الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 917/رسالة الشعر

مجلة الرسالة/العدد 917/رسالة الشعر

بتاريخ: 29 - 01 - 1951


من أعياد باريس:

أشواق. . .

للأستاذ عبد القادر رشيد الناصري

يا (هنائي) ليلنا خمر وزهر وغرام

وطيوب تثمل الروحان منها وهيام

ونشيد كلما غنى به العشاق هاموا

ولواء رف بالرفق على الناس فناموا

فأقبلي كالطيب كالأنسام في الروض الأغن

واستظلي بجناحي ونامي بين جفني

واحلمي يا فرحتي الكبرى بحبي المطمئن

هل سوى ذاتك ذاتي، هل سوى لحنك لحني

سائلي النسمة هل مرت على شيء عدانا

وهل البلبل فوق الأيك غنى لسوانا

وهل الوردة فاحت بالشذى لولا هوانا

نحن لو تدرين نجوى والأغاريد صدانا

أين من (باريس) ليلات كنسيان نديه

وسويعات لقاء في مغاني الأعظمية

إذ طويناها كما شاء لنا الحب سويه

أترى ترجع أطياف هوانا الذهبية

أترى مجلسنا الضاحك في (الكرخ) يعود

مثلما كان وتزهو عند لقيانا الورود

نشتكي لليل، والشهب على الشكوى شهود

أم ترى نبقى (بباريس) ويطوينا الوجود أترى تبصر عيناي (ببغداد) النخيلا

وسنا (دجلة) والملاح يشدو والأصيلا

وسرى زورقنا المسحور والأفق الجميلا

والنسيم الطلق إذ يهفو على الشط بليلا

والعذارى آه ما أحلى (ببغداد) العذارى

كل حسناء كأيار بهاء وازدهارا

كلما أقبلن يملأن من النهر الجرارا

خلت سرباً من فراش طاف بالروض وطارا

يا ليالينا بوادي السحر عودي يا ليالي

وأعيدي ذكريات الأمس في وادي الجمال

حين رف الحب بالنجوى على ثغر الهلال

وعلى الزورق قلبان كأطياف الليالي

يا صدى أنشودة القلب ويا بكر هوايا

أنا لولاك لما باحت بحب شفتايا

ولما غرد قلب هو في الصدر بقايا

أنت دنياي ولولاك لضاقت بالرزايا

آه يا أشهى أماني ويا أجمل عمري

يا نسيماً خضل الأنداء قد أنعش زهري

وضياء لاح في ليل صباباتي كفجر

لم تكن دنياي لولاك سوى ظلمة قبر

بغداد

عبد القادر رشيد الناصري