مجلة المقتبس/العدد 14/حكم وخواطر
→ تسامح العظماء | مجلة المقتبس - العدد 14 حكم وخواطر [[مؤلف:|]] |
العالم شعر ← |
بتاريخ: 15 - 3 - 1907 |
من ترك شغله للوكلاء ضاع عليه النصف إذا ربح ودفع من ماله الضعف إذا خسر
ما احتاج إنسان مداجاة أعدائه إلا من فسولة أصدقائه.
كما لا ترجو صداقة الكذاب فلا ترج صداقة الجبان لأن الكذب والجبن أخوان أبوهما الضعف.
أدلُّ الدلائل على حماقة المرء جمع الضدين على بغضه والصادق الحكيم يجمع الأضداد على حبه.
أكثر ما تكون المواعظ كالخزف الصيني في البيوت تحفظ ولا تستعمل
خمود الهمم عند اشتعال اللمم
إنما آثر الناس العدو العاقل لا لأنه لا يضر بل لأنه أبلغ في الضرر
وأخف في الألم فهو كالسيف الماضي يقطع ولا يؤلم أما العدو الجاهل فهو سيف كليل لا يقط الرقاب ولا يريح من العذاب
لا يقد على احتمال رفعة الأدنياء إلا الفيلسوف الذي تساوت عنده الأشياء
يظن الكريم قليل الأنانية والحال انه أشد حباً لنفسه حيث آثرها على المال، ويظن اللئيم محباً لذاته والحال أنه عدوٌّ نفسه إذ أسقطها في مساوئ الأعمال، وأن سموأل الوفاء أشد إثرة من كل إنكليزي على وجه الأرض لأنه سمح بحياة ابنه لأجل حياة اسمه.
إذا حاف الإنسان غائلة عدو متكبر أنامه بمورفين التقريظ
لا تظنن محالاً عداوة محب مهما اشتد كلفه ولا محبة عدو مهما تناهى شنانه فإن الزوجين يكونان جسماً واحداً ويقع بينهما الطلاق وإن في مخازن الغيوب ما لا يخطر على القلوب
إن لم تلن دمامل الفت بمراهم المراحم لم ينجح فيها إلا المبضع الصارم لكن لا خير في عنف لم يتقدمه لطف
يتقى الخراب الكبير بالاضطراب الصغير وكلاهما من البلاء كما يتقى المرض الثقيل بالتقليح الخفيف وكلاهما من العياء
العقل بلا قلب نورٌ بلا حرارة
لذة الخيال أقوى من لذة الواقع لذلك المجاز أوقع من الحقيقة
القليل من الخبيث يفسد الكثير من الطيب كما أن المتر المكعب من الآجن يفسد ذوق مائة مثله من العذب الفرات.
قوة الإرادة من قوة الكهرباء لأنه متى امتلأت الإرادة جذبت المقاصد البعيدة بدون سلك ظاهر.
إذا تلبدت غيوم الغموم لم ينشرها مثل تموجات الهواء، بألحان الغناء
الطبيعة مثال، والشاعر مصور، وأحسن الشعراء توليداً، أجودهم للطبيعة تقليداً.
يكاد الشعراء يكونون صوفية لأن المعنى واحد والصور مختلفات كما أن الوجود واحد والتعدد للجهات
من دلائل أن الحياة خيال لذة الإنسان بالأماني وأن علمها كواذب، ولهوه بالتصورات ولو كانت محالات، وبكاؤه بالدموع في قراء قصصٍ موضوع
لا تخالن المستغرق في فن قاصر نظره عليه أبصر به من سواه ممن ينظر في متعدد الأمور لأن تنوع الموضوعات في ذهن الإنسان يوسع دائرة العقل ويسدد مرامي الحكم.
ينبغي أن تدقق في اختيار صديقك كما تدقق في اختيار امرأتك إذ كما يجب للناس أن يتخيروا لنطفهم كذلك يجب أن يتخيروا لمروءاتهم
خير للمرء أن يكون خصياً من أن يلد عاقاً عصياً
لا يبرد على الأكباد شيء كزكاء ثمراتها
التقبيل ضريبة الحسن، والمشورة ضريبة الذكاء، والجود ضريبة اليسار، والنجدة ضريبة البأس، ولا يمنع الضرائب إلا العاصي على الله والناس
إذا أوصيت بامرئ ولم يرجع إليك فاعلم أن حاجته قد انقضت لأن أكثر المراجعة يقع استنجازاً للحاجة ونادراً يقع شكراً على النعمة
كذب الكبير يسمى سياسة
يستدل بسيادة الغرباء في بلاد على انحلال العصبية أكثر مما يستدل بها على الأخلاق الرضية
المملكة جسم والأجنبي ميكروب ولا يرعى الميكروب من الجسم إلا مواطن الضعف.
قلوب العشاق أقدم من تلغراف ماركوني
العصر الجديد هو عصر الحديد والغناء الأقوى بالغثاء الأحوى (الفحم الحجري) لو ردّ الناس كلام الكذابين بحذافيره لالتزموا الصدق وإنما روّج بضاعة الإفك أنه مهما اشتهر به الإنسان فلا يزال يلصق منه بالأذهان.
خير لمن لم يصب طهور العلم أن يتيمم بالتقليد
ما أجد العائلة بنقطة
كم وجه أبيض منه بلا أزرق وفرع أسود منه موت أحمر
أكثر الناس استعداداً لعداوتك من قام من تحت سلطتك لأنه يريد أن يقوم بقدر ما نام ولأن سواد الليالي متعادل مع بياض الأيام.
قد لا يكون الإمام تقياً وتصح الصلاة إذا راعت الجماعة وشرها وقد لا يكون الوالي عادلاً وتمشي العدالة إذا عرفت الرعية قوانينها.
الحسد نار في الفؤاد يبردها بعضهم بالتنقص ويلقي عليه اسم الانتقاد
الوالي الظالم خائن للسلطان في أمانته فجزاؤه جزاء الخائنين
جهنم بالعز أطيب منزل أبلغ بيت إلا في مقام الهوى
قد تذهب الحقوق ضحية الخلابة وقد تأكل المتاع نار الذرابة وقد تختفي الحقائق بين هدرات الشقائق ولكن ذو البصر يميز بين الغث والسمين ودريفوس يتبرأ ولو بعد سنين.
من كان مرمى نقده الإصلاح العام لم يخف ذلك من أسلوبه والناس أكيس من أن لا يفرقوا بين الحاسد والناصح
احذر من هو دونك في العداوة أكثر من حذرك ممن هو كفؤك لأن الكفؤ يأنف أن يقاتلك إلا بسلاحك ولا يأخذك غيلة أما الدون فإنه يأخذك كيفما استطاع ولا يرى في ذلك غضاضة
كانت الفتوحات أولاً بالسيف فصارت اليوم بالدين فهي لا تزال بين الأحمرين
لا تجتاز عقبة بدون جهد سواء النازل فيها والطالع
متى ثارت القبائل وهاج هائج التعصب على الأجانب فاعلم أن في تلك الجهة معدناً أعجب المهندسين أو أن شركة تألف لاستثمار بعض الأرضين
أجدر المصابين بالشماتة قومٌ لم يزالوا يتحاملون على ولاتهم العقلاء حتى ابتلاهم الله بولاية المجانين
إذا اهتدى الغول إلى معارف الإفرنج فالصين قد صين لابد من يوم أسود بين الأصفر والأبيض
السياسة في أيامنا هي فوق الديانة لأنه إذا تعارض العقل والنقل أول النقل حتى يطابق العقل أما السياسة فلا تقبل التأويل أياً كان مصادمها
بيروت
شكيب أرسلان