الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 904/زائرة الحمى

مجلة الرسالة/العدد 904/زائرة الحمى

بتاريخ: 30 - 10 - 1950


(إلى شاعرة العواطف النبيلة الآنسة الفاضلة فدوى عبد الفتاح

طوقان. . تحية إعجاب وتكريم)

للأستاذ عبد الرحيم عثمان صارو

أهلا بزائرة الحمى!. أهلا بمقدمك الأغر!

بأحب شاعرة تطالع خاطري بأحب شعر

ينهل من شفق العواطف والخيال المستسر

أنى حللت من الحمى. . حيتك جانحة وعين

وهفت تقبل خطوك ألحاني شفاه الضفتين

أهلا بزائرة الحمى. . عفوا. . فلست من الزوائر

لست الغريبة عن حماي، وإن تباعدت المخاضر

عفوا. . فأنت شقيقتي في الروح، في نسب المشاعر

وحماك - والهفى عليه من الذئاب، من الدخيل

هو - ما علمت - جوى حماى ودمع أهداب النخيل

أختاه! أية فرصة طافت على وتر القلوب؟

فترنمت خفقاتها - طربا - بمقدمك الحبيب

أهوى أعبر عن شعور النيل بالكلم الرغيب

فأرى مقاليد البيان لدى عاصية مدله

فلتعذريني إن عييت فلم أبن إلا أقله

لوددت لو أني قدمت إليك من جوف الصعيد

أروى النواظر بالتلاقي والخواطر بالنشيد

لكنها بعض القيود، وبعض أغلال الوجود

وشواغل قصت خطاي. . وزهرتاي الآدمية

وهما رغابى في الحياة. . هما وأنغمك الشجي أختاه! هذي مصر في حلل الصباحة والرواء

والنيل نشوان الضفاف يتيه من فرح اللقاء

فترشفي كأس الهناء، ورددي لحن الصفاء

وانسي به شكوى الزمان فقد يؤوب إياب نادم

قدح المقادر لم يزل متنقلا فوق المباسم

لم تشتكين من الحياة. آثرت آلامي بنفسي؟

لم تشتكين من الزمان، وما عدوت حدود أمس؟

لا تنصتي لليأس، ما خلق الشباب نديم يأس

من كان مثلك في يديه معازف الدنيا الجميله

جعل المسرة في الحياة وفرحة الدنيا سبيله

أختاه! ألف تحية لك من قلوب تخفق

لو كان ينبوع البيان على فمي يتدفق

لنظمت ما زخر الفؤاد به وألوى المنطق

إن لم تكن كل المنى ذي، فلتكن رمز المنى

شتان بين جناحك الضافي، وخافيتي أنا

أهلا بزائرة الحمى، أهلا بمقدمك الأغر

بأحب شاعرة تطالع خاطري بأحب شعر

ينهل من شفق العواطف والخيال المستسر

أنى حللت من الحمى، حيتك جانحة وعين

وهفت تقبل خطوك الحاني شفاه الضفتين

(طهطا)

عبد الرحيم عثمان صارو