الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 99/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 99/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 99
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 27 - 05 - 1935

ّ

الذكرى الخمسون لفكتور هوجو

في 22 مايو سنة 1885 توفي فيكتور هوجو الشاعر والكاتب الفرنسي الأشهر، ومحيى روح المذهب الابتداعي (الرومانتزم) في الأدب الفرنسي في أواخر القرن الماضي؛ وكانت الدوائر الأدبية الفرنسية تستعد منذ حين للاحتفال بمرور الذكرى الخمسين على وفاته؛ وقد بدأت هذه الاحتفالات التذكارية منذ 19 مايو الجاري في باريس على أن تستمر شهراً يسمى بشهر (فكتور هوجو)؛ وكانت فاتحة هذه الاحتفالات في قصر (التريكاديرو) الشهير، وهنالك اجتمع جمهور كبير من الكتّاب والشعراء والأساتذة والطلبة للاحتفاء بذكرى الشاعر الأشهر؛ وفي اليوم التالي، أعنى في يوم 20 منه، أفتتح في المكتبة الوطنية معرض كبير خاص بهوجو، وعرض فيه كلُّ ما يتعلق بالشاعر من الآثار والذكريات من مخطوطات ورسائل بخطه، وصور له في بعض أدوار حياته لم تنشر من قبل، وصورة رائعة (لجان فالجان) بطل (البؤساء) وهو أمام محكمة الجنايات، وصورة لهوجو وهو على سرير موته، وعدة رسوم مختلفة من رسم الشاعر نفسه، إذ المأثور عنه أنه كان يلهو بالرسم عن التفكير وقت الكتابة، وغير ذلك من التحف الفنية التي احتشدت الجماهير لرؤيتها.

وفي يوم 22 مايو، وهو اليوم الذي توفي في مثله الشاعر منذ خمسين عاماً افتتحت الاحتفالات الرسمية بحفلة أقيمت في (البانثيون) (مدفن العظماء)، حيث ترقد رفات الشاعر، شهدها رئيس الجمهورية ووزير المعارف، وأعضاء الأكاديمية، وعدد كبير من الكتّاب والشعراء والفنانين، وألقيت الخطب والتحيات المناسبة.

وهذا تستمر الاحتفالات الرسمية وغير الرسمية مدى شهر كامل، ومنها احتفال في مجلس الشيوخ، واحتفالات في دار (الكوميدي فرانسيز) تشمل تمثيل بعض قطع الشاعر مثل (هرماني) و (ماريون دي لورم)، واحتفال آخر يقام في المنزل الأثري الذي كان يقيم فيه الشاعر في ميدان (اثموج)، واحتفالات رسمية أخرى في مدينة (بيزانصون) مسقط رأسه.

وسنعود في فرصة أخرى إلى ترجمة الشاعر ودرس آثاره.

عيد الفن في روسيا

طغت الثورة السياسية والاجتماعية التي شهرها البلاشفة على المجتمع القديم على كلُّ شيء في حياة روسيا القديمة؛ ولكن شيئاً واحداً لم يتأثر بهذه الحرب الهدامة، هو الفن، فالفن ما زال في روسيا السوفيتية محتفظاً بتراثه القديم، بتطور ويتقدم في جو سلمي هادئ، بل لقد كان الفن من نواحي الحياة التي شملتها الثورة البلشفية بالعطف والحماية، فأسبغت عليه حكومة الثورة كلُّ تشجيع ومؤازرة؛ وقد لقي الفن في ظل البلشفية عهده الزاهر؛ وشمل هذا التشجيع كلُّ ضروب الفن الجميل من التصوير والنحت والموسيقى والمسرح، وغدت موسكو كعبة الفن الرفيع وملاذاً لأقطاب الفنانين؛ ولكن لننجراد عاصمة روسيا القديمة ما زالت كما كانت في عهد القياصرة ملاذاً للفنون، وما زالت عاصمة روسيا الفنية.

وقد رأت حكومة موسكو أخيراً أن تقيم عيداً عظيماً للفن في لننجراد، وسيبدأ هذا العيد من أول يونيه القادم ويستمر إلى العاشر منه، وستقام حفلات مسرحية باذخة ينظمها معهد الموسيقى الشهير في لننجراد في يومي أول ورابع يونيه، وتعزف فيها روائع الأوبرات والقطع الخالدة، وتمثل عدة روايات شهيرة روسية وأجنبية، من شكسبير إلى سكوثارفسكي وغيرهم. وفي نفس الوقت تفتح متاحف لننجراد الشهيرة أبوابها للزائرين، وتعرض أبدع الأشرطة السينمائية التي أخرجها الفن السوفيتي، وقد منحت السلطات السوفيتية تسهيلات عظيمة للزائرين في أجور النقل وغيرها.

والمفهوم أن هذا العيد إذا انتهى بنجاح، فأن حكومة موسكو تنوي أن تجعله عيداً دورياً، وأن تقيم للفن في لننجراد مواسم عظيمة أسوة بمدن الفن العظيمة الأخرى، مثل سالزبورج في النمسا، وبايرويت في ألمانيا وغيرهما.

كتاب عن نابوليون الثاني

صدر أخيراً كتاب عن (نابوليون الثاني) بقلم الكاتب الفرنسي رنيه درفيل. ونابوليون الثاني هو كما نعلم ابن نابوليون الأول من زوجته الثانية ماري لويز، وهو المعروف بملك رومه، (والنسر الصغير) وأخيراً بدوق ريخشتات. وليس في حياة هذا الأمير الذي عاش وتوفي في ظروف مؤلمة ما يستحق الذكر من الوجهة التاريخية؛ فقد أخذته والدته ماري لويز طفلاً إلى فينا، وهنالك ربي تربية نمسوية، واحتجزه البرنس ماترنيخ رئيس الحكومة النمسوية، وفرض عليه نوعاً من الحراسة، لكي يبقى رهينة بيد النمسا؛ وقطع في فينا حياة أليمة مؤثرة يكدر صفاءها السقم والمرض؛ ثم أصابه السل حدثاً، وبعثه إلى القبر في ربيع الحياة؛ وكانت حياة (النسر الصغير) مأساة أثارت كثيراً من قريض الشعراء، وخيال القصيين؛ ولكن الاهتمام بتدوين حياته من الوجهة التاريخية لم يظهر إلا في العصر الأخير، حينما نشرت مذكرات (الدوق ريخشتات) (النسر) وكشفت عن كثير من دخائل هذه الحياة المؤثرة، وليس في كتاب رنيه درفيل جديد في حياة النسر الصغير، ولكنه من الكتب التاريخية القليلة التي دونت عن هذه الحياة.

الكولونيل لورنس

توفي في الأسبوع رجل يرتبط أسمه أشد الارتباط بتاريخ الثورة العربية، هو الكولونيل توماس لورنس، والذي يهمنا في هذا المقام هو ناحيته الأدبية، فقد كان لورنس أديباً ومستشرقاً وأثرياً معروفاً. وكان مولده سنة 1888 في كارنارفون شير (إنكلترا)، وتلقي تربية جامعية حسنة، وبدأ حياته العملية بالاشتغال بالتنقيب الأثري مع العلامة الشهير فلندرزبتري في مصر وسينا منذ سنة 1910، ولما نشبت الحرب الكبرى أرسلته السلطات البريطانية إلى القاهرة في سنة 1916 ليتصل بزعماء العرب، ويعمل معهم لتنظيم ثورة عربية على الترك، فسافر لورنس إلى الحجاز وقام بمهمته خير قيام، واشتغل بالتعاون مع الأمير فيصل (المرحوم الملك فيما بعد)؛ ونثر الأعطية على البدو، وجمع قوات لا بأس بها، وخرب مواصلات الترك، ومهد الظفر لقوات الماريشال اللنبي، وسقوط فلسطين وسوريا في يد الإنكليز. ولما انتهت الحرب تظاهر لورنس بالعطف على العرب ومشاركتهم في السخط على السياسة الإنجليزية لأنها نكثت بوعودها للعرب، ونزل عن ألقابه ورتبه العسكرية، واشتغل عاملاً بسيطاً بالطيران المدني باسم جديد هو (شو)؛ ومن ثم كان اللقب الذي خلع عليه من بعض العرب الحسني الظن وهو (صديق العرب).

والواقع أن لورنس لم يكن صديقاً للعرب، وإنما كان طليعة الاستعمار البريطاني وأداته النافذة في جزيرة العرب، وهو الذي مهد لتمكين النير الإنكليزي منها باسم العمل لتنظيم الثورة العربية وإنشاء دولة عربية مستقلة؛ وكان كمعظم أقرانه طلائع الاستعمار يستتر بالأثواب والمظاهر المعروفة؛ حب الإسلام والعروبة، والاستشراق، والعطف على مجد العرب.

وكان لورنس مع ذلك مستشرقاً أدبياً، وقد ترك عدة آثار قيمة، منها (سبعة عمد من الحكمة) وهي دراسات وصور وصفية للقاهرة وإزمير واستنبول وحلب ودمشق والمدينة. والثورة في الصحراء وهي قصة بديعة لأدوار الثورة العربية، وفيها يكشف عن كثير من أسرارها.

وفاة كاتب نمسوي كبير

من أنباء النمسا الأخيرة أن الكاتب القصصي النمسوي الكبير أميل أرثل قد توفي في جرائر في الثالثة والسبعين من عمره. وقد ولد أرثل في فينا وربى بها، ولكنه ذهب إلى جزائر منذ فتوته، وتولى هنالك إدارة مكتبة المدرسة العليا للفنون، وهنالك انقطع لدرس الأدب، وتوثقت صداقته مع الكاتب الشهير بيتر روزيجر وحلقته، وأصدر عدة كتب نقدية وقصص لها المقام الأول في الأدب النمساوي الحديث.

إحياء ذكرى المتنبي في الجامعة الأمريكية ببيروت

جاءنا من بيروت أن (جمعية العروة الوثقى) ستقيم في الجامعة الأمريكية حفلة لأحياء ذكرى المتنبي بمناسبة مرور ألف عام على وفاته، وذلك في الساعة الخامسة بعد ظهر الأحد الموافق 2 يونيو 1935 في القاعة الكبرى من الجامعة.

وسيشترك في الحفلة أكثر الأقطار العربية، فيتكلم فيها الدكتور حسين هيكل عن (مصر)، والأستاذ معروف الرصافي عن (العراق)، والأستاذ معروف طوقان عن (فلسطين)، وفؤاد باشا الخطيب عن (شرق الأردن)، والأستاذ الكيالي عن (حلب)، والأستاذ شفيق جبري عن (دمشق)، والأستاذ فؤاد البستاني، وأنيس المقدسي عن (بيروت).

تنقية اللغة الإيرانية من الألفاظ الدخيلة

عقد المؤتمر اللغوي في طهران ثلاث جلسات إلى الآن، وقد وضع كلمات إيرانية بدلاً من كلمات عربية وأجنبية، وسيذيعها في الصحف بعد شهر لتصقلها الألسنة والأقلام، والمعروف في الأندية العلمية أن المؤتمر متردد في ترك الحروف العربية إلى حروف أخرى، ففريق من أعضائه يريد استعمال البهلوية، وآخرون يريدون الحروف اللاتينية، ويظهر أن الشاه لا يرغب في إملاء إرادته في هذا الشأن ويفضل أن يترك البت في حل هذه المسألة إلى رجال العلم والأدب.

اكتشاف أثر مصري في إنكلترا

كتب أحد المراسلين إلى جريدة الديلي تلغراف يقول إن المتحف البريطاني تمكن من الحصول على تمثال من الرخام الأسود المصري بدون رأس يرجع إلى عهد البطالسة، ولكن لهذا التمثال أهمية مخصوصة لأنه وجد في هايس من مدلكس في إنكلترا على أعماق 8 أقدام أو 9، حيث كان مدفوناً بين الحصى تحت طبقة كثيفة من الصلصال.

وقد قيل في تعليل وجوده هناك إن بعض محبي الآثار ابتاعه ثم رماه غير حافل به. لكن العمق الشديد المدفون فيه ينقض هذا التعليل.

وقد سبق أن وجدت آثار مصرية صغيرة متعددة في إنكلترا ولكن لم يوجد حتى الآن أثر بهذا الحجم الضخم الذي يستحيل وروده إلى إنكلترا بالطرق التجارية القديمة.

مسكوكات عربية قديمة ضربت في عهد الدولتين الأموية

والعباسية

حصلت إدارة المتحف العراقي قبل مدة على عدد من المسكوكات القديمة كانت في حيازة بعض الرعاة، وهذه المسكوكات وجدت في تلول كشكوبل علي باشا التابعة إلى ناحية قره تبه، وبعد دراسة المتحف لها تبين أنها مسكوكات عربية (ما عدا قطعة واحدة ساسانية) وأن تواريخ هذه المسكوكات تختلف ما بين عام 122و171 للهجرة، وفيما يلي تواريخ هذه النقود:

أربع قطع باسم هشام بن عبد الملك، وضرب واسط، سنة 122و124هـ، قطعتان باسم الوليد الثاني بن يزيد الثاني، ضرب واسط، سنة 125هـ، ثلاث قطع بأسم إبراهيم الأول بن الوليد الأول، ضرب واسط سنة 126هـ، أربع قطع باسم مروان الثاني بن محمد، واحدة في البصرة سنة 128هـ، والباقي واسط سنة 129و130هـ، ست قطع باسم السفاح، أربع من ضرب الكوفة في 132و123و136هـ واثنان من ضرب البصرة في 133و135هـ، أربعون قطعة باسم أبي جعفر المنصور. إحدى عشرة من ضرب الكوفة في 137، 129، 141، 1242، 144، 147هـ، وخمس من ضرب البصرة في 137، 139، 140، 145هـ، واثنتان وعشرون من ضرب مدينة السلام في 150، 151، 152، 154، 155، 156، 157، 158هـ، واثنتان من ضرب المحمدية في 150، 154هـ، ستة وأربعون باسم المهدي، ثلاثون من ضرب مدينة السلام في 159، 160، 161، 162، 163، 164، 165، 166، 167، 168هـ، وثمان من ضرب المحمدية في 160، 161، 165، 166، 168، 169هـ، وثلاث من ضرب البصرة في 160، 162، 166هـ، وثلاث من ضرب حبي في 162، وواحدة من ضرب كرمان في 196هـ، وواحدة من ضرب المنصورية 161هـ، باسم محمد بن سليمان والي البصرة. قطعة واحدة باسم الأمير هارون في عهد الهادي، من ضرب اليمامة في 170هـ، قطعة واحدة باسم الخليفة هارون الرشيد، من ضرب المحمدية في 171هـ قطعة واحدة باسم الأمير الأمين في عهد هارون الرشيد، من ضرب المحمدية سنة 171هـ.