مجلة الرسالة/العدد 932/البَرِيدُ الأَدَبِيَ
→ الكتب | مجلة الرسالة - العدد 932 البَرِيدُ الأَدَبِيَ [[مؤلف:|]] |
القَصَصُ ← |
بتاريخ: 14 - 05 - 1951 |
حول تحقيق مسألة
تفضل أستاذنا الكبير الزيات فنوه - مشكوراً - بكتابنا (الأدب بين الجاهلية والإسلام) في عدد سابق من الرسالة الغراء، ولكنه لاحظ بعض الملاحظات فيما رجعنا إليه من كتابه (في أصول الأدب). والحق أننا لا نجحد فضله في هذا الكتاب وفي كتابه الآخر (تاريخ الأدب العربي)، وليس أدل على هذا من أننا أشرنا إليهما في كل مناسبة من كتابنا، كما لا ننكره أثره في الأدب العربي بوجه عام. وإنما كان المنهج الدراسي الذي لاحظناه في تأليفنا يقتضينا الاقتصار في بعض الموضوعات على التخليص أو الإشارة، دون تغلغل في التفصيل أو تعمق في التحليل، وخاصة بعض الآراء الفرضية كعلاقة بين أدب وآدم. أما موضوع (العوامل المؤثرة في الأدب) فقد كان هدفنا أن نرشد الطلاب الناشئين إلى كل مصدر، وندلهم على كل مرجع متقدم أو متأخر. وقد كتب في هذا الموضوع الأستاذ أحمد الشايب، وإن كنا نعلم أنه رجع في هذا الموضوع - كما رجع في غيره - إلى كاتبه الأول (الزيات)، كما كتب فيه الدكتور أحمد ضيف في مجلة دار العلوم أبريل سنة 1937؛ أما كتاب (التوجيه الأدبي) فعذرنا في الإشارة إليه كمصدر آخر، هو أننا لم نكن نعلم ما ذكره أستاذنا الكبير الزيات بك من اعتماد الدكتور عبد الوهاب عزام على محاضراته فيه.
فالمسألة إذن مسألة عرض مصادر، وعى الباحث المستقصي أن يعرف الفضل لصاحبه فليس في ذكر هذه المصادر بجانب كتاب الأستاذ (الزيات) بك مجافاة لإنصافه، أو إنكار لسبقه، أو جحود لفضله. فحسبنا دليلاً على حسن النية أننا لم نغفل التنويه بصاحب رأي، ولم نهمل الإشارة إلى مرجع، ولم نجحد مصدراً رجعنا إليه.
أما أستاذنا وأستاذ الأدباء (الزيات)، فإنا نكن له من الإجلال، ونعرف له من الفضل على الأدب، ما يسموا على كل شبهة، ويقره كل أديب.
حسن جاد - عبد المنعم خفاجي
عبد الحميد المسلوت
حول النثر والشع أود أن أشير إشارة عابرة إلى تعليق الرسالة الزاهرة في تخريج أسبقية النثر على ما رأته الآراء.
فقد قرأت (لابن رشيق) في العمدة كلاما لا يخلو من جمال وتحقيق حول نشأة الشعر من حيث يقول:
(وكان الكلام كله منثوراً؛ فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم أخلاقها، وطيب أعراقها، وذكر أيامها الصالحة، وأوطانها النازحة، وفرسانها الأنجاد، وسمحائها الأجواد؛ لتهز أنفسها إلى الكرم، وتدل أبناءها على حسن الشيم؛ فتوهموا أعارض جعلوها موازين الكلام؛ فلما تم لهم وزنه سموه شعراً لأنهم شعروا به أي فطنوا. .)
ووجه الجمال في هذا القول: أنه قال (الكلام) على وجه الإطلاق؛ فلم يصرف القصد إلى (النثر الفني) لأن العرب لم تسكن أمة كتابه، ولغة التخاطب كانت موحدة الأداء مع اختلاف اللهجات، والمنثور المعتمد على التأني والابتداع لا يتم إلا إذا تمت الملكة التعبيرية التي تجمع بين طرفي الإيجاز والإطناب ومراعاة مقتضى الحال، واختيار الألفاظ والبراعة في التصوير والتحليل، فالتعليق الحكيم الموجز من الرسالة إنما هو تنصيص على حقيقة (الأسلوب الفني) الذي يطلق عليه (النثر) القسيم للشعر.
أما أسبقية النثر اعتبار إرساله من دون الاعتبارات الفنية فأمر مفرغ من اعتباره، لأن النثر مطلق، والشعر مقيد والمطلق في كل شيء مقدم على المقيد. على أن (ابن رشيق) يقول (ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون فلم يحفظ من المنثور عشره، ولا ضاع من الموزون عشر). . والتعبير بقوله (تكلمت) يؤيد ما ذهبت إليه الرسالة من أن القصد لغة التخاطب باللسان، لا لغة الإبداع بالقلم، أما اعتبار الحفظ فإن موسيقى الشعر تنغم الإحساس فتستقر الألفاظ في واعية الشعور ولا ينالها النسيان كالنثر!
احمد عبد اللطيف بدر
المدرس بالمدرسة الثانوية
حول طبقات الحنابلة والمستشرق لاووست تفضلت الرسالة فنشرت لي كلمة حول هذا الكتاب سقط منها العنوان أسم المستشرق لاووست، زميل الدكتور الدهان في تحقيق هذا الكتاب.
وإني إذ أسعى لاستدراك هذا في هذه الموجزة انتهزها فرصة سانحة لأكرر الشكر للمستشرق لاووست مثنياً، والثناء كله على هذا الجهد الخالد العظيم.
إبراهيم الابياري