مجلة الرسالة/العدد 944/رحلة إلى ديار الروم
→ رسالة المربي | مجلة الرسالة - العدد 944 رحلة إلى ديار الروم [[مؤلف:|]] |
رسالة الشعر ← |
بتاريخ: 06 - 08 - 1951 |
3 - رحلة إلى ديار الروم
للسيد مصطفى البكري الصديقي
للأستاذ سامح الخالدي
شرح ترجمان الأسواق لمؤلفه المحبوي:
(وجاءني المحب المفرد جناية السيد محمد، وتذاكرنا معه في (شرح ترجمان الأشواق) لمؤلفه المحيوي، فقال المذكور إني الحظ فيه من قصيدتين: الأولى (بابي الغصون المائسات عاطفا) والثانية (مرضى من مريضة الأجفان) ولا أظن أن أحداً يمكنه أن يحذو على نسقها للطف مباني وظرف معاني. فحرك جمادى بذكرى هذه المعاني
وفي صبيحة يوم الحادي والعشرين من جمادى الأولى، فتح الأحد، بقصيدة اقتفيت فيها أثر العارف الأوحد، سيدي محي الدين بن العربي المفرد، التي ذكرتها في ترجمان أشواقها الذي يتوقد، ومطلعها:
بأبي الغصون المائسات عاطفا ... العاطفات على الخدود سالفا
وهي قصيدة حارقة المعاني، خارقة المباني، صحيحة الأفاظ، مريضة الألحاظ، تقتل العاشق وتحبى الناشق، تخطف الألباب رشاقتها، وتسكر الحجاب لطافتها، معارضها به عارض، ولو بلغ رقة ابن الفارض، هذا والقصد التشرف بالاقتفاء، والتعرف باتباع أهل الوفاء وإني لمعترف بالقصور، عن ارتقاء هذه القصور، مغترف من بحر البحور، ودر النحور، مقر أن قصيدته الثريا وقصيدتي الثرا، متبرك بنفسه الذي في عالم الأنوار سرى، ومطلعها:
قال الشيخ لا فض فوه:
بأبي وامي من جلبن متلفا ... وجلين كأسا قد أعان التالفا
وفي عشية ليلة الثالثة والعشرين من جمادى الثاني، جاد الحق على عبده الحاني، بقصيدة اقتفيت بها أثر العالم الرباني، سيدي محي الدين محمد بن علي العربي الداني، في قصيدته التي أودعها ترجمانه الحاوي، ومطلعها:
مرضى من مريضة الأجفان ... عللا ني بذكرها عللا ن ومطلع قصيدتي التي لقصيدته لا تداوي، هو:
ألقياني يا صاحباي القياني ... جب حب في الكاعبات القيان
واتركاني في خلوة حلوة النيل ... كنيل إذا فاض أو سيحان
وكتبت كتاباً في سادس الشهر المرقوم إلى صديقنا فخر النجار حسن آغا مير صدرته:
تحايا كالفرائد والعقود ... تفوق شذا على نشر الورود
(ونعلم المحب الحسن الودود لأهل الودود، أنا اجتمعنا بالأخ المحمود السمات والولد المسعود، لدى الوزير المشير المعمود، وكان حدثنا جنابة عن بعض إشراف لكم يسود، ويعود على من قام به بنفحات الجود، وذكرنا الجناب الأخ الوفي الوعود، إسماعيل أغا ولدكم عبد الله جلبي الموقفين للوقوف مع الحدود من جهة الورد المورود، فوعد الولد والأخ المعدود، في عداد جناب المشهود لأهل الشهود، وبإرسال نسخة منه لضياع نسختنا عن يد حسود لا يسود، فالمرجو المساعدة في إرسالها دون إهمال ولكم الثواب في اليوم المورود بحول المعبود. والسلام عليكم وعلى من لديكم ما لاح من الصباح عمود، وقد طلب ولده الحاج عبد الله الإجازة في السند فكتبت له ذلك:
نشر الشيخ لطريقته الحلونية في الآستانة:
(وكان ممن اصطحب معنا ونحن في اسكدار ذات الشروق، المحب الفالح الشيخ أحمد الملقب بذوق، الجزائري بن الشيخ عبد اللطيف منح رعاية الحقوق، ثم نم به فرط الحب الزائد البروق، حتى بالطريق المسلوك المطروق
وأخبرت أن ليلة أخذه حال المبايعة التي مددها يحوق، اخذ جماعة من الروحانيين أهل اللحوق، وكان تقدم الجماعة منهم أخذ يفوق، في نابلس المحروسة وغيرها من الأماكن المقدسة التي للقرب تسوق، وعدهم يتوف على الألوف ما بهم عقوق، وفيهم من طائفة (الحناينية) سرب مسوق، وكبارهم أربعة سباق ما بهم مسبوق، أحدهم أحمد الطام، وابن باها، وعلى الذراري، وقدابو، وغيرهم تحت حكمهم مسبوق، فلما سمع هذه القصيدة الأخ المذكور المأسور المطلوق، قال غنها ليست في طوق البشر المخلوق، وإنما هذه كرامة أكرمت بها لسريانها في القلوب مسرى الدم في العروق، وكذلك المحب الصدوق، السيد محمد العاشق المعشوق، ومدح وقال يدرك أنها من الفتح اللدني كل من يشم الرائح والمطاعم يذوق
سليمان باشا العظم يعتب على الشيخ البكري فيعتذر الشيخ له:
(وفي يوم ثمانية وعشرين من جمادى المكور، ورد على كتاب من الصهر المشكور، ذكر فيه أن جناب الوزير الكبير الوقور، (سليمان باشا العظم والى دمشق والشام) عتب على الفقير من عدم كتابة سطور، في رق حب منشور، فكتبت لجنابه كتابا يفور يحب كأسه يدور، وصورته:
ما زلت أستخدم النسائم ... تسعى لإغلاء أعلى الدعائم
تكريمات لا تحملها أجمال الطروس، وتسليمات لا تعادلها أحمال عطر عروس، يعطر الكون رياها، ويشرق من لامع محياها، كنت أرسلت للصديق الأمجد الذكي، جناب محمد جلبي بن مكي، كتابا، ووكلته بإبلاغ سلام تام جمع لبابا، ثم ورد علي من جناب الصهر المحترم، العالم العامل الأفخم، كتاب لذ وطاب، وأنبأ عن عتاب من الجناب، والحال أن الإحجام، مراعاة للمقام، الخطير العطير المطير، بغزير ماء العمير، ولما تحقق الفقير ان الجناب الكبير يقبل مكاتبة الحقير، بدارت لها مشمراً أي تشمير، فالمرجو من الأخلاق الكريمة المسامحة فيما وقع من تقصير
وأرسلت للأخ الحسن الحاج بن مقلد كتابان في هذا التاريخ جواباً عن كتاب في الحب يشهد، كما كتبت لولد الصلبة ثمرة قلبي، كتاباً جواباً جواباً عن كتاب نفي كربي)
(وممن صحبني محب مريش، الأخ الحاج مصطفي بن الحاج خليل الشهير بابن كشيش، ومعناه بالعربية القسيس وكان يقول لولاه، نسبنا إلى الخسيس، البغدادي وطناً ومسكناً، وكنت اجتمعت به في الرحلة العراقية وبيده مقاطعة الدجيل، وهي مواصلة لمن كان ذا قوة في المال والخيل والحيل، ولما رآني وعرفني لا زمني إلى أن اندرج في سمط أهل الطريق، يوم الوداع الذي اذاع كامن الحريق، والمذكور له فرط سخا، لأنه ابن رخاء واعتقاد وانقياد، ي أهل الله الأمجاد
(وممن صحبني لديه، لإقباله عليه ونظره إليه، الشيخ صالح الحافظ وولده ولما توجه ولد المذكور، الشيخ عبد القادر لدار السلام بمعنونة الغفور، كتبت كتاباً بما تقدم من سطور، للأخ الأمجد السيد أحمد القادري المفرد الشيخ يستخير الله في السفر:
(وكان الخاطر تحرك إلى السير في المركب المصري فاستخرت الله في السير لتلك الممالك فوقعت الإشارة في قرب الإذن بهذه الزيارة ثم رأيت أول شهر رجب أن رجلاً تسمى بهذا الاسم المجرب، اعتنقته ونمت مع على الفراش، والقلب من السرور في خفة الفراش، فأخبرني المحب الأمجد، السيد محمد الأوحد، أنه رأى فيما يراه النائم أن الحقير، قد حوط بيديه على عمود من نور كبير، فأخبرته بما رأيت وقلت له أظن أن هذا المحاط، حقيقة شهر رجب الرفيع الاغتباط، فقال نعم رأيتك حوطت عليها إلا بمقدار أربعة أصابع صغار، فقلت إن كثيراً من حقائق الأشهر المباركة، يقع لي معهم هذه الوصلة والمشاركة، وقال لي، أبشرك الآن مطلق، فأين ما أردت توجه فإنك موفق
السيد محمد خليل البكري يعارض في سفر الشيخ في الشتاء:
وفي ليلة الخميس، الثاني من رجب الأنيس، توجهت إلى دار ابن العم، محمد خليل أفندي الأكرم، وبت لديه وعرضت أمر لسفر عليه، فلم يطلب له التوجه في الشتا، ولكن لا يرد الأمر إذا الله أتى
للكلام بقية
سامح الخالدي