مجلة الرسالة/العدد 929/الأدب والفن في أسبوع
→ رسالة الشعر | مجلة الرسالة - العدد 929 الأدب والفن في أسبوع [[مؤلف:|]] |
رسالة الفن ← |
بتاريخ: 23 - 04 - 1951 |
للأستاذ عباس خضر
فلم (ظهور الإسلام):
عرض أخيرا في سينما استديو مصر بالقاهرة، فلم (ظهور الإسلام) الذي أخذ من كتاب (الوعد الحق) لمالي الدكتور طه حسين باشا، وقد أخرجه الأستاذ إبراهيم عز الدين، وشاركه المؤلف في إعداد (السيناريو)، وانفرد معاليه بكتابة الحوار باللغة الفصيحة، لغة طه حسين العربية المبينة العذبة الرشيقة.
يبدأ الفلم بظهور أخوة ثلاثة يبحثون عن أخ لهم فقدوه، فلما يئسوا من العثور عليه لم يروا بدا من العودة إلى دارهم بتهامة اليمن، ومروا بمكة وقد أضناهم الجهد، فنزلوا بها، فرآهم أبو حذيفة بن المغيرة المخزومي، فدعاهم إلى داره حيث نزلوا في ضيافته وكانوا موضع إكرامه؛ وقد وكل لخدمتهم أمة سوداء ناضرة الشباب، هي سمية بنت خياط، وقد أقبلت الفتاة على خدمة ياسر بن عامر - وهو أحد الثلاثة - خاصة في خفة ونشاط، فوقع حبها في نفسه، وحببت إليه الإقامة بمكة، فخالف أخويه وتخلف عن الرحيل معهما. وفي مآبه من توديعهما التقى بأبي حذيفة قريبا من المسجد، فأنهى إليه أنه آثر الإقامة بمكة في أمن الحرم وجوار البيت. وتم الأمر بينهما على الحلف، إذ يكون ياسر في حمايةأبي حذيفة ويكون حربا على من حارب وسلما على من سالم. وتمر خمس وثلاثون سنة، وإذا نحن نرى مع ياسر وزوجه سمية وولدهما الشاب عمار بن ياسر يحدثهما بحديث وضع الحجر الأسود عندما اختلفت قريش على من ينل شرف وضعه، فحكموا أول داخل عليهم فكان محمدا الأمين الذي افترش رداءه ووضع الحجر فيه لتأخذ كل قبيلة بطرف منه. . . إلى آخر القصة المعروفة. ثم تظهر الدعوة الإسلامية، فنرى ياسرا يغشى نادي مخزوم، فيلقاه القوم بفتور، ثم يتجه إليه عمر بن هاشم ويغلظ له في القول، ويتبين أن سبب ذاك الفتور وهذه الغلظة أن عمار بن ياسر قد أسلم. ثم نرى عمارا وقد أخذ والديه الذين انفتح قلباهما للإسلام قاصدين إلى دار الأرقم ابن أبي الأرقم حيث يجتمع رسول الله (ص) بمن هداهم الله إلى الدين القويم. وما يعودون إلى دارهم حتى يفاجئهم أبو جهل عمر بن هشام في فتية من أحرار مخزوم ورقيقها فيغلوا أيدهم ويجروهم إلى حيث يحبسون، ويشعلون النار دار ياسر. ثم نرى جمعا من قريش في المسجد يتحدثون عن هذا الحدث الذي أتاه أبي جهل في البلد الحرام الذي يأوى إليه الناس فيجدون به الأمن والسلام، وينكر بعضهم علىأبيجهل فعلته، ويؤيده آخرون فيما ذهب إليه من تعذيب الرقيق والأحلاف الذين اعتنقوا الإسلام، ليكونوا عبرة لغيرهم من ذوي العشائر التي تقوم دونهم إذا أرادهم أحد بمكروه.
ويمعن أبو جهل في التنكيل بآل ياسر ويذيقهم ألوان العذاب، ويلح عليهم أن يذكروا محمداً بسوء وآلهة قريش بخير، فيأبون كل الإباء، فيقتل أبو جهل سمية ويلحق بها زوجها ياسرا، ولكنه يبقي على حياة عمار ليذيقه العذاب.
وتتسع حركة التعذيب فتشمل آخرين من المسلمين المستضعفين، أرقاء وأحلافا، كبلال وصهيب وخباب بن الأرث، وكلهم يظهر الجلد ويصبر على العذاب.
وتتوالى الحوادث فيبايع النبي ﷺ أهل يثرب، ويهاجر المسلمون إلى المدينة، ثم يهاجر الرسول وصاحبه الصديق، ويتبعهما المشركون ثم يعودون خائبين، ويبلغ النبي وصاحبه المدينة فيتلقاه الأنصار والمهاجرون بالغبطة والاستبشار، ثم تقع غزوة بدر ويقتل فيها أبو جهل، ويعرض بعقب مناظر بدر، منظر جيش المسلمين في فتح مكة ودخولهم إليها من شعاب مختلفة وتحطيم الأصنام وصعود بلال إلى ظهر الكعبة يرفع صوته قائلا: أشهدأن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
والذي ألاحظه - وقد قرأت كتاب الوعد الحق ثم شاهدت فلم ظهور الإسلام - أن الفكرة الأولى في الكتاب أصابها بعض التحوير في الفلم، فقد تناول الكتاب جماعة من الأرقاء والأحلاف الذين يعيشون في كنف سادة قريش بمكة، تناولهم تناولاً إنسانيا رائعا، سبق التاريخ إليهم: فإن التاريخ لم يعرفهم إلا عند بدأ الدعوة الإسلامية، أما مؤلف (الوعد الحق) فقد استعمل هذا التاريخ المعروف ريثما يرسل خياله إلى الوراء عشرات من السنين، يتقصى الظروف والأحوال التي طرأ فيها أولئك الأخلاط على مكة، ويعرض علاقاتهم بالبيئة الجديدة، ويسوق حديث نفوسهم ومشاعرهم نحو السادة الذين يعايشونهم، وهم أحيانا يرضون بشيم هؤلاء السادة وما يبسطون لهم من ظل فيحرصون على ولائهم والوفاء لهم، وأحيانا أخرى - وهي كثيرة - يبدون الضجر والسخط على القيود التي يعانونها من الرق الظالم ومن أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية التي يحرمون بمقتضاها ما يستمتع به من لا كفاية لهم غير ما يعتبرونه من شرف المولد والنسب. وهم من خلال ذلك يتوقعون تحول هذه الأوضاع، وفيهم من أوتى علم ذلك عن طريق الأحبار في خارج الجزيرة فهو يلزم هذا الحرم حتى تبزغ منه الشمس المرتقبة. . . ثم تبزغ هذه الشمس فيهرع إلى دفئها أولئك الضعفاء، وهنا يدخلون في طورهم الثاني الذي عرفهم فيه التاريخ، وهو طور الإيمان القوي الذي يحتمل عنف الإيذاء ويتقبل الاستشهاد في غبطة وسرور، ويأتي هنا التصوير الصادق البارع للعراك بين الأرستقراطية الشامخة الضالة وبين الإنسانية الضعيفة في أصلها، القوية بإيمانها المهتدية إلى صراط الحق المستقيم. أما الطور الثالث فهو تحقيق الله وعده للذين استضعفوا أن يمكن لهم في الأرض ويجعلهم أئمة، فقد انتصر الإسلام، وساوى بين الناس، لا فرق بين عربي وحبشي إلا بالتقوى، وظفر أولئك المستضعفون بالحرية وبالمنزلة الاجتماعية الرفيعة، فصاروا من أئمة المسلمين وولاة أمورهم وأهل الرأي فيهم، بل ظفروا بما هو خير من ذلك كله، وهو خلود الذكر وحسن الجزاء في الآخرة.
وقد أخذ الفلم من ذلك صوره على أوضاع مختلفة تهتم بإبراز دعوة الإسلام قبيل ظهورها، وعند ظهورها وانتصارها، ولم يهتم بالتتبع الإنساني والاجتماعي لأولئك الأبطال بقدر ما اهتم بالظروف العامة، فهو مثلا لم يبرز الثورة التي كانت مكبوتة في نفوسهم تجاه الطبقة التي تسودهم، ومنجيي الإسلام للقضاء على أسباب هذه الثورة وتنظيم المجتمع على أساس جديد، وقد اعتمد الفلم في تصوير الجو الذي قصد إليه على إظهار أولئك الأبطال بالقدر الذي احتاج إليه لا بالقدر الذين يحتاجون هم إليه في التحقيق والتحليل على نحو ما في الكتاب، فلم يظهر غيرهم من أعيان المسلمين أمثال حمزة وأبي بكر وعمر، فهؤلاء - أولاً - لم يكونوا من غرض الكتاب، ولو كان غرضه (ظهور الإسلام) ما أهملهم. أما ثانيا فلا يخفى أنه من غير السهل إظهارهم على الشاشة لاعتبارات يصفونها بأنها دينية ويعنون بذلك (رجال الدين) وهنا مهزلة عقلية عجيبة! كيف يباح. تمثيل بلال وعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأمثالهم، ثم يحظر إظهار حمزة وأبي بكر وعمر وأمثالهم. .؟ ألم يسو الإسلام بين الجميع. .؟ أليس لأولئك اعتبار كهؤلاء إن كان الاعتبار يمنع الظهور في ثوب التمثيل؟ إن معنى هذا التفريق أننا نستشعر تلك الجاهلية ونصطنع تلك الأرستقراطية ونعد أولئك الأبطال لا يزالون أرقاء ومستضعفين. .؟
ومهما يكن من شيء فقد حقق الفلم غايته وصور ذلك الجو الذي قصد إليه أبدع تصوير وأروعه، وكان جهد المخرج والممثلين في ذلك ظاهرا رائعا، فمناظر الفلم وحركات الممثلين فيه وقوة تعبيرهم تنقل المشاهد إلى زمان الأحداث وأماكنها، وتشعرهم جلالها وروعتها، وخاصة مناظر التعذيب التي تبدو فيها الأجسام تعذب والوجوه مطمئنة إلى ما وعد الله، لا يظهر عليها أي أثر للألم، وقد مثلت غزوة بدر وصورت في صدق وروعة من حيث تنظيم الصفوف والمبارزة ثم الاشتباك ورمي السهام من الأقواس. . . الخ.
ذلك، ولم يكن من اللائق في هذا الفلم أن تظهر راقصتان في بعض أندية قريش، ترقصان على نحو لا يتفق وجو الفلم والغاية التي يرمي إليها، وهو فلم نظيف فلا تتفق نظافته مع هذا الرقص. على أن المنظر لم يكن موفقا أيضاً من ناحية الصدق الواقعي التاريخي، فهو رقص مصري عصري، وزي الراقصتين كذلك مصري عصري لا يميزه عن المصرية العصرية إلا السراويل.
وثمة ملاحظة أخرى وأخيرة، وهي أن الممثلين لم تكن تتغير سيماهم في الأعمار المختلفة، وخاصة كوكا في دور سمية، فقد كانت هي إياها تقريبا في شبابها وشيخوختها، وكذلك كانت نضارة الشباب على وجه ياسر وهو في شيخوخته، حتى لقد كان أنضر من ابنه عمار. .
وبعد فإن هذا الفلم يكفر عن فن السينما ويضع كثيرا من أوزاره، ونرجو أن يكون ظهوره فارقا بين عهد جاهلي قديم وبين مستقبل جديد قويم.
تأبين عبد العزيز فهمي باشا
أحتفل مجمع فؤاد الأول للغة العربية بتأبين المغفور له عبد العزيز فهمي باشا يوم السبت الماضي بدار الجمعية الجغرافية الملكية. وكان خطيبا الحفل معالي الدكتور طه حسين باشا وسعادة الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا.
تحدث الدكتور طه حسين باشا عن الفقيد العظيم محللا جوانب شخصيته ونواحي حياته المختلفة، ومما قاله معاليه: كان تلاميذه وأصدقاؤه يظنون أنه مخلد، وكانت قوة قلبه وعقله تعينهم على هذا الظن، فقد شاخ جسمه ولكنه ظل شاب العقل والقلب. كنا نسعى إليه حين عجز هو عن السعي إلينا، فنسمع منه ما يمنحنا القوة والجلد. كان ذكاؤه لا حد له، يفطن إلى دقائق الأشياء، ويفهم في سرعة، وقلما يخطئ فيما يفهم بسرعة، وكان إذا اقتنع بشيء مضى إليه كالسهم، كان لا يعوج في تفكير أو قول أو عمل. امتاز في أثناء الطلب وبعد التخرج في الحقوق وفيما تولى من مناصب، حتى إذا كانت الحركة الوطنية كان أسرع الناس للاستجابة إلى دعوة الوطن حين دعا أبناءه إلى الجهاد والكفاح، وكان العقل المدبر في الحركة الوطنية، جاهد مع أصحابه ما وسعه أن يجاهد معهم ثم حالف بعض الشيء فلم يداهن ولم يعوج، وإنما مضى فيما يراه حقا. كان في خصومته عنيفا أشد العنف لأنه كان في اقتناعه عنيفا أشد العنف. كان يرى رأيه قطعة من نفسه إذا سلم فيه سلم في قطعة من نفسه، ولم يسلم في رأيه حتى أسلم نفسه للموت، وكان عنيفا في حبه عنيفا في بغضه، يحب فيرى أن من يحبه كأنه قطعة من نفسه، وإذا أبغض فحظ من يبغضه كحظ من يحبه في العنف والتطرف. وكان مثقفا كأوسع ما تكون الثقافة وأعمقها، كان الناس يرونه إماما في الفقه والقانون، ولكنه كان كذلك إماما في اللغة والأدب، لم يكتف هو وصديقه لطفي السيد بما سمعا في المدارس وما سمعاه من شيوخ الأدب، بل كانا يقرآن ويدرسان. ولقد كان يدهشنا نحن المعممين - أن نراهما - وهما من المطربشين - يدرسان القرآن والتفسير دراسة تفطن وتعمق. وقد سمعته مرة يفسر سورة الطور لجماعة من أهل بلده، وينبه إلى أسرار فيها لم يلتفت إليها أحد من المفسرين، ويقول إن جو السورة يمتاز بالحركة السريعة والصور المتلاحقة، وكان يمثل في قراءته آيات السورة هذه الحركة. وأذكر أني أهديت إليه نسخة من كتابي (جنة الشوك) عند ظهوره، وفي اليوم التالي اتصل بي وقال أنه فرغ من قراءة الكتاب ويريد أن يلقاني، فذهبت إليه، وتحدثنا فعرفت أنه قرأ الكتاب من ألفه إلى يائه، وأبدى ملاحظاته فيه وهي ملاحظات دقيقة منها ما يختص بإطناب حيث أحسن الإيجاز وإيجاز حيث يستدعي المقام البسط والتطويل، ومنها ما يختص بوضع كلمة مكان أخرى. . . الخ، ثم دفع إلي النسخة وقد كتب هذه الملاحظات عليها؛ كي أنظر فيها عند إعادة الطبع، ولا زلت أحتفظ بهذه النسخة.
ثم قال الدكتور طه باشا: إننا يوم شيعنا عبد العزيز فهمي إنما شيعنا الجانب الخير الممتاز من حياتنا، فقد كان شطرا خطيرا من حياتنا المصرية التي يجب على الأجيال القادمة أن تدرسها لتنهج على منوالها.
ثم ألقى سعادة الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا كلمته في تأبين الفقيد، فابتدأ بقوله: إن الرجل الذي نؤبنه اليوم كان يمثل جيلا كاملا، بما ينطوي عليه هذا الجيل من علم ووطنية وأدب وثقافة وتفكير، وإن جوانبه المتعددة كانت تصدر جميعها عن وحدة تتمثل في شخصية قوية عنيفة، إذا هي أحسنت قوتها امتلأت إباء وأنفة، وإذا هي واجهت الأحداث التهبت عنفا وثورة. وكان في الفقيد كبرياء وتواضع، كلاهما يصدر عن أصل واحد هو هذه الشخصية القوية العنيفة، ترفع رأسها تيها على الأقوياء، وتخفض جناحها رحمة بالضعفاء. وبعد أن تحدث عن قوته وعنفه ومكافحته في حياته القانونية والسياسية، قال: وهو قوي عنيف مكافح في حياته الأدبية والفكرية يوم نادى أن تكون الكتابة بالحروف اللاتينية، ويوم ثار على مبدأ تعدد الزوجات، ويوم نفر ممن قال إن القانون الروماني مأخوذ من الفقه الإسلامي، فعكف في آخر حياته على الكتابة في القانون الروماني وهو أجف مادة في القانون. وقال: كان الفقيد أديبا من ذلك الطراز القديم، له أسلوب عربي رصين عريق في عربيته، يصعد إلى الأصول الأولى من العربية، ويحلق في سماء الأدب كما هو مسطور في كتبه الأصيلة، وبقيت ملكة الشعر تختلج في نفسه فيقرضه حتى في أواخر أيامه.
وأفاض سعادة السنهوري باشا في الحديث عن حياة الفقيد القانونية وأثره في المحاماة والقضاء وجهاده في سبيل إلغاء الامتيازات الأجنبية وما تخلل ذلك من مواقفه المظفرة المشرفة، ثم اختتم هذه الكلمة الفياضة بقوله: كان الفقيد يؤمن بالله إيمانا عميقا، ولكنه كان يؤمن بقلبه وبعقله، وهذا هو إيمان الرجل المفكر القوي، يتحدى به إيمان الرجل المستسلم العاجز. والآن وقد رحل إلى عالم الخلود، أتراه كشف عن هذا السر المستور الرهيب، الذي كان يجيل فيه عقله القوي، فلا يكاد يهتدي إلى شيء بغير معونة من قلبه، أم تراه علم أن هذا العقل البشري لا غناء فيه لدى عالم قيم الأشياء فيه وطبائعها تغاير ما عرفناه بعقولنا من قيم وطبائع. كان الفقيد يمثل جيلا كاملا مباركا على مصر، باكورته محمد عبده زعيم النهضة الدينية، وسعد زغلول زعيم النهضة الوطنية، وقاسم أمين زعيم النهضة الاجتماعية، وكان هو من خواتيم هذا الجيل، زعيم النهضة القانونية.
منوط به ومناط به:
قرأت ما كتبه في العدد الماضي من (الرسالة) الأستاذ محمد محمد الأبشيهي، منكراً على قولي: (وها قد صار الأمل كله مناطا بالحكيم) ذاهبا إلى أن كلمة مناط لم تصح في اللغة العربية بهذا المعنى وأن الصحيح (منوط به) فقط، مستندا إلى ما رأى في المصباح المنير والقاموس المحيط من ورود الفعل (ناط) ومشتقاته دون (أناط).
وإني أشكر له تحيته وأدبه في المناقشة، وأقول: ليس من السهل أن يحكم المرء بأن كلمة ما لم تصح في العربية، وليست اللغة كلها في المصباح المنير والقاموس المحيط. جاء في أقرب الموارد: (أناط به إناطة: علقه) وجاء في المنجد: (إناطة إناطة بكذا: علقه) فمناط من الفعل (أناط) الوارد في هذين النصين، ولا حرج.
عباس خضر