مجلة الرسالة/العدد 954/رسالة الشعر
→ أصحاب المعالي | مجلة الرسالة - العدد 954 رسالة الشعر [[مؤلف:|]] |
الأدب والفن في أسبوع ← |
بتاريخ: 15 - 10 - 1951 |
انتظار
للأستاذ محيي الدين فارس
عد يا حبيبي إنني في انتظارك. . في الخميله
أرعى خيالك عابراً في الوهم. . في الذكر الجميلة
أرنو إلى الأفق البعيد. . إلى مغانيك الظليله!
كالناسك اللهفان يخشع في محاريب الفضيله
طال انتظاري ههنا والليل قد أرخى سدوله
عد يا حبيبي إنني أنا ههنا منذ الصباح
أغدو على شوك الرؤى وأروح مهتاج الجناح
قلبي! فراشتك التي لعبت بها أيدي الرياح
شفق الغروب جوانحي أواه. .! دامية الجراح
أرعى نجوم الليل يا حسناء بالجفن القريح
ولعاطر الأنسام كم أستاف؟ علك أن تفوحي!
يا زهرة في جنة الأحلام. . يا محراب روحي
وأنت على شفتي أطياف من الأمل الجريح
والبدر رقرق ضوءه حولي. . يسائل من أنا؟
متلهف النجوى، رقيق الخطو، حيران السنا
فكأنه روح الحنان على جراحي هيمنا. .
وأنا هنا طيف الشتاء حرمته خمر المنى
سحرتك موسيقى الحياة. . هناك. في الروض النضير
غاستور في ظل الهناءة، والرغادة، والحبور
فأنا هنا في مجهل النسيان، في الليل الضرير
ظمآن! والنبع الرغيب بثغرك الحار الصغير
وإذا النسائم أرقصت قلب الخمائل والزهو وتعانقت خضر الغصون تذيع مكنون العطور
وتواثبت فوق المروج، وفي السموات الطيور
أومضت في قلبي - مجنحة الشذى. طفلاً غرير!
لا تسأليني إذ تلوح على أشباح المنون
أنت التي أضرمت نار الحب في قلبي الطعين
وأثرت شجو الليل في دنياي. . والسر الدفين!
وتركتني نهب العواصف في متاهات السنين
أترعت كأسي في صحاري العمر من خمر العذاب
وجعلت زادي من لظى الحرمان. . من دمع الشباب
وصنعت لي قيداً من الشوق العنيف من الضباب
فبكيت في حان الظلام كأنني شكوى التراب!
ولى الصباح. . وهاهو الليل الكئيب على البطاح
وأنا هنا. . في هوله الجبار حيران الجراح. .
حتام أحرق مهجتي بالشوق يا ألق الصباح
هذا سراج العمر سوف تغوله هوج الرياح!
عد يا حبيبي إنني أنا في انتظارك. . في الخميله
أرعى خيالك عابراً في الوهم. . في الذكر الجميله
أرنو إلى الأفق البعيد. . إلى مغانيك الظليله!
كالناسك اللهفان يخشع في محاريب الفضيله
طال انتظاري ههنا والليل قد أرخى سدوله
محيي الدين فارس