الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 915/رسالة الشعر

مجلة الرسالة/العدد 915/رسالة الشعر

بتاريخ: 15 - 01 - 1951


في الشعر المطلق

التوبة الكبرى

للأستاذ عبد اللطيف الشهابي

(مهداه إلى أخي الأستاذ أنور المعداوي)

هو:

لا تفرعي. . أختاه فالفجر لاح

على نثار من بقايا الجراح

غسلها العطر

كفنها الزهر

قبلها الطل بثغر الصباح

ساخرة. . تزري بهوج الرياح

هي:

طافت بنا الأرواح في أسرها

مخبولة تندب في سرها!

مغلولة اليد

في قسوة القيد

لتغرق الآلام في خمرها

وتدفن الآمال في قبرها

هو:

لا تجزعي. . أختاه لا تجزعي

هيا معي. سيري ولا ترجعي

نجتاز وادي الشقاء

إلى نروح الرجاء نعيد ذكرى حبنا الممرع!!

ونغسل الآثام بالأدمع!

هي:

عدت وفي قلبي صدى العاثر

كالحلم، عند الشفق الساحر

في توبتي الكبرى

وأدمعي الحرى

فاغفر لي الآثام يا شاعري

ولا تكن كالغاضب الثائر!

هو:

لا ترهبي. فالشمس عند المغيب

تحدث الأفق بسر الغيوب،

سر الهوى والأنين

فصدقي عن يقين:

إني بهذا الكون طيف ريب

كآهة عبر الفضاء الرحيب

هي:

هيا معي، نعب صفو الرحيق

نعطر الموج بمسك فتيق

ننشد في المزهر

أنشودة الأعصر:

لم يسمع الكون صراخ الغريق

فامتدت الأيدي لغل وثيق!

هو:

ومن وراء الأفق الأزرق! رفت طيوف الأمل المونق

على سني الضياء

ما بين ظل وماء

فهدهدت بالسعد قلب الشقي

في غفوة (عذراء) لم تخلق!

العراق - الحلة

عبد اللطيف الشهابي

الشعر والطفولة:

صديقي الصغير

للأستاذ محمد علي مخلوف

غداً سيتيه بك المنصب ... وتلك النبوءة لا تكذب

هو القول يلهمه شاعر ... إلى الوحي في صدقه أقرب

كأني أراك بلحظ الغيوب ... يحف بك الجند والمواكب

فهذا يحي الرئيس العظيم ... وذاك بمظهره يعجب!

نماك التقي وغذاك العفاف ... فلله منبتك الطيب!!

فما مثل أمك في الطهر ... ولا كأبيك لعمري أب

ستوفد يوماً إلى معهد ... رحيق العلوم به يسكب

فتلقي لداتك في ظله ... وذاك يثور وذا يصخب

وثمت راع غريب العصا ... يهش عليهم ولا يضرب

يسوق القطيع إلى مورد ... عذاب الهوى عنده يعذب

وحلم الطفولة إن خف لا ... ملام هناك ولا معتب

أهازيج صوتك حول الربي ... بغام الطلا شاقه الربرب

ومن مقلتيك يشع الذكاء ... كما شع في الظلمة الكوكب وأسنانك المرهفات الحدا ... دخير سلاحك إذ تغضب

فيا لاعباً بحسان الدمى ... نراك بألبابنا تلعب. .

وكم ذا تطارد من هرة ... وما من يديك لها مهرب

فآونة ممسكا ذيلها. . ... وآوانة رجلها تسحب

وليس يردك عنها المواء ... ولم يحمها الناب والمخلب

وكم مزقت من كتاب يداك ... وما نالك اللوم إذ تذنب

ولو علم الكاتبون الكرا ... م ما سوف تأتيه لم يكتبوا

حكيم لعمري فيما فعلت ... وإن لم تجرب كما جربوا

فما ينفع الناس يبقي وما ... يضر فأولى به يذهب

أخالد يا ابن الحسيب الكريم ... وضنء النجيبة إذ تنسب

لأنت هلال بدا طالعاً ... ونبع من الظرف لا ينضب

دار الأهرام

محمد علي مخلوف