الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 847/فن الخطابة

مجلة الرسالة/العدد 847/فن الخطابة

مجلة الرسالة - العدد 847
فن الخطابة
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 26 - 09 - 1949


تأليف الأستاذ أحمد الحوفي

بقلم الأستاذ إبراهيم الجعفراوي

الأستاذ الحوفي ليس بمجهول لدى قراء الرسالة الغراء؛ فقد قدمه إليهم الأستاذ محمود الخفيف منذ بضع عشرة سنة - وكان يومئذ طالباً بدار العلوم - منوها بباكورة أبحاثه وحي التسبيب في شعر شوقي - ثم تخرج الأستاذ، وتوالت الأيام، وأخذت الرسالة تنشر له بعض الفصول عن شوقي.

وفن الخطابة الذي تقدمه اليوم، هو باكورة أيضاً لعمل الأستاذ الجديد في دار العلوم، والكتاب ثمرة جهد عظيم بذله الأستاذ رغم عمله المرهق، واشتغاله ببحث بعده للحصول على درجة جامعية.

وليس أدل على قيمة الكتاب مما سطره القلم البليغ - قلم الدكتور إبراهيم سلامة - في تقديم الكتاب: ويمكن أن أقول إن الكتاب أول في نوعه من بين المؤلفات الحديثة التي تعرضت للخطابة. . إلى أن يقول بعد أن تعرض لقارئ الاستفادة، وقارئ الاستزادة: وما ينتظره كل منهما من المؤلف.

على أن قارئ الاستفادة، وقارئ الاستزادة أمام كل مؤلف يحسب لقرانه وجودهم، كلاهما يريد أن يخرج بجديد، فالمستفيد من الفراء يعلم ما لا يعلم، ويضيف جديداً إلى ما يعلم، ويمحو خطأ مما علم؛ ليحل الصواب محله بعد القراءة. والمستزيد يعرف في سهولة ما سبق أن عرفه في جهد؛ لأن المؤلف عرض له ما يعرف عرضاً فنياً فيه - زيادة - على المعرفة - الإيحاء، باستزادة، والانتفاع باللذة العلمية، فلذة المستفيد المعروفة المحضة، ولذة المستزيد في أن يلمح إلى جانب المعرفة الحياة، وحركات الأفكار؛ لأن المؤلف فناً في العرض وفناً في الأسلوب، وفناً من دقة البحث، وفنوناً من الإثارة والإغراء تدفعه إلى أن يقرأ ما يعلم، ويستلذ ما سبق له أن عرفه.

هذا سر المؤلفين الناجحين، وهنا سر النجاح في التأليف لمن يكتبون في موضوع سبق البحث فيه. والأستاذ أحمد الحوفي قد كشف عن كثير من عناصر هذا السر.

وقارئ الكتاب يدهش لهذه المادة الغزيرة، والإحاطة بكل أطراف الموضوع، فهو مقدم بكلمة عن تعريف الخطابة، يليها فضل عن الخطيب، تحدث فيه عن الاستعداد الطبيعي. والوقفة والإشارة، واللسن، والعلاقة بين الخطيب والشاعر والممثل، وأتبع ذلك بفصل ضاف عن نشأة الخطابة ورقيها، وآخر عن نفسية الجماعة وملك الخطيب نحوها، ثم تعرض لأنواع الخطب، وناقش التقاسيم المختلفة، وأسهب في الكلام عن الخطب السياسية والفضائية والحربية والحفلية، والدينية. يلي ذلك فصل عن الأسلوب الخطابي وخصائصه، استهله بالكلام على مذهبي الأسلوب والمعنى. والمقارنة بين أسلوب الخطبة، وأسلوب المقالة، ثم أعقب ذلك بفصل عن الارتجال والإعداد، ومزايا كل وعيوبه ومواضعه.

وختم المؤلف كتابه بفصل عن الخطابة في تصور الأمم: عند اليونان والرومان والعرب والمحدثين.

هذا عرض سريع لفصول الكتاب القيمة أردت منه أن يتعرف القارئ الكريم على مادة الكتاب، وكيف يسير المؤلف في بحثه متعمقاً مستقصياً مما يدل على أنه قد رجع إلى كثير من المراجع.

ولعلي أرجع قريباً إلى هذا الكتاب، فأتحدث عن بعض فصوله بالتفصيل والنقد.

إبراهيم الجعفراوي

دبلوم معهد التربية العالي

مدرس بمدرسة الجيزة الابتدائية للبنات