مجلة الرسالة/العدد 944/القصص
→ البريد الأدبي | مجلة الرسالة - العدد 944 القصص [[مؤلف:|]] |
بتاريخ: 06 - 08 - 1951 |
الفخ
لوليام سارويان
ترجمة الأديب حسين أحمد أمين
نصب الفخ على النحو التالي:
في قطعة الأرض الممتدة من الشارع (م) إلى شارع (ل) المجاور لمنزل كازاكيان حفر الصبية حفرة كبيرة طولها ست أقدام وعرضها ثلاث وعمقها ثلاث. وذلك بعد أن أوى الجيرات جميعهم إلى منزلهم للنوم. . لكي يقع فيها أبكار بوبكورن وهو أول من يقطع هذه القطعة من الأرض في الصباح الباكر، ولكي لا يشك ذلك الرجل في المر غطوا الحفرة بالورق والأقذار حتى بدت لا تبعث شكاً ولا ربية
وفي الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم التالي أجتمع الصبية خلف منزل كازاكيان ليشاهدوا أبكار بوبكورن وهو يقع في فخ
هؤلاء الصبية هم أرسن وآرداش وكيشميش وباريكوميان وهيج وجورج وأولاد ميلسكونيان وولدا شيمشاميان ويدعيان فاسي وجاز
وفاسي وجاز هما مدبرا المؤامرة. . فقد طارت دجاجتان من منزلهما إلى منزل أبكار بوبكورن فاخذهما أبكار وأنكر رؤيتهما. . لذلك صمما على الانتقام منه
ولم تكن بقية الصبية تعلم شيئاً عن مسألة الدجاجتين ولكنها مع ذلك رحبت بفكرة نصب الفخ لأبكار بوبكورن لكي تشاهده واقعاً فيه
وفي الساعة السادسة إلا الثلث ظهرت امرأة ضثيلة الجسم متجهة في سرعة نحو الحفرة في الأرض الفضاء. . وكان هذا على خلاف ما قدره الصبية؛ لذلك علا وجوههم الوجوم وعقل الذهول ألسنتهم
وأخيراً تكلم كيشميشن موجهاً الكلام إلى فاس شيمشاميان: (أحسب أنها والدتك)
أجاب فاسي: (لا. . إن والدتي بالبيت تصنع الخبز)
قال كيشميشن لجاز أخي فاسي: (أليست هذه أمك يا جاز؟) أجاب جاز: (بلى. . أنها أمي. . ماذا تصنع هنا في مثل هذه الساعة؟)
وتمتم بقية الصبية بعضهم لبعض: (إنها أم فاسي وجاز)
وهمس هيج: (ألن يمنعها أحد كي لا تسقط في الحفرة؟)
قال فاسي: (لا أستطيع. . إنها ستقتلني إن علمت ما صنعته)
وقال جورج: (بل يجب أن يمنعها واحد منكم. . أتسقط أمامكما في الحفرة وأنتما نتظران أليها؟. لقد حفرناها لأبكار بوبكورن لا لأمكما.)
وقال بوبكورن: (جاز. . يجب أن تسرع فتمنع والدتك من السقوط) أجاب فاسي: (لقد فات الوقت)
وحبس الصبية أنفاسهم كي يلاحظوا مسز شيمشاميان وهي تقع في الحفرة التي أعدوها لأبكار بوبكورن. . ورأوا قدمها تميل بجسمها كله ثم تسقط في الحفرة
وسمعوا صرخة.
لقد كان الفخ محكماً لا يبعث شكاً ولا ريبة. .
وجرى الصبية بأقصى سرعتهم دون توقف. جروا دون وجهة حتى عجزت أرجلهم عن التقدم فوقفوا يفكرون فيما يفكرون فيما يحدث
واتفق الجميع على إخفاء الأمر وأقسموا ألا يتحدث واحد منهم في أمر الحفرة إلى أحد
وهكذا انتهى الأمر
وكانت إصابة مسز شيمشاميان غير خطيرة غير أنها رقدت أسبوعاً في فراشها
وبقيت الحفرة كما هي عدة سنوات دون أن يفكر أحد في ردمها. . وأخيراً ملأها مستر كازاكيان من طمى حديقته. .
وأما أبكار بوبكورن فكان يمر عليها كل صباح في طريقه إلى عمله فكان يقفز من فوقها ثم يتابع السير. .
حسين أحمد أمين