مجلة الرسالة/العدد 981/رسالة الشعر
→ في تأبين الدكتور زكي مبارك | مجلة الرسالة - العدد 981 رسالة الشعر المؤلف: ألفونس دو لامارتين المترجم: عبد العزيز السيد مطر |
الأدب والفن في أسبوع ← |
البحيرة Le Lac هي قصيدة بقلم ألفونس دو لامارتين نشرت عام 1820. نشرت هذه الترجمة في العدد 981 من مجلة الرسالة الذي صدر بتاريخ 21 أبريل 1952 |
البحيرة
(للشاعر الفرنسي لامرنين)
نظم الأستاذ عبد العزيز السيد مطر
يا إلهي! حرت في بحر الزمان! ... هام فلكي في ظلام لا نهائي!
لا أرى الشاطئ يدنو، أو أرى ... أين أمضى، ما أمامي؟ ما ورائي؟
طالما ناديت، أرجو مرفأ ... لي، دون جدوى لندائي!
جئت وحدي ها هنا مستلهما ... حدثيني، هل توافي يا بحيرة؟
شارف العالم تماما، فاشهدي ... ما ألاقي من تباريح وحيره؟
رقص الموج، وغني، واستوى ... ماؤك العذب على الصخر القريب
ومضى سنساب درا نحوها ... يخطب الود، (جوليا) تستجيب
كان هذا أمس حلما، وانتهى! ... أيعود الأمس أم سوف يغيب؟
اذكرى ليلة كناها هنا ... نتساقي الحب، (جوليا) وأنا
عزف (المجداف) ألحان الأمل ... فمضى (الزورق) مختالا بنا
وسرى الإيقاع في روح الزمن ... فاستجابت كل نفس حولنا
شق صمت الكون صوت حالم ... يجذب الأسماع بالسحر الحلال
صافح الآذان فاهتزت له ... وهنا العالم يصغي للجمال
أبطئ الدورة يا أرض بنا ... أيها الساعات لا يمض الأوان
خليانا وحدنا في حلمنا ... تنهل الكأس، فإنا عاشقان
أسرعا ما شئتما مع غيرنا ... أسرعا مع كل مكروب مهان
واحملا الآم عنه والضنى ... واحميا العشاق من غدرالزمان
هل أجاب الدهر سؤلي؟ لم يجب؟ ... هكذا الدهر ضنين بالطلب
ها هو الليل تقضى مسرع، ... هجم الصبح عليه، فهرب!
امزج الكأس بحبي واسقنيهـ ... ادهاقا، فهي سلوى الحائرين واقض كاللمح الأماني، واغتنم ... إنما الدهر عدو الحالين!
فهو كالسهم مروقا، لا يشا ... ء أناة أو رسوا بالسفين!
وبح نفسي من زمان حاسد ... يكره الحب، ويهوى البائسين!
جعل الليل سواء، لو عدل ... طال ليلى، وانقضى ليل الحزين
أيها الغور أجبني مخلصا ... وتكلم أيها الماضي الدفين!
أيرد الدهر أياما مضت؟ ... أم طواها في ثنايا الذاهبين؟
ليت دهري يحفظ الذكرى لنا! ... إنما الذكرى حياة العاشقين؟
هذه الليلة كانت نشوة ... يبهج النفس شذاها إن خطر
أيها التاريخ خلد ذكرها ... في نسيم الفجر، أو ضوء القمر
إنما الحب جميل دائماً ... في هدير الموج، أو صفو اللجين
شاهد الكون هوانا فليقل ... كل شيء (كانا عاشقين)
عبد العزيز مطر