مجلة الرسالة/العدد 946/البريد الأدبي
→ الكتب | مجلة الرسالة - العدد 946 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 20 - 08 - 1951 |
ملامح من المجتمع العربي!
بهذا العنوان أصدرت دار المعارف كتابا جديدا من سلسلة (اقرأ) للأستاذ محمد عبد الغني حسن المدرس بكلية البوليس الملكية، وقد جال فيه الأستاذ جولات موفقة في صميم المجتمع العربي في جميع عصوره، بل أحسن الاختيار في تبويبه وصياغته وما فيه من حقائق أفصح عنها المؤلف بقوله (فلن أذكر لك في هذه الضمات إلا حقائق قرأتها لك في عشرات من الكتب، وألفت بين موضوعاتها نسبا، فضمت الفرع إلى أصله. وقرنت الشبه إلى مثله، وكنت أقيد لك كل صيد من الحوادث بقيد من الكتابة، حتى إذا اجتمع لي من ذلك - على فترات من الزمن - مادة صالحة لأن أقدمها إليك تشجعت على أن أختارك معي رفيقا في رحلة ممتعة كل المتاع على خلال العصور، فترى معي ألوانا من المجتمع العربي بعد الفتح الإسلامي.)
فلنترك الأستاذ يقص علينا من ملامحه اللطيفة الممتعة حتى نصل إلى ص 108 من كتابه المذكور فنراه قد استشهد ببيت من الشعر في غير موضعه أثناء عرضه لعادة النقوط، تلك العادة المنتشرة بيننا إلى الآن ولها صولة خصوصا في صميم الريف المصري، إذا قال (. . . على أن العروس نفسها كانت تنقط كما يدل عليه قول الشاعر:
هذي عروس الزهر نقطها الندى
بالدر فابتسمت ونادت معبدا. . .)
والقائل لهذا البيت يصف زهرة نبات لا زهرة إنسية، وإذا فليست هناك مناسبة بين عروسنا الآدمية في نقوطها المعروف أن هذا البيت ضمن أبيات للشيخ نصيف اليازجي المتوفى سنة 1871 م في وصف الرياض والزهر: -
هذي عروس الزهر نقطها الندى ... بالدر فابتسمت ونادت معبدا
لما تفتق سترها عن رأسها ... عبث الحياء بخدها فتوردا
عبث البنفسج مقلة مكحولة ... غمز الهزار بها فقام وغردا
ولا ينكر ما يبذله صاحب الملامح النقادة من جهد مشكور يقدره الأدب والأدباء سواء في تأليفه أو نقده هذا ونشكر الأستاذ أن أتاح لنا فرصة الحديث عن كتابه مع قبول تحياتي وإعجابي
شطا نوف
محمد منصور خضر
دلالة الانفعالات الفكرية القائمة في مصر الآن
ليس من الحكمة أن ينظر بعض من يهمهم أمر هذه الأمة، بين الريبة والشك إلى الانفعالات الفكرية القائمة في مصر الآن فيحيطوها بشيء من الحذر والحيلة والسياسة، ويعملوا على حصرها في داخل الدائرة المرنة ظنا منهم أن هذه الانفعالات مقدمة ثورة أو انقلاب، وما هي في الواقع إلا نتيجة شعور بالحسرة والخيبة والألم، ودليل طموح إلى غايات سامية يرمى في جملتها إلى تحقيق ما يحلو من الآمال ودفع ما يحز الشعور
لقد كانت عنايتنا بالمسائل الحزبية والحركات السياسية داخل بلادنا في ربع القرن الأخير أكثر من عنايتنا بالعلاقات الاجتماعية والحركات الإصلاحية. وهذه هي علة ضعفنا وسقوطنا في ميدان الكفاح وإخفاقنا في إحراز المثل العليا في الحياة
وإن المنطق التاريخي للوطنيات الواعية ليدعونا إلى ترك الخلافات، ونبذ الخصومات وتناسي الحقاد، والتباعد عن الأثرة والأنانية، وبذل أقصى الجهود واصدقها لإقامة المجتمع المصري على أسس قوية متينة من الإيمان بالوطن والعلم بماضيه وحاضره، والعمل الذي يلبي نداء الوطن ويقضي حقوق المواطنين فيه
ويدعونا أيضا ذلك المنطق إلى احترام هذه الانفعالات الفكرية المنبثقة عن تنبع شعور الأمة بثقل وطأة الاستعمار وتزايد إحساسها بما ناله على يديه من ضيم وإجحاف وهوان وشعور الأمة هو كل حياتها القومية والاجتماعية كما انه يدعونا بعد ذلك إلى الانتفاع بهذه الانفعالات واستغلالها استغلالا حكيما للخلاص من مخلفات الماضي البالية، والقضاء على معالم البؤس والشقاء البادية. ولا يمكن ذلك إلا إذا اتحد الزعماء والقادة، وتجمع المفكرون والمصلحون تحت راية توحيد الأهداف ووسائل الإصلاح وتوجيه الرأي العام وجهة الخير والفلاح
سرابيوم محمد يوسف الغزالي
الشيخ راغب الطباخ الحلبي
توفي في رمضان سنة 1370 عن 78 سنة. كان يحترف التجارة أولا ثم أكب على العلم فتلقاه عن كبار العلماء كالشيخ محمد الزرقا والشيخ بشير الغزي. ثم تخصص في التاريخ والحديث والتراجم. وألف كتابه الثمين (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء) في سبعة أجزاء، ولبث في جمعه وتدوينه نحو من عشرين سنة
كان يدرس في الكلية الشرعية في حلب علم الحديث والمصطلح والتاريخ الاسلامي، ثم اختير مديرا لها. ومن تلامذته الشيخ مصطفى الزرقا والشيخ محمد الحكيم والدكتور معروف الدواليبي - رئيس مجلة النواب السوري اليوم - وغيرهم
وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، وله في مجلته كثير من المخطوطات في الحديث والفقه والأدب وغيرها. برد الله مضجعه وعوض الأمة الإسلامية عن فقده خير عوض
عبد اللطيف الطباخ