الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 950/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 950/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 950
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 17 - 09 - 1951


حول الإجهاز والتجهيز:

أنكر الأديب محمد الدسوقي بالعدد الأخير من الرسالة استعمال كلمة التجهيز بمعنى القتل، ونقل نصا من مختار الصحاح يدل على أن كلمة الإجهاز هي المستعملة في هذا المعنى، وكنت أود أن يمد الناقد يده إلى المصباح المنير فيقرأ منه هذه العبارة: ج1 ص156

(وجهزت على الجريح من باب نفع، وأجهزت إجهازا إذا أتممت عليه وأسرعت قتله، وجهزت بالتثقيل للتكثير والمبالغة)

وإذن فالكلمة صحيحة، وقد كتبتها في مقالي عن قصد، لتؤدي ما أريده المبالغة والتكثير، وللناقد شكري وتحيتي.

محمد رجب البيومي

الكفر الجديد

تحقيق الحكمة:

لي صديق ماكر يعشق الأدب ويجيده جاء يعارضني بقوله:

صح عندي قول (شر الأمور الوسط) بعد أن قرأت مقالة ذلك الكاتب الكبير. فقلت له: لقد خالفت المعقول والمنقول باتجاهك عكس الحكمة الخالدة (خير الأمور الوسط) وإليك كلمات قصار تزلزل صرح هذا المقال

الوسط حقيقة في البعد بين الطرفين، ولاشك أن الإفراط والتفريط ذميمان - فالمتوسط في الأخلاق يكون بعيدا عن الطرفين فكان معتدلاً فاضلا. وإنما سمي العدل وسطا لأنه لا يميل إلى أحد الخصمين. وقد روى البيهقي حديث خبر الأمور الوسط، وكان النبي ﷺ أوسط قريش نسبا. وقال عليه السلام (عليكم بالنمط الأوسط الذي يرجع أليه العالي ويرتفع أليه التالي) وقال زهير:

هم الوسط يرضي الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي العظائم

ثم إن كل شيء في الحياة خيره وكماله في الوسط، فالشجاعة الفضيلة وهي وسط بين التهور والجبن، والحلم وسط بين البطش والضعف، والحياء وسط بين الوقاحة والخنوثة، والسخاء وسط بين التبذير والتقتير

وقد مدح الله التوسط في المعيشة بقوله (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) أي وسطا، والتوسط في المأكل والمشرب من الأمور التي تجلب السعادة للإنسان في حياته!

وقد ندب الشرع إلي التوسط في العبادة فقال عليه السلام (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا) وقال تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم. . .)

فالتوسط في جميع الأحوال هو الراحة التامة بل الكمال في الاعتدال.

محمد منصور خضر

شطانوف

منطق المدنية:

يعيب أهل المدن على القرويون سيرهم في الطرقات حفاة. . وهم يحملون نعالهم بأيديهم. . إبقاء على جدتها!. .

وها نحن أولاء نشهد في أرقا أحياء العاصمة الكثيرين من رجال الأعمال، من مختلف الجاليات، يسيرون وقد حملوا (الجاكيت) على ذراعهم. . تخلصا من الحر. . وكأني بهم يريدون أن يؤكدوا بذلك للمجتمع انهم لم يخلعوا (الجاكيت) عجزا من إفتنائه. . بل تجنبا للحر والعرق. . بينما سارت نسائهم شبه عاريات!. .

لا تعيبوا أذن - يا أهل المدينة - على القرويون سيرهم حفاة فمنظر الحفاة أكرم من منظر العراة!. .

وقبل أن تسجلوا على الناس المآخذ سجلوا على أنفسكم انتم يا أهل المدينة. . العريقين في الحضارة!. .

عيسى متولي

بنك مصر - القاهرة