الرئيسيةبحث

مجلة المقتبس/العدد 12/سير العلم

مجلة المقتبس/العدد 12/سير العلم

بتاريخ: 15 - 1 - 1907


تسميم المأكولات

نشرت المجلة الفرنسية بحثاً في كيفية تسميم المأكولات والمشروبات في فرنسا ودخول الغش على الحاجيات كاللبن ومزجه بالماء وتزبده (قشه) والخمر وشوبه والجعة واتخاذ المواد الرديئة في صنعها وخمر التفاح والشوكولا واللوز الهندي والقهوة والشاي والمياه المعدنية وهذه أقرب جميع المأكولات والمشروبات إلى الغش والتدليس وكذلك السمن والدقيق والخبز وشحم الخنزير وزيت الزيتون واللوبياء والفلفل وغيرها من الأدوية والعقاقير.

الجرائد في اليابان

في طوكيو عاصمة اليابان 16 جريدة يومية ومعدل ما يطبع من كل منها اليوم 35 ألف نسخة ومجموع ذلك 550 ألفاً وليست تأثيرات الجرائد في اليابان كتأثيراتها في أوربا والكتاب هناك لا يتوقعون مما يكتبون إلا إرضاء قرائهم.

مستقبل اليابان

روت بعض مجلاتهم أن مستقبل اليابانيين لا يتوقع من رجال حكومتها ولا من رجال الحرب فيها بل من رجال الأعمال فيها فإنهم أدوات الحضارة يمهدون لها السبل بالبحث عن الطرق التي تغني البلاد من الوجهة الاقتصادية ولذلك أسست منذ ثماني عشرة سنة مدرسة تجارية في كيوجيجوكو فتخرج فيها حتى الآن نحو ألف تلميذ انتشروا في أطراف البلاد اليابانية. وقد زعمت المجلة بأن اليابان لا تكون دولة عظمى إلا إذا تحولت بالتدريج إلى أن تكون المركز الصناعي والتجاري في الشرق الأقصى.

فلسفة سبينوزا

بحث عالم في إحدى المجلات العلمية في فلسفة سبينوزا القائل بأن الله واحد أحد يحل في كل الكائنات فقال إن فلسفته أثرت في ألمانيا فقال بقوله الفلاسفة لسينغ وهردير وشيلرماشير وهيكل وكيتي وهين وأن كولريج ووردسورت وهربرت سبنسر في إنكلترا اسحبوا على منواله وإن فيكتور كوزين من حكماء فرنسا أحيا فلسفته أيضاً في بلاده.

خطوط لندن تلفون بلغ طول أسلاك الندى في العالم المتمدن زهاء خمسة ملايين وربع من الكيلومترات منها 1. 534. 000 في ألمانيا و623. 487 في فرنسا و1. 313. 000 في إنكلترا و200. 000 في سويسرا و138. 000 في روسيا و92 ألفاً في نروج وما بقي موزع على سائر الأمصار والأقطار.

نهضة الطليان

كتبت في العهد الأخير رسائل وكتب كثيرة في نهضة الإيطاليين ونظر إليها المفكرون من الأمم نظر الإعجاب ونظر إليها بعضهم نظر الحسد ومما قيل فيها أن الشمال من شبه جزيرة إيطاليا هو موطن الحركة الاقتصادية كما كان في السالف منبعث القوة والوحدة الإيطالية وإن ليس كمثل حركة الاجتماع بإيطاليا في سائر أقطار المعمور.

قضبان الحديد

معروف أن الخطوط الحديدية قلبت نظام العالم بسرعة النقل وسهولته ولقد كان يستعمل منه لأول أمرها ما حسن وما لا يحسن من القضبان أما الآن فقد انصرفت العناية إلى استجادة أنواعها والاستعاضة عن القديم منها بأحسن منه جديداً. وقد كانت الولايات المتحدة من أكبر الدول المكثرة من استعمال القضبان الحديدية لأن خطوطها طويلة جداً وكانت معاملها تصنع بقدر ما يصنع في نعامل العالم كله على وجه التقريب فلم تكن زنة ما استعملته الولايات المتحدة سنة 1878 من القضبان سوى نصف مليون طن فأصبح اليوم ثلاثة ملايين ونصفاً وقد زاد في الخمس عشرة سنة الأخيرة ثلاثة أضعاف فكان مجموع ما صرفته من الحديد لقضبان السكك الحديدية من سنة 1870 إلى سنة 1895 58 مليون طن أما ألمانيا وإنكلترا وفرنسا فإنهما بعد الولايات المتحدة في ما تخرجه معاملهن من القضبان ولكن النسبة بعيدة بينهن وبين الولايات المتحدة وكذلك الحال في كندا وإيطاليا واليابان والصين.

العانسات العاملات

نشرت إحدى الكاتبات في مجلة علم الاجتماع الدولية مقالة ضافية في حال المرأة البرتغالية فقالت أنها تشبه القاصر الذي هو لا يزال تحت وصاية مووليه وإن المرأة المتزوجة التي ليس لها ثروة خاصة بها لا يصح لها أن تدعي أنها ربة البيت التي هي فيه. ويؤخذ من الإحصاءات الأخيرة أن في فرنسا 2. 622. 170 امرأة لم تتزوج بقين عانسات في بيوتهن على حين جاوزن الحادية والعشرين من العمر وإنه يمكن أن يكون في البرتغال نحو مليونين وقد شوهد أنه تكاثر في المدة الأخيرة عدد النساء اللاتي أخذن ينهلن على المدن البرتغالية يطلبن الاستخدام والامتهان بالحرف.

آلة الاقترع

هي آلة اخترعها أحد الطليان وعرها في ميلان أمام جمهور من الناس دعاهم ليبدوا آراءهم فيما إذا كان الأولى الإكثار من الجيوش والعدد أو الإقلال منها فيعرف بواسطتها عدد الموافقين وعدد المخالفين لهذا الرأي ولهذه الآلة مزية على الآلة المستعملة اليوم في الانتخابات لأنه لا يتيسر بها الغش ولا التدليس. فآلة البسوفوغراف تنفع كثيراً في دور الندوة ومجامع الأمة والمؤتمرات والمجتمعات على اختلاف أنواعها إذا قضت الحال أن يؤخذ قرار المجتمعين بعد المفاوضة بينهم. وربما استعملت في المخازن لتعداد الداخلين والخارجين منها كما تستعمل في الطرق العامة لإحصاء أبناء السبيل والعجلات الذاهبة الجائية وغير ذلك.

ارتقاء أمريكا

كتب أحد المفكرين في مجلة المجلات النيويوركية فصلاً عدد فيه ما تم في الولايات المتحدة من أسباب الحضارة والعمران. قال وعلى من أراد أن يدرك مقدار ما بلغته أمريكا من الارتقاء الاقتصادي الغريب أن لا يحسب بالملايين بل المليارات فإن الربع الأخير من القرن السالف كان أنجح دور في التاريخ الأمريكي ظهرت فيه غرائب وعجائب في كل فرع من فروع الأعمال. فبفضل توفر أسباب الري وإنشاء الخطوط الحديدية وكثرة استخراج الجديد من مناجمه الذي يبلغ نصف ما يستخرج في جميع العالم ارتقت الزراعة ارتقاءً لا مثيل له في أدوار الأمم. وكل هذا ليس بشيء إذا قيس لما تتوقعه البلاد في المستقبل الباهر ولا سيما بعد أربعين سنة أيام يكبر أبناء اليوم فيصير أهل الولايات المتحدة مائتي مليون نسمة وهم.

إنشاء الحياة رنت الأندية العلمية بما عرضه المسيو ستيفان لدوك على مجمع العلوم الباريسي من أنه يستطيع إنشاء أحياء حبة حقيقية من جواهر جامدة وخلق نباتات ذات سوق وأوراق بوضع قطعة من السكر وسولفات النحاس في محلول معدني فتكبر وتنمو وتصير نبتة تامة وقد ردت عليه الجرائد العلمية فقالت أنه أوهم الحضور بأنه استطاع تأييد مدعاه الذي قالوا أنه أصعب من الحصول على حجر الفلاسفة على حين انطلى على بعض البسطاء فتناقلوه وعدوه صحيحاً.

قال المجلة لقد أعجب الناس لما قرؤوا صورة مدعاه في أعمال المجتمع ولم يروه يشير إلى ما قام به المسيو تروب الألماني عام 1865 و1867 من التجارب التي أدت إلى إنشاء نباتات حقيقية. وقد عد ما ادعاه هذا الباحث مثل حية فرعون وهي اللعبة التي يلعب بها الأولاد مؤلفة من شيءٍ من الزئبق إذا أشعلت انتفخت كالحية بعد أن كانت صغيرة الحجم وقال أحد أعضاء ذاك المجتمع متى حل الإنسان هذه المسألة يكون أخلق من الخالق وأقوى من الطبيعة كلها وأقدر من العالم اللامتناهي.

الإنكليزي والمطالعة

نشر أحدهم مقالة في حرب الكتب في إنكلترا قال فيها أن القارئ الإنكليزي من أطمح القراء في المطالعة وأن ميله إلى الإكثار منها يكاد لا يصدق وإن الإنكليزي ليطالع جريدة التيمس وهي تصدر في عشر صفحات وأحياناً في ست عشرة ولا تراه راضياً عن نفسه قانعاً بما أحرزه من الفوائد بل أن القوم لا يقبلون على مطالعة الموجزين في عباراتهم من المؤلفين بقدر إقبالهم على المكثارين منهم. فوالتير كوت تقرأ كتبه أكثر من هال كين وماري كورللي وفي المكتبة السيارة في لندن سبعة ملايين مجلد.

الأطباء اليوم

بحث أحدهم في مجلة المجلات الفرنسية في حالة الأغنياء منذ سبعمائة سنة ولا سيما الأطباء والجراحون وقابلها مع أهل طبقتهم في هذا العصر من الفرنسيين فقال أن الأطباء الأمراء كانوا يأخذون رواتب سنوية تختلف بين 2250 فرنكاً وهو المبلغ الذي كان يتناوله طبيب الكونت دي سافوا (1401) و22000 فرنك كانت مخصصة لجراح شال العاقل أما اليوم فإن الطبيب الباريسي الذي يطب القوم يعود ثلاثين مريضاً في اليوم فيكسب ثلاثين ألف فرنك في السنة أما كبار الأطباء في باريس وهم نحو أربعين طبيباً فيربح كل منهم من مائة ألف إلى مائتي ألف فرنك.

الحيوان والإنسان

أنشأت إحدى كاتبات لندن مقالاً فيما أرتاه الإنسان في الحيوان في جميع أدوار التاريخ وكيف احترم الأول الثاني أو ظلمه فقالت أن أبولونيوس دي تيان أقام الحجة على تضحية الحيوانات التي كانت شائعة في كل مكان على عهد الرسل. أما آباء الكنيسة فلم يجسروا على إلغاء هذه العادة وأقدم الفلاسفة على القول بعدم أذية الإنسان للحيوان لأن الخالق تعالى أنشأ الخلق الناطق وغير الناطق على حد سواء في العالم فقام سلس من فلاسفة القرن الثاني للميلاد وبلوتين الإسكندري من فلاسفة القرن الثالث وبورفير الإسكندري من أهل القرن الثالث أيضاً ونادوا بالرفق بالحيوان. ثم إن الكنيسة تلونت في الحكم على الحيوان فحكم مجمع ورمس علناً بالموت على النحل ولكنه أجاز أكل عسلها. وفي سنة 1379 حكم دوك بورغونيا بالموت أيضاً على خنزيرتين وخنزير. وللفيلسوف ديكارت الفرنسي ف القرن السابع عشر رأي في أرواح الحيوانات يعرفه من عرف فلسفته. ودافع شوبنهاور الألماني الحكيم عن الحيوانات وفضلها على الإنسان. ومنذ جاء داروين الإنكليزي وأعلن رأيه في النشوء والارتقاء أخذ الناس يعتبرون الحيوانات بأنها أخوتنا المنحطة عنا مقاماً ليس إلا.

بيوت العلم الأمريكية

نشر أحد المطارنة العلماء رحلته إلى أمريكا في إحدى المجلات الألمانية فمما قاله فيها أنه دهش مما شاهد من الميل إلى الترقي الذي أصبح غريزياً في المجتمع الأمريكي كما أعجب بكثرة المدارس والكليات الجامعة المنتشرة في كل صقع وبلدة وقرية في الولايات المتحدة وكل ذلك مما يلفت الأنظار ويأخذ بمجامع القلوب والأبصار. فإن كليتي يال وهارفرد مثلاً هما في الحقيقة مدن حقيقية فيهما معامل كيماوية من أحسن ما يتصور العقل وأدوات وآلات في كل ضرب من ضروب العلم والصنائع وخزائن كتب لا نظير لها وقال أن أساتذة المدارس الابتدائية ليسوا قساة جفاة ذوي هيئات مرعبة يضعون على عيونهم المناظير ويخيفون الكبير والصغير بل هم نخبة من الفتيان امتلأت أجسامهم نشاطاً ووجوههم بشاشة. وإن صوت النساء اللاتي تعلمن على مثال تعليم الرجال أخذ يرن في جميع المناقشات العامة.

الأديان والآداب

كتب عالم في مجلة الإصلاح الاجتماعي بحثاً تساءل فيه عما إذا كان يتأتى لأمة أن تكون آدابها سالمة من الشوائب عندما تلغي حكومتها الأديان فأثبت بأنه كلما قل التدين واضمحل الاعتقاد بالأديان تضعف الآداب على نسبة تلك القلة وتنحط الأخلاق انحطاطاً محسوساً.

الرياضة البدنية

بحث أحدهم في تربية الأمة تربية طبيعية فقال أن اليابان قد قوي جنسها بتمريناتها العضلية المعروفة عندها باسم جيوجيتسو وإن السويد أدركت ما يتهددها من أخطار المشروبات الروحية فقاومتها وأخذت في الإكثار من الرياضات البدنية فعاد إلى الأجسام نشاطها بعد أن كادت تفقده وهكذا كل أمة تريد أن تتربى التربية الطبيعية ينبغي لها أن تكثر من أنواع الرياضيات وتمتنع عن الموبقات والمسكرات.