مجلة المقتبس/العدد 35/المجلس العمومي
→ ../ | مجلة المقتبس - العدد 35 المجلس العمومي [[مؤلف:|]] |
منتخب من عبد أزدشير بن بابك الملك ← |
بتاريخ: 1 - 12 - 1908 |
يا شرق بشراك أبدى شمسك الفلك ... وزال عنك وعن آفاقك الحلك
أضحى بك القوم أحراراً قد اعتصموا ... من النجاة بحبل ليس ينبتك
ماذا أقول وقد فزنا بمؤتمر ... في جانبيه ترى الآراء تشتبك
نادٍ] به القول من أهليه مستمع ... والحق متبع والأمر مشترك
نادٍ إذا نفرت عنا الأمور به ... لهنَّ يمتد من نسج النهى شرك
يصطاد فيه شرود الحق عن كثب ... كالماء يُصطاد في ضحضاحه السمك
إن السحائب لم تظهر بوارقها ... ما لم يكن للقوي فيهن معترك
وللتدابير حرب لا يخيب بها ... قوم بمستنقع الآراء قد بركوا
هذا هو المجلس الرحب الذي وسعت ... أحكامه الناس من عاشوا ومن هلكوا
هو السماء التي تعلو السما بها ... تبدو من العدل في آفاقها حبك
دارت بها شمس عز الملك حيث لها ... حرّية العيش برج والنهي فلك
قد أصبح الأمر شورى بيننا فيه ... على الرعية لا يستأثر الملك
وأصبح الناس في قربى وإن بعدت ... أديانهم ما بهم حقد ولا حسك
هذا الذي جاءنا الدين الحنيف به ... وحياً من الله مبعوثاً به الملك
هذا به نهض الإسلام نهضته ... من قبل إذ قام يستولي ويمتلك
يا قوم قد حان حين تسخرون به ... ممن بكم سخروا من قبل أو ضحكوا
مات الزمان الذي من قبل كان به ... يحيى امرؤٌ لم يكن في السعي ينهمك
هلاَّ نظرتم ما في الغرب من سنن ... كلٌ به سائرٌ طلقاً ومسلك
لم تلق للحق وجهاً فيه محتقراً ... ولم تجد حرمةً للعلم تنتهك
في الغرب أصوات علم يبعثون بها ... من القبور فهل في سمعكم سكك
فشمروا يا رجال الشرق عن همم ... حجابها عند أهل الغرب منهتك
ولست أطلب منكم فعل ما فعلوا ... ولا أحاول منكم ترك ما تركوا
بل فاذكروا أوليكم كيف قد سلفوا ... ثم اسلكوا في المعالي أية سكوا
واستخلصوا عسجد المجد الذي بلغوا ... سبكاً على قالب العلم الذي سبكوا
لا عذر للشرق عند الغرب بعدئذٍ ... إن لم يتم له في شأوه الدرك واستنجدوا العلم إن العلم شكته ... في حومة العيش تبلى دونها الشكك
ما المدارس فلترفع قواعدها ... حتى تقوم وطود الجهل مؤتفك
منابع العلم إن غاضت بمملكةٍ ... فاضت بسيل الدواهي حولها برك
من شاد مدرسةً للعلم هدَّ بها ... سجناً لمن أفسدوا في الأرض أو فتكوا
وكم أثارت رياح الجهل من سحب ... تهطالهن دمٌ في الأرض منسفك
فالعلم والجهل كل البون بينهما ... هذا الفسوق وذاك الفوز والنسك
ضدّان ما استويا يوماً ولا اجتمعا ... وهل ترى يتساوى النور والحلك
نادوا البدار البدار اليوم إنكم ... يا قوم ساهون حيث الأمر مرتبك
كم رددت كلمات الناصحين لكم ... حتى لقد ملّ من مضغ لها الحنك
يا قوم قد طلعت شمس الهدى وبها ... للناس قد وضحت من رشدهم سكك
وأنشد الشرق مسروراً يؤرخها ... حرية الملك أهدى شمسها الفلك
بغداد
معروف الرصافي