الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 886/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 886/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 886
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 26 - 06 - 1950


تراث الرافعي

نشر الأستاذ منصور جاب الله كلمة بالعدد 783 من الرسالة الغراء تحدث فيها عن كتاب (أسرار الإعجاز) لنابغة الأدب السيد مصطفى صادق الرافعي ساق في آخرها رجاءاً إلى أبناء الرافعي حفظهم الله لكي يقوموا بطبع هذا الأثر النفيس، وكأنه ظن أن هذا ليس في وسعهم فتوجه برجائه إلى معالي الدكتور طه حسين بك وزير المعارف لكي يأمر بطبعه على نفقة وزارة المعارف (حتى يتم به النفع وتتم به الفائدة المرجوة إن شاء الله)

وهذه الصيحة الكريمة يؤيدها ولا ريب كل من يعرف فضل الرافعي على العربية وبلاغتها، ويرجو مخلصاً أن يصغي معالي الوزير، ويحقق للعربية أمنيتها.

وإني بهذه المناسبة أجهر بأمر لا بد من بيانه، وذلك إن تراث الرافعي لما ينشر بعد على الناس كاملاً، إذ لا تزال عشرات المقالات مما أنشأه قلمه البليغ مبعثرة بين جوانب الصحف لم تجتمع في كتاب!

وأذكر أن الرافعي رحمه الله طلب مني في أوائل شهر يوليه سنة 1931 أن أرسل إليه ما لدى من وحي قلمه فأرسلت إليه سبعة وستين مقالة أتممها بما لديه - كما أخبرني - فبلغت أكثر من مائة مقالة! وهذه المقالات الكثيرة لم ينشر منها في وحي القلم إلا بضع مقالات! ولدي الآن غير ما أرسلت إليه أكثر من عشرين مقالة ويوجد نحوها في بطون الصحف وإني أعرف مكانها فأين ذهبت هذه المقالات كلها؟؟

ومن العجيب إنك ترى في آخر الجزء الثالث من كتاب وحي القلم (تم الجزء الثالث من وحي القلم وبه تم الكتاب)!!

هذا هو تراث الرافعي الذي إن لم نعمل على نشره ضاع كما ضاع غيره من ذخائرنا الأدبية والعلمية! فهل يقيض الله له من ينشره على الناس المتأدبين، ليبقى محفوظاً على مر السنين؟؟

المنصورة

محمود أبو ريه أدب المجون

تناول أستاذنا الجليل صاحب الرسالة في مقالاته الأخيرة الحديث عن (أدب المجون)، فعرض ألواناً من هذا الأدب الماجن، وقص علينا كيف كانت نهاية الشعراء والكتاب الماجنين، كبشار، وأبي نواس من شعراء العرب، وأوفيد من شعراء الرومان، وبودلير من شعراء فرنسا، فقد وجد هؤلاء الشعراء من يردعهم، ويحارب مجونهم، وضلالهم!

وأحب أن أعقب على هذه الأحاديث القيمة بكلمة أعرض فيها لوناً آخر من أدب المجنون، سرت عداوة في صحفنا ومجلاتنا العربية على نحو نشفق منه على الأخلاق، وندعو إلى محاربته درءاً لشروره وآثامه. . .

هناك صحف ومجلات تعتنق هذا المبدأ الماجن، فتملأ صحفها بالمواد التي تخرج القارئ من مطالعتها بدون ثمرة. . . لأنها تدور حول محور واحد. . . هو (المجون)!

ولقد كفت الصحف والمجلات المصرية زمناً من نشر الصور العارية إثر ضجة أثارها الغيورن على الأخلاق من أنصار الفضيلة، ولكن الكثيرين عادوا لما نهوا عنه، فتطالعنا الصحف على اختلاف نزعاتها الحزبية، بالصور الخليعة، تشغل جانباً كبيراً من أعمدتها قد تضن به على مقال أدبي، أو بحث علمي، أو موضوع اجتماعي يعالج مشاكلنا الاجتماعية الآخذ بعضها برقاب البعض!

ولقد جمعني مجلس ببعض أصحاب هذه الصحف ومحرريها، وأبديت لهم وجهة نظري ولكنهم أكدوا لي أنهم إنما يرضون قارئهم!!

إنهم يقولون إن القارئ لا يرضيه أن يشترى مجلة إلا إذا عرف أن هذه المجلة تعني بنشر الصور (اللطيفة)! وفي وسعهم إرضاء قارئهم - الذي يحرصون على إرضائه وتنويع المواد. . . والابتكار في اختيار الموضوعات الطريفة التي لا يملها!

ونعم. . . في مقدورهم أن يرضوا قارئهم فيقدمون له المواد الدسمة، والأبحاث الطريفة، والتحقيقات الصحفية التي تكشف له عن حقائق يجهلها. . . بدلاً من الهبوط بالصحيفة إلى هذا الدرك الأسفل من الانحطاط الخلقي، وحسبنا ما نعانيه من انحلال الأخلاق، وتدهور القيم الخلقية! ومن المؤلم حقاً أن تجد هذه المجلات من الذيوع والانتشار ما لا تجده غيرها من المجلات التي تؤدي رسالة الأدب الرفيع، والعلم النافع، والفن الجميل!

إننا إذا حاولنا أن نقارن بين نسبة توزيع هذه المجلات وتلك لهالنا الفارق البعيد في الأرقام، ولأدركنا أن (العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من التداول) كما قرر (جريشام) في نظريته الاقتصادية المعروفة!

هذه كلمة سريعة، أوحت إلي بها مقالات أستاذنا الزيات عن (أدب المجون) عرضت فيها لوناً من ألوان الأدب الماجن الذي نلمسه في معظم صحفنا ومجلاتنا المصرية!

فلعل أصحاب تلك الصحف، وحملة تلك الأقلام، أن يعملوا على النهوض بأدبنا وصحافتنا إلى المستوى اللائق بكرامتنا. . وديننا. . وصحافتنا!

بنك مصر القاهرة

عيسى متولي

الأطفال والأفلام

في بريد المحرر بعدد الاجبشان جازيت الصادر بتاريخ

1361950 رسالة من آنسة مصرية هي الآنسة (هدى برادة)

بعنوان (الأطفال والأفلام) تخضع قبل عرضها على الجمهور

لرقابة وزير الداخلية فإنها لذلك ينبغي أن تقسم قسمين. .

الأول الأفلام التي تناسب الأطفال من الثامنة عشرة فما دونها.

. والثاني الأفلام التي يشاهدها الكبار.

وقالت إن بالخارج دوراً للعرض تمنع دخول الأطفال من سن السادسة عشر فما دونها، وتسائلت عن السبب الذي من أجله لا تأخذ مصر بهذا النظام.؟ واقترحت حضرتها أن يكون عرض الأفلام التي تناسب الأطفال من الساعة التاسعة إلى الثانية عشرة مساء حتى يصبح من العسير عليهم الدخول في هذا الوقت ما لم يستصحبهم آباؤهم. . . بينما تعرض الأفلام الأخرى في الحفلات النهارية والمسائية الأولى. . وذكرت أن الغرض من منع الأطفال من مشاهدة الأفلام البوليسية والأفلام المثيرة كفيلم (جيلدا) هو أنها تترك آثار سيئة في نفوسهم وأنهم يتخذون من أبطالها مثلهم العليا. . وهذا كلام جميل. . وأجمل منه لو حضرة الكاتبة المصرية التي تحتفل كل هذا الاحتفال بالأطفال وتربيتهم عالجت موضوعها في صحيفة مصرية. . وكتبت كلمتها باللغة العربية التي ينبغي أن نعتز بها وتتعصب لها، والتي يمكن أن يفيد منها أبناء جنسها لا المستر هوايت ومسز بلاك من أبناء التاميز فالأمر إذن لا يعدو أن يكون واحد من اثنين إما أن تكون هذه الآنسة المصرية لا تجيد الكتابة بلغة قومها وهذه إحدى الكبر، وإما أنها تجيدها وتؤثر عليها لغة أجنبية تكتب بها ظناً أنها بذلك تدل على ثقافتها ومدى تمكنها من الكتابة باللغة الأجنبية. وليس شك في أن هذا تفكير سقيم لا يصح أن يصدر عن آنسة مثقفة تدرك أن بمصر صحافة مصرية تفسح صدرها لبحث المشاكل العامة والتماس الحلول لها بطريقة قومية.

المنصورة

أمينة رشدي