الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 920/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 920/البريد الأدبي

بتاريخ: 19 - 02 - 1951


الدخان في الشعر

غريب أن لا يتناول شعراؤنا (شرب الدخان) في شعرهم وقد بلغ من سرعة الانتشار هذا المبلغ العظيم فما وصفوا الدخان وهو يتصاعد من لفافته كسحاب الصيف، ولا صوروه وهو يخرج من فم شاربه كزفرة العاشق أو نفثا المصدور، ولا دعوا الناس إلى الإقبال عليه بمدحهم لمنافعه وإطرائهم فوائده، ولا صرفوهم عنه بسردهم عيوبه ومضاره، على حين أنهم ما برحوا ينظمون في الخمر واصفين ومادحين وهاجين، وهم يعلمون أن السابقين قد ابتغوا المدى في ذلك كله.

فإلى هذا الموضوع الخطير أدعو رجال الشعر وأرباب القريض

الإسكندرية

فتحي بسيوني دعبس

تاريخ البرعي الشاعر

السلام عليكم وبعد، جاء في العدد 916 في ص110 عند كلام الأستاذ حامد الجرجاوي على نشأة البديعيات أن العارف بالله عبد الرحيم البرعي توفي سنة 480 - وقد ذكر السيد زبلرة في ملحقه على البدر الطالع أن وفاته سنة 803 - والفرق يزيد على ثلاثة قرون - وذكر السيد الزبيدي في شرح القاموس في مادة (برع) سيدي عبد الرحيم ولكنه لم يذكر سنة وفاته بل قال إنه من المتأخرين.

فهل يتفضل الأستاذ حامد الجرجاوي بأن يخبرنا عن المصدر الذي رأى أن وفاة البرعي كانت سنة 480، فإن البرعي على شهرته تكاد سنة وفاته تكون في حكم المجهول فإذا جلاها لنا الأستاذ الجرجاوي فإنه يحسن صنعاً.

عبد السلام البحار

الرسالة: يظهر أن هناك خطأ في نقل الأرقام، ولعل صوابها

804 أخطاء شائعة:

جاء في (مغنى اللبيب) للعلامة (ابن هشام) أن (قد) لا تدخل على الفعل المنفي، ولم يذكر خلافاً في ذلك. ولكن (ابن مالك) قال في ألفيته في آخر بيت من أبيات باب (الممنوع من الصرف)

ولاضطرار أو تناسب صرف ... ذو المنع والمصروف قد لا ينصرف

فأدخل (قد) على الفعل المنفي.

فهل يفهم من ذلك أن (ابن مالك) لا يرى مانعاً من دخول (قد) على الفعل المنفي؟ أم أنه أخطأ فقال هذا من غير قصد؟. الظاهر الثاني.

وجاء في مقالة للسيدة (أمينة السعيد) تحت عنوان (ذكريات حواء في الجامعة): (. . . أحب الحياة وأكره أن أخفي عن الناس حبي لها طالما كان ضميري مستريحاً) إذ أن (طالما) التي معناها (كثيراً ما) لا يمكن أن يكون لها معنى هنا.

قال الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسان إحسان

وجاء في مقالة بمجلة (الحديث) للأستاذ (محمد شعبان) تحت عنوان (نظرة في كتاب أغاني القبة) (أجمع العلماء على استحسان تكرار حرف النداء مع التوابع المستقلة سيما إذا تعددت.)

والصواب (ولا سيما إذا تعددت) فقد جاء في (مغنى اللبيب) عند الكلام على (لا سيما): (وتشديد يائه ودخول (لا) عليه ودخول (الواو) على (لا) واجب. قال ثعلب: من استعمله على خلاف ما جاء في قوله (ولا سيما يوم بدارة جلجل) فهو مخطئ. انتهى)

(وجاء في المصباح المنير): (ولا تستعمل إلا مع الجحد، ونص عليه أبو جعفر أحمد بن محمد النحوي في شرح المعلقات ولفظه: ولا يجوز أن تقول جاءني القوم سيما زيد حتى تأتي بلا لأنه كالاستثناء. وقال ابن يعيش أيضاً: ولا يستثنى بسيما إلا ومعها جحد. وفي البارع مثل ذلك. . . الخ)

أحمد مختار عمر إلى أستاذنا الزيات:

كنت ولا أزال من المعجبين بأسلوبك الرائع الأخاذ، وذلك الأسلوب الساحر ذو الجرس الفاتن البليغ، الذي يملك على قرائك زمام تفكيرهم فينقلهم إلى عوالم الحق والخير والجمال. ولا أحابيك أو أداجيك إذا ما قلت إنك أثير لدي - على رغم إيجازك - أكثر من أندادك الكتاب الذين لا يستطيعون التعبير عن أفكارهم إلا بالإطناب والتطويل. وهو ما لا يرضاه البليغ الواقف على أسرار العربية. وقد زاد هذا الإعجاب حتى بلغ الذروة يوم أشرقت علينا (رسالتك) الحبيبة، وهي تحمل لدين الناطقين بالضاد افتتاحيتك الجبارة الموسومة بـ (ثوروا على الفقر قبل أن يثور)! لقد كانت - والله شاهد على ما أقول - درة الأمة في جيد الرسالة - قرأتها مرات وفي كل مرة كانت تسمو في عيني وفكري حتى ارتفعت إلى قمة لم تبلغها مقالة كاتب من قبل وقد تعجب وتقول: وما مرد هذا كله لدى شاعر يعيش في أفق الوهم؟! أما أنا فاسمح لي أن أهمس في أذنك بكلمة واحدة: هي أنك الآن استطعت أن تعبر عن شعور الملايين من الشعوب العربية المبتلاة بأرباب المناصب والألقاب، الذين ما وصلوا إلى كراسيهم تلك التي ذكرتها إلا بجهود الأيدي العاملة وغفلة عقولهم. فما ذكرته عن مصر هو بعينه في العراق. فهل لك أن توجه إلى وزرائنا الذين لا يزالون يعيشون في أبراج عاجية، مقالاً كمقالك (ثوروا على الفقر قبل أن يثور)؟!

صدقني يا سيدي أنك بعملك ذاك ترضي هذه الملايين التي تعيش على ضفاف الرافدين، إرضاء يجعل من اسمك عندهم أغرودة عذبة الرنين! فهل آمل على يديك خيراً لهذا الشعب المسكين الذي يتنعم برفاه الجهل، وظلال الفقر، وعز المرض. . بهمة وزراء المعارف والشؤون الاجتماعية والاقتصاد؟!

وعليك يا سيدي منا السلام. ولك الشكر والإعجاب

بغداد

عبد القادر رشيد الناصري

تصويب: وردت شطرا على غير وجهها في أحد أبيات قصيدة (صحراء العجائب) المنشورة في العدد الماضي لالتباس التصحيح وصوابه كالآتي: -

به سحنة الواشي، لها سبع أعين ... لها سبع آذان، وسبع حقائب!