مجلة الرسالة/العدد 853/من شجرة الدر
→ رائية أبي فراس في الشعر المعاصر | مجلة الرسالة - العدد 853 من شجرة الدر [[مؤلف:|]] |
هل تستطيع روسيا غزو العالم؟ ← |
بتاريخ: 07 - 11 - 1949 |
2 - من شجرة الدر
لحضرة صاحب السعادة عزيز أباظة باشا
المشهد السابع:
الملكة، أيبك، أقطاي، بيربس، قلاوون. يدخل سنجر.
سنجر: هذا أبن مطروح
الملكة: أجاءَ؟
سنجر: أجل
الملكة: فأد
خله ورحب بالوزير الشاعر
قد عاد آخر رسْلنا ولعلنا ... نُهدَى بأنباءِ الرسول الآخر
(يدخل جمال الدين بن مطروح)
الملكة مستمرة: خيراً جمال الدين
ابن مطروح: خيرٌ لم يزل ... يندَى على الستر الرفيع الطاهر
الملكة: ماذا وراكَ؟
ابن مطروح: تركت ألأمَ عصبة ... فكأنما خُلقوا بغير ضمائر
الملكة: صفْ ما رأيت وقائعاً ومشاهدا ... وانقل لنا - لا تقتضب - ما قيلا
ابن مطروح: أبلغة أنباء التمرد
الملكة: ساقها
أخواك قبلك
ابن مطروح: فأسمعي التفصيلا
لم يكفهم عصيانهم ومروقهم ... بل أوسعوا أنصارنا قتيلا
(الملكة في غضب)
أتعرضوا للصالحية؟
أبن مطروح: من نجوا ... منهم تواروا في البلاد فلولا
أخذوهم والليل ضارب ستره ... في غِرة أخذا هناك وبي الملكة: شرفا شيوخ الصالحية مصر لن=تنسى لكم ذاك الدم المطلولا
من مات في شرف الجهاد فإنهُ ... حيٌ، وأودى من يعيش ذليلا
(أقطاي في تحمس)
يا ملْكة الوادي جيوشك دوَّخت ... تلك البلاد وأهلها فتكلمي
في كلَّ موضع حافرٍ من أرضهم ... أثرٌ لخيلك بالفوارس ترتمي
الملكة: صبراً أمير الجند، إن لم تُحسم أل_أحداثُ بالحسنى إذن فتقدِم
إيه جمالَ الدين فارجع للذي ... تروي
ابن مطروح: نفضتُ لك الخطير
الملكة: فأتمم
ابن مطروح: خلفتهم عزموا على اُلجلى
الملكة: فها
ت الرأي
أقطاي: استبقي الحوادث واعزمي
ابن مطروح: وتركتهم قد أجمعوا أن يبعثوا ... وفداً بشكواهم إلى المستعصم
الملكة: أإلى الخليفة يُهرعون؟!
أبن مطروح: أجل
أيبك: فما
يبغون؟
الملكة: يبغون اعتزاليَ فاعلم
أيبك: كيف السبيل! ومصر حولك تفتدى=وتذود عن أستار عرشك بالدم
هذى بلادٌ نحن سادتها
الملكة: أصطنع
صبراً ولا يعجل لسانك تندم
(تبدو الملكة وكأنها عادت فتمالكت جأشها)
لو أنهم قصدوا الخليفة وحده ... قلنا - وإن لم ينصفوا - لم يسرفوا لكنهم ركنوا إلى أعدائنا ... مستنصرين بهم ولم يتعففوا
(دهشة وتهامس من الجميع)
بيبرس: مولاتنا!
أيبك: أنعى الذي قلت
الملكة: اهدأوا
هذا اليسير النزر مما نعرفُ
أيبك: هل حالفوا أعدائنا؟
الملكة: بل أوفدوا
شعراءهم فتوددوا وتلطفوا
أيبك: مولاتنا، إن صح ذاك فإنه=عارٌ يجللهم فلا يتحرَّفُ
الملكة: إن كنت في شك فهذى كتْبهم=بالمخزيات وبالخيانة ترعفُ
وعدوا الفرنجة بعضَ مصرَ فقل لهم ... الله مانع مصر مهما ترجفوا
(تخرج مكتوبين من صدرها وتطلع عليهما رجالها)
أيبك: أفتأذنين؟
الملكة: أجل
أيبك: فكيف استطعت أن
تصلي لهذي الكْتب؛ هل نبأتني؟
(الملكة بعد فترة صمت)
أفضت إلينا مر غريت مليكة ال ... أفرنج بالأنباء، قلت فبرهني
لم يُرضها أني شككت فأسْرعت ... وسعت إلينا بالدليل البين
فإذا يكتبهم وتوقيعاتهم
أيبك: يا لَلخيانة والصَّغار الممعن!
الملكة: لم تسألوني لم خُصِصتُ بذلك السر الخطير أمراؤهم كتبوا لأخوة زوجها الملك الأسير قالوا لهم حتَّام صبركمو على ذلَّ الدهور لن تنقذوا الشرف الرفيع بغير جيشكمو المغي فثبوا على مصرتهن، وتذلَّ في الأمد القصير قالوا وهل تقوي النساء على مصاولة الذكوِر
أيبك: أكذا؟
الملكة: أجل فأسمع فلم تعلم سوى النزر اليسير وعدوّهم وجنداً يؤازرهم مؤازرةَ الظهير من أجل ذاك رأيت يا أقطايُ إطلاق الأسير سيرون بأس الغانيات وبأس ربات الخدور
ابن مطروح: أعداؤنا كثرٌ
أيبك: أمنا مكرهم=إن لم نبت بضغائن وحقود
لو قد بقينا جبهة مصرية ... لم تخش عادية الخطوب السود
أقسمتُ (بالمنصورة) العظمى التي ... شهدت مجالي نصرك المشهود
وبكل شبر من ثراها خالد ... بدماء علجٍ أو دماء شهيد
أقسمت لن تُجتاح مصرُ وأنتِ من ... أبطالها في شكة وجنود
(الملكة مخاطبة الموجودين)
سيجيئكم أمري
بيبرس: أتأذن ربة ال - تاج السنىَّ
الملكة: أذنت
بيربس: عز مكانها
الملكة: يا قوم ضبط النفس أكرم خلة=ونجاح كل سياسة كتمانها
عزيز أباظة