مجلة المقتبس/العدد 40/سير العلم والاجتماع
→ مطبوعات ومخطوطات | مجلة المقتبس - العدد 40 سير العلم والاجتماع [[مؤلف:|]] |
تموز الحرية ← |
بتاريخ: 1 - 5 - 1909 |
إلغاء الرتب
صدر أمر نظارة الداخلية العثمانية أن تكون التشريفات يوم 10 تموز شرقي أي يوم ذكرى مرور حول كامل على إعلان القانون الأساسي في المملكة العثمانية بالألبسة السوداء على عادة الأمم الديمقراطية وقد صدعت أكثر الولايات بهذا الأمر وبذلك أقرت الدولة بأنها ألغت الرتب التي طالما كانت السبب في إفساد أخلاق الأمة أيام كانت الدولة العثمانية دولة استبدادية.
قانون المتشردين
وضعت الدولة العلية نظاماً للمتشردين وأخذت تطبقه في العاصمة والولايات وبموجبه يضرب المضرون في المجتمع الإنساني بالعصي وذلك لأن طبيعة البلاد تقتضي الضرب الآن ولولا هذه العقوبة المحسوسة لا يؤثر القانون أثره المطلوب في بعض طبقات الناس.
شاه إيران
قويت شوكت الأحرار وظفروا بشاههم الظالم المستبد محمد علي شاه بعد أن خصبوا أرض فارس بدمائهم فأنزلوه هذا الشهر عن عرش الأكاسرة وجعلوا مطانه يكره الشاه أحمد وهو في الثالثة عشرة من عمره وبخلع الشاه محمد علي قاجار والسلطان عبد الحميد العثماني منذ ثلاثة أشهر إبان الفرس والعثمانيون بأنهم أقوياء في العقل أشداء في العمل ينكرون على الظالمين فيسرهم وجهرهم وأن الأخلاق اليوم أرقى منها بالأمس إذ لا عمل بلا خلق وإعداد عامة المعدات في الوصول إليه.
استعمال السكر
ثبت أن الإكثار من السكر يزيد في القوة العضلية من 26 إلى 33 في المئة وقد أكد بعض أطباء الجند من الألمان أن السكر يسكن الظمأ والجوع ويؤخر التعب ويمكن استعماله للجنود السيارة ولراكبي الدراجات والانتفاع به. كما أثبت بعضهم أن إعطاء خيول الحوافل والعجلات الصغيرة سكراً يقتصد به كثير من طعامها. وهناك أناس من الباحثين فيصحة البطون أثبتوا أيضاً أن ليس من خواص السكر في الأشربة والمربيات والمعجنات لذة في الطعم فقط بل هو مادة من المواد التي يحتاج إليها في التغذية. وقد قال تورثه قطعة من ضلع غنم ثمنه قرشان. وكان معدل ما يتناوله الفرد في البلاد الراقية 13 كيلو غراماً في السنة على حين أثبت الاختبارأنه يمكن للفرد أن يتناول في اليوم من خمسمائة غرام إلى كيلوغرام وبالجملة فإن الإكثار من السكر أنفع في الصحة من الإقلال منه.
صحة الإنسان
أثبت الأاخصائيون فيعلم الأسنان أن الانس الذين تتناسب ثناياهم مع ناباتهم وأضراسهم يقل عددهم شيئاً فشيئاً حتى في الملوك أنفسهم وهم الغلاة في القيام على الصحة ومنهم ألفونس الثالث عشر ملك إسبانيا وإدوارد السابع ملك إنكلترا فإن أسنانهما غير متناسقة في وضعها. وهذا الاختلال في وضع الأسنان لا يغير صورة الوجه ويجعلها بشعة فقط بل يحدث ارتباكات معدية تنشأ من قلة مضغ الطعام ويجب التوقي من ذلك ولكن الوقاية لا تفيد في الأكثر إلا في زمن الصبا. وقد وضعت الفطرة الأسنان على نظام خاص لينطبق بعضها على بعض فإذا جاءت ناتئة أو متداخلة تشوه منظر الفم وأضرت بصحة الجسد. ومن الأبوين من يتساهل في أخذ الولد إلى طبيب الأسنان فيزيد ألمه ومنهم من لا يعنون بصحة الفم فينخر السوس الأسنان ويضر بها أي ضرر وقد ارتأى الدكتور جارينه ويت من بوستون أن من أنجح الطرق في حفظ صحة الفم أن يزور الطبيب أولاد المدرسة ليبحث عن أسنانهم وأبان في محاضرة له في هذا الباب أن الفم مستنبت الجراثيم الباثولوجية وغير الباثالوجية يفعل فيه العتدال المناسب والرطوبة ونثرات الطعام وقال أن التساهل بصحة الأسنان أدى إلى أن كان في المئة من أولاد الألمان 84 إلى 95 لهم أسنان عاطلة وعمت البلوى في الأسنان الرديئة في أميركا حتى لا تكاد تجد أميركياً في الستين من عمره ممتعاً بأسنانه كلها أو لا يشكو منها. ومن الناس من يعمدون إلى قلع أسنانهم عند أقل عارض يعرض لها ويستعيضون عنها بأسنان صناعية حتى في السادسة عشرة أو الثامنة عشرة من أعمارهم بحيث كان طب الأسنان صناعة رابحة في أميركا وغيرها واغتنى أربابها فأصبح عددهم يزيد كل يوم. قال الدكتور المشار إليه وأن التساهل بالأسنان مرض أشد فتكاً من الأوبئة والأمم لا تهلك إلا من أسنانها.
المطبوعات الألمانية
نشر في ألمانيا من تموز 1907 إلى تموز 1908 نحو ثلاثين ألف تأليف ألماني طبع القسم الأعظم منها في برلين ويليها ليبسيك على أن هذه المدينة كادت تكون فيها أعظم سوق للكتب في العالم أما اديمبورغ التي كان يسميها الإنكليز مفاخرين فقد كادت تسقط من مكانتها.
تبادل الأولاد
قامت فئة منورة في بعض بلاد أوربا تتفنن في تعليم ناشئتها فرأت أن من خير ما يقوي ذهن التلميذ ويزيد فياختباره وعلمه أن يرسل به إلى مملكة أخرى فالإنكليزي يبادل ابنه مع الفرنسوي والفرنسوي يرسل بابنه إلى صاحبه الألماني وقد أخذ هذا المبدأ ينمو حتى بلغ عدد من أرسلتهم فرنسا من شبانها هذه السنة إلى خارج بلادها بواسطة جمعية مقايضة الأولاد الدولية 175 طالباً أرسلت ثلثهم إلى ألمانيا.
فلسفة تولتسوي
كتب المستر روزفلت رئيس جمهورية الولايات المتحد ة السابق ومحرر مجلة أوتلوك يصف فلسفة الكونت تولستوي الروسي فقال إنه رجل نابغة وقصصي كبير كما تشهد به رواياته المختلفة التي أثرت تأثيراً حسناً في أهل عصره ولكنني أشك فيما إذا كان تأثيره كبيراً بين رجال العمل من الوجهة الفلسفية والأدبية. ولست أنكر أن فلسفته يؤثر بعض التأثير في الناس الذين يلزمون مخادعهم ولا يتخطون دائرة مكتبتهم. وإن كانت قد أثرت شيئاً في أهل العمل فإنما كان ذلك للشر لا للخير على أنني لا أظن أن فلسفته تجد محلاً رحباً في صدور رجالالعمل بل الذي أراه أنها استولت على أذهان ضعاف العقول وصغار الأحلام. والأقوياء العقول قد يستفيدون شيئاً من تعاليم تولستوي الادبية ولكن بشرط أن يكونوا على درجة من قوة العقل والإرادة تمكنهم من نبذ تعاليمه السخيفة أو المضادة للأدب. ثم ضرب الأمثال على خطأ فلسفة تولستوي فقال:
إن تأثير فلسفة تولستوي في الذي يندفعون معها ويسيرون في تيارها من رجالنا إنما هو تأثير مضحك في الغالب فإن بعضهم كتب منذ زمن وجيز كتاباً في مسائل أميركا البلدية قال فيه أن عيوبنا الأدبية والاجتماعية ناشئة بعض الشيء عن خطيئة المذهب الحربي. ولما كتب الكاتب هذه العبارة لم يكن تحت تأثير ما يقع أمام عينيه وما يخبره بنفسه وإنما كان متأثراً بأقوال تولستوي ومذاهبه التي لا تنطبق البتة على المعيشة الأميركية فإن المذهب الحربي عامل من عوامل الخير أو الشر في معظم البلاد الأوربية ولكنه في أميركا كمية عاطلة لا يتعدى تنظيم البوليس الوطني لتأييد الأمن والنظام. إن أكل لحم الخيل أمر يختص بالذوق فقط ولكن المبشرين الأولين في شمالي أوربا رأوا أن أكله مجلبة لضرر عظيم لأن القوم كانوا يأكلونه م1بوحاً للوثن فحرموا أكله. والحق يقال أن عيوبنا الاجتماعية ليست أكثر علاقة بالمذهب الحربي منها بأكل لحم الخيل المذبوح للصنم!!
وكان آخر عندنا ينظم القصائد الطوال في الدفاع عن المهدوية وحجته في ذلك الدفاع أنه احتجاج على الحرب ومبدئها طبقاً لتعاليم تولستوي. والمهدوية كما تعلم شر ما رأى الناس من أسباب إراقة الدماء والظلم والفساد والتعصب وكانت عاقبتها المباشرة بقتل نصف السكان في البلاد التي نكبت بها وترك النصف الآخر في حضيض البؤس والمهانة. فدفاع تولستوي وتلاميذه عنها أعظم دليل على سوء مذهبه الأدبي وما في حسبانه مرشداً أدبياً من الخطر على العقول والآداب انتهى ملخصاً عن الجريدة.
الساعات في إيطاليا
بلغ عدد الساعات التي دخلت إيطاليا ثمانية ملايين ونصف مليون ساعة أتى معظمها من سويسرا. فاستجلبت إيطاليا سنة 1907 21597 ساعة ذهب منها 30300 من سويسرا وبلغ الوارد إليها في السنة الماضية 595692 منها 566992 من سويسرا.
تجارة البيض
يبلغ ما تخرجه الولايات المتحدة كل سنة من البيض 862. 546 طناً تستخرجها من 233 مليون دجاجة وما تخرجه ألمانيا 270 ألف طن تستخرجه من 55 مليون دجاجة وما تخرجه فرنسا 30. 000 طن تستخرجه من 50 ألف دجاجة وما تخرجه إنكلترا 125000 طن تستخرجه من 25 مليون دجاجة ويتجمع الكيلو من البيض من عشرين بيضة على أن إيراد الدجاجة الواحدة يختلف حسب الأقاليم.
وثبت في الإحصاء أن البلاد العثمانية تبعث إلى الغرب كتيراً بآح البيض ومحه حتى أن ما تستورده فرنسا وحدها من بلادنا يبلغ مسانهة أربعة آلاف طن.
حكم صغيرة
يقول أوجين ماريو: الحرية احترام حقوق كل فرد والنظام احترام حقوق المجتمع المجموع.
قالت العقيلة رولاند: من يعمل ولا يرجع إلى مبدأ كمن ينظر إلى ساعته وقد وضع إبرتها كيفما اتفق. وقال لابروبير: من الحقائق ما يكتب له الظفر وتكتب له المبالغة أيضاً حتى تصبح كاذبة. وقال: من الأمور ما لا يطاق فيه الاعتدال الشعر والموسيقى والخطاب العام. وقال موتنسكيو: من يتكلم بدون تفكر أشبه بصياد يصيد بدون أن يتوجه جيداً للغرض. وقال بلين: العفو جزء من أجزاء العدل.
أصل الفواكه
يعرف كل نبات في بلد بأنه أصيل فيها لا دخيل عليها إذا رأيت منه أصنافاً برية نبتت من تلقاء نفسها ولم تنقلها يد بشرية. فالتوت الإفرنجي (الفريز) دخيل على جميع البلاد التي ينبت فيها الآن والجيد منه في إنكلترا أُتي به من فرجينيا سنة 639 والتوت الشوكي (فرامبواز) هو من ثمار البلاد المعتدلة في أوروبا ودخيل على قارة آسيا والمشمش لم يأتِ من أرمينية كما توهم بعض علماء النبات بل جاء من الصين ولكنه كان برياً حامضاً وقد عرف من تاريخ المشمش أنه كان معروفاً لليونان والرومان منذ ألفي سنة. والخوخ عرفه الرومان واليونان أيضاً ولكن توهم بعضهم بأن أصله فارسي والحقيقة أنه صيني ولأهل الصين فيه أساطير. والكرز هو من فصيلة الكرز العام (كريوتيه) نبت على ضفاف بحر الخزر. والدُراق وتبلغ أجناسه ثلاثمائة جنس والجنس الأول منه خاص بأرض الأناضول والقافقاس والروم إيلي. والأجاص وأجناسه كثيرة أيضاً رؤي منه صنف بريٌ في الأقاليم المعتدلة من أوربا وفي آسيا الغربية. والسفرجل منشأوه في جنوبي شرقي أوربا وبلاد القافقاس وإقليم بحر الخزر. والتفاح على أنواعه ينبت في أوربا والقافقاس وما وراء النهر وفارس والتفاح هو أحد الفواكه القديمة المعروفة إذ كانت الشعوب قبل التاريخ تستعمله بكميات وافرة. واللوز انتقل إلى أوربا من سلاسل جبال لبنان (جبل الشيخ وجبل قلمون وجبال اللكام) وما وراء بلاد القافقاس وبين النهرين وفارس وتركستان. والتين لم يهتد علماءُ النبات إلى معرفة بلاده الأصلية والغالب أنه من أقاليم البحر المتوسط ولا سيما سورية وكذلك العنب لا يعرف منشأُوه لأنه ثبت أنه قديم الاستعمال جداً بين البشر وهو حديث العهد في جنوبي أوربا وشمالي إفريقية وغربي آسيا وأصل الجوز من أقاليم القافقاس والعجم وشمالي الهند. والبرتقال أتى على غالب الظن من جنوبي الصين وكوشنشين وانتقل إلى أوربا في القرن السادس عشر والليمون جاء من الهند ودخل إلى إيطاليا حوالي القرن الثالث أو الرابع للمسيح.