الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 964/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 964/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 964
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 24 - 12 - 1951


الرغب تجمع على رغاب

في العدد 937 نشرت مجلة الرسالة الزاهرة قصيدة للأستاذ محمود فتحي المحروق بعنوان (في لجة الصمت) وفي العدد 944 تصدى الأستاذ الشاعر عبد القادر رشيد الناصري إلى كلمة (الرغاب) في القصيدة الآنفة الذكر من البيت التالي:

// ليس لي في الحياة أي (آمال) ... (فواخيبة) المنى والرغاب

قال الأستاذ الناصري: في هذا البيت خطأ في الوزن. (والخطأ موجود بالغفل) وفي فقه اللغة واقصد كلمة رغاب فقد أوردها الشاعر مرادفة لكلمة منى، وهي جمع وهذا الجمع خطأ محض.

وأستشهد الأستاذ الناصري (بلسان العرب) الذي جاء فيه أن رغبة بمعنى الأمنية والمطلوب، وجمعها رغائب ورغبات.

وقد قصد اللسان عندما جمع رغبة على رغبات أما رغائب ومعناها العطايا والأموال فهي جمع رغيبة ومعناها العطية من أموال وغيرها.

قال عروة ابن الورد العبسي وهو شاعر جاهلي وحجة أيضا:

ومن يك مثلي ذا عيال ومقتراً ... من المال يطرح نفسه كل مطرح

ليبلغ عذراً أو يصيب رغيبة ... ومبلغ نفسي عذرها مثل منجح

أما الأمثلة عن الرغائب التي هي جمع رغيبة فأكثر من أن تحصى.

قال المتنبي:

فتى علمته نفسه وجدوده ... قراع العوالي وابتذال الرغائب

أي ابتذال الأموال والعطايا

وقال الأرجاني:

فأجزل قراه من سرور وبهجة ... واثقل قراه باللهي والرغائب

أي وبالعطايا. قرى الأولى بكسر القاف (الضيافة) وقرأ الثانية بفتح القاف (الظهر).

وقال في قصيدة أخرى:

إذا ما أتاه الراغبون أعادهم ... وملء اكف الراغبين الرغائ وقال أبو فراس الحمداني:

وما أنا من كل المطاعم طاعم ... ولا انا من كل المشارب شارب

ولا السيد القمقام عندي بسيد ... إذا استنزلته عن علاه الرغائب

أعود إلى فعل رغب يرغب رغبا بفتح الغين وسكونها والجمع رغائب.

من أخبار (زيد الخيل) بكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني أنه جمع طيئاً وأخلاطا لهم وغزا بني عامر وحلفاءهم. وفي هذه الغزوة أسر زيد الخيل الخطيئة الشاعر فجز ناصيته وأطلقه ثم إن. غنيا تجمعت مع بني عامر وغزت طيئاً في أرضهم فغنموا وقتلوا وأدركوا ثأرهم.

فأشاد بذلك الشاعر (طفيل الغنوي) منتصراً لقومه على طئ مجيباً لزيد الخيل الذي كان ثلبهم من قبل بانتصاره عليهم قائلا:

سمونا بالجياد إلى أعاد ... مغاورة بجد وأعتصاب

نؤمهم على رعب وشحط ... يقود يطلعن من النقاب

وقتلنا سراتهم جهاراً ... وجئنا بالسبايا والنهاب

سبايا طيء: أبرزن قسراً ... وأبدلن القصور من الشعاب

سبايا طيء: من كل حي ... بمن في الفرع منها والنصاب

ثم قال:

وما كانت بناتهم سبياً ... ولا رغباً يعد من الرغاب

جاء في كتاب الحماسة لأبي تمام عن طفيل الشاعر أنه ابن عوف ينتهي نسبه إلى (عني) بن اعصر بن سعد بن قيس بن عيلان وهو شاعر جاهلي من الفحول المعدودين يقال أنه اقدم شعراء قيس هو والنابغة الجعدي وأبو داؤد الأيادي من أوصف العرب للخيل.

والرغبة بالتاء لتأنيث المصدر وجمعها رغبات مثل سجدة وسجدات ورجل رغيب على وزن شريف وكريم أي ذو رغبة في كثرة الأكل (ذو نهم) وشاهد ذلك كما جاء في العدد 944 من الرسالة من كلمة للأستاذ الكبير الزيات بك عن الملك عبد الله قال فيها: وظل فيها (أي الملك عبد الله) كما يظل الأسد في القفص متململا من الحصر، متبرماً بالضيق، يتطلع من خلال القضبان إلى سواحل فلسطين، ثم تمتد عينه الرغيبة إلى سهول سوريا، ثم يشرق بفكره وقلبه إلى أرياف العراق. .

وشاهدي عينه الرغيبة، أي النهمة.

وإذا أريد المبالغة من كلمة رغيب كسر وثقل فيقال رغيب. هذا ويضاف إلى ما تفضل به الأستاذ الناصري أن كلمة رغيب معناها واسع ورحيب وارجوا أن تؤخذ كلمتي هذه على أنها خدمة للعلم. . وفقنا الله جميعاً إلى طريق الصواب.

صبحي محمود سعيد

1 - فسح لا أفسح:

نبا قلم الصديق الأستاذ البيومي بالعدد (962) من الرسالة في مقاله (بين شوقي وولي الدين يكن) حيث قال: (وأفسح لنا مجال الموازنة والتحليل، وصوابها - فيما أعلم - وفسح لنا، ففي التنزيل. (إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فأفسحوا يفسح الله لكم)

2 - في العدد:

وفي مقال الأستاذ عطيفة بالعدد نفسه يقول: (استشهد عشر مواطنين، خمس من المدنيين، وخمس من الجنود) وبالرجوع إلى قانون العدد في اللغة نرى أن الصواب (عشرة مواطنين، وخمسة من المدنيين، وخمسة من الجنود)

. . وقد صح تعبير الأستاذ بعد ذلك في السطر نفسه إذا يقول: (وجرح سبعة وعشرون، وقد فقد الإنجليز ضابطين وسبعة جنود) فإن كان قد ألقي الحديث على عواهنه، فقد علم القاعدة منذ اليوم

محمد محمد الأبشيهي

خطأ عروضي:

أشكر لأخي الأديب الأستاذ محمد محمد الأبشيهي تنبيهي إلى أن البيت

وتلا الهالكين منهما. . . الخ

من قصيدتي (الشعور المكبوت) ينطوي على خطأ عروضي وصحة البيت لولا التحريف في النسخ وتلا هالكيهما الخ وإني لأشد اغتباطا بتصحيحه الخطأ مني بالثناء على سائر القصيدة. وإني على مقصديه لشاكر

عبد اللطيف النشار

مهيب لا مهاب:

خطأ زميلنا الأستاذ محمد محمد الأبشيهي، الأستاذ مطر في قوله من قصيدته (من الأعماق)

تحررنا من الأغلال فأنهض ... سليل المجد مرموقا مهابا

ذاهبا إلى أن الصواب (مهيب) لا (مهاب) لأن (مهاب) - كما نزعم - (من أهاب به يهيب به. وإذا زجره عن الشيء فهو مهاب أي مزجور. . . الخ

وأقول للزميل الأبشيهي أن (مهاب) بفتح الميم تؤدي المعنى الذي عناه الشاعر، وما على الأستاذ الأبشيهي إلا أن يرجع لأي مرجع من مراجع اللغة، وحسبه (مختار الصحاح) فإنه منه على طرف التمام. . .

وتحيتي للشاعر مطر، وللأستاذ الأبشيهي. . .

محمد الغزالي حرب