الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 967/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 967/البريد الأدبي

بتاريخ: 14 - 01 - 1952


خطأ مشهور

نشرت جريدة الأهرام كلمة للأستاذ الشاعر عبد الغني سلامة بمناسبة ذكرى مولد الرسول، تحت عنوان (ضاقت يا رسول الله) جاء فيها: (ضاقت الصحف. . . عن أن تفي ذكراك العطرة حقاً بسب أزمة الورق) فعدى، الفعل (تفي) إلى مفعولين، وهذا تعبير شائع لا يرى مستعملوه حرجا في استعماله، ولا يخالج نفوسهم شك في صحته في اللغة العربية وهو مجانب لما جرى عليه الاستعمال العربي، مخالف له؛ لأن (يفي) مضارع (وفى) المجرد وقد جرى العرب على لزوم هذا الفعل، فقالوا: وفي الشيء أي تم. ووفى بعهده وفاء فهو وفى. وهذا الشيء لا يفي بذلك، أي يقصر عنه ولا يوازيه.

أما الفعل المتعدي فهو (وفى) بالتضعيف؛ ففي (أقرب الورد): (وفي فلاناً حقه أعطاه إياه تاماً)، وفي التنزيل (ووجد اله عنده فوفاه حسابه) (يوفى) قال تعالى: (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم).

فينبغي إذن تصحيحاً للعبارة أن يقال: (ضاقت الصحف من أن توفى ذكراك العطرة حقها. . .)

2 - فسح وأفسح

خطأ الأستاذ محمد محمد الأبهشي بالعدد (964) من الرسالة الأستاذ محمد رجب البيومي في قوله: (وأفسح لنا مجال الموازنة والتحليل)، وذكر أن الصواب: (وفسح لنا. . .)، واستدل بقوله تعالى: (فأفسحوا يفسح الله لكم).

فهو يدعى دعوين، إحداهما: أن الفعل (فسح) قد ورد عن العرب مستعديا، والثانية أن (أفسح) لم يصح في اللغة العربية، وكلتا الدعوتين باطلة قام الدليل على عكسه. أما الأولى فلأن (فسح) لم يأت في الأسلوب العربي إلا لازما؛ ففي محيط المحيط: (يقال فسح له في المجلس فسحاً وسع وخرج له عن مكان يسعه)، وفي (الصباح المنير): فسحت له في المجلس فسحاً. . . وفسح المكان - بالضم - فهو فسيح. . . ويتعدى بالتضعيف فيقال فسحته)، وفي: (فأفسحوا يفسح الله). وأما الثانية فلأن (فسح) يتعدى بالتضعيف - كما سبق - ويتعدى أيضاً بالهمزة، وهذا مقتبس في كل ثلاثي لازم، فلك أن تأتي في أوله بالهمزة فيصير متعديا لواحد بعد أن كان لازما. ولم يفعل الأستاذ (البيومي) أكثر ذلك من فهو قد أتى بالفعل (فسح) ثم أدخل عليه الهمزة فصار (أفسح). وهذا ما تجيزه قواعد اللغة، وأقره المجمع اللغوي.

أحمد مختار عمر

(تخطئة):

نقل إلينا الأدبي للرسالة الغراء في العدد 960 كلاما للأستاذ محمد سعيد الجنيدي العلوي ملخصه: أن كلمة (سائر) لا تستعمل إلا بمعنى (البعض والبقية) وأورد لذلك ما ذكره القاموس المحيط وغيره من كتب الفقه. وبالرجوع إلى القاموس المحيط وجدنا أن الأستاذ لم ينقل إلينا ما جاء فيه نقلا أمينا وإذا رأيت أن أذكر هنا ما قاله لنتبين وجه الخطأ والصواب في كلام الأستاذ، قال القاموس المحيط في مادة (السؤر). (وفيه سورة أي بقية شباب، وسورة من القرآن لغة في سورة والسائر الباقي لا الجميع كما توهم أو قد يستعمل له ومنه قول الأحوص.

حملتها لنا لبابة لما ... وقذ النوم سائر الحراس

وضاف أعرابي قوما فأمروا الجارية بتطييبه فقال: بطني عطري، وسائري ذرى. وأغير على قوم فاستصرخو بيني عمهم فأبطوا عنهم حتى أسروا وذهب بهم ثم جاؤا يسألون عنهم فقال لهم المسئول: أسائر اليوم وقد زال الظهر؟ أي أتطمعون فيما تفتر وقد تبين لكم اليأس لأن من كانت حاجته اليوم بأسره وقد زال الظهر وجب أن ييأس كما ييأس منها (بالغروب) ومن هنا نعلم أن كلمة (سائر) تستعمل بمعنى (البعض والبقية) كثيراً وبمعنى (كل وجميع) قليلاً؛ وإنما حملني على نقل هذه العبارات ما رايته من تخطئة الأستاذ للكتاب في استعمالهم لها بالمعنى الثاني وادعاؤه أنها لا تستعمل إلا بمعنى (البغض والبقية) وللأستاذ مني تحية عطرة.

أبوه حمد حسب الله

توجيهات نبوية:

نشرت مكتبة الآداب بدرب الجماميز هذا الكتاب الجديد للأستاذ عبد المتعال الصعيد، وهو كغيره من كتبه جديد في موضوعه، فقد اختار فيه أربعين حديثا نبوية مناسبة لعصرنا، ثم قام بشرحها وبيان ما فيها من التوجيهات النبوية في الدين والعلم والاجتماع والأدب والأخلاق، وما أحوج المسلمين في عصرنا إلى الاستفادة من هذه التوجيهات في دينهم ودنياهم، لأنها تنير لهم الطريق في حوالك هذه الظلم، وتبين لهم السبيل الصحيح لاستعادة مجدهم وعظمتهم، وتطلعهم على الأسرار التي كان بها الإسلام حقيقية الأديان، وهي الأسرار التي كان المسلمون الأولون يفهمونها على حقيقتها، وكانت آثارها تظهر في أفعالهم قبل أقوالهم، حتى كانوا خير أمة أخرجت للناس، وكانوا بأفعالهم وأقوالهم حجة الإسلام على غيرهم، فدخل الناس بها في دين الله أفواجا، لأنهم لم يروا من أقوالهم وأفعالهم ما يزهدهم في دينهم.

وها نحن أولاء قد انحرفنا عن ديننا في أفعالنا وأقوالنا، حتى صرنا حجة على ديننا، فنحن في أشد حاجة إلى أمثال ذلك الكتاب، ليبصرنا بأسرار هذا الدين الحنيف، ويوجهنا فيه التوجيه الصحيح.

علي حسن

تصحيح بعض الآبيات في مقال:

أستشهد الأستاذ كامل السوافيري (القوة في نظر الإسلام) المنشور في العدد 965 من الرسالة بآيات من الكتاب الكريم مستدلا بها على وجوب الجهاد وفرضيته على المسلمين فذكر آية من سورة البقرة وصورها بقوله تعالى في آية أخرى (يا أيها الذين آمنوا ذكر بعدها مباشرة كتب عليكم القتال وهو كره لكم. . . الخ) الآية 215 بقرة وصحة الآية (كتب عليكم. . الخ) بدون يا أيها الذين آمنوا. واستشهد بآية ثانية من صورة محمد فقال (محمد والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) الآية 28 من سورة محمد وصحتها (محمد رسول الله والذين آمنوا. . . الخ)

ولا أدري أكان الأستاذ حافظا فخانته ملكته أم مستشهدا بآيات سمعها عفوا فذكرها محرفة!! وإذا كان الأستاذ لا يحفظ القرآن جيدا فلماذا لا يستعين بالمصحف لينقل إلينا الآيات لا زيادة فيها ولا نقصان كما وردت في كتاب الله.

صلاح الدين حسن علي