مجلة الرسالة/العدد 842/البريد الأدبي
→ رسالة النقد | مجلة الرسالة - العدد 842 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 22 - 08 - 1949 |
ابن زنبل الرمال:
تحت يدي نسخة من كتاب له تحت اسم:
(كتاب تاريخ السلطان سليم خان بن السلطان بايزيد خان مع قانصوه الغوري سلطان مصر وأعمالها) تأليف الشيخ أحمد بن زنبل الرمال المحلي رضي الله تعالى عنه على التمام والكمال والحمد لله على كل حال وبه نستعين. وفيه نهايته.
(تم طبع هذا الكتاب في أوائل شهر ربيع الآخر سنة 1278)
ولم أعثر على ترجمة لابن زنبل في الكواكب السائرة ولا في شذرات الذهب، وإنما وجدت في كتاب تاريخ آداب اللغة العربية للمرحوم جرجي زيدان بك أنه توفى بعيد 960
وهو أحمد بن أبي الحسن بن أحمد نور الدين المحلي الشافعي بن زنبل الرمال كان ضمن موظفي نظارة الجيش إلى سنة 960.
(لا أعتقد بأن نظارة الجيش استمرت إلى هذا العهد) وكان يتعاطى ضرب الرمل والنجامة. ولم يذكر جرجي زيدان من أين استقى هذه المعلومات وعرض لمؤلفاته وهي:
1 - فتح مصر: أو أخذها من الجراكسة على يد السلطان سليم من غلبة قانصوه الغوري 921إلى فتح مصر 922منه نسخ خطية في المكتبة الخديوية في 218صفحة وطبع في مصر على الحجر سنة 1287 (وصحتها1278 هـ) وعبارته ركيكة ومنه نسخ في فيينا ولندن وباريس. ومن هذا الكتاب نسخة مختصرة أسمها (واقعات السلطان سليم خان والجراكسة في فيينا). وعليه ذيل إلى وفاة السلطان سليم سنة1926. وذيل آخر ينتهي إلى فتح رودس ومالطة كلاهما في غوطا.
وسيرة السلطان سليم والجراكسة وما جرى بينه وبين قانصوه الغوري، يشبه في موضوعه وأسلوبه الكتاب المتقدم، نسخة منه في المكتبة الخديوية256 صفحة.
2 - تحفة الملوك والرغائب في أكسفورد.
3 - المقالات في حل المشكلات في السحر والرمل.
القانون في دنيا النجامة. منه قطعة في برلين)
انتهى كلام المرحوم جرجي زيدان بك.
وقد اشتهر في هذا العصر سنبل مقدم المماليك. وقد تتبعت تاريخه فإنتهيت به إلى ترحيله ضمن أعيان المصريين الذين سافروا إلى استانبول سنة 923، ثم انقطعت أخباره. ولا أجزم للآن بأن هذا كتب تاريخياً؛ ولكني أشير بطبع إحدى النسخ الخطية المطولة وأرى ألا تهمل الأشعار والملاحم فإنها تمثل حقيقة مشاعر الشعب المصري أيام الفتح العثماني. وقد يكون بعضها زاد عليه الرواة من عندهم.
أحمد رمزي
1 - أعداد من الرسالة خاصة بالأقطار العربية:
في عام سنة 1361هـ أصدرت مجلة (الرسالة) الغراء أعداداً خاصة بالأقطار العربية الشقيقة ساهم في تحريرها نخبة من كبار الأدباء فيها، وكان لصدورها في ذلك الوقت الذي لم تولد فيه (الجامعة العربية) ولم يكن فيه للعرب التضامن الذي يكفل لهم الحرية والسيادة؛ صدى ذو نتائج طيبة في الأوساط الأدبية والسياسية. كما كان له أكبر الأثر في التعريف بالأدب العربي المعاصر على اختلاف أنواعه في شتى أقطاره.
ولكم وددت - والله - لو سارت (الرسالة) على هذا النهج مرة في كل عام؛ مسجلة بعملها هذا، التطور الذي يمر عليه الأدب العربي الحديث في كل قطر من أقطاره الشقيقة - غير الرسالة - مجلة تستطيع القيام بهذا العمل الجليل: ذلك لأن للرسالة كتابها اللذين - إذا ما ذكر كتاب العرب - كانوا في مقدمة من يذكرون. هذه كلمة أرجو أن يكون لها صدى طيب لدى أستاذنا عميد الرسالة.
2 - نسبة بيت:
أورد الأستاذ الكبير راجي الراعي في مقاله عن (المتنبي) المنشور في العدد (837) من الرسالة الغراء: هذا البيت ونسبه لأبي الطيب:
لي النفوس وللطير اللحوم ولل ... ==وحش العظام وللخيالة السلب!
والبيت - كما أعرف لعنترة العبسي من قصيدته التي يتوعد بها النعمان بن المنذر ومطلعها:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ... ولا ينال العلى من طبعه الغضب وبهذه المناسبة أكرر للأستاذ الراعي شكري وتحياتي راجيا منه أن لا يضن على قراء الرسالة - المعجبين بأدبه - بما لديه من قصائد رائعة، وبحوث قيمة.
محمد عامر الرميح
المدينة المنورة - 3. ع. الرميح
1 - مباع ومباعة:
جاء في (لغة الجرائد) بعد الكلام على الأفعال التي يزيدون الهمزة في أولها خطأ. . . ويقولون سلعة مباعة
وهذه التخطئة خطأ فقد جاء في المخصص ج14ص227 - 229في الكلام على باب (فعلت وأفعلت) بمعنى واحد ما نصه باع الرجل متاعه بيعاً وأباعه بمعنى، قال النحويون أباعه عرضه للبيع والمعنيان متقاربان وأنشد ابن السكيت.
فرضيت (آلاء) الكميت فمن يُبِعْ ... فرساً فليس جوادنا بمباع
آلاؤه نعمه، وهذه رواية أبي إسحاق، وروى غيره (أفلاء) الكميت جمع فلوه.
وجاء في المصباح: باعه يبيعه بيعاً ومبيعاً فهو بائع وبيع وأباعه بالألف، لغة قاله ابن القطاع اهـ.
أي في كتاب الأفعال والمصريون يستخفون استعمال مباع ومباعاة، ولكن لا يستعملون الفعل الرباعي أباعه أصلاً.
2 - أبحاث:
أنكر أحد الكتاب جمع بحث على أبحاث في مجلة الرسالة الغراء، وهذا ليس بصحيح فقد جاء في (معيار اللغة) ما نصه:
بحث عن الأمر بحثاً كنفع فتش وتفحص واستقصى. . ثم استعمل المصدر (البحث) اسماً (للبحوث) وجمع على أبحاث كبعض وأبعاض اهـ.
ولم يجمعه على بحوث مع أنه الجمع القياسي المشهور وبجعله اسماً ساغ جمعه لأن المصدر لا يجمع لأنه يصدق على القليل والكثير وللصرفيين في جمع (فعل) المفتوح الفاء على (أفعال) كلام شاذ، لا مستند له لنا فإنه المأثور عن العرب من منظوم ومنثور وإني أستطيع أن اذكر للقراء مئات من الجموع كبحث وأبحاث وقد لاحظت أن كل اسم ثلاثي مفتوح الأول وثانيه واو يطرد جمعه على (أفعال) مثل ثوب وأثواب. أثوار. أحواض. أحوال. أدوار. أذواق. أزواج. أشواط. أشواق. أشواك. أطواد. أطوار. أطواق. أفواج. أقواس. أقوال. أقوام. أكوام. ألواح. ألوان. أمواج. أنواء. أنوار. أنواع. أنوال. أهوال وهكذا.
وجمع هذا شأنه يجب أن يكون قياساً، ومن المضحك المبكي أن ننتظر من العرب أن يوردوا لنا كل شئ وإنما:
نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثلما فعلوا
علي حسن هلالي
بالمجمع اللغوي
تصويب (أبحاث):
كتب الأستاذ رياض عباس كلمة في بريد الرسالة الأدبي عدد (837) تحت عنوان (من صميم العربية) جاء من عناصرها قوله: إن من الأخطاء الشائعة على ألسنة الكتاب جمع بحث على أبحاث ثم قال: وهو خطأ لا يجيزه القياس، وكتب اللغة لم تذكره. اللهم إلا (أقرب الموارد). ثم سأل الكاتب الفاضل عن مصدر صحة هذا الجمع الذي استقى منه صاحب أقرب الموارد.
وإجابة عن هذا السؤال أذكر له قاعدة النحاة الكوفيين العامة، ومنهجهم في القياس على المسموع من كلام العرب. وهي تتلخص في جواز القياس على ما ثبت ورود نوعه عن العرب ولو كان هذا الوارد قليلا. بينما يتزمت النحاة البصريون ويتشددون في أمر القياس، فلا يقيسون إلا على المسموع الكثير: سواء في ذلك التراكيب والمفردات.
وقد ثبت أن العرب جمعت وزن (فعل) المفتوح الفاء الساكن العين الصحيحها على (أفعال).
من ذلك حمل وأحمال، فرخ وأفراخ، وزند وأزناد. قال تعالى: (وأولات الأحمال). قال الحطيئة: ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر؟
وقال الأعشى:
وُجدت إذا أصلحوا خيرَهم ... وزندك أثقب أزنادها
يرى البصريون أن هذه الجموع ونحوها مما شذ عن القياس فهي من النادر الذي لا يجوز القياس عليه. فأبحاث ونحوه جمع خطأ؛ لأن العرب لم تنطق به بذاته.
ويرى الكوفيون احترام المسموع ولو كان قليلاً. فأبحاث ونحوه عندهم جمع صحيح لا غبار عليه؛ لأن العرب نطقوا بنوعه وإن كان قليلاً.
وبعد فلعل هذا الرأي هو المصدر الذي استقى منه أقرب الموارد ما أورده. وأكبر الظن أنه ليس له مصدر سوى هذا
أما ترجيح أحد الرأيين على الآخر فالذي أميل إليه في هذا النزاع بذاته رأي الكوفيين؛ إذ قد ورد في اللغة الفصحى مع ما ذكرت أولا: أفراد وآلاف وآراء. وفي هذا قلب مكاني وأنجاد وأنهار وأنحاء. وكثر هذا الجمع في واوي الفاء ومضعف اللام. مثل: أوقاف وأوقات وأوصاف وأوكار وأوعار وأوغاد؛ وبمثل: أجداد وأعمال وأبرار وأفذاذ. وربما كان في اللغة وغيرها. وهي طائفة صالحة للقياس عليها. وهذا يدل على أن العرب طردوا هذا الوزن (أفعال) في جميع أوزان الاسم الثلاثي المجرد العشرة بلا قيد ولا شرط. نعم إنهم لم يكثروا منه في جمع المفرد المفتوح الفاء الساكن العين الصحيحها. ولكن هذا لا يمنع من القياس على ما سمع منه كما ذهب إليه نحاة الكوفة. وبهذا ظهر أن قول الأستاذ رياض: (وهو خطأ لا يجيزه قياس) إن أراد قياس البصريين فمسلم، وإن أراد قياس الكوفيين فلا. كما عرفت، وأن مصدر (أقرب الموارد) اللغوي هو الاعتماد على هذا القياس، لأن كتب اللغة في الغالب لا تذكر الجموع القياسية اتكالا على معرفة القواعد. فهذا جواب السائل المفضال. (وفوق كل ذي علم عليم).
عبد الحميد عنتر
الأستاذ بكلية اللغة العربية
الاعتبار بالحرفة! يرى الأستاذ محمد منصور خضر أن (الاعتبار بالحرقة) في كلام الجنيد خطأ وأن صحته (الاعتبار بالحرفة) بمعنى المهنة أو الصنعة لأن التصوف الحق هو العمل والعمل عندهم هو الحياة.
وأرى أن (الاعتبار بالحرقة) هو الصحيح هنا ومعناه الحب والتشوق الذي يشغل الإنسان عن ما سوى الله ويزداد حرقة وحرارة بازدياد القرب ومعنى قول الجنيد أنه ليس الاعتبار بالظاهر من اتخاذ الشارات ولبس الصوف وأكل الخشن وإنما الاعتبار بالباطن وما وقر في الصدور من الإخلاص والصدق والحب والمراقبة. . . والمواجيد الأخرى.
ومن ناحية سلبية يمكن القول أن التجرد عند الصوفية أسمى من التعلق بالأسباب ولكن الصوفي قد لا يتأتى له من الاجتهاد ورفع الهمة حتى يتحقق بالتجرد فيأخذ بالأسباب ويدعو السالكين في بدء دخولهم في الإرادة إلى ذلك. فرفع الهمة والأخذ بالأسباب معا في نفس الصوفي يجني تزايد هذا من تناقص ذا. ولكن غاية الصوفي التجرد ورفع الهمة حتى قال أحدهم (من تزوج أو تحدث أو سافر في طلب المعاش فقد ركن إلى الدنيا) وشاور أحد المريدين الخواص في أن يعتزل الناس ويعتكف في المسجد فقال (إن كنت على إيمان إبراهيم الخليل فاعتكف) وفي حكم ابن عطاء الله (إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط عن الهمة العلية).
فالاعتبار بالحرفة أمر لا يتفق وروح الصوفي الذي ينزع إلى الخروج إلى الله والتجرد من الأسباب والتحرر من رق الآثار والأكوان.
أحمد الكاشف
ليسانس في التاريخ