الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 899/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 899/البريد الأدبي

بتاريخ: 25 - 09 - 1950


قيود الثقافة في مصر

منذ أيام قريبة قرأت في بعض الصحف، سؤالا لشاب أزهري كتب يقول: (أنا طالب أزهري حاصل على شهادة إتمام الدراسة الثانوية من معهد القاهرة وأجيد الفرنسية والإنجليزية إجادة تامة؛ فهل يجوز لي الالتحاق بكلية الآداب؟) ونشر مع السؤال رأي سعادة عميد كلية الآداب ونصه: (لا يمكن قبول الطالب بكلية الآداب، وفقا للوائح التي لا تزال متبعة إلى الآن

وأمر هذه اللوائح عجيب حقا، فهي التي تسيطر على التفكير الحر في مصر، وكيف يمكن إقناع الطالب المسكين الذي يريد إكمال دراسته بقسم اللغة بكلية الآداب بأن رد العميد عادل ومعقود ولم فات معالي الدكتور طه حسين بك أمر هذه اللوائح حين كان عميدا لكلية الآداب. فأمر بقبول عدد كبير من طلاب الأزهر بكليته، ونظم لمن لا يعرف منهم لغة أجنبية دراسات خاصة، فكانوا أكثر خريجيها نشاطا وإنتاجا؟.

ولا تزال هذه اللوائح أيضاً تحول بين أساتذة الأزهر وحرية التقديم لشهادات كلية الآداب، والانتظام في دراستها، وقد حدث أن تقدم أستاذ يحمل أرقى شهادات الأزهر العلمية إلى كلية الآداب، بجامعة فؤاد يرجو أن تسمح له يا بالتحضير لدرجة الدكتوراه التي تعادلها شهادته الحاصل عليها من الأزهر في حكم النظام المالي الذي تعرفه الدولة، وفي حكم طبيعة الثقافة ومدة الدراسة ونوع الشهادة، فردت عليه الكلية بأن اللوائح المتبعة لا تسوغ إجابة طلبه!!

أتظل يا سيدي هذه اللوائح والقيود والأفكار القديمة تتحكم في مصير الثقافة في مصر في القرن العشرين؟

محمد عبد المنعم

أستاذ بكلية اللغة العربية

معبودة الجماهير

بهذا الوصف وصفت إحدى الفرق التمثيلية راقصة قامت بدور شيطاني في الأفلام السينمائية. والأفلام السينمائية عندنا لا يقبل الجمهور على مشاهدتها إلا إذا كانت حافلة بمشاهد الرقص المثير،. .

وكيف تنشر الإعلانات في الصحف على هذا النحو. . وبتلك الصيغة؟!. . .

معبودة الجماهير؟!. .

أي جمهور هذا الذي (يعبد) راقصة. . تتلوى على الشاشة. بماذا نحكم على هؤلاء (العبيد) ولا أقول العباد. لأنهم عبيد شهواتهم، استعبدهم الشيطان واستدلهم، وزين لهم أعمالهم، فصدهم عن السبيل؟!. .

وأية جرأة بلغت هؤلاء المهرجين إلى إطلاق كلمة (معبود) على راقصة كل همها إثارة الشهوات الكامنة في النفوس، وإشباع نهم قوم لا يشبعون؟!.:

إنها وربي لأضحوكة من هذه المضحكات التي يزخر بها المجتمع في مصر. . وكم ذا بمصر من مضحكات؟!. .

اللهم أن هذا منكر لا يرضيك. نعوذ بك منه، ونسألك الهداية والتوفيق!. .

عيسى توفيق

سويا لا تؤدي معنى (معا) بل معنى كاملا تاما

طالعت بمجلة الرسالة الزاهرة بالعدد رقم 897 كلمة حول سويا للأديب المحترم كمال رستم يصوب فيها سويا بمعنى معا، ولغة الضاد لا تؤدي هذا المعنى الذي أرتاه، ولم يرد في كلام العرب شاهد يؤيد صحة ما ذهب إليه وابن منظور المصري حجة في هذا المضمار وأين بحوثها فقد جاء في لسان العرب الطبعة الأولى. ص 143 ج 19 في تفسير (ثلاث ليلي سويا) ما نصه: قال الزجاج لكان قال زكريا لربه اجعل لي آية. أي علامة أعلم بها وقوع ما بشرت به كما آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليالي سويا أي تمنع الكلام وأنت سوي لا أخرس فتعلم بذلك أن الله وهب لك الولد وسويا منصوب على الحال.

وقال أبو الهيثم: السوي فعيل في معنى مفتعل أي مستو قال والمستوي في كلام العرب (التام)

وقد ورد تفسير (ثلاث ليالي سويا) في البحر المحيط ج 6 الطبعة الأولى ص 171 - سويا حال من ضمير ألا تكلم أي في حال صحتك ليس بك خرس ولا علة - وعن ابن عباس: سويا عائد على الليالي أي كاملات مستويات فيكون صفة لثلاث وذكر الليالي هنا والأيام في آل عمران على أن المنع من الكلام استمر ثلاث أيام بلياليهن: فسويا لا تؤدي إلا معنى كاملا أو تاما ليس غير والصواب كل الصواب ما قاله صاحب لسان العرب والبحر المحيط، وماعداه. فالغبار عليه واقع، ماله من دافع، وفقنا الله إلى السداد وجعلنا من (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب)

حسين سلامة دياب

المدرس بمدرسة طعمة - البداري