مجلة الرسالة/العدد 994/البريد الأدبي
→ الكتب | مجلة الرسالة - العدد 994 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 21 - 07 - 1952 |
المواهب المقدرة
نشرت جريدة المصري في 1271952 أن وكالة (تاس)
للأنباء السوفيتية أذاعت بأنه منح أخيرا لقب (دكتور في العلوم
العملية) لأحد الفلاحين في مزرعة (شو كاو مكا) الجماعية
وقد نال هذا اللقب دون أن يقدم بحثا في هذا الموضوع كما
هي العادة. . وقالت الوكالة: (إن هذا الفلاح وصل إلى
اكتشافات عظيمة تنهض بفن العمارة إلى حد كبير. ومن هذه
الوسائل العملية التي استحدثها استعمال الجير الحي بدل الجير
المطفأ مما يوفر 25 إلى 30 % من الأيدي العاملة).
قرأتبعجب هذا الخبر الذي إن انطوى على شيء فإنما ينطوي على مدى ما تمتع به هاتيك البلاد من نهضة وتقدم يدل عليهما تقديرها لمواهب الناس العلمية ولو كان هؤلاء الناس ممن لم يتمتعوا بالمؤهلات العلمية الضخمة، ولا بالشهادات الدراسية العالية، ضنا بالمواهب أن تتلاشى أو تختفي أو يحول بينها وبين البروز الحواجز العتيقة من المؤهلات والشهادات وما إليها. .
ترى كم في مصر والشرق من نوابغ موهوبين في شتى العلوم والفنون، فهل سمعت أن وزارة من وزارات المعارف تنازلت فشملت بعطفها واحد من هؤلاء تقديرا لنبوغهم ومواهبهم، وضاربة صفحا عن الحواجز البالية من المؤهلات والشهادات؟
إن في مصر والشرق شبابا وكهولا بلغوا القمة في الذيوع والشهرة في شتى العلوم والفنون دون أن ينالوا ذرة من تقدير وزارات المعارف، وليس لهم ذنب سوى انهم - لظروف خارجية عن إراتهم - لم ينالوا مؤهلات ولا شهادات، ولو انهم نالوا التقدير والتشجيع لفتحوا الآفاق الفسيحة أمام مهرة الصناع ونوابغ الفانين. . .
إن إحدى جامعات أمريكا احتاجت إلى إنشاء كرسي لفن طبائع الطيور، ولم يشغله إلى صياد له خبرة واسعة في صيد الطيور وهذه كل مؤهلاته أما في مصر والشرق فإن معوقات النهضة فيهما أسلوب من الأساليب البالية التي يجب أن تتلاشى إلى غير رجعة!!
رمل الإسكندرية
نفيسة الشيخ
تصويب واستدراك
السلام عليكم وبعد فقد جاء في العدد 991 ص 727 للأستاذ عدنان بعنوان في مقال لعميد الأدب ذكر المؤلفات العربية التي تعنى بالنقود أخطأ فيه الأستاذ وفاتته أشياء.
فأما الخطأ فقد ذكر الرسالة المخطوطة التي أشار إليها الكرملي وهي رابع كتب النقود التي يعرفها منسوبة إلى تقي الدين المقريزي والصواب أنها لمصطفى الذهبي الشافعي كما جاء في ص 6 من كتاب النقود العربية للكرملي.
وأما ما فاته فأولا ذكر كتاب النقود لحسين عبد الرحمن بأشراف وزارة المالية المتوفى في جمادى الأولى سنة 1367 وهو كتاب كبير حافل يقع في اكثر من 262 صفحة وصدر منذ اكثر من أربعة عشر عاما وفيه صور كثيرة من النقود من صدر الإسلام إلى ألان.
وثانيا كان ينبغي للأستاذ عدنان أن يذكر أن رسالات البلاذري والمقريزي ومصطفى الذهبي نشرها الكرملي كاملة في صدر الكتاب وصححها وعلق عليها، فالإشارة أليها افضل من ذكر طبعة الجوائب وغيرها.
وثالثا كان ينبغي للأستاذ اعتبار كتاب الكرملي خامس الكتب العربية التي تعنى بالنقود، فأنه بعد أن نشر في صدر الرسائل المذكورة آنفا ذكر أقوال ابن خلدون والقلقشندي وذلك لغاية ص 118 ومن ص 119 إلى آخر الكتاب تعرض لبحث النقود بعنوان علم النميات. والكتاب بفهارسه يقع في 259 صفحة وإذا أضفنا إليه كتاب حسين بك عبد الرحمن تكون الكتب العربية المعروفة في النقود ستة لا أربعة. وللأستاذ عدنان خالص التقدير ولمجلة الرسالة فائق التحية.
عبد السلام النجار النعت بالمصدر
في العدد 706 من الثقافة الصادرة بتاريخ 7 يوليو سنة 1952 اخذ الأستاذ الفاضل محمود فتحي المحروق على زميله الشاعر الأستاذ كمال نشأت انه استعمل المصدر صفة في قوله من قصيدة (بحيرة البجع)
والجناح (النصوع) في لونه الأبيض ... فلك يسير في استبطاء
والواقع أن الوصف بالمصدر ليس محظورا في اللغة العربية فقد قال ابن هشام الأنصاري المصري في كتابه (أوضح المسالك) الرابع من الأشياء التي ينعت بها المصدر. قالوا: هذا رجل عدل ورضا وزور وذلك عند الكوفيين على التأويل بالمشتق أي عادل ومرضى وزائر. وعند البصريين على تقدير مضاف أي: ذو عدل ورضا وزور. ولهذا التزم أفراده وتذكره) أهم وهناك رأي ثالث: هو أن الوصف بالمصدر على سبيل المبالغة كأن الشخص المذكور هو نفس العدل والرضا والزور. كأن هذه النعوت قد تمثلت في هذا المنعوت بشرا سويا. وفوق ذلك فان الوصف بالمصدر الشائع الاستعمال في اللغة قرآنا وحديثا وشعرا، فمنه في القرآن. قول الله في سورة الملك (الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) أي مطابقة بعضها فوق بعض، أو ذات طباق: أو كأنها نفس الطباق، وللأستاذين الفاضلين تحياتي.
عبد الحافظ عبد المجيد
تصحيح نسبة أبيات
ذكر نباش جريدة المصري هذه الأبيات ونسبها إلى عمران ابن حطان الخارجي.
لولا بنيات كزغب القطا ... رددن من بعض إلى بعض
لكان لي مضطرب واسع ... في الأرض ذات الطول والعرض
وإنما أولادنا بيننا ... أكبادنا تمشي على الأرض
وليست هذه الأبيات إلى عمران بن حطان الخارجي وإنما هي لحطان بن المعلي كما ذكر ذلك أبو تمام في ديوان الحماسة وهي أبيات سبعة أولها.
أنزلني الدهر على الحكمة ... من شامخ عال إلى خفض وبعض الرواة ينسبها إلى المعلي الطائي أحد الشعراء الذين نزحوا إلى مصر واستقروا بها.
عبد العليم علي محمود
أغاني الربيع
ديوان ضمير الحجم كبير المعاني للشاعر الشاب بشير حسن القطان يقع في (47) صفحة من القطع المتوسط طبع ببغداد وأهداه إلى قبل أيام، ولست أريد في هذه العجالة أن أبين للقراء ما يحوى من شعر رقيق يبشر بمستقبل زاهر لناظمة، ولكنى أحببت أن أنبهه إلى بعض الأخطاء التي وجدتها في الديوان وهي
جاء في قصيدته (الناي الفارسي) ص (11) هذا البيت الخارج عن وزن الأبيات الأخر
لكن الناي المغنى ... قد غدا اليوم كئيبا
بينما القصيدة كلها من مجزوء الرمل، ثم ورود لفظة عروسة كقوله في ص (16) - عروسة الشعر أنت الزنبق العطر) وصوبها عروس للمؤنث وعريس للمذكر، ولفظة رغاب بمعنى أمنية وقوله ص (47) - والأنجم الزهراء والصبح الأغر بينما تجمع أفعل وفعلاء على فعل فيجيب أن يقول والأنجم الزهر، كما في القرآن الكريم (سبع سنبلات خضر) و (يلبسون ثياباً خضراً من سندس) ولم يقل خضراء، هذه بعض المآخذ وهي لا تغض من قيمة شعره الرقيق.
بغداد
عبد القادر رشيد الناصري