إذا غار ماؤهم واقطع الماء وهو مقطع وقاطع وقد قطع.

وإذا كانت البئر حبلها عن لعوج في جرابها قيل بئر يون وبئر زوراء ودحول إذا كان في خلقها عوج وإذا كانت البئر إلى جنبها بئر أخرى تضر بها قيل بئر ضنيط وبئر مأطورة مثلها وبئر سك إذا كانت ضيقة وأنشدنا:

صبحن من وشجى قليبا سكا

قال أبو عمر: وشجى محركة ويقال بئر ذمة قليلة الماء وبئر فراط وهي التي من سبق إليها ليس لأحد أن يمنعه وبئر جموم سريعة رجوع الماء ويقال للماء إذا خرج من عيونه فارتفع في البئر جم يجم جما والماء نف الجم ويقال استق من جم بئرك وقال الغنوي: وسئل ما مالك فقال ساحات فيح وعين هزهز قريبة مرتكض المجم أي يجم ماؤها سريعاً وهزهز يهتز بالماء الصواب هزهز قال أبو عمر: سألت أبا العباس عن هذا الحرف مراراً فقال هزهز على لفظ هديد قال وإذا كان يغرف منها باليد قيل بئر غروف وإذا دام ماؤها في المطر والقيظ قيل بئر واتنة وقد وتنت تتن وتونا وإذا كانت كثيرة الماء قيل بئر قليذم وأنشد:

إن لنا قليذما هموما ... يزيدها مخض الدلا جموما

وإذا لم ينزح ماؤها قيل بحرها لا ينكف ولا ينكش ولا يوبى ولا يغضغض ولا يفرض ولا يفثخ وبئر سعبر والخضرم والعليم الغزيرة وبئر ماهة وبئر مئة كثيرة الماء وبئر نبط التي يخرج ماؤها من عرضها ويقال للبئر إذا قل ماؤها غار يغور غورا وغؤرا وقد نكزت أيضاً قال:

فظلت بأعراف كأن عيونها ... إلى الشمس بل تدنو ركين واكز

أنكزت تنكز نكوزاً وهي ناكز وإذا اندفنت ثم أخرج ترابها وليس بجديد قيل بئر نثول والجمع نثل وإذا اندفنت قيل بئر دفن ودفان وإذا عطلت حتى تخرب قيل بئر سدم والجمع اسدام فإذا كانت عادية فالتقطت والتقاطهم إياها وقوعهم عليها قيل بئر لقيط وبئر خفية مثلا وكانت قديمة لأمة من الأمم فالتقطت وعد ما كان نبضه من الأرض يجم عشر قيم إلى ثلاثين قامة وإذا كان في طي البئر حجر نادر فهو العقاب يقال لصلح عقاب بئرك فيخرج حجراً في الطي فيقدم ليقوم عليه قال والثعلبة أن يجذب الحيل عن حجر ناتئ في جانب البئر قال:

لو أن سلمى شهدت مطلي ... تمتح أو تدلج أو تعلي

إذاً لراحت غير ذات دل

وقال آخر:

أكل يوم قائل أبن أبن ... دلوك عن حد الصفيح واللبن

والثمت أن تكون كالبئر إلا أنه لا تكون من عيون إذا انقطع حفر ذراعان أو قامة فيخرج فيشرب أياماً ثم ينقطع والحسى دائم لا ينقطع والجمع احساء وحساء، والحسى يسمى الكر وإذا تغير الماء في القليب قيل قد عرمض وسجس الماء في القليب وهو الصرى والصرى مقصوران يقال ماؤها صرى فاستق من غيرها ويقال أجن وأسن يأجن وبأسن اسنا واجونا وأسن أسنا وإذا علته جليدة من طول الترك قيل دوى يدوي تدوية وماء داو كما ترى فإذا علنها خضرة قيل قد طحلب وعرمض وغلفق ويقال بئر ذات طاق إذا كان فيها دور وهي حروف نادرة وعرش البئرة خثبلتها التي يستظل بها عليها يطرح الثمام قال الراجز:

أكل يوم عرشها مقيلي ... حتى ترى المئزر ذا الفضول

مثل جناح السيد الغسيل

ويقال محشوشة وحشوا بئركم أي اكسوها وبئر مجهودة إذا نقيت حتى حمأتها ويظهر حر طينها فقد جهرت تجهر جهراً والاذاء حجر يجعل في مصب الدوا لئلا يخرق الماء الحوض وهو في بئر الماشية والإبل وفي بئر الذرع والقف والدعامة مقام الساقي في أعلى البئر وإنما سميت دعامة لأنه يدعم بها طي البئر فيضغطه وهما شجرتان يدعمان طي البئر قال الشاعر:

لما رأيت أنها لإقامه ... واتني ساق على سامه

جذبت جذبا زعزع الدعامة

والمثابة مقام الساقي أنشد أبو الجراح:

يا عين بكي عامراً يوم النهل ... قام على مثابة زلج فزل

والشجار خشبتان على جانبي البئر عليهما عارضة ودون العارضة بقدر ذراع أو ذراعين عارضة أخرى والنعامتان خشبتان فيما بين العارضتين في كل جنب واحدة فتانك النعامتان وفيها المحور والمحور مشدود بحبل إلى العارضة وأنشد:

لولا الزمام اقتحم الاجاردا ... بالغرب أو دق النعام الساجدا

وإذا كانت عارضتا البكرة وعضدها من حديد كان أو خشب الوالج فيها والبكرة إذا كانت على ركية جرود فهي محالة الإبل واذا قالوا تعوب فهو خشبة مدورة عظيمة لها أسنان فيها كأسنان الرحى قال الشاعر:

كأن صوت نابه الاذب ... صريف خطاف بقعوقب

ويقال للذي يجري عليه الحبل من البكرة الحرث واذا كان الشجاران من بناء طين أو حجارة فهما الزرنوقان والقرنان قال الشاعر:

تأمل القرنين فانظر ماهما ... احجرا ام مدرا تراهما

فإذا وقع الحبل من البكرة وعضد بها قيل مرس الحبل وامرسته انا فيقال امرسه اي أخرجه قال الشاعر:

بئس مقام الشيخ امرس امرس ... اما علي قعو واما اقعلسس

والمرس اسم الحبل قال أبو العباس امرسه القاه بين الخد والبكرة وامرسه اخرجه وقد مرس الحبل نفسه قال الشاعر:

ولا تلمسوا لي الأرض فيا فإنني ... اخاف عليكم قامتى حين تمرس

في نوادر ابن الأعرابي وليس من الكتاب:

ولا يلمسوا لي الأرض فيا فإنني ... اخاف عليكم حيتي حين تلمس