مجلة الرسالة/العدد 839/البريد الأدبي
→ الأدب والفن في أسبوع | مجلة الرسالة - العدد 839 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
نماذج من عناية المستشرقين بالمخطوطات العربية ← |
بتاريخ: 01 - 08 - 1949 |
الضمير الأدبي. . . وأين يوجد؟!
اعتادت الرسالة الزاهرة أن تقدم لقرائها في سائر أقطار العالم أنضج الثمرات الأدبية وأشهاها لمختلف أدباء العربية من نثر وشعر وفن وعلم ونقد. . وكانت رسالة النقد في (الرسالة) أسمى الرسالات حيث يوضع المؤلف على بساط الفن والبحث ويحمل المبضع ناقد نزيه لا هم له إلا الحرص على المستوى الأدبي والحقيقة العلمية وتميز القول، وتلك رسالة النقد الجليلة. ولكن الأستاذ أنور المعداوي كاتب (التعقيبات) بعد أن سطع نجمه في النقد البريء شط به الهوى فنسى قلمه ونسى ضميره حين كتب في العدد (835) من الرسالة قوله (ولقد كنت أود أن أفي بهذا الوعد لولا رغبة كريمة من صديقين عزيزين بأن أكف يدي وأقبض قلمي تحقيقاً لغاية نبيلة هي إعادة الصفاء إلى النفوس. (إلى هنا وأتسأل في حيرة وتردد أين الضمير الأدبي؟! وأين الحقيقة العلمية السامية التي من أجلها خلق النقد؟ أحب أن أسأل الأستاذ المعداوي ما معنى إعادة الصفاء إلى النفوس؟! وما معنى الاستجابة للصديقين وترك الحقيقية الأدبية تنتحب وتلفظ أنفاسها الأخيرة بين يدي الصداقة. . .! ويعلم الله كم كنت مبتهجاً لجرأة هذا الأديب حين تناول بعض الأدباء بالنقد النزيه في إحدى تعقيباتها وكتب (وأنا حين أكتب أنسى المجاملة والصداقة وأتوخى الحقيقية العلمية والأدبية ما استطعت إلى ذلك سبيلا). ولا شك أن هذا الكلام جدير بالتقدير والإعجاب أسطره للأستاذ المعداوي بكل غبطة وسرور. ولع الأستاذ المعداوي يذكر قول القائل (إذا كنت حريصاً على الصداقة فكن على الحق أكثر حرصاً). ولعله يجيب على كلمتي هذه في تعقيباته ليستأنس به الضمير الأدبي ضمير النقد النزيه الذي تعودناه منه. . . وإني أناشد الأستاذ الكبير عميد الرسالة باسم الأدب والحق نشر كلمتي هذه في (الرسالة) الغراء منبر الحق. وللأستاذ المعداوي تحيات المؤمل المنتظر.
سلمان البغدادي
ليسانس آداب
رد على الهجوم: قرأت في العدد 836 من الرسالة الغراء كلمة للأستاذ كامل محمود حبيب أوجز الرد عليها في السطور التالية: أولاً: يقول إن قصة (مادلين) نشرت من قبل بالبلاغ بدون توقيع. . . وأقول إن التوقيع سقط عند الطبع، ويستطيع السيد أن يسأل الأستاذ إبراهيم نوار بالبلاغ! ثانياً: يريد مني أن أثبت له أن القصة لي. . . وأقول إني أتحدى أن يثبت أي كاتب هذا الشيء بالنسبة لقصة نشرها بإحدى الصحف! أما الأدلة التي أملكها فهي. . . أولاً شهادة والدي الشيخ وأشقائي، وذلك أن أخي الثالث هو بطل القصة، ولأن القصة لا فضل لي فيها غير وضعها في الحروف!. . ثانياً شهادة صديق من الأدباء. . . ثالثاً شهادة (الثلاث أخوات السوريات) وشهادة شقيق (مادلين) وهو طبيب بالقاهرة. . فهل يريد سيدي أن أحمل إليه كل هؤلاء في (تاكسي) ليشهدوا لي؟. . . لقد اضطررت مرة للهرب من القاهرة بسبب قصة لي، هربت من (النبابيت)، فهل يرضى السيد أن أفعلها ثانية؟ ثالثاً: يأخذ على نشر القصة بالرسالة بعد نشرتها بالبلاغ. . وأقول: أين كنت يوم نشر غيري من الأدباء قصائدهم في عد من المجلات في وقت واحد. . . لا أريد بهذا كبار الأدباء بالطبع لأن المسألة هنا فيها نظر؟!. . . نشرت (مادلين) بالرسالة لأن البلاغ لا يخرج عن القاهرة والإسكندرية فيما أظن، بينما تذهب الرسالة إلى مشارق الأرض مغاربها! وإذا علم السيد إني لا أطلب للآن أجراً عما أكتب فهل يعود ليلومني على نشر قصة - سقط منها - للمرة الثانية؟ رابعاً: يشير إلى (سابقة) لي ويعني بها أسطورة (الديك الذهبي) لبوشكين. . هذه القصة بعث بها لرسالة منذ شهور. . . ثم حسبت أنها فقدت بالبريد، فعدت وأرسلتها للبلاغ. وشاء سوء الحظ أو حسنه أن تنشر بالرسالة في نفس الأسبوع! خامساً: يرى أن نشر قصة للمرة الثانية هو (فرار من الجهد، وضعف، وخواء) وأقول إني لا أجهد نفسي في كتابة القصص. . وإنما أتلقاها (جاهزة) من السماء أو الأرض وقد حاولت أن (أجهد) في كتابة بعض القصص فكانت النتيجة أن ضميري الفني أبى حتى الآن أن أرسلها لصحيفة ما! هذا يا سيدي. وحسبي الله ونعم الوكيل!
يوسف جبرا
بويضة وانسجام: جاء في (الأهرام) تحت عنوان (بعض أوهام الكتاب) أن تصغير بيضة على (بويضة) خطأ في اللغة، وانه من أوهام الكتاب، وأن الصواب: (بييضة) بيائين متعاقبين. كما جاء في مع هذا أن (بينهم انسجام) أي وفاق من أوهام الكتاب أيضاً! وأقول: إن تصغير بيضة على بويضة ليس بخطأ ولا هم، بل هو وارد ومسموع عن العرب الخل. وقد يدهش القارئ إذا علم أن كلمة (بويضة) تصغير بيضة هي مستند النحاة الكوفيين منذ أكثر من ألف سنة في تجويزهم في كل مصغر فيه ياءان متعاقبان أن تقلب الياء الأولى منهما واواً، فيقولون في تصغير شيخ شويخ، وفي بين بويت، وفي عين عوينة وهكذا. وذلك قياساً على ما سمعوه عن العرب. وهو (بويضة). نص على ذلك الأشموني على الألفية عند شرح قول ابن مالك: واردد لأصل ثانياً ليناً قلب. . . والعلامة السيوطي في كتابه همع الهوامع عند الكلام على التصغير بالجزء الثاني من هذا الكتاب. نعم وقد وقع تقصير في كتب المعاجم اللغوية، فلم تذكر ذلك، ولكن عدم الذكر لا يدل على عدم الوجود. وكم من مفردات لغوية تذكرها كتب المعاجم! أما (بينهم انسجام) فهو صحيح على ضرب من التجوز الذي لا حجر فيه في اللغة العربية متى وجدت العلاقة والقرينة المصححتان للاستعمال. وهذا من تشبيه توافق الناس وانتظامهم في مشاربهم بتوالي انسجام الدمع مع العين، أو الماء النازل من السماء على نمط واحد بدون اختلال. ومن هذا يعلم صحة قول الأطباء: بويضات جمع بويضة، ووجاهة قول من قال: هؤلاء بينهم أو ليس بينهم انسجام.
(كلية التربية)
عبد الحميد عنتر
1 - حول المؤرخ المصري أحمد بن زنبل الرمال وكتابه:
يذكر أنور زقلمه في كتابه المماليك في مصر أنه اعتمد على كتاب صغير وضعه رجل يدعى ابن زنبل الرمال. وللحقيقية والتاريخ أقول إنه ليس هناك ثمة مؤرخ عرف بهذا الاسم إلا المؤرخ المسلم أحمد بن علي بن أحمد المحل. ولقد ذكر الدكتور محمد مصطفى زيادة طرفاً من الحديث عن هذا المؤرخ في كتابه (المؤرخون في مصر في القرن الخامس عشر الميلادي القرن التاسع الهجري) في ص75، ص76. ويذكر الدكتور زيادة أن لابن زنبل كتاباً عنوانه (أخذ مصر من الجراكسة) وبالرجوع للكتب المخطوطة والمطبوعة بدار الكتب الملكية لم أجد لابن زنبل مؤلفاً بهذا العنوان. وإنما وجدت عدة كتب مختلفة العناوين تعالج موضوعاً واحداً هو فتح السلطان سليم لمصر وتقارب هذه الكتب في عباراتها بل وألفاظها. فمن عناوين هذه الكتب كتاب السلطان سليم العثماني مع السلطان قانصوه الغوري. ويسمى سيرة السلطان سليم خان والجراسكة وما جرى بينهم ومع قانصوه الغوري، وكذلك يسمى تاريخ ابن زنبل الرمال. وثمة كتاب آخر بعنوان آخر هو الواقعة بين السلطان سليم خان في فتوح مصر مع السلطان الغوري وطومان باي. ومن هذا نرى أنه ليس في دار الكتب الملكية نسخة تحمل عنوان (أخذ مصر من الجراكسة) لهذا آمل أن يحافظ الناشر على عنوان الكتاب وأن يجعله أقرب إلى أحد العناوين السابقة، بل إنني أرى أن خير عنوان للكتاب هو (الواقعة بين السلطان سليم خان في فتوح مصر. . . الخ هذا إذا لم يكن الناشر قد عثر على مخطوطات أخرى تحمله على أن يجعل عنوان الكتاب (أخذ مصر من الجراكسة). ونرجو من ناشر ومحقق الكتاب أن يضرب صفحاً عن هذه الأشعار الكثيرة التي وردت في النسخة المخطوطة رقم 44 تاريخ بدار الكتب الملكية لأن هذه الأشعار تفسد كثيراً رونق الحقائق التاريخية التي ذكرها المؤرخ المصري وتجعل الكتاب أقرب إلى الملاحم الشعرية الأدبية. كذلك على الناشر أن يلاحظ كثرة الأخطاء النحوية والإملائية التي تزخر بها النسخ المخطوطة من الكتاب بجانب اللغة العامية الفاشية في معظم صفحات الكتاب. حقاً إنها شاقة على الناشر والمحقق نأمل أن يوفق فيها فيخرج لنا سفراً هاماً في تاريخ مصر في أواخر عهد المماليك وبداية الحكم العثماني.
2 - الغَوري لا الغُوري:
وبمناسبة ذكر اسم الغوري أقول إن من الخطأ نطق الغوري بضم الغين وخاصة بعد أن حقق الدكتور عبد الوهاب عزام بك اسم الغوري في كتابه (مجالس السلطان الغوري) فذهب الدكتور عزام إلى أن الضبط الصحيح لهذا الاسم الغوري بفتح الغين لا ضمها. فهل لمدرسة تحفيظ القرآن الكريم التي اتخذت من ذلك البناء الأثري يطل على كل من شارعي الأزهر والغورية - ذلك البناء الذي فيه سبيل الغوري ومسجده على ما اعتقد، ومدفن طومان باي عل ما أرجح، هل لهذه المدرسة أن تبقى اسم الغوري مكتوباً خطأ بضم الغين وخاصة بعد أن ظهر الحق وبان؟ ارفعوا اليافطة واكتبوا اسم الغوري صحيحاً تخلدوا ذكر الغورى حقاً.
شفيق أحمد عبد الغفور
كلية الآداب - قسم التاريخ جامعة فؤاد الأول