الرئيسيةبحث

مجلة المقتبس/العدد 53/سير العلم والاجتماع

مجلة المقتبس/العدد 53/سير العلم والاجتماع

مجلة المقتبس - العدد 53
سير العلم والاجتماع
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 1 - 7 - 1910


مدارس الصحافة

حاول الغربيون أن يعلموا فن الصحافة في المدارس فأنشئت في باريس سنة 1899 مدرسة للصحافة فلم تلبث أن أصبحت منتدى تقرأ فيه محاضرات ومسامرات وخطب في موضوعات لها علاقة بالصحافة. وفي ليل قام أوجين تافرنيه سنة 1896 فألقى عدة محاضرات في وظائف الصحافي وفي لندن أنشأ ويليام روث مدرسة للصحافة يدرس فيها علاوة على كيفية كتابة المقالات أصول طبع الجريدة في أميركا ولاسيما في الولايات المتحدة أنشوا عدة صفوف في المدارس الكلية لتعليم الصحافة ولاسيما في فيلادلفيا وشيكاغو وأضافوا في ولاية كنساس إلى دروس التحرير والإنشاء درساً في كيفية جلب الأخبار وامتازت سويسرا وألمانيا في هذا الشأن فاشتركت برن وزوريخ وجنيف وهايدلبرغ وبرلين في تعليم فن الصحافة. قالت إحدى المجلات الإفرنجية بعد إيراد ما تقدم: ويا ليت شعري هل أثمرت هذه الأعمال ما كان يتوقع منها وهل دخل الإصلاح في الصحافة من هذا التعليم؟ فالجواب بالإيجاب صعب. فينبغي للصحافي مع ما يجب لصناعته من المعارف الفنية كفاءات منوعة ومزايا طبيعية وصفات في الثبات والإدارة ويصعب تعليمه هذه المهنة بدونها مهما أجلسناه على دكات المدارس على أنه لا ينكر أن التعليم العالي يجب أن يعنى بعد الآن بالمسائل المهمة التي تخوض الصحافة عبابها وأن مدارس الصحافة التي هي متممة للدروس العالية تخدم خدمة نافعة في هذا الشأن.

الساحات للصحة

قال الفيلسوف جان جاك روسو: إن نفس الإنسان مضر بالصحة. ولكن هذه القاعدة لم تطبق في المدن ولذلك كثرت فيها الأمراض فقد تبين بالاستقراء أن المدن التي تكون ساحاتها العامة أكثر والهواء والشمس يتخللها تق فيها الوفيات بالسل في لندن يقل عدد الموتى بالسل إلى ثلث عدد من يهلكون في باريس لأن ساحات لندن أكبر من ساحات باريس بثلاث مرات تصرف عليها الملايين لاعتقادها النفع منها للناس. قلنا فأين ساحاتنا في المدن الكبرى وحدائق النزهة.

مكاتب الشعب قدم قيم مكتبة بلفنا الروسية إلى مؤتمر الكتب والمستندات في بروكسل تقريراً في خزائن كتب الشعب في بلغاريا فقال أنه يعضدها جمعيات مؤلفة أعضاؤها من أرباب الحرف المختلفة فلكل مكتبة محل فيه خزانة الكتب وغرفة المطالعة التي تعرض فيها المجلات والجرائد السياسية والمصورة. وقال أن مدينة بلفنا كان فيها سنة 1888_80 مجلداً فأصبح فيها الآن 11 ألفاً وأنه عول أن يجري على طريقة مجمع الكتب الدولي الذي عقد في بروكسل وهو أن تصف الكتب بحسب موادها وتجعل لها فهارس بذلك.

يابان الاقتصادية

نشرت يابان إحصاء بالحالة الاقتصادية في بلادها خلال سنة 1910 فبلغت مساحتها السطحية 448243 كيلومتراً مربعاً يدخل في ذلك جزائر فرموز وبسكادور وصقالين وكان سكانها سنة 1909_53. 274. 980 منهم 51. 169. 581 في البلاد الأصلية وقد زاد السكان منذ سنة 1891 عشرة ملايين فيكون بذلك 133 ساكناً في كل كيلومتر مربع. وقد نظمت يابان ماليتها بعد الحرب الروسية اليابانية وسنت قواعد في الميزانية مملوءة بالحكمة وحددت الخرج والدخل السنوي بحيث تتحامى عقدة قروض جديدة وأن تسارع إلى وفاء ما عليها من الديون فلا تميل إلى أن تطلب أموالاً جديدة بل قللت ما أمكن ما كانت وضعته من الاعتمادات لبعض المشاريع وأرجأت دفع النفقات اللازمة لبعض الأعمال العامة وضربت لها مدداً متطاولة لتخف السنة بعد السنة.

وعزمت هذه الحكومة أن تدفع كل سنة خمسين مليون يان أو 129. 150. 000 فرنك كل سنة لوفاء الديون العمومية وأزمعت أن تزيد هذا القدر حتى تستهلك جميع الديون التي عليها ومع كل هذا فهي تزيد في ميزانيتها العادية وميزانيتها فوق العادة فكانت هذه السنة 402. 860. 000 يان للأولى 114619978 ياناً للثانية وأهم النفقات التي زادوا فيها مخصصات الإمبراطور وزيادة رواتب الموظفين والضباط توسعة عل الجند وأكثر النفقات فوق العادة بذلت في استهلاك دين الإمبراطورية. وبداعي النظام الجديد في الجباية نزلت الضرائب على العقارات والسكر أحد عشر مليوناً ونصف مليون يان وزادت من جهة أخرى واردات الحكومة العادية بتحسن بعض الضرائب الأخرى واصلات الطوابع والبريد واحتكار الملح والكافور والتبغ. وقلت النفقات الغير عادية مليون يان فارتقت على حين فجأة إبان الحرب الروسية اليابانية إلى 420 مليوناً.

وبلغت تجارة اليابان الخارجية سنة 1909_807. 311. 354 ياناً منها 413113. 000 من الصادرات و394. 199. 000 في الواردات وأكثر صلات اليابان التجارية مع الصين والولايات المتحدة ثم تجيء فرنسا فألمانيا فإنكلترا. وطول خطوطها الحديدية 5020 ميلاً منها 4542 م لك الحكومة و477 تستثمرها شركات كلفت 535 مليون يان ومع أن معدل دخل سكك الحكومة أكثر من دخل سكك الشركات فالحكومة تريد أن تجعل محاسبة خطوطها على صورة تجارية.

فوائد التلفون

نشر أحد الألمانيين كتاباً في الفوائد التي نجمت في التجارة من التلفون جاء فيه أن ما أنفقته ألمانيا إلى آخر سنة 1904 15200 مليون مارك لإنشاء السكك الحديدية و264 مليون مارك لإنشاء الأسلاك التلفونية. وكانت الولايات المتحدة أنفقت إلى سنة 1902_1823 مليون مارك وأن النظام الاقتصادي الحديث قائم اليوم على أساس نقل الأخبار بسرعة ففي الأسلاك التلفونية مبادلة للمفاوضات الشفاهية في بقعة واسعة من الأرض ولا تزال المسافات بين الأسلاك تبعد كلما كمل الفن وتم العلم والتلفون أفضل من التلغراف لكنه لا يقوم مقامه واستعمال التلفون يستلزم اقتصاداً عظيماً في الوقت وبه سهل تكاثر الصلات التجارية وكان يتعذر بدونها دوامها وساعد على اعتدال الأسعار وتحكم التجار فيها والتلفون أداة نافعة في تقسيم العمل وتوزيعه فالواجب تنزيل أسعاره حتى يشترك في منافعه الفقير والغني على السواء.

النجاح الألماني

كان من نتيجة آخر إحصاء قامت به ألمانيا منذ ثلاث سنين أن كان عدد سكان ألمانيا 62. 036. 000 أخذت إفادات كافية عن 61. 721. 000 ساكن وقد صرفت ألمانيا هذا الإحصاء الأخير وحده زهاء ستة ملايين مارك فكان عدد العاملين في الصناعات الرئيسية ومنهم الخدمة ومن لا موطن لهم والأشخاص المستقلون بلا عمل 30 مليون وفي ألمانيا 2. 3 مليون أرباب الأملاك وموظفين فإذا حذف مجموع الأشخاص المستقلين وهم بلا صناعة تجد عدد العاملين 26. 8 مليون أي زهاء 43 في المئة من مجموع السكان وكان سنة 1882 17 في المئة فقط. وتقسم هذه الصناعات والحرف إلى ثلاث أقسام رئيسية وهي الزراعة ويدخل فيها البستنة وتربية المواشي والغابات والصيد. والصناعات الصغرى والكبرى والتجارة والنقل وقد زاد عدد العاملين في كل فرع من فروعها وقل عدد المشتغلين بالزراعة على نسبة معتدلة فكان عدد العاملين في الزراعة سنة 1907 32 مليوناً على حين بلغ هذا العدد 43 مليوناً سنة 1882 وبلغ عدد من يتعاطون الزراعة مباشرة في سنة 1907_17 مليوناً وعدد المشتغلون بالصناعات 11 مليوناً وزاد عدد السكان سنة 1895 إلى 1907 نحو عشرة ملايين التهمت الصناعة منهم ثلاثة أخماسهم وربعهم انصرف إلى التجارة والنقل وهكذا كان بحسب الإحصاء الأخير 2. 501. 000 شخص من مديري الزراعات و7. 283. 000 من العملة و99. 000 من المستخدمين و1. 977. 000 مدير في الصناعة و686. 000 مستخدم و8. 593. 000 عامل و1. 012. 000 مدير في التجارة و500. 000 مستخدم و1. 960. 000 عامل. وزاد عدد الأشخاص العاملين بأكثر سرعة من عدد المعامل وكثر انضمام المعامل بعضها إلى بعض واحتفظت الزراعة بالقسم اللازم لها من السكان ونبذت الآخر بالعمل في التجارة والصناعة.

مطالعات

قال أبو العلاء المعري وأجاد في ما شاء:

مثل الفتى عند التغرب والنوى ... مثل السرارة أن تفارق نارها

إن صادفت أرضاً أرتك خمودها ... أو وافقت أكلاً أرتك منارها

وقال الآخر وقد أبدع:

وكم قائل ما لي رأيتك راجلاً ... فقلت له من أجل أنك فارس

وقال البحتري ولم يبق مجالاً لقائل:

الجاهلان اثنان من دون الورى ... فأفطن أخيَّ وإن هما لم يفطنا

من قال ما بالناس عني من غني ... من جهله أو قال بي عنهم غني

فضائل الهند ثلاثة وضع كتاب كليلة ودمنة المشهور والشطرنج والأرقام التسعة الهندية.

قال يونس النحوي: الأيدي ثلاث يدٌ بيضاء ويد خضراء ويد سوداء فاليد البيضاء في الابتداء بالمعروف واليد الخضراء هي المكافأة على المعروف واليد السوداء هي المن بالمعروف.

كتب رجل من العلماء إلى يزيد بن حاتم يستوصله فبعث إليه ثلاثين ألف درهم وكتب إليه (أما بعد فقد بعثت إليك بثلاثين ألفاً لا أكثرها امتناناً ولا أقللها تجبراً ولا أستثنيك عليها ثناء ولا أقطع لك بها رجاءً والسلام).

عيسى اسكندر معلوف.

إحصاء الحيوانات

قدم الأستاذ سيبلي إلى مجمع ترقية العلوم البريطانية إحصاء أنواع الحيوانات قال فيه لقد كثرت منذ نحو نصف قرن الحيوانات ذوات الثدييات كثرة زائدة فبعد أن كانت 1200 نوع أصبحت 2300 وبعد أن كانت أجناس الطيور 3600 ارتفعت إلى 11000 وكان عدد الدبابات 343 فصارت 3400 وعدد الأسماك 3500 فأصبحت 11000 والحيوانات التي لا فقار لها كذات الصدف 11000 فعد منها 33000 والحيوانات ذوات القشر من 1290 إلى 7500 والعناكب من 1048 إلى 3070 والهوام من 49100 إلى 220. 150 وأجراء البحر ونجومها من 230 إلى 18043 والديدان من 372 إلى 6070 وكان مجموع الأنواع المعروفة سنة 1840_73. 588 فأصبحت سنة 1881 311653 وما زالت في ازدياد سنة عن سنة.

إنكلترا والاقتصاديات

نشرت الحكومة الإنكليزية إحصاءاً مهماً في الوفيات والولادات قالت فيه أن عدد الوفيات سنة 1908 كان 15 في الألف في إنكلترا و16 في الألف في البلجيك و18 في بروسيا و20 في فرنسا وأن من يموتون من الأطفال في روسيا فاحش جداً فقد بلغ 268 في الألف وقد تبين من هذا الإحصاء نجاح إنكلترا كثيراً في الأمور الاجتماعية منذ خمسين سنة وقلة المواليد فيها فقد كان معدل الولادات فيها سنة 1850_33 في الألف فنزل سنة 1905_إلى 27 في الألف وأن الفقراء يكثرون عن ذي قبل وكذلك يكثر إيداع الناس أموالهم في صناديق التوفير وتتسع دور العملة بفضل المجالس البلدية وتقل الأمراض المعدية وتزيد مسافة الانفراج بين غلاء المعيشة والمياومات وإن ما يشغل بال إنكلترا هو في الحقيقة مسألة العطلة الأسبوعية.

حماية الأطفال

في أميركا أنشئت أول جمعية لحماية الأولاد سنة 1876 وفيها اليوم 350 جمعية تتوخى هذا الغرض وأهم هذه الجمعيات هي في مدينة نيويورك في بناية عظيمة ذات ثماني طبقات خدمت الإنسانية خدمة تذكر فبمساعيها أبطل إكراه الأولاد على الشحاذة أو بيع الزهر في الليل ومنع الموسيقيون السيارون والباعة وغيرهم أن يستخدموا صغار الأطفال فإذا وصل إليها طفل تفحصه فحصاً طبياً فإن رأت فيه تشويهاً في بعض أجزاء جسمه تختار له عمل يوافق مزاجه وبذلك أنقذت منذ تاريخ تأسيسها 160. 977 طفلاً.

الهواء الطلق

وضع أحد علماء كوبنهاغن عاصمة الدنمرك طريقة جديدة في الاستشفاء فارتأى أن يسير المرء مكشوف الرأس حافي القدمين ويتجرد أبداً من الثياب فلا يكثر منها إذا أمكن وينام بدون قميص ويفضل السير راجلاً على ركوب المركبات والتراموايات والدراجات وقد اخترع نوع من القبقاب ليلبس في الأرجل بدل الأحذية المتعارفة حتى يتخلل الهواء الرجل على نحو الطريقة التي اخترعها الخوري كنيب في الاستحمام للاستشفاء بالماء البارد. أما الجوارب فقد حظر لبسها في الأرجل قال ولا بأس بوضع قماش مسرد على الساقين وقال أن النزلة الصدرية كادت تسطو عليه منذ بضع سنين فرأى أن يداويها في الحال بالمشي السريع فتصبب جسمه عرقاً ونجا من الإصابة بها. وقد أحدثت هذه الطريقة الجديدة في الصحة أخذاً ورداً بين الباحثين والعاملين في الغرب فكأن واضعها يريد أن يعود بالإنسان إلى العيش الطبيعي.

الخط المائل والمستقيم

اتفق جمهور من الأطباء في جلسة لهم في باريس على أن الخط المستقيم لا يتأتى معه للولد أن يجلس جلسة طبيعية بسبب التنقل الدائم في يده اليمنى فإن حركة ذراعه تحدث تعباً في الأعصاب فيكون هذا الخط متعباً جداً وبطيئاً جداً وتنشأ عنه أخطار الأولاد المستعدين لتشويه الجسم والكزاز (الشنج) الذي يصيب الكتاب أما الخط المائل فإنه يكتب على صورة أسهل من المستقيم ولذلك يقل إتعابه للولد وتكون به جلسته أكثر انضباطاً وهذه الطريقة هي التي يفضل تعليمها في المدارس وأن الخط المستقيم لا يحول دون حسر البصر كالخط المائل أو المنحني.

نصائح للمعلمين والمتعلمين

كتب أحد المشتغلين بتربية العقول أن التربية المدرسية يجب أن لا تختلف عن التربية البيتية فيفرض على التلامذة أن يعنوا بأسباب الحشمة والحرية والإرادة والنظر والتعقل وهكذا يتعلمون ما يجب بأنفسهم ولأنفسهم قال وإياك أيها التلميذ أن تحاول الرجم بالغيب فالتكهن هو صورة من صور الكذب. والتفت الكاتب إلى الأساتذة فنصح لهم أن يحترموا شخصية تلامذتهم كل الاحترام وأن يدركوا معنى التبعة التي تنوء عليهم ويقولوا في أنفسهم أن المدرسة إذا لم تسر سيراً حسناً فذلك ناشئ من المعلمين لا المتعلمين فعلى الأستاذ أن يحذر الغفلة والتوسع في الرحمة كالتوسع في الشدة وأن تكون مطالبهم من المتعلمين بحسب سنهم فيجب أن لا يخافهم التلميذ ولكن لا يبغضهم أن تكون تربيتهم استقلالية لا اتكالية أي لا كحالة الموظف مع سيده. وهنا وجه كلامه إلى المديرين فقال عليكم ألا تنسوا أن الواجب أن يعامل الناس بأكثر مما يستحقون.