مجلة المقتبس/العدد 55/الألفاظ السريانية في العربية العامية
→ ظلامات عصر الظلمات | مجلة المقتبس - العدد 55 الألفاظ السريانية في العربية العامية [[مؤلف:|]] |
غرف التجارة ← |
بتاريخ: 1 - 9 - 1910 |
اللغة السريانية من أمهات اللغات السامية وهي من أصول اللغة العربية ولو بحثت في أصول الألفاظ العربية لرأيت بعضها سريانيا في الأصل كما دخل إليها ألفاظ كثيرة من العبرانية والحبشية والفارسية على نحو ما حققه المحققون من الباحثين في أصل اللغات.
كان للسريانية شأن عظيم حتى قال بعضهم أن السريانية كانت لسان آدم أبو البشر وتعدى بعضهم فادعى أن لسان أهل الجنة السريانية وذهبت عصابة من العلماء إلى أن السريانية أصل لغات الآدميين بدليل ما وقع في أسفار موسى من تسميات تقرب كل القرب من الألفاظ السريانية معنى ومبنى وعلى كل فهي بكر لغات النوع الإنساني وهي من أعرقهن في القدم وأول من انطلق لسانه على ما نعهد آرام بن سام فتناقلها الآراميون أخلافه ممن أطلق اسمهم حيناً من الدهر على السوريين أو السريان الذين عمروا بلاد كلدان وأشور وسورية والمراد بالسوريين غير الأثوريين النازلين من صلب آثور أو آسور بن سام من كانوا يسكنون عبر الفرات ولما دوخ ملوك أشور سورية عدَّ الأشوريون والسوريون شعباً واحداً ولما اقتسموا الملك عرف من أقام عبر الفرات بالأشوريين وقد تكلم بهذه اللغة السريانية سكان أورشليم بعد السبي البابلي وأكثر نصارى البطريركية الإنطاكية والموارنة وأما أشهر فروعها فأولها البابلي وهو أفصحها وأوضحها وأبقاها كتبت به أسفار العهد القديم من الكتاب المقدس وثانيها الأورشليمي الذي تكلم به اليهود بعد جلائهم من بابل فتناسوا العبرانية وتلقفوا الكلدانية فشابوها ببعض ألفاظ من لغتهم وسميت لغتهم العبرانية لأن اليهود كتبوها بالعبرية وهي كلدانية سريانية والثالثة السريانية الإنطاكية وبها كتبت تب الدين عند الموارنة وكانت شائعة في البلاد العربية والحبشة وقسم من بلاد الأرمن وما بين النهرين وسورية ولبنان وفينيقية وأنطاكية.
والى اليوم لا يزال أثر ضئيل للسريانية أثناء المفردات العربية في كلام أهالي شمالي لبنان كما أن أهل بشراي وحصرون وبعض القرى المجاورة لهما كانت تتكلم بالسريانية في أواخر القرن السابع عشر ولا يزال إلى اليوم أهل معلولا من جبل قلمون يتكلمون باللغة السريانية مع اللغة العربية وقريتان بجوارهما.
وهاك الآن أسماء بعض قرى الشام التي هي سريانية الأصل:
(داريا) الدور. (بيتما) بيت اليتيم. (بيت لهيا) بين الآلهة. (زملكا) سلاح الملك. (كفر مشكا) قرية الجلود. (كفرسوسة) قرية الفرس. (كفر قوق) قرية الأكواز. (معربا) المغرب. (المعرة) المغارة. (راشيا) الرؤوس. (البقاع) السهول.
وإليك أسماء بعض قرى لبنان وأكثر أسمائها سريانية:
(بكفيا) الموجودة بين الحجارة. (بسرين) الحومات. (حبرمون) رفيق من أنت. (مزمورا) الترنيمة أو الأنشودة. (عينات) عين أبي. (رمحالا) الرمل العالي. (رشميا) رأس المياه أي أعذبها. (شرتون) صدقتموني. (شوريت) العرق. (بيت مرى) دار سادتي. (البتير) المسكن. (بسكنتا) محل العدل. (بلعشمية) قرية السماء. (برمانا) ابن من أنت. (بتغرين) سوق التجار. (بتعلين) مأوى الثعالب. (عينطورا) عين الجبل. (الشوير) سور. (عين عار) عين الغار. (قرنابل) قرن الأيل. (العاقورة) العين الباردة. (بجة) الجنة البستان. (جعيته) الصادحة. (درعون) الذراع. (حدشيت) أحد الستة. (عين جوبا) عين الحب. (عاليتا) العالية. (عمشيت) مع الستة. (ميروبا) المياه الغزيرة. (راسكيفا) رأس الحجر. (رشعين) رأس العين. (شمسطار) شمس الجبل. (أيطو) القيظ. (بتحلين) بيت الحلوين. (أسيا) الطبيب. (بشتودار) مكان الشر. (إهدن) الجنة. (حردين) انظر إذاً. (حدتون) الجديدة. (مجدليا) البرج. (راشانا) سيد المان. (ياريتا) الوارث. (نيحا) الهادئ. (عين تورين) عين الجبال. (رام) العالي. (شاتين) الستون. (شبطين) القضبان. (تنورين) التنانير. (زغرتا) الصغيرة. (الدوق) المنظر. (قزحيا) كنز الحياء. (كفرحى) مكان الحي. (كفرزيتا) حقل محل القضاء. (كفرتعلا) حقل الثعلب. (مليتا) الملآنة. (ريحات) الأكام. (بطرام) بيت العالي. (بطرومين) بيت السادة. (كفرحانا) الحقل الجديد. (كفرعقا) حقل العقد. (عابا) الحصن.
هذه نموذجات من أسماء القرى وهناك كثير من الألفاظ الشائعة في اللغة الدارجة في سورية وهي من أصل سرياني وتجد أكثر هذه اللفظات في لغة أهل جبل لبنان فمن ذلك قول الم لولدها ردعاً له وتخويفاً من أن يمس شيئاً يؤذيه (أوواوا) وهي كلمة وعيد. و (واوا) ويل ويل والمعنى إن مسست ذلك الشيء المؤذي فويل ثم الويل لك. وقولهم (الشكارة) للدلالة عَلَى النذر اليسير وهي في الأصل السرياني تدل عَلَى البقعة من الأرض فيقولون مثلاً: فلان عنده شكارة كرم وفلان مربي شكارة دود حرير وزرع له شكارة قمح.
ويقولون عمن يتروى في أموره (فلان يتبحر في أموره) أي يتفحص. ويقولون (بحش الأرض) حفرها ويقولون أيضاً بحوش بمعنى نبش وحفر. ومنه قولهم (الولد يبعط) وهي لبط. ومنه (جهجه الضوء) أي انبلج الصبح. ومنه (كعيت) أي عجزت. ومنه (عمل له كعرة أيما كعرة) أي صاح به وانتهره زاجراً. ومنه (جرجره) أي جره. ومن ذلك (زرع دليل) أي متفرق هنا سنبلة وهناك أخرى. (دلف بيتنا) أي وكف وقطر. (دندل) دلى. (دقر الباب) أوصده. (دحيناهم) محقناهم وأفنيناهم. (طلعت هبلة الماء) أي بخاره. (يزعق الولد) يصرخ ويصيح. (زفر ثيابه) وسخها ودنسها. (زرب الماء أو زرزب أو ذرف) نضح وانهرق. (انقطع حيله) قوته وحوله. (رحيص الدابة) شدها وربطها. وينعتون الرجل الداهية الشديد المكر بكلمة (حرح) أي المكار المحتال الذي لا يؤخذ من وجه.
وربما قال بعضهم أن بعض هذه الألفاظ من مفردات العربية الفصحى ولكن لها في بعض التعابير من المعاني مل يحمل عَلَى أن يقطع المرءُ بأنها سريانية المبنى المعنى والوضع والمولد.
ومن ذلك طرطوع من يخلط في كلامه لخفة عقله. (طرش ثيابه) أي لوثها وقذرها. (أطرشوه ماءً) رشحوه وأنضحوه. ومنه يطرشون بيوتهم بالكلس أو بالحوارى وهي سريانية (يما ويما وجد) ويما البحر أو اليم ما يشيرون إليه يضارع أمواج البحر غزارة. كبس العجل روّضه.
كوّش أو كوش الزبالة جمعها وكومها. وتقول العجوز لجارتها تغزل صوفاً وغيره إذا ما تكدرت منها خرب الله كوشتك تريد أحل الله ما تكوم من خيوط ساق مغزلك. تلوش العجين تعجنه وتعركه. ومن صلواتهم الميامر واحدها ميمر قطعة حسنة ينشدون بعضها خلال القداس بلحن. ومنه دعاءٌ لموتاهم الله ينيحهم والله ينيح نفوسهم أي يريحهم ويمتعهم بالراحة. ومن دواثر لغتهم قولهم قلبي سايف أي فإن وتالف. الساعور المفتقد والزائر والعائد. عقوس الزنبور الحمة وإبرة الزنبور التي يلسع بها فيقولون عقسة الزنبورأي لسعته. العتيد الآتي والمقبل. داء الفالج من شق وشطر والفالج يصيب عادة شطراً من الجسم فيقطعه عن الحركة أو يأخذ منه الاسترخاء. الدم يفلفلك يلوثك ويمرغك كأن يقال قتلك الله وضرجك بدمائك. فرط الثمر نثره. فرم اللحم والتبغ هبره وقطعه إرباً إربا.
فرافيط الخبز فتاته. فرشخ وسع ما بين رجليه. ومثله فشخ.
ومن دواثر لغتهم قولهم إن هذا الشيء يقاوي كثيراً يصبر عَلَى عوادي الدهر. هو قافط أو قامط معبس. قرقش الحمص صرَّ أسنانه عليها فظهرت بها متانتها. القسيس الشيخ والمسن. يرصون الزيتون يرضونه. يرشمون البيدر يضعون علامة عليه ومنه. الرشم للطابع المنقوش الذي يسمونه البيدر. شبشول الذرة ما تدلى منها دعوها كذلك لاسترسالها كاسترسال أغصان الجفنة. يشفون أشجارهم يلقمونها. أشحط الأولاد أطردهم. شحرك الله سودك. تشطح عَلَى الحصيرة تمدد وتسطح. ريح الشلوق وتسمى الشلهوبة أي اللهبة والضرم. شلح متاعه أي أرسله ورمى به بعيداً. وشلح تعرى. الشلفة الفأس الصغيرة يقتطعون بها الحطب. شمط له أذنيه اقتلعهما شمط خطف. شغف أو شغف الرغيف والحجارة من كسر جزأ. الشربوكة الشرك والأحبولة. انشطرت انخزق وانخرق. شرم الأذن قطعها. شرشت الشجرة أوشلشلت تأصلت وضربت عروقها في الأرض ومنها الشروش. شرش أرضك اقطع عروقها. الشماس والإشبين للمعروفين عند النصارى. شتل بستانه نصبه. الطغمة الزمرة. ضربه وتوكه عطبه. تكتك هذر وثرثر. تف الطعام قاءه ومجه والتف البصاف غير السائل. ويصفون الرجل الداهية بكلمة بهموت وهو الغول عند السريان كالسعلاة عند العرب. بح يا ولدي جف ونفذ. نوص القنديل من برض العشب إذا بان أولاً فأولا. ويقولون فو عليك أي أف عليه كلمة تكره. شخط حلده أي خزق. كش الدجاج وغيره من الطائر زجره. تحمط له أو عليه اغتاظ وغضب. تروحن انفرج ونفس كربه. البكير واللقيس للمطر الموسمي والولي. ويقول من يتورط في أمر صعب يتشكى قائلاً ما هذه البلشة أي الضر. بقعه أي رفسه برجله وركله في بطنه. يرعط الولد من تبرعص في الماء أي اختلج فيه. الغوغا الصخب والجلبة جم الكرم إذا اقتضبها من أسفل جذعها لتنبت من جديد. الجملون وهو سقف من خشب محدب كسنام الجمل مستطيل وهو تصغير الجمل في اللغة السريانية. جعر الفدان والجمل من عج الثور والجمل. غف الطائر فريسته إذا حام حولها أو وثب بشدة. الدجال وهو إلى السريانية أقرب منه إلى العربية. ويقولون عمن يموت برداً دنق أي تعذب وتألم لما يأخذه من نوافح البرد. حركش من حرش بين القوم وأغرى. يطيب أرضه يجعلها صالحة لإلقاء البذار فيها. الطربون الغصن الصغير أو المورق. كدن الفدان من قرن الثورين أي شدهما إلى نير واحدة. ويقولون للشيخ المسن اختيار أو ختيار أي شيخ. ماسورة الحائك وهي لفافة من الخيوط يلفها عَلَى عقدة قصب مجوفة.
ولو أردنا استقصاء الكلمات الدخيلة في اللغة العربية العامية بل واللغة الفصحى الدخيلة من الألفاظ السريانية لطال بنا المطال. وهنا نكتفي بما تقدم مضيفين إليه سكر الباب سرد الغربال عكشه الثور نطحه عرم التراب كومه وكدسه عرم الإناء والكيل بالجوامد أطفحه فرطش مناخيره فركش الولد فقع تمزع غيظاً فاش عَلَى وجه الماء فشار المهذار صمد دراهم صمد العروس صنة الإبط نتنه. قبع الحجر أصله في الركز فاستعمل في القلع قرمة الشجر جذعها قن الدجاج جلد فلان مقشب أي شارث متشقق الشوب الحر الشموط الكبة من الصوف الشقيف الصخر العظيم شقل الحجر رفعه الشرنقة البيت الذي تنسجه دودة الحرير لنفسها طبش الإناء كسره. وكذلك الناسوت والجبروت والكهنوت والملكوت وبراً وجواً وباخ الثوب.