مجلة المقتبس/العدد 30/مجامع الغرب
→ الكتاب | مجلة المقتبس - العدد 30 مجامع الغرب [[مؤلف:|]] |
كلمة معتبر ← |
بتاريخ: 1 - 7 - 1908 |
اشتقت لفظة المجمع التي هي تعريب أكاديميا الإفرنجية من أكاديموس بطل آثينة فكانت الأكاديميا هناك عبارة عن بيت خاص أو ملعب محاط بالأشجار حوى عدة محال لتقديس الأرباب ومنها محراب لربة الشعر أنشأه الفيلسوف أفلاطون فكان يتنزه تحت ظلال أشجاره مع تلاميذه ويذاكرهم في المسائل العلمية ولما هلك دفن في حديقة مجاورة لذاك المكان فتولى سبوزيين بعده أمر المجمع ثم توسع في معنى الأكاديميا فصار يطلق على فريق رجال الأدب والعلم وأرباب الفنون يجتمعون للبحث في موضوعات عامة نافعة.
هكذا كان شأن مجمع البطالسة في الإسكندرية ومجمع الإسرائيلين ومجمع الخلفاء العباسيين في بغداد والأمويين في الأندلس ومجمع شارلمان والفرد الكبير الفرنسويين. وكانت بعض هذه المجامع أشبه بمدارس منها بمجامع علمية كما ترى المجامع اليوم.
نشأت في أوروبا خلال القرن الثالث عشر والرابع عشر مجامع علمية نظرية مثل مجمع فلورنسا إحدى مدن إيطاليا (1270) ومجمع المناظرات البديعة في طولوز في فرنسا (1323) ولم يعن في ذينك المجمعين بغير الشعر لما أن ألشعر والأدب هو أول ما تعانيه الأمة وتحرص عليه ليكون سلماً إلى سائر العلوم التي هي قوام المجتمعات البشرية.
أما الحركة التي أدت إلى إحداث المجامع الحالية في الغرب فيجتمع إليها خاصة أهل كل بلد وتنظر في المكتشفات والمخترعات المهمة فتقر سليمها وتنبذ سقيمها فترجع إلى عهد النهضة التي نشأت من إيطاليا والنهضة إذا أطلقت في أوروبا يراد بها دخول الآداب في طورها الجديد والقيام على الصنائع والعلوم التي نشأت فيها في القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر. ومما ساعد على إحيائها اكتشاف الطباعة واختراع النقش وهما الاختراعان اللذان عمما الآداب والصنائع.
نشأت تلك الحركة من إيطاليا فكثرت فيها المجامع العلمية أي كثرة فلم تكن فيها مدينة غلا وفيها مجمعاً واحد على الأقل وربما كان في المدن الكبرى عشرون مجمعاً أو تزيد. ومن المجمعات الإيطالية التي أشبهت المجمع العلمي الفرنسوي الحالي مجمع كروسكا ولم يكتب البقاء لما عداه من المجامع العلمية الإيطالية التي نشأت في القرن السادس عشر والسابع عشر وقلما كانت تلك المجامع تدوم بعد مؤسسيها. وفي القرن السابع عشر حذت فرنسا حذو إيطاليا في مجامعها فكثرت فيها المجامع وحسنت حالها لأن الحكومة في فرنسا أخذت بيدها فكانت نشأتها في بلاد عني فيها بأمرها. فأنشأ ريشليو الوزير الفرنساوي المجمع العلمي وأنشأ لويز الرابع عشر مجمع العلوم والآثار وفروعه التي نشأ منها مجمع الفنون الجميلة.
اختلف بعضهم في فوائد المجامع العلمية ومما قاله رينان الفيلسوف الفرنسوي كثيراً ما يضعف صوت العلم النافع ويتضاءل أمام هجمة المهاجمين وقحة الدجالين. وللعلم صوت متى سكن ضجيج تلك الظواهر يظل ذلك الصوت يسمع فلا يعود أحد يسمع غيره ومن أجل هذا ترى المجامع العلمية على كثرة شكوى أهل الأفكار المنحطة منها فائزة بفضل الغلبة لأأنها حارسة حسن الترتيب الحقيقي وهي قليلة ولكنها مفلحة وليس لغير العقل سلطة تبقى. أهـ.
كانت المجامع العلمية الفرنسوية من أعظم المجامع التي نشأت في عواصم أوروبا وعليها نسج الناسجون وبمثالها اقتدى المقتدون.
نشأ المجمع العلمي الباريزي الذي هو مفخر من مفاخر الفرنسيس سنة 1629 على يد بضعة أشخاص من أهل الطبقة الوسطى كانوا يجتمعون مرة أو مرتين في الأسبوع في منزل لافانتين كونرار أمين سر الملك فيتباحثون كأنهم في زيارة عادية في الأخبار والآداب وإذا ألف أحدهم كتاباً يعرضه على غيره عن طيب خاطر فيقولون فيه رأيهم بحرية وكانوا ثمانية رجال ومعظمهم من أهل الأدب ومن أرباب الذوق وأهل الشعور كما تدل عليه مصنفاتهم فمضى عليهم نحو أربع أو خمس سنين وهم يوالون اجتماعاتهم على هذا النحو والسرور شامل لهم والفائدة يقتطفون من ثمراتها كل جني هني فاتصل خيرهم بريشليو وقد نم على جمعيتهم الصغيرة أحد أصحابه ولعل هذا الوزير أراد أن يكون مرجعاً في كل شيء شأن كبار المستبدين فعرض عليهم إذا كانوا يحبون أن يجتمعوا اجتماعاً عاماً ويتألفوا جماعة وكان ذلك في أوائل سنة 1634 فتردد أولئك المجتمعون أولاً ثم أجابوا دعوة ريسليو فدعاهم أولاً على تكثير سوادهم فبعد أن كانوا من تسعة إلى اثني عشر رجلاً أصبحوا ثمانية وعشرين ثم تفاوضوا في الشكل الذي يجري عليه المجمع وفي مواده وعمله وهو عبارة عن تحسين اللغة الفرنسوية وتأليف معجم لها وكتاب نحو وشعر وبيان لتعم اللغة الإفرنسية ويكون لها من الشأن كما كان في القديم للغتين اللاتينية واليونانية.
مات ريشيلو وخلفه في الرئاسة سيكيوه من أصحاب السلطان وأخذ المجمع العلمي صورة من صور ديوان رسمي ثم أخذوا بعد حين ينشرون محضر جلساته واصطلحوا على أن يلقي كل منتخب من زمرة أعضائه خطاباً. وفي سنة 1702 قرر المجمع قبول النساء العالمات فيه. وفي رواية أن النساء كن يقبلن في مجمع التصوير والنقش الملوكي في باريز بصفتهن أعضاء منذ عهد بعيد ولكن لا يقبلن في المجمع العلمي الأدبي أكثر من غيره. ولطالما كافأ هذا المجمع النساء على ما جادت به قرائحهن من الكتب والرسائل ولم يفكر في إيجاد بعض كراسي لهن يجلسن عليها وكان النساء في مجمع التصوير والنقش وما زلن ممتعات بنفس الحقوق التي يتمتع بها الرجال.
وكان العقلاء يشتكون في بعض الأحايين من دخول بعض الأعضاء في المجمع العلمي بالشفاعة والوساطة لعظم أقدارهم ولكن كانت الأكثرية في الغالب لأرباب العلم النافعين ممن امتازوا بشيء أو كتبوا آثار نافعة ولم يحرم من الدخول في هذا المجمع من رجال العلم إلا أفراد قلائل امتنعوا هم عن الدخول أو كان المانع من دخولهم سبباً ظاهراً.
نفع المجمع العلمي اللغة الفرنسوية بقاموسه فكانت أقواله محترمة معمولاً بها من الأمة ولطالما أسف الإنكليز والألمان أنفسهم على عدم توفقهم لإيجاد مثل هذا المجمع فكانت لغتاهم لعدم المسيطرين عليهما مادة رخوة قابلة لكل تغير يتصرف فيها على ما يشاء.
وعلى ما يشتغل به المجمع من تنقيح اللغة وتهذيبها ينظر في المصنفات التي تعرض عليه ويكافئ عليها المحسنين بالجوائز. وله الآن ثلاث وعشرون جائزة يعطيها كل سنة. منها سبع عشرة جائزة أدبية وما عداها جوائز سموها جوائز الفضيلة.
أما مجمع الآثار الفرنسوي فقد أنشء سنة 1663 من أربعة أعضاء من أهل المجمع العلمي السالف ذكره وجعل أعماله النظر في حل الآثار والشعار والأيقونات وأن تجعل للعاديات القديمة بساطة وذوق تعظيم بها قيمتها الحقيقية وفي سنة 1701 نظم قانون ذاك المجمع مؤلفاً من أربعين عضواً يقسمون إلى أربع طبقات. ويجتمع هذا المجمع مرتين في الأسبوع وأهم عمله البحث في الآثار الفرنسوية والتاريخ الفرنسوي كما يعنى بالآثار الشرقية والغربية كالأشورية والبابلية والسامية والمصرية وغيرها وفيه فحول من الأعضاء المخصين في كل علم من هذه العلوم وهو يعطي جوائز كسائر الأكاديميات الفرنسوية وينتخب رئيسه لسنة كما في سائر المجامع ما عدا العلمي الكبير ويعاونه كاتم أسرار دائم وهو محسوب من جملة الأعضاء الأربعين.
أما مجمع العلوم في فرنسا فمنشؤه مجهول ولم يعرف له تاريخ في الحقيقة إلا سنة 1666 أيام رخص له الوزير كولبر بأن يجتمع في خزانة كتب الملك لما رأى في أعماله من خدمة الأمة وفي هذا المجمع الفلكيون وعلماء التشريح والنبات والكيماويون والمهندسون والميكانيكيون والطبيعيون. زاره لويس الرابع عشر فوقعت زيارته له موقعاً حسناً. وقد خصصت له فرنسا منذ ألو نشأته اثني عشر ألف ليرة إفرنسية لابتياع الأدوات والآلات اللازمة للتجارب الكيماوية والطبيعية وغيرها وعدد أعضائه أربعون أيضاً كالمجمعين السالفين وهم يقسمون أقساماً.
أما مجمع العلوم الأدبية والسياسية فلم يكن له كيان قبل الثورة الفرنسوية وغاية ما في الأمر أنه أسس نادي الأنترسول للبحث في هذه العلوم على يد الراهب دي لونكور في سنة 1720 فكان يجتمع أعضاؤه وهم مائة من العلماء كل سبت ثلاث ساعات يقضون الساعة الأولى في تلاوة بعض أوراق مقتطعة من الجرائد ويتباحثون في الساعة الثانية في الشؤون السياسية ويصرفون الساعة الثالثة في قراءة مفكرات. فظنت الحكومة الفرنسوية فيه سوءاً فأمرت بإلغائه سنة 1731 حتى إذا كانت سنة 1795 سن قانون لهذا المجمع ينقسم على أقسام قسم العلوم الطبيعية والرياضية وقسم العلوم الأدبية والسياسية وقسم الآداب والفنون الجميلة. وينقسم قسم العلوم الأدبية والسياسية إلى ستة أقسام لكل منها ستة أعضاء في باريس وستة مشتركين في الولايات يشتغلون في تحليل الأفكار والعواطف وهم قسم الفلسفة. والثاني قسم الأخلاق وقسم العلوم الاجتماعية والتشريعية كالتقنين والحقوق العامة والفقه. وقسم الاقتصاد السياسي كالمسائل المالية والإحصائية. وقسم للتاريخ العام والفلسفي وقسم للجغرافيا. ولما قبض نابليون بونابرت على قياد المملكة الفرنساوية أراد أن يلغي هذا المجمع مخافة أن يثير حركة في القلوب الجامدة إلا أنه عاد بعد فتجددت حياته ولما تغيرت أنواع الحكومات في فرنسا تغيرت الأحوال على جميع العلوم الأدبية والسياسية ثم انحصرت أعمال هذا المجمع بعد اللتيا والتي في الاشتغال بخمسة أقسام وهي الفلسفة والأخلاق والتشريع (الحقوق العامة والفقه) والاقتصاد السياسي والإحصائيات والتاريخ العام والتاريخ الفلسفي. وقد كثر ما جاد أهل الخير له بالأموال ومن رصدوا له الأوقاف فضلاً عما وضعته الحكومة الفرنساوية من الاعتمادات من أجله فصار يتأتى له بذلك أن يكافيء المحسنين من المؤلفين. أما مجمع الفنون الجميلة في فرنسا أيضاً فإنه قام مقام عدة مجامع قبله أنشئت منذ عهد لويز الرابع عشر فأضيف إلى مجمع التصوير والنقش مجمع للموسيقى ومجمع للرقص. ومن المجامع الفرنساوية مجمع التصوير والنقش الملوكي أنشء سنة 1468 وألغي سنة 1793.
وهناك الكثير من المجامع مثل أكاديمية سان دوك المؤسسة سنة 1649 والملغاة سنة 1777 ثم المجمع الملكي للرسم الذي أسس سنة 1671 في باريز وألغي سنة 1792 ثم مجمع الفنون الجميلة وقد أسس سنة 1795 ولا يزال حياً. وفي ولايات فرنسا كثير من المجامع العلمية للتصوير والنقش كما فيها مجمع علمي للموسيقى ومجمع للرقص وآخر للجراحة وغيره للطب وهناك جمعيات علمية أيضاً.
قلنا أن إيطاليا كانت مبعث المجامع الأدبية والعلمية على الطراز الحديث وأنها كثرت كثرة عظيمة وكانت هذه المجامع لأول أمرها عبارة عن اجتماع أشخاص انصرفوا إلى العلوم والآداب والفنون وظهرت بأسماء غريبة دام بعضها وبعضها انفض أعضاؤه والزمن جامع ومفرق. وأهم مجمع قام في إيطاليا المجمع الإفلاطوني في مدينة فلورنسا بسعد كوسم دي ميديس كبير دوقات طوسكانيات في عصره وكان هم هذا المجمع درس فقوال أفلاطون ثم تفرق أعضاؤه أيدي سب عقب حوادث سنة 1521 ولم يعودوا يجتمعون ثم أسست مجامع في نابولي ورومية عنيت بالآداب والتمثيل والشعر وأول جمعية أسست في إيطاليا للبحث في العلوم الطبيعية نشأت في نابولي سنة 1560 على يد باتيست بورتا وكانت داره أول مجمع لاجتماع المتحابين في العلم وهم كانوا سداه ولحمته وقد عنيت بالبحث في الطب والفلسفة الطبيعية. ثم اتهم هذا المجمع بالسحر فاضطر مؤسسه أن يذهب إلى حضرة البابا لويز الثالث ويبرئ نفسه مما عزي إليه وانحل المجمع وخلفه في رومية سنة 1603 مجمع لنسي وكان من جملة أعضائه غاليله صاحب الرأي المشهور في دوران الأرض الذي أرداه الجهل في عصره. ثم أنشأ البابا بيوس التاسع سنة 1847 مجمعاً علمياً في رومية سماه المجمع البابوي النيسي الجديد وبعد سنة 1870 نظم هذا المجمع وأطلق عليه اسم القديم المجمع النيسي وهو الآن تحت حماية الحكومة الإيطالية ويتناول نحو عشرين ألف جنيه في السنة من الحكومة وهو قسمان قسم العلوم الأدبية والسياسية وفرع العلوم الطبيعية والظواهر الجوية.
وفي سنة 1657 أنشأ الأمير ليوبولد ميديسي في فلورنسا مجمع سيمنتو للبحث في العلوم الطبيعية ثم انحل وأنشئ في مدينة فلورنسا مجمع كروسكا سنة 1582 وهو مجمع الأدبي أسسه أشهر شعرائها وعني بتصحيح قاموس اللغة الإيطالية وهذا المعجم هو حجة الطليان في لغتهم كمعجم المجمع العلمي الباريزي باللغة الإفرنسية. وقد ضعف هذا المجمع بعض الضعف ولكنه ما زال موجوداً وأعضاؤه على قلتهم نشروا الآن الطبعة الخامسة من معجمه وفي كل من بولونيا وتورين وميلان والبندقية مجامع علمية أدبية كما فيها مجامع خاصة من أمهات المدن الإيطالية ومنها ما يرد تاريخه إلى سنة 1500.
أما مجامع الفنون الجميلة فهي بلا شك وافرة في بلدان إيطاليا وكيف وهي أم الصنائع النفيسة والتفنن والذوق وأهم المجامع من هذا النوع مجمع ميلان أسس سنة 1483 ومجمع الفنون الجميلة في ميلان ومجمع بولونيا المعروف بالمجمع الكليمنتي نسبة للباب كليمان ومجمع جين اللغوي أسس سنة 1751 ومجمع تورين ومجمع البندقية ومجمع نابولي ومجمع بارم ومجمع مودين ومجمع لوك ومجمع سين وأهم المجامع المجمع الروماني لسان دوك أسس سنة 1588 ومجمع الفنون والتصير أسس سنة 1860 في فلورنسا وكان أسس على عهد كوسم الأول أمير ميديسي وغيرها من المجامع الصغيرة وفيه بعض أعضاء من الأجانب ولاسيما من الإسبانيين.
أما مجامع إسبانيا فهي مهمة أيضاً. فقد أسس الدوق إسكالونا في مدريد سنة 1713 مجمعاً علمياً على نسق المجمع العلمي الفرنسوي والإيطالي وذلك لنشر اللغة الإسبانية وحفظها فكان أعضاؤه باديء بدء ثمانية ثم أصبحوا أربعة وعشرين وله رئيس ينتخب كل سنة وكاتم أسرار دائم وقد نشر معجماً. وهناك المجمع التاريخي أسس سنة 1738 وكان لأول مرة جمعية خاصة جعلها الملك تحت حمايته وهو يعني بالمباحث التاريخية وعاديات البلاد الإسبانية وكان أسس في مدريد مجمع للطبيعيات وانفض بعد سنين فخلفه مجمع العلوم الذي أسس سنة 1847 وقد جروا فيه على مثال مجمع العلوم في باريز وهو ينقسم على ثلاثة أقسام العلوم الرياضية والطبيعية والظواهر. وفي سنة 1858 أنشئوا في مدريد مجمعاً على مثال المجمع العلمي الفرنسوي للعلوم الأدبية. وفيها مجمع للفنون الجميلة أيضاً.
ولحكومة البرتقال في لشبونة عاصمتها مجمع للبحث في التاريخ البرتقالي أسس سنة 1720 على يد الملك يوحنا الخامس وأضافت إليه الملكة ماري سنة 1779 مجمعاً للعلوم الزراعية والفنون والتجارة والاقتصاد العام. وقد نظم المجمع العلمي سنة 1851 وهو قسمان أحدهما للعلوم الصرفة والثاني للأدب والتاريخ والحقوق والعلوم الأدبية والسياسية وأخذ منذ سنة 1879 ينشر مذكرات أدبية برتقالية ومجاميع تاريخية مخطوطة ومفكرات اقتصادية.
وتجد في أميركا الجنوبية مجامع علمية في كل عاصمة من عواصم جمهورياتها وأهمها مجمع الفنون الجميلة في ريو دي جانيرو وعاصمة البرازيل أسسها الملك يوحنا السادس البرتقالي وكان مديره وأساتذته من الفرنسيس أولاً.
وأسست البلجيك سنة 1772 المجمع الملكي البلجيكي في بروكسيل على يد الإمبراطورة ماري تريز ملكة بلاد القاع وهو يبحث في العلوم والأدب وما زال إلى اليوم سائراً على قدم النجاح وقد ضم إليه كل ما في بلاد البلجيك من أهل العلم وحملة لواء أدب وفي كل سنة يعين الملك رئيساً للمجمع من أحد أقسامه الثلاثة في الأدب والفنون الجميلة والعلوم. وبينا كانت أوروبا بأسرها تزهر بالعلوم والآداب على عهد النهضة والإصلاح كانت البلجيك وهي تدعى إذ ذاك بلاد القاع الإسبانية قد خربت ومني سكانها بالحروب الدينية ونزلت من أوج السعادة على حضيض الذلة المحزنة. دامت على ذلك طول القرن السابع عشر وفي تلك الحال التي كانت فيها بلاد البلجيك على جانب من ضعف القوى الطبيعية والعقلية سلمت ولاياتها للنمسا بموجب معاهدة أوترخت سنة 1713 وكانت الآداب والفنون قد اضمحلت فيها ولم يبق فيها أثر للعلم إلا في كلية لوفين والتعليم فيها على ضعف. فارق الغنى تلك الأمة وإن لم يفارقها نشاطها واحتفظت بتقاليدها وبفضل الملكة ماري تريز هبت البلاد من رقدتها وانعكس ذاك السبات الطويل إلى يقظة تامة وأعضاء ذاك المجمع 48.
وفي البلجيك مجمع طبي أسس سنة 1841 أعضاؤه أربعون ويقبل أعضاء شرف بقدر ما يستنسبه وأعضاء مراسلين يبلغ معدلهم مائة رجل منهم 40 بلجيكياً و60 أجنبياً. كما أن مجمعاً علمياً للفنون الجميلة من مدينة أنفرس وفيها مجامع للصنائع النفيسة في أمهات المدن البلجيكية. ولكن لمجمع أنفرس فضل التقدم على سائر المجامع التي من نوعه لأن تلك المدينة نفسها امتازت بالصنائع والتفنن فيها منذ خمسة قرون وقد اصبح هذا المجمع بفضل الدروس التي يلقيها في التصوير والنقش والحفر والهندسة كعبة القصاد من مئات من الطلاب في بلاد البلجيك وغيرها. وفي هولاندة مجمعان أحدهما يدعى مجمع بلاد القاع أسسه سنة 1808 الملك لويز بونابرت واستحال سنة 1852 إلى مجمع العلوم والثاني مجمع ليدن أنشئ سنة 1766.
ومن أعظم المجامع العلمية في ألمانيا المجمع الذي أسس في فيينا سنة 1652 على مثال المجامع الإيطالية وليس له مدينة معينة يجتمع فيها بل يغير مقره بحسب إرادة رئيسه ولكن خزانة كتبه لم تزل باقية في درسد عاصمة سكسونيا وقد نشر منذ سنة 1895 سلسلة مفكرات تحت أسماء شتى كلها فيس العلم والطب. ومع انتشار العلم في بلاد الألمان وكثرة الكليات فيها لم يشعر فيها بالحاجة إلى المجامع العلمية لأول ارتقائها فلم تؤسس المجامع في قواعد بلادها إلا في القرن الثاني عشر على مثال المجامع الفرنساوية وذلك في مدن برلين وميونيخ وليبزيك وغوتنغن.
أسس الفيلسوف الألماني لايبنز في برلين بمساعيه وفضل صوفيا شارلوت حامية الآداب والعلوم في عصرها مجمعاً للعلوم. فصد الأمر بإنشائه سنة 1700 ولم يرض فريدريك الأول أن يعد هذا المجمع من جملة دواوين الحكومة إلا بعد اللتيا والتي وإجابة لرغائب زوجته حامية الآداب والعلم فجرى المجمع منذ ذاك العهد على مثال مجمعي لندن وباريز وذلك بجمع المعارف المتفرقة في العالم وتقريبها من الأذهان وتنظيمها وجعل مجموعة لها واضحة سديدة وأن تنمى ويزاد عليها وتوضع موضع الاستعمال ويعم أمرها وتتشربها النفوس على طريقة أمينة مشروعة. قال لايبنز الحكيم في قانون هذا المجمع وهو من إنشائه إن الأسباب التي تبلغ بنا هذا الغرض الذي نرمي إليه هي التأمل ومراقبة صنع الله وعجائبه في الكون ووصف الاكتشافات والاختراعات وما صاغته يد الإنسان من النفائس والعناية بما عني به الناس واعتقدوه من عقائدهم وعلى الجملة النظر في جميع هذه الدروس وتطبيقها على العمل فهي كنز العلم والعمران الاجتماعي وهي المادة التي تساعد على الخير العام والتوفر على الفضيلة وبث الحقيقة وتمجيد الخالق إلى أن قال: ألا وأنه يجب تطبيق العلم على العمل وتكميل الصنائع والعلوم بأساليبها والعناية بكل ما ينفع البلاد والشعب في الزراعة والصناعة والتجارة بل في الطعام والآدام ويعلي شأن ألمانيا.
وما برحت حال هذا المجمع في ارتقاء وملوك ألمانيا يعضدونه مدفوعين إلى ذلك بدافع طبيعي من حبهم للعلم أو بدافع حب الظهور والتباهي في الكمالات حتى جاء زمن على المجمع في القرن الثامن عشر أبدل فيه اللغة اللاتينية التي كان يكتب بها أعماله باللغة الفرنسوي لأن هذه كانت لغة العلم إذ ذاك ولكن استعمال الفرنسية لم يدم غير عشر سنين ثم خلفتها الألمانية وكثرت واردات المجمع كثرة مهمة بما نفحته الحكومة إلا أن كلية برلين قد غطت على شهرته بما قامت به من الأعمال العلمية ومع هذا دام له شأن يذكر بين الخاصة ولا سيما عند علماء الأرض الذين يقدرون أعماله العلمية قدرها وهو اليوم أهم مجمع للمباحث اللغوية والتاريخية وله عناية خاصة بالعربية والسنسكريتية.
وفي برلين مجمع للصنائع الجميلة أنشئ سنة 1703 وكان مديروه فرنسويين باديء بدء. وفي بافيرا مجمع للعلوم اسمه المجمع الملكي وهو في الدرجة الثانية عن الأكاديميات إلا أنه ثقة محترم أسس في ميونيخ سنة 1759 واشتغل لأول أمره بالمباحث التاريخية وفي سنة 1809 نظم شؤونه تنظيماً حسناً وعهد برئاسته إلى الفيلسوف جاكوبي وقسم أعماله إلى ثلاثة أقسام وهي الفلسفة وأصل اللغات والعلوم الرياضية والطبيعية والتاريخية.
وفي ميونيخ مجمع للفنون الجميلة. وفي إمارة ساكس مجمع للعلوم أنشيء في درسد عاصمتها إلا أن مدينة ليبزيك مركزه الحقيقي وقد أنشيء سنة 1846 وعدد أعضائه سبعون عضواً ينقسمون على قسمين القسم الرياضي والطبيعي والقسم التاريخي واللغوي. وفي كل من ليبزيك ودرسد مجمع للفنون الجميلة. وأنشيء في غوتنغن مجمع للعلوم انتظم أمره سنة 1770 وهو ذو ثلاث شعب: الرياضيات والطبيعيات والتاريخيات وللشعبة الطبيعية فيهم أثر مهم في الحركة العلمية الألمانية. ويمكن أن يلحق بمجامع ألمانيا مجمع فينا عاصمة النمسا اليوم ولغته الألمانية.
وفي فينا ما عدا ذلك مجمع علمي إمبراطوري وضع مشروعه لايبنز الفيلسوف ولكنه لم يؤسس إلا سنة 1846 على يد الإمبراطور فرديناند الأول وهو شعبتان شعبة الرياضيات والطبيعيات وشعبة التاريخ والله وله 60 عضواً مواظبين و24 عضواً بالشرف و120 عضواً مراسلين وكان أول رئيس له المستشرق الكبير هامر بورجستال. وأسس في فيينا سنة 1704 مجمع للفنون الجميلة.
وفي بريطانيا العظمى وإيرلندا تطلق لفظة مجمع على المحال التي تعنى بالفنون الجميلة وما عداها من الجمعيات التي يشترك فيها كثير من رجال العلم والأدب لمقصد يقصدونه وعلم ينمونه وأدب ينشدونه يدعى جمعيات فالجمعية الملكية في لندن لا تقل عن المجمع العلمي في باريز وبرلين ويرد عهد تأسيسها إلى سنة 1616 وقد كان شأن هذه الجمعية على عهد جان الأول وشارل الأول من الضعف على جانب. وكان باكون الفيلسوف اعتاد أن يجتمع هو وأصحابه من أهل العلم والحكمة في أكسفورد على الدوام للبحث في الموضوعات التي لها علاقة بالعلوم العلمية ولما ارتقى شارك الأول إلى عرش إنكلترا أصدر إليهم أمراً يعترف بجمعيتهم وعندها بدأ أمرها بالظهور وما زال شأن هذه الجمعية العلمية زاهراً طوال القرن الثامن عشر والتاسع عشر واشترك فيها كثير من نبلاء البلاد الإنكليزية وجميع علمائها ولكن بدون أن يعطى النبلاء لقباً علمياً. وما برحت منذ سنة 1665 تنشر كتباً تحت عنوان القضايا الفلسفية وقد بلغت إلى الآن زهاء مائتي مجلد. وفي لندن مجمع للتصوير اسمه مجمع أدمبرغ وفي دوبلين عاصمة إيرلندا مجمع اسمه المجمع الملكي الإيرلندي أسس سنة 1786 بجانب كليتها وفيها مجمع للفنون الجميلة. وفي بعض المستعمرات الإنكليزية مجامع علمية مثل المجمع العلمي في مدينة فكتوريا بأوستراليا.
وفي بلاد السويد والنرويج مجامع علمية كثيرة جروا فيها على قدم المجامع الفرنسوية وهي ناجحة للغاية. وفي استوكهلم ثلاثة مجامع فيها ثلاث شعب كالمجمع العلمي الباريزي وفيها مجمع علمي للفنون الجميلة أسس سنة 1733 وهو كمعظم المجامع التي من شكله عبارة عن مدرسة للفنون الجميلة مع متحف وأساتذة وتلاميذ معدل عددهم أربعمائة.
وفي استوكلهم مجمع علمي على مثال مجمع العلوم في باريز وبرلين أسس سنة 1735 على يد العالم تريوالد المشهور في عصره إجابة لدعوة أحد رجال تلك البلاد وعلى نفقاته وكان دعاه إلى إلقاء محاضرات عامة في الطبيعة العلمية فحذا حذو تريوالد كثير من أهل الأدب حتى إذا كانت سنة 1739 أنشأ هؤلاء العلماء في استوكهلم جمعية صغرى غايتها البحث في المباحث العلمية وتعميمها ثم انتظموا في شكل مجمع علمي يجتمع في أوقات معلومة ولا يكتفي بالمحاضرات فنجح في شؤونه ونشر كما تنشر المجامع العلمية خلاصة بأعماله ونمي خبره إلى فريدريك الرابع ملك السويد فجعله تحت حمايته ودعاه مجلس العلوم الإمبراطوري في السويد وإذ لم يغدق الملك على هذا المجمع شيئاً من مال الحكومة بقي حراً في حكم نفسه بنفسه وإدارة شؤونه مستقلاً عن الحكومة وهو الآن يتناول وارداته من الوصايا وممن يحسنون عليه بالأموال ويمنحونه المنح من أهل الخير. ويتعاقب الأعضاء المقيمون في استوكهلم رئاسة المجمع كل ثلاثة أشهر وأعضاؤه من السويديين وغيرهم من الأجانب. وكان هذا المجمع ينقسم سنة 1799 إلى سبعة أقسام وهي الاقتصاد السياسي والزراعي والتجارة والصنائع الميكانيكية والطبيعية والتاريخ الطبيعي والوطني والطبيعة والتاريخ الطبيعي الأجنبي والعلوم الرياضية والطب والأدب والتاريخ واللغات.
وفي أوبسال أحد مدن السويد مجمع اسمع مجمع العلوم الإمبراطوري أسس سنة 1710 ولكنه لم يعترف به رسمياً إلا سنة 1728 وكانت كيفية إنشائه غريبة وذلك أن طاعوناً جارفاً انتشر في أوبسال سنة 1710 فانفض طلاب مدرستها الجامعة وانقطعت ألسنالمدرسين عن التدريس وخلت المنابر من أصوات الخطباء وساد الهلع والقلق في أربجاء البلاد فرأى أحد علماءها المدعو أريك برزيلوس خازن كتب الكلية وهو مؤرخ وفقيه مشهور في قومه أن يجتمع أساتذة الكلية في المدرسة مرة في الأسبوع في قاعة المكتبة ليقضوا الوقت في المحاورات الودية ويخوضوا في الموضوعات الأدبية ويطردوا عنهم كما قالوا شيطان الهموم ويقضوا الوقت بلا ملل فاجتمعوا لأول مرة وسموا مجمعهم مجمع الفضوليين وكان هذا الاجتماع أساس المجمع العلمي الحالي. ثم غيروا اسمه وأخذ بفضل أعضائه ينشر كسائر المجامع مذكراته وأعماله ورسائله ولكن باللغة اللاتينية أولاً وما برحت تصدر مذكراتهم باللاتينية إلى اليوم وإن كان معظم الأعضاء يكتبون مقالاتهم بالألمانية أو بالإنكليزية أو بالإفرنسية.
وفي بلاد النروج مجامع علمية وإن لم تكن في الغاية بموقعها فهي مفيدة وحرية بأن يشار إليها. ففي كرستيانيا مجمع أسس سنة 1857 ومثله في دورنتيم أسس سنة 1760 يعنى بالبحث في الصنائع والتجارة لا بالعلم المحض. وفي كوبنهاغ مجمع العلوم الإمبراطوري أيضاً أسس سنة 1742 على عهد كرستيان السادسي. وهو شعبتان الفلسفة والتاريخ والعلوم الرياضية الطبيعية وينشر مذكرات من أمتع ما يؤلف وينشر. وفيها أيضاً مجمع للفنون الجميلة أسس سنة 1738.
وفي بطرسبرج عاصمة روسيا مجمع للعلوم كان الباديء بإنشائه بطرس الأكبر تأسس سنة 1724 من ثلاث شعب وهي الرياضيات والتاريخ الطبيعي والتاريخ والفقه ويقضي على أعضائه أن ينصرفوا للتعليم ويعنوا بتخريج تلاميذ يختارونهم من شبان الصقالبة السلافيين الأجانب. وكان جميع أعضائه من غير الروسيين لأول أمره أي من السويسريين والألمان. وقد خدم تاريخ روسيا وعلم آثارها أجلّ خدمة في منتصف القرن الثامن عشر وكان أول عضو روسي فيه الشاعر لومونوروف ورأسته الأميرة داشكوف من سنة 1883 إلى 1894 وهي التي نظمت جلساته وجعلتها باللغة الروسية وشرعت في نشر عدة مجلات بالروسية. وأنشئت فيه شعب للعلوم التاريخية والإحصائية والسياسية وقسم للغات الشرقية وقد خدم العلم أعظم خدمة ونشر عدة كتب ولاسيما قاموسه السلافي الروسي وقل بعد ذلك عدد الأعضاء الروسيين فيه وقام بعدة بعثات علمية مهمة. وفي بطرسبرج أيضاً مجمع للفنون الجميلة أسس على عهد الإمبراطورة إليزابيت سنة 1757 وكان أساتذته من الأجانب لأول عهده.
ولقد أنشأت الأمم النازلة في الجنوب الغربي من أوروبا في القرن التاسع عشر وهي الأمم التي أحرزت الاستقلال أو تحاول نيله مجامع علمية لتدل بها على وطنيتها وتجمع شمل العلماء الذين يخاطبون أوروبا في امرها ومن تلك المجامع المجمع المجري أسس سنة 1831 وعاقته حوادث سنة 1848 فلم يصبح عاماً غلا في سنة 1858 ثم قام دعاة الوطنية وأخذوا يستوكفون الأكف فاشترك في الجود له رجال تختلف طبقاتهم من البارون سينا الذي تبرع بثمانين ألف فلوريني إلى الخدام والخادمات الذين كانوا يجودون بالقروش الصغيرة فأنشيء المجمع من جديد وافتتح بناؤه سنة 1865 في بقعة من أجمل بقاع الأرض على ضفاف الطونة بين مدينتي بود وبست. وهو خمسة أقسام قسم في أصل اللغات وآخر في التاريخ الأدبي وثالث في التاريخ والرابع في الاقتصاد السياسي وخامس في الرياضيات والتاريخ الطبيعي وعلم الآثار وله دخل وافر يمكنه من السخاء على العلم وهو يعين ثلاث مجلات مجرية بقدر من المال. منها مجلة بودابست وهي أشبه بالمجلات الإفرنسية تقوم على نشر العلم بين الطبقات المختلفة وتعطي جوائز كبعض المجامع العلمية لمن يبرز في الأدب والعلوم.
وقد أسس سنة 1767 في آغرام مجمع دعي المجمع الجنوبي السلافي في آغرام نشر كثيراً من لالكتب المهمة لقدماء كتاب الكرواسيين والصقلبيين. وفي بلغراد من بلاد الصرب مجمع أسس سنة 1846 يعنى بالتاريخ والعلم واللغة ولاسيما تاريخ بلاد الصرلب وجيولوجيتها وفي كراكوفيا مجمع لهم أنشيء سنة 1816 وجعل سنة 1872 مجمعاً على مثال المجامع العلمية. وأسست في بولونيا عدة مجامع في القرن الثامن عشر ولكنها لم تقم لها قائمة لأسباب سياسية وكانت تنحل بعد اجتماعها بقليل.
وفي رومانيا مجمع علمي أنشأه الوطنيون من الرومانيين لبيان الآداب الرومانية ووضع حدود لهذه اللغة وقواعد ثابتة لها ولاسيما بعد أن انضمت إمارتا مودلافيا إلى الأفلاق واشتغل هذا المجمع زمناً بتحسين اللغة الرومانية وتصفيتها من الشوائب والبحث في اللغة القديمة واللغة الحديثة.
وفي الولايات المتحدة عدة مجامع علمية مهمة منها مجمع نيويورك ومجمع الفنون الجميلة ومجمع الموسيقى.؟ وأول مجمع علمي أنشيء فيها كان على يد العالم فرنكلين سنة 1743 ارتأى تعميم المعارف الزراعية فأسس المجمع الفلسفي الأميركي وقد انضط إليه مجمع آخر فتقوى به وما زال فرنكلين رئيسه يجدد انتخابه كل سنة حتى مات وللمجمع مكتبة فيها زهاء ثلاثين ألف مجلد وأسس سنة 1812 مجمع العلوم الطبيعية في فيلادلفيا. وهو من أهم المجامع الأميركية وقد جمع له متحف ومكتبة لا نظير لهما وفي خزانة كتبه زهاء ثلثمائة ألف مجلد وفيها كثير من الكتب في التاريخ الطبيعي للولايات المتحدةو ومتحفه مفرد في بابه. وأسس في بوستون مجمع للفنون والعلوم سنة 1780 سموه المجمع الأميركي وغايته تنشيط الدروس الأثرية ودرس التاريخ الطبيعي وتطبيق المواد الطبيعية على صنائع البلاد وعلومها وله مكتبة فيها عشرون ألف مجلد وأقيم في بوستون أيضاً سنة 1874 مجمع للتاريخ الطبيعي ثم خلفه مجمع آخر سنة 1830 وله مكتبة مهمة ومتحف وينشر كتباً ومفكرات وفي نوهافن مجمع للعلوم والفنون وفي نيويورك مجمع للعلوم.
وفي سالم من ولاية مساشوست مجمع للعلوم أنشأه الكريم بابودي فمنحه مائة وأربعين ألف دولار. وفي سان لوي مجمع للعلوم وفي شيكاغو كذلك كما في سنيناتي مجمع للتاريخ الطبيعي وفي كليفورنيا كذلك ومجمع هذه يكبر بكثرة ما يمنح من عطايا الأسخياء. وفي أيوفا مجمع للعلوم الطبيعية أسسته عقيلات دافانبور بمالهن. وفي فلادلفيا مجمع لترقية العلوم غرضه أن يطوف أعضاؤه في البلاد ويتباحثوا ويتبادلوا الأفكار. وفي أميركا أيضاً مجمع للعلوم اسمه مجمع العلوم الوطني أعضاؤه مائة يجتمع في واشنطون وفي هذه المدينة المجمع السميثوني أسس سنة 1846 بما وقفه عليه جايمس سيمثون المتوفى سنة 1829 وهو من أهم مجامع الولايات المتحدة وله متحف طبيعي من أعظم متاحف العالم قام بفضل سخاء الأسخياء عليه وهناك عشرات من الجمعيات والمجامع في أمهات المدن الأميركية سواء كان في الكليات أو غيرها تنشر الكتب وتعنى ببث العلم والإفراد يمنحونها المنائح السنية. هذه نبذة من المجامع على اختلاف مقاصدها في العالم المتمدن لخصناها عن دائرة المعارف الفرنسوية الكبرى وربما زاد عددها الآن أكثر من ذلك فعسى أن يكون فيها للشرق درس نافع.