مجلة الرسالة/العدد 857/أهل العلم والحكم
→ مشكلات الفلسفة: | مجلة الرسالة - العدد 857 أهل العلم والحكم [[مؤلف:|]] |
من فلسفة الحياة: ← |
بتاريخ: 05 - 12 - 1949 |
في ريف فلسطين
للأستاذ أحمد سامح الخالدي
(تتمة)
وقد بنى على هذا الدير الملك المعظم عيسى بن الملك العادل الايذي قلعة حصينة وأنفق عليها الأموال الجمة وأحكمها غاية الأحكام. فلما كان في سنة 615هـ وخرج الإفرنج من وراء البحر طالبين للبيت المقدس أمر بخرابها حتى تركها كأمس الدابر والتحق (سور) البيت المقدس بها في الخراب فهما إلى هذه الغاية خراب (القرن السابع). معجم البلدان (ج6 - 67).
وهناك طوران آخران أولهما الجبل المشرف على نابلس ولهذا يحجه السامرة. والثاني طور زيتا أو (جبل الزيتون) وهو مشرف على المسجد الأقصى، وبينهما وادي جهنم، وفيه صلى عمر بن الخطاب. وفي الأنس الجليل ج1 - 258 أن أمالخير بنت إسماعيل العدوية البصرية الصالحة المشهورة (من أعيان عصرها في القرن الثاني) وقبرها على رأس جبل طور زيتا شرقي البيت المقدس، بجوار مصعد موسى عليه السلام، وهو في زاوية ينزل إليها من درج.
ويقول في ج2 - 410 عن أبي هريرة: أقسم ربنا بالتين والزيتون، والزيتون طور زيتا. والتين مسجد دمشق. وعن صفية زوج الرسول أنها قدمت القدس فصلت به، وصعدت إلى طور زيتا فصلت وقامت على طرف الجبل وقالت (من ها هنا يتفرق الناس يوم القيامة إلى الجنة والنار) ومن هذا الجبل صعد عيسى عليه السلام، وعلى رأسه كنيسة من بناء هيلانة في وسطها قبة. ولما فتح صلاح الدين القدس سنة (583هـ) وقف أرض طور زيتا على الوالي الصالح ولي الدينأبي العباس أحمد الهكاري، سوية بينهما وعلى ذريتهما، وقبر مريم عليها السلام في كنيسة في داخل جبل طور تسمى الجسمانية وهو مكان مشهور مقصود للزيارة من المسلمين والنصارى والكنيسة من بناء هيلانة أمقسطنطين.
أما الوديان والعيون فيذكر منها وادي النمل بين بيت جبرين وعسقلان، ولا يذكر وادي النسور وهو بظاهر القدس من جهة الغرب يسير فيهالآن القطار الصاعد من الرملة إلى القدس وقد دفن فيه القطب الكبير بدر الدين ابن محمد من أولاد سيدنا علي ابنأبيطالب عليه السلام توفي (605هـ) وأولاده (بشرفات) وكانت تعرف (بشفرات) فلما أنتقل إليها الأشراف أولادأبيالوفا غيروا اسمها.
وقد ذكر من العيون، عين البقر وهي قرب عكا، يزورها المسلمون والنصارى واليهود، وعليها مشهد ينسب إلى علي ابنأبي طالب عليه السلام (معجم البلدان 6 - 253). وعين جالوت، وهي بليدة لطيفة بين بيسان ونابلس استولى عليها الصليبيون، واستنقذها منهم صلاح الدين سنة (579هـ) معجم 6 - 254. ولم يذكر ياقوت أن التتار هزموا بها، لأن الموقعة كانت بعد وفاته. أما عين سلوان فهي في ربض بيت المقدس تحتها عين عذبة تسقي جناناً عظيمة وقفها عثمان ابن عفان على ضعفاء البلد (المجذومين).
(ولا يزال منهم نفر بها).
أما الحصون والقلاع فيذكر منها (الجيب) ويقول هي حصنان يقال لهما الجيب الفوقاني والجيب التحتاني بين بيت المقدس ونابلس وهما متقاربان (معجم البلدان 3 - 186) وتقع الجيب إلى عين السالك من رام الله إلى القدس.
ومنها حصن العنب، وهو من أرض بيت المقدس واسمه الآن قرية (العنب) أو (أبو غوش) وأبو غوش هي عائلة إقطاعية تسكن هذه القرية، وكانت في العهد العثماني تجبى من زوار بيت المقدس جعلا مقابل خفر الطريق، وفيها عين ماء ذكرها الرحالة ناصر خسروي الذي زار بيت المقدس في سنة (483هـ) وفيها أكثر من دير.
ويذكر حيفا فيقول إنها حصن على ساحل بحر الشام قرب يافا، لم يزل بأيدي المسلمين إلى أن تغلب عليه كندفري الذي ملك بيت المقدس سنة (494هـ) وبقي في أيديهم إلى أن فتحه صلاح الدين سنة (573هـ) وخربه.
وفي تأريخ دمشق ذكر لإبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق أبو الطاهر الحافظ الحيفي من أهل قصر (حيفه) سمع بأطرابلس (طرابلس) وحدث بصور سنة (486هـ). (معجم بلدان ج3 - ص382). ثم يقول تحت أسم (قصر حيفا) موضع بين حيفا وقيسارية ينسب إليه أبو محمد عبد لله القيسراني القصري سكن حلب وكان مفتيها. تفقه بالعراق بالمدرسة النظامية (أسسها نظام الملك سنة 59هـ) علىأبيالحسن الهراس، وأبي بكر الشباشيالخ وارتحل إلى دمشق وعمل بها حلقة المناظرة وانتقل إلى حلب فبنى له ابن العجمي بها مدرسة درس بها إلى أن مات سنة (544هـ؟). (معجم البلدان 7 - 100). ويعلق ياقوت على (قصر حيفه) بالهاء، وأنا أحسبه المذكور قبله أي حيفا فيعتبرهما مكاناً واحداً.
ومن الحصون الأخرى الخروبة وهو بسواحل بحر الشام مشرف على عكا، وقد جاء ذكره أكثر من مرة في حروب صلاح الدين للصليبين حول عكا. ومنها الداروم، قال ابن الكلي قال الشرقي نزل بنو حام مجرى الجنوب والدبور ويقال لتلك الناحية الداروم، فجعل الله فيهم السواد والأدمة، وأعمر بلادهم وسماءهم وجرت الشمس والنجوم من فوقهم ورفع عنهم الطاعون، والداروم قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر والواقف فيها يرى البحر إلا أن بينها وبين البحر مقدار فرسخ وقد خربها صلاح الدين لما ملك الساحل سنة 584هـ وينسب إليها الخمر. قال إسماعيل بن يسار:
يا ربع رامه بالعلياء من ريم ... هل ترجعنّ إذا حييت تسليمي
ما بال حي غدت بزل المطي بهم ... تحدي لفرقتهم سيراً بتقحيم
كأنني يوم ساروا شارب ثملت ... فؤاده قهوة من خمر داروم
إنيّ وجدّك ما عودي بذي نَحور ... عند الحفاظ ولا حوضي بمهدم.
وغزاها المسلمون في سنة ثلاث عشرة وملكوها فقال زياد بن حنظله:
ولقد شفي نفسي وأبرأ سقمها ... شد الخيول على جموع الروم
يضربن سيدهم ولم يمهلهم ... وقتلن فلهم إلى داروم.
ويقال لها الدارون أيضاً، وينسب إليها على هذا اللفظ أبو بكر الداروني روى بن عبد العزيز العطار عن شقيق البلخي روى عنه أبو بكر الدينوري بالبيت المقدس سنة (308هـ). (معجم البلدان 4 - 13)
ومن الحصون السحيلة وهو أسم قلعة حصينة قبلي بيت المقدس والطرون (اللطرون) وهو حصن بيت المقدس والرملة، فتحه صلاح الدين سنة (583هـ)، وفيه عين ماء، وهو قرب باب الواد ويعتبر من الحصون المسيطرة على طريق يافا ببيت المقدس. ومن الحصون الشهيرة عثليت (عتليث) وهو في سواحل الشام (جنوبي حيفا) ويعرف بالحصن الأحمر، فتحه صلاح الدين سنة 583هـ (معجم البلدان 6 - 122)
ومنها أيضاً عفراء وهو حصن قرب بيت المقدس ويعتبر ياقوت (العفولة) بلده ويقول أنها فلسطين من نواحي فلسطين (معجم البلدان 6 - 405) أما الأنس الجليل فيقول أنها كانت من احسن الحصون، وفيها من العدد والأموال الشيء الكثير، وأن الإفرنج كانوا يتجمعون بها. وفتحها صلاح الدين سنة 583هـ (الأنس الجليل ج1 - 288). ومن الحصون في الساحل حيفا ويافا، (فافون) ويقول عنها ياقوت أنه قرب الرملة، وقيل أنه من عمل قيسارية، ومنها أبو القاسم القوقاني أمام مسجد الجامع بقيسارية روى عنه سلامة المجدلي، ومنها شبل أبو قاسم الصوبني القاقوني سمع بدمشق وروى عنه أبو الفتيان الدهشاني. (معجم البلدان 7 - 416). وكانت قاقون على طريق القوافل الواردة من الجنوب مارة بالرملة , فجلجولية، فقلنسوة فقاقون، فاللجون فمرج بني عامر فبيسان فدمشق، أو من اللجون جنوبا. وقد جاء ذكرها في حملة نابليون في أواخر القرن الثامن عشر.
وإلى الجنوب من قاقون (قلنسوة) وقد ذكرها ياقوت وقال عنها إنها حصن قرب الرملة وقد قتل بها عاصم بنأبي بكر بن عبد العزيز بن مروان، وعمر أبن أبي بكر وعبد الملك وأبان ومسلمة بنو عاصم وعمرو بن سهيل بن عبد العزيز بن مروان ويزيد ومروان وأبان وعبد العزيز والأصع بنو عامر بن سهيل بن عبد العزيز، حملوا من مصر إلى هذا الموضع وقتلوا فيه مع غيرهم من بني أمية (معجم البلدان 7 - 152)
ومن الحصون، (كرمل)، وهو حصن على الجبل المشرف على حيفا، وكان قديماً في الإسلام يعرف بمسجد سعد الدولة. وكِرْمل قرية في آخر حدود الجليل من ناحية فلسطين (معجم البلدان ج7 - 244) والكرمل هواسم الجبل الذي بني عليه الحصن.
ومن القلاع التي اشتهرت في الحروب الصليبية قلعة (كوكب) وهي على الجبل المطل على مدينة طبرية. ويقول ياقوت أنها حصينة رصينة تشرف على الأردن افتتحها صلاح الدين فيما افتتحه من البلاد ثم خربت بعد ذلك.
وقد جاء ذكرها في الأنس الجليل (1 - 316) وقال إن السلطان صلاح الدين حاصرها سنة 584هـ وقاتل أهلها أشد حصار وهدم غالب بنائها وملكها وعرض القلعة على جماعته فلم يقبلوها فولاها تايماز النجمي على كره منه.
أما المواقع فاشهرها أجنادين وحطين، وقد ذكرهما ياقوت فقال عن الأولى (أجنادَين) وقد تكسر الدال وتفتح النون بلفظ الجمع، وأكثر أصحاب الحديث يقولون أنه بلفظ التثنية، ومن المحصلين من يقوله بلفظ الجمع، وهو موضع معروف بالشام من نواحي فلسطين. وفي كتابأبي حذيفة العبدري أن أجنادين من الرملة من كوره بيت جبرين كانت به وقعة بين المسلمين والروم المشهورة. . . وقالت العلماء بأخبار الفتوح شهد يوم أجنادين مائة ألف من الروم سرب هرقل أكثرهم وتجمع الباقي من النواحي وهرقل يومئذ بحمص فقاتلوا المسلمين قتالاً شديداً ثم هزموا وتفرقوا وقتل المسلمين منها خلقاً واستشهد من المسلمين عبد الله أبن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بنعبد مناف وعكرمة أبنأبيجهل والحارث أبن هشام. وأبلى خالد أبن الوليد يومئذ بلاء مشهوراً وانتهى خبر الواقعة إلى هرقل فهرب من حمص إلى إنطاكية وكانت سنة ثلاث عشرة قبل وفاةأبيبكر بنحو شهر فقال زياد ابن حنظله:
ونحن تركنا أرطئون مطرداً ... إلى المسجد الأقصى وفيه حسور
عشية أجنادين لما تتابعوا ... وقامت عليهم بالعراء نسور
عطفنا له تحت العجاج بطعنة ... لها نشج نائي الشهيق غزير
فطمنا به الروم العريضة بعده ... عن الشام أدنى ما هناك شطير
فولت جموع الروم تتبع إثره ... تكاد من الذعر الشديد تطير
رغودر صرعى في المكر كثيرة ... وعاد إليه الفل وهو حسير
وقال كثير بن عبد الرحمن:
إلى خير أحياء البرية كلها ... لذي رُحُم أو خلة متأسن
له عهد ود لم يكدر بريبة ... وقوال معروف حديث ومزمن
وليس أمرؤ من لم ينل ذاك كامرئ ... بدا نصحه فاستوجب الرفد محسن
فإن لم تكن بالشام دهري مقيمة ... فإن بأجنادين كني ومسكني
منازل صدق لم تغير رسومها ... وأخرى بميافارقين فموزن
(معجم البلدان ج1 126).
وأما (حطين) فكانت فيها الموقعة الفاصلة بين صلاح الدين والإفرنج سنة (583هـ) وهي قرية بين طبرية وعكا، بالقرب منها قرية يقال خيارة، وذكر الحافظان أن حطين بين أرسوف وقيسارية، وهو غير الذي عند طبرية وإلا فهو غلط منهما.
ونسب الحافظان إليها أبا محمد هياج الحطيني الزاهد نزيل مكة سمع من كثيرين منهم أبا أحمد القيسراني. وسمع منه جماعة من الحفاظ منهم محمد بن طاهر المقدس وأبو القاسم هبة الله الشيرازي كما نسب إليها جعفر محمد بن أبيعلي الحطيني وغيرهم وكان زاهداً فقيهاً مدرساً يفطر كل ثلاثة أيام ويعتمر كل يوم ثلاث عُمر، ويلقي على المستقيدين عدة دروس، ولم يدخر شيئاً. وكان يزور رسول الله كل سنة حافياً، ويزور ابن عباس بالطائف، واستشهد في مكة في وقع وقعت بين أهل السنة والشيعة، فحمله أميرها محمد بنأبيهاشم فضربه ضرباً شديداً على كبر السن ثم حمل إلى منزله فعاش بعد الضرب أياماً ثم مات سنة (472هـ) (معجم البلدان 3 - 298). (وشذرات الذهب 3 - 342) وقد وصف لنا ياقوت بعض مواقع فلسطين منها النواقير، والغور، والجعارة. أما النواقير وهي معروفة الآنبالناقورة ففرجة في جبل بين عكة وصور على ساحل بحر الشام. قيل إن الإسكندر أراد السير على طريق الساحل إلى مصر ومنها إلى العراق فقيل له ن هذا الجبل يحول بينك وبين الساحل فنقر ذلك الجبل وأصلح الطريق فيه فلذلك سمي بالنواقير. (معجم البلدان 8 - 420) وقال عن الغور أنه منخفض عنأرضدمشق والبيت المقدس وفيه نهر الأردن وبلاد وقرى كثيرة وعلى طرفه طبرية وبحيرتحا ومنها مأخذ مياهها. وأشهر بلاده بيسان بعد طبرية وهو وخيم شديد الحر، غير طيب الماء، وأكثر ما يزرع فيه قصب السكر. ومن قراه أريحا، وفي طرفه الغربي (الجنوبي) البحرية المنتنة وفي طرفه الشرقي (الشمالي) بحيرة طبرية (معجم البلدان 6 - 312).
ويصف لنا ياقوت الريف الفلسطيني بين رفح وغزة فيقول إن بينهما ثمانية عشر ميلاً. وعلى ثلاثة من رفح من جنب غزة شجر جميز مصطف من جانبي الطريق عن اليمين والشمال نحو ألف شجرة متصلة أغصان بعضها ببعض مسيرة نحو ميلين، وهناك منقطع رمل الجفار ويقع المسافرون في الجلَد. وما زال المسافر بين غزة وخان يونس يرى أشجار الجميز الباسقة هذه.
أما الجفار وهي ما يعرف بالنجب الآن (أو قضاء بئر السبع بالاصطلاح الإداري) فهي بين فلسطين ومصر أولها رفح من جهة الشام وآخرها الخشبي متصلة برمال تيه بني إسرائيل وكلها رمال سائلة بيض في غربيها منعطف نحو الشام بحر الشام وفي شرقيها منعطف نحو الجنوب بحر القلزم (البحر الحمر) وسميت الجفار لكثرة الجفار بأرضها ولا شرب لسكانها إلا منها رأيتها مراراً. ويزعمون أنها كانت كورة جليلة في أيام الفراعنة إلى المائة الرابعة من الهجرة، فيها قرى ومزارع، أما الآنففيها نخل كثير ورطب طيب جيد وهو ملك لقوم متفرقين في قرى مصر يأتونه في أيام لقاحه فيلقحونه، وأيام إدراكه فيجتنوه، وينزلون بينه بأهليهم في بيوت من سعف النخل والحلفاء. وفي الجادة السابلة إلى مصر عدة مواضع عامرة يسكنها قوم من السوقة للمعيشة على القوافل وهي (رفح والقس والزعفا والعريش والواردة وقطية) في كل موضع من هذه المواضع عدة دكاكين يشتري منها كل ما يحتاج المسافر إليه. . .
قال أبو الحسن المهلبي في كتابه الذي ألفه للعزيز وكان موته سنة (386هـ) وأعيان مدن الجفار العريش ورفح والواردة، والنخل في جميع الجفار كثير وكذلك الكروم وشجر الرمان، وأهلها بادية متحضرون ولجميعهم في ظواهر مدنهم أجنة وأملاك وأخصاص فيها كثير منهم، يزرعون في الرمل زرعاً ضعيفاً يؤدون فيه العشر، وكذلك يؤخذ من ثمارهم.
ويقطع في وقت السنة إلى بلدهم من بحر الروم طير من السلوى يسمونه المُرغ (الفر) يصيدون منه ما شاء الله يأكلونه طرياً ويقتنونه مملوحاً. ويقطع أيضاً إليهم من بلد الروم على البحر في وقت من السنة جارح كثير فيصيدون منه الشواهين والصقور والبواشق، وقلما يقدرون على البازي. وليس لصقورهم وشواهينهم من الفراهةما لبواشقهم. . .
وليس يحتاجون لكثرة أجنتهم إلى الحراس لأنه لا يقدر أحد منهم أن يعدو على أحد، لأن الرجل منهم إذا أنكر شيئاً من حال جنانه نظر إلى الوطء في الرمل، ثم قفا ذلك مسيرة يوم ويومين حتى يلحق من سرقه. وذكر بعضهم أنهم يعرفون أثر وطء الشباب من الشيخ والأبيض من الأسود والمرأة من الرجل والعاتق من الثيب؛ فإن كان هذا حقاً فهو من أعجب العجائب. (معجم البلدان 3 - 113).
أحمد سامح الخالدي