الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 868/ألكسيس كاريل

مجلة الرسالة/العدد 868/ألكسيس كاريل

بتاريخ: 20 - 02 - 1950


للأستاذ عبد الفتاح الديدي

عقلية من تلك العقليات الخصبة التي أفادتها الخبرة أكثر مما أفادتها المعلومات، وذهن صوفي متطلع إلى معاني الحياة بين المظاهر المعاشية دون توقف عند حدود المسطور والمقروء. فهو مثال الرجل الذي يحس الإنسان عند قراءته بأنه في حضرة مفكر ابتعد عن التفاصيل والتفت إلى الكليات ونظر في حقائق الامور، لا من حيث هي مبحث موقوف على نوع خاص من أنواع الدراسة، وإنما من حيث هي مجال للتأمل والتدبر في كل حين، وعند كل إنسان. فثقافته أكبر من تعليمه، وتربيته أكثر من معرفته، فجاءت كتبه حية تنبض فيها الدم، عميقة تأسر اللب، واضحة وضوح العبقرية المتزنة بعد أن اضطربت في كمينها عصارة العلم والفلسفة والأدب جميعا.

ذاك هو الكسيس كاريل مؤلف كتاب الإنسان ذلك المجهول ولد في فرنسا بالقرب من ليون في سنة 1873. وبعد أن نال الدكتوراه ودرجة أخرى في العلوم سافر إلى الولايات المتحدة عام 1905 حيث اشترك في معهد روكفلر للأبحاث الطبية بنيويورك ولم يعد من هنالك إلى فرنسا مرة أخرى إلا بعد أربع وثلاثين سنة أي في عام 1939، واشترك بعد هذا في أعمال حربية حتى نوفمبر من عام 1944 حيث مات تاركا تراثا علميا رائعا ومخليا بعض الكتب من غير إتمام. ومن مؤلفاته كتاب عن الصلاة وكتاب بعنوان (الطب الرسمي وطب الزندقة) وقصة كتبها في سن الثلاثين بعنوان (رحلة مدينة لورد). وهذه القصة بوحي من زولا ومطبوعة في مجموعة تضم يوميات وتأملات وابتهالات. أما كتابه عن (سير الحياة) فقد كان يزمع أن يجعله على طراز الإنسان ذلك المجهول ومكملا له. إذ جاء كتابه الإنسان ذلك المجهول فريدا في نمطه، فذا في نوعه، ومشجعا له على أن يتبعه بآخر من نفس الطراز. وقد اشتهر هذا الكتاب في الأوساط الثقافية جميعها: أوربية وشرقية، لما فيه من تجربة إنسانية عميقة ونظرة عليمة ممتزجة بروح صوفية جارفة.

وقد حاول كاريل أن يوقف هذا الكتاب بصفحاته الثلاثمائة على دراسة الإنسان من نواحيه المختلفة؛ وكان يؤمن بأنه لا بد من أن نعطي تخطيطا عاما لما تقدمه لنا العلوم المختلفة من المساعدات إذا شئنا أن ندرك حقيقة ذواتنا وأن نقف على ماهية نفوسنا. ومن الضرو في رأيه - علاوة على ذلك - أن نصف في تدقيق شامل وفي تفصيل كامل تلك العمليات الطبيعية والكيميائية والفسيولوجية التي تختفي من وراء ذلك الاتساق الجمالي في حركاتنا وأفكارنا. وكان مقدرا لهذا العمل أن يكون مستحيلا لو لم تسمح لنا أساليب المعيشة في العصر الحديث من الملاحظة والتجريب، ولو لم تقدم لنا المعونة من اجل تحقيق هذه الرغبة الهائلة. فبفضل المنشئات العلمية التي تعني بالنواحي المختلفة من الإنسان استطاع الدكتور كاريل أن يمد التفاته وأن يرعى بنفسه مجالات الحيوية الكثيرة لدى الأفراد.

وليس لكتابة هذا من غرض كما يقول هو نفسه إلا أن يجعل تحت أيدي الناس مجموعة من النتائج العلمية والحقائق الخاصة بالكائن البشري الذي يحيا في هذه الفترة بالذات. فعلى هذا النحو يمكننا أن نلمس جوانب الضعف في مدينتنا ونحس بما بدأ يظهر عليها من أعراض التهالك والانهيار. فإذا صح أن هناك طائفة معينة نخصها بهذا الكتاب الذي بين أيدينا فأظنها تلك الطائفة التي آثرت الهروب من حياتنا الاجتماعية والإفلات من أسر عادلتنا الحديثة وقيودنا المصطنعة. والكسيس كاريل نفسه واحدا من هؤلاء؛ إذ آثر في آخر أيامه أن يعتزل في جزيرة سانت جيلدا حيث أمضى بقيه عمره.

ولما تأمل كاريل حياة المجتمع الحديث أحس بأننا قد شغلتنا المسائل الشكلية عن أمور جوهرية في غاية الأهمية بالنسبة إلى الإنسان في معاشه وتصرفه ووجوده. ولعل حياتنا اليوم قد غدت أكثر صعوبة وتعقيدا وأشد اضطرابا وأدهى للتفكير في أمر موقفنا منه بعد كل هذه التغيرات. وإذا كان للعلم في حد ذاته قيمة ما، فذلك لأنه يؤثر في كياننا بأجمعه ويجعلنا نرتد إلى أنفسنا ونناقش أفعالنا ونجدد أخلاقنا. أما أن يكون العلم مدعاة للانشغال عن الإنسان بهذه الأشياء العارضة في حياتنا، وبهذه المظاهر التي تنأى بنا عن الذوق والخير والصحة، فذلك أكبر دليل على أننا لم نحتط للثورة التي أحدثناها بايدينا، ولم نعد العدة من أجل أن نوجد مثالا حيويا يحقق آمال الإنسان وأمانيه قبل أن يرضي مطامعه وشهواته.

ومن هنا حاول كاريل أن يؤكد ظاهرة التكيف وأن يضعها في المرتبة الأولى من مظاهر الحيوية الإنسانية. وذلك طبيعي بالنسبة إلى عقليته التي ترى ضرورة المواءمة بين علوم العصر الحاضر وبين حياة الإنسان في المجتمع. فالعلم الذي لا يفيد في أستناد الإنسان إليه عند حل مشاكله المختلفة لا ينفع في شيء ولا يؤدي إلى نتيجة ذات قيمة. وظاهرة التكيف هي الأمل الوحيد الذي يفتح أمام الإنسان منفذا إلى حياة مستقيمة كريمة بازاء أحداث الحياة ودلائل الحضارة. ثم أن الدكتور كاريل يؤكدها ويبين خطرها وهو يعلم أن الأمر لا يقتصر على الاستفادة من جانبها الفسيولوجي، وإنما يمتد اكثر فاكثر إلى الناحية الاجتماعية وهي الناحية الجديرة باعتبارنا بما نتصف به من الآدمية. فالمفكرون والفلاسفة يعرفون ظاهرة الجسم الطبيعية في تكيفه مع البيئة ومع الحرارة والبرودة ومع المؤثرات الخارجية، ويعلمون أن قد كان من المستحيل على الأطباء أن يتقدموا قيد أنملة في علوم الجراحة والتضميد لو لم تكن هذه الظاهرة محل عنايتهم واهتمامهم. ولا بد لهم بعد ذلك أن يتعضوا بالتقدم الهائل الذي أحرزه الأطباء نتيجة لالتفاتهم إلى هذه الحقيقة. إذ أنهم يستطيعون في بابهم أن يقيموا علوما في غاية من الخطورة على أساس من بحثهم لظاهرة التكيف الاجتماعي.

فالعمليات الحيوية العقلية تجنح إلى خدمة الفرد وأعانته على أداء مهماته. مثال ذلك أن الإنسان يندفع عادة وراء فضوله ورغبته الجنسية، وطموحه وحبه للمال حتى يجد نفسه في أجواء غير مألوفة لديه أو لعلها تصل إلى درجة المعاداة له. وها هنا يتحقق من ضرورة الغلبة والانتصار على العناصر التي تحيط به أو أن يكبت الدوافع التي تشب في صدره وتتأجج في خاطره. ومن المستحيل أن يتم لنا العمل الأخير للقضاء على النزعات الباطنية من غير أن نعني بالتكوين الفردي المستقل للإنسان. أما عن العمل الأول، وأعني به الغلبة والصراع مع العناصر المحيطة والظروف المجتمعة، فلا شك أن الإنسان يحتاج عند النزول إليه والاشتباك فيه إلى قوة شخصية وطاقة نفسية تعينه على أن يطمح ولا يطمع، وأن تمتد يده بالحق، وأن يضرب في صفوف الخير، وأن يسعى بغير أن يسيء سعيه إلى الآخرين. ليس هذا فحسب وإنما يدخل ضمن عملية التكيف الاجتماعي هرب الإنسان عند اللزوم. فالهرب لا بد منه في كثير من الأحيان وخاصة عندما يستحيل النمو الصحيح والتكامل المشروط مع المجتمع الذي نعيش فيه.

فهناك أشخاص لا يستطيعون أبدا أن يتكيفوا مع الجماعة. من بين هؤلاء ضعاف العقول، ومن بينهم من سلم عقله ولكنه أمضى فترة طويلة بين الأشرار والأوغاد حتى استحال عليه أن يعود من جديد فيتكيف مع الحياة الاجتماعية السليمة. وإن لم يستطع علماء الاجتماع أن يستفيدوا من هذه الظاهرة فاغلب الظن أن علومهم ستكون قليلة النفع بالنسبة إلى المستقبل. ومن هذا كله نرى أن أهم ما في ظاهرة التكيف هو أنه تفتح أبواب الأمل للإنسان المسكين في تقدمه وارتقائه الذي يحدث على صورة وثبات ونهضات متفاوتة أو حركات طورية مستديمة.

ثم في هذا الكتاب الذي وضعه كاريل تفصيل دقيق لفكرة الزمن. ولأول مرة في تاريخ علم النفس يأتي باحث ليقدم مثل هذه الدارسات القوية العميقة في آن واحد. لقد حاول أن يحدد أنواع الزمن فجاءت ارع من بينها زمن جديد بالمرة هو الزمن الفسيولوجي. وكما استطاع كاريل أن ينتقل بظاهرة التكيف من مجالها العضوي المحدود إلى مجالات الحياة الفسيحة، حاول ها هنا في كلامه عن الزمن أن يبرز أهمية الزمن الفسيولوجي كم الناحية البيئية الخالصة. وهو في أصله عبارة عن الوقت الذي يستغرقه الجرح حتى يلتئم أو الذي يمر على العضو الجسدي إبان تكوينه.

وتكلم بإفاضة عن الزمن النفسي فقال إنه نوع من القياس الشعوري لكمية العواطف والانفعالات التي تتدفق من باطن الوجدان ومن داخلية الفؤاد ساعة تأثره وتجاوبه مع الوقائع الجارية في حياتنا الخاصة أو العامة. وإذا كان يمكننا القول بان الزمن النفسي يعتمد على شيء سواء فلن يكون ذلك الشيء غير الذاكرة الإنسانية. إن الذاكرة هي التي تجعلنا نحس بمرور الزمن وبتواصله على قدر ما تعيننا الأحداث في الخارج أو تصوراتنا الخاصة داخل نفوسنا. والدليل على ذلك أن تكوين شخصيتنا على وجه التعميم قائم على أساس من تذكرنا للتاريخ الفردي واستحضارنا لما جرى لنا في الأيام الماضية.

والملاحظة الثانية التي يسوقها كاريل في تعليقه على الزمن النفسي هي التي يعتمد عليها في تأييد وجه الاختلاف والتباعد بين كل من الزمن الفزيائي والزمن النفساني. فها هنا يذكر أن الزمن الطبيعي (الفزيائي) الذي يمضي علينا في سن الطفولة والبلوغ لا يزيد عل ثمانية عشر عاما، بينما تزيد سنوات النضوج والشيخوخة في عمر الفرد على الخمسين أو الستين. فالإنسان يبدأ في فترة نمو قصيرة ثم تعقبها فترة تمام وانحلال طويلة. ومع هذا فإن الزمن الفزيائي يفقد كل قيمة هنا تبعا لشعور الإنسان بان سنوات الطفولة طويلة وبطيئة بينما يحس أن السنوات تكون قصيرة جدا أثناء الشيخوخة. وهذا يثبت مفارقة عجيبة ويبرهن على أن الزمن النفسي محل اختلاف دائما في تقديره والإحساس به وتعداد جزئياته عند الأفراد.

وهنا يجري قلم كاريل بفقرة تعد من أرفع ألوان الكتابة الأدبية. يقول (تبدو لنا أيام طفولتنا كما لو كانت بطيئة جدا. أما أيام نضجنا فتمتاز بسرعتها التي تبعث على الفزع. وقد يكون هذا الشعور ناجما من إننا نضع الزمن الطبيعي بطريقة لا شعورية داخل إطار المدة. ويبدو لنا الزمن الطبيعي مختلفا من غير شك عن تلك المدة بصورة عكسية. إذ ينزلق الزمن الطبيعي بسرعة واحدة بينما تنقص سرعتنا نحن دائما. ويشبه ذلك نهرا كبيرا يجري في سهل، ويمشي في ذلك السهل إنسان نشيط محاذيا النهر منذ طلوع النهار. وتبدو له المياه آنئذ كسولة ولكنها تزيد من سرعتها شيئا فشيئا. وعند الظهيرة لا تسمح المياه لذلك الإنسان النشيط بأن يتخطاها. . أما إذا اقترب المساء فإنها تضاعف من سرعتها، وغالبا ما يقف الإنسان بينما يمضي النهر في طريقه بغير إشفاق. والحق أن النهر لم يغير قط من سرعته ولكن سرعة خطونا هي التي نقصت. ومن الممكن أن نعزو البطء الظاهر في بدء الحياة، وقصر المدة الختامية إلى أن السنة كما نعلم تمثل لدى الطفل والشيخ نسبا مختلفة من حياتيهما الماضيتين ومع ذلك فإن الأكثر احتمالا هو إننا ندرك إدراكا غامضا مشى زماننا الداخلي الذي يبطيء إلى غير حد والذي يتمثل في عملياتنا الفسيولوجية. وكل منا هو الإنسان الذي يجري على طول النهر ويعجب حينما يشتد تزايد سرعة مرور المياه.)

وأخطر وأهم من هذا كله ما يقوله الكسيس كاريل عن ظاهرة التصوف. والذي يمتاز به هذا الجانب النظري في عرضه هو أنه امتزج بروحه وصادف تجاوبا مع نفسه ولاقى ميلا واندفاعا هائلين من داخلية ذاته يؤيدان تفكيره وهواه. وحماس كاريل النظري في العرض الفلسفي لهذه الظاهرة لم يكن مجردا من التجربة الشخصية ولم يكن محروما من التأييد الحيوي. فكان كاريل متصوف قبل أن يكون في عداد العلماء، وجرت عليه نزعته تلك متاعب كثيرة، إذ اعتبره رجال الكنسية خارجا على أحكام الدين. وبعض أقواله تذكرنا بالوثنيين الأقدمين. قال في يومية بتاريخ 31 يوليه 1941 (يستطيع الذين بقدرة فائقة أن يعين الإنسان على ملاحظة قواعد الحياة بناء على ما يضيفه العنصر العاطفي إلى العنصر العقلي. إن الناس مهيئون على نحو يجعلهم محتاجين إلى التجاوب مع كائن حي أكثر من تجاوبهم مع فكرة ما. وكثير من الناس قد ضحى بحياته من اجل وطنه، ولكن التضحية تكون أكثر إمتاعا إذا كان موتهم من اجل نابليون. إن حب الرجل أقوى من حب الفكرة. إن الراهبة التي تقوم منهوكة في الرابعة صباحا كيما تبدأ عملا لا ينتهي أبدا، إنما تبذل هذا المجهود المخيف حبا في المسيح وحبا للمساكين والصغار، وليس ذلك من الشعور بالغيرية أو من الرغبة في شغل عمل بين الناس. ولذلك فإن الدين يبث في السلوك عنصرا عاطفيا. فهذا الكلام على صحته وعمقه لا يلائم جماعة المتدينين الذين يريدون التجريد ويزعمون الخلاص تجربة الروح بين أجراس الكنيسة وإنشاد الآباء.

ومن ابتهالاته التي نشرت في نهاية قصة مدينة لورد قوله: إلهي: أشكرك لأنك حفظت لي الحياة أمدا أطول من الأمد الذي خصصت به زملائي الأقدمين. قبل أن تطوي الكتاب هبني من لدنك فضلا يريني ما خفي علي حتى الآن. لقد كانت حياتي كالصحراء بسبب حرماني من معرفتك. . . فلتأمر على الرغم من الخريف بأن تزهر الصحراء. وستكون كل دقيقة من الأيام التي تبقت لي موقوفة لجلالك. ولا أطمع في شيء من أجل نفس سوى رحماك. وسأبقى بين يديك كالدخان الذي تحمله الرياح. فاعطني النور حتى أقوى على إعانة أولئك الذين أحبهم. ومن كلامهأيضاً في هذا الباب: إلهي. خذ بزمامي بعد أن تهت في الظلام. وسأفعل كل ما توحي علي إرادتك بفعله. ينبغي أن أقترب من جلالك يا إلهي بكل نقاء وتضرع. فكيف أصلح الشر الذي تسببت فيه الآخرين وآتي اليوم خيرا كنت قد قصرت في فعله؟

ومن ابتهاله ليلة عيد الميلاد: أي إلهي. كم آسف لأنني لم أستطع أن أفهم شيئا في الحياة! وكم آسف لأنني قد حاولت أن أفهم أشياء من العبث أن نحاول فهمها. فالحياة لا تحتوي على الفهم وإنما على الحب ومساعدة الغير والصلاة والقيام بالأفعال. فليكن أجلي متأخر يا الهي، ولتأمر بان تظل الصفحة الأخيرة من الكتاب غير مكتوبة حتى يمكن أن يضاف فصل آخر إلى هذا الكتاب الفاسد. تكلم فعبدك الحقير منصت لك. أنه يهبك ما بقي له، ويضحي من أجلك بحياته كما لو كانت صلاة. أنه يطلب إليك أن تهديه سواء السبيل. . سبيل البسطاء والمحبين والمصلين فاغفر له كل الأخطاء التي جناها في حياته. وأعط النور من كان جاهلا بالمرة. فكل لحظة من الزمن تسمح له بأن يحياها ستمر لتحقيق مرادك في السبيل الذي تختاره أنت من أجله. أي إلهي. في هذا اليوم الذي يعيد ذكرى ميلاد ولدك، أجعل منك النهاية الكلية لذاتي وأرسم عليك حدودي آسفا لأنني قد مررت خلال الحياة كالأعمى.)

فألي هؤلاء الذين يؤمنون بالباطن من أهل التصوف أقدم هذه الشخصية التي آمنت بالروح وهي في أسفل مباحث المادة، وتشربت بالنزعة الصوفية وهي في غمار العلم الخالص، واستطاعت أن تنفذ إلى السماء بين ضوضاء المدنية المترفة وجلبت الحياة الصارخة وناموس الطبيعة المبسوط.

عبد الفتاح الديدي