مجلة الرسالة/العدد 819/البَريدُ الأدَبي
→ الكُتُب | مجلة الرسالة - العدد 819 البَريدُ الأدَبي [[مؤلف:|]] |
القَصَصُ ← |
بتاريخ: 14 - 03 - 1949 |
الرجل يخطب لا المرأة:
تنشر الصحف كل يوم أنباء الزواج، وربط عقدته والخطبة له في عبارات يأباها فصيح اللغة، وتنفر منها نخوة الرجولة فتقول مثلاً: - (تمت خطبة فلان للآنسة فلانة!) (بحفل بهيج تمت خطبة فلان بكريمة فلان!). (تمت خطبة فلان إلى الآنسة فلانة!) وغير ذلك مما يطول إيراد أمثاله.
ومما أثار عجبي إني قرأت يوماً في جريدة الأهرام هذا النبأ:
(في حفل عائلي تم زفاف الأستاذ أ. ح. ع المحامي وعضو مجلس بلدي. . . إلى الأستاذة ف. ح المحامية فبالرفاء. . .).
وهذا كله وأمثاله من الخطأ الذي لا يصح السكوت عليه، وذلك بأنهم يجعلون الأنثى هي التي تخطب الذكر أو يزف إليها العريس، والذكر هو الذي يُخطب أو يزف إلىالعروس. ولكن اللغة تقضي بأن يكون الذكر هو الذي يخطب أو تزف إليه العروس والأنثى هي التي تُخطب وتزف إلى عريسها.
وفي الأساس: خطب الخطيب خطبة حسنة، وخطب الخاطب خطبة. وكان يقوم الرجل في النادي في الجاهلية فيقول: خِطب. وفي المصباح وخطب المرأة إلى القوم، إذا طلب أن يتزوج منهم، واختطبها، والاسم الخِطبة، فهو خاطب وخطاب مبالغة وقال تعالى: (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء) وفي الحديث المتفق عليه (ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله، أو يأذن له الخاطب). وأما القِران فيقال: قرن الشيء بالشيء فاقترن به، وجعلوا من المجاز، هي قرينة فلان لامرأته.
هذا هو حكم اللغة، إلا إذا كانت الأمور قد انقلبت والمدنية قد تحكمت في اللغة كما تحكمت في غيرها فاستنوق الجمل واستتيست الشاة!!
محمود أبو ربه
حول الأدب الشعبي في الكويت:
بعث إليَّ أحد الأصدقاء يستنكر تسميتي للخليج الفارسي (بالخليج العربي_الفارسي سابقاً) في مقالي عن (الأدب الشعبي في الكويت) الذي نشر في الرسالة الغراء (العدد 813) مدلياً لي بأن جميع الكتب التي ذكر فيها اسم هذا الخليج دعي فيها بالفارسي وليس بالعربي كما أنه فارسي الصبغة. . . الخ.
وأحب أن أنبه هذا الصديق وأمثاله إلى أن هذا الخليج الذي تحده من الشرق بلاد فارس، ومن الغرب الكويت والبحرين والأحساء، ومن الشمال البصرة في العراق، ومن الجنوب عمان والربع الخالي وبلاد الغرب عربي الصبغة تماماً، وإن تسميته بالفارسي تسمية عتيقة بالية ويكفي أن تعلم أن السواحل العربية التي تطل على هذا الخليج أطول من السواحل الفارسية التي تطل عليه، كما لا ننسى أن تلك السواحل الفارسية نفسها التي تطل عليه تدعى (عربستان) فسواحله عربية ومياهه عربية خالصة وإن الأسطول التجاري العربي الكويتي الذي على طوله وعرضه ليدلك الدلالة الواضحة على عروبته كما أن الكويتيين والبحرانيين من أعمالهم الهامة صيد أو قطف اللؤلؤ من مياهه. والعرب الذين يقطنون السواحل العربية منْه كالكويت مثلاً قد اصطلحوا على تسميته بالخليج العربي ويعتزون بذلك، فلئن ذكرته الكتب العتيقة فارسياً فقد آن للجديد منها أن يطلق عليه هذا الاسم الحقيقي الطارف.
أحمد طه السنوسي
أسف واعتذار:
في تعقيبات العدد الماضي من (الرسالة) عند الكلام عن مسرحية (سليمان الحكيم) سقطت إحدى العبارات فاختل معها المعنى الذي كنت أقصد إليه. . ولعل القراء قد فطنوا إلى تلك الفجوة التي فصلت بين شقي التعبير حيث وقعوا على هذه الكلمات: (هناك جواب واحد لهذا السؤال، وهو أن الأستاذ الحكيم يغلب عليه الطابع الفكري في كثير من قصصه ومسرحياته. إنه يجري وراء المشكلات النفسية وهو في ذلك يخضع للجو الذي تسيطر عليه شخصيات أبطاله، هناك حيث تجد الصراع بين ذهن وذهن لا بين عاطفة وعاطفة). وصحتها: (هناك جواب واحد لهذا السؤال، وهو أن الأستاذ الحكيم يغلب عليه الطابع الفكري في كثير من قصصه ومسرحياته. إنه يجري وراء المشكلات الفكرية أكثر مما يجري وراء المشكلات النفسية وهو في ذلك يخضع للجو الذي تسيطر عليه شخصيات أبطاله. . الخ).
لهذا أسجل أسفي، أما الاعتذار فأتقدم به إلى القراء حيث ضاق النطاق عن تناول قصيدة الشاعر إيليا أبو ماضي بالعرض والتحليل كما وعدت. . فإلى العدد القادم إن شاء الله.
أنور المعداوي
بيت قلق:
في العدد (816) من الرسالة الغراء أطلعت على قصيدة للشاعر الأديب سعد دعبس بعنوان (في القاع يا رب) مطلعها:
حطمي الزورق يا ريح فقد طال ظلامي
وجرى الشك ورائي ومشى الوهم أمامي
وهي من الرمل المربع (فاعلاتن أربع مرات). ومنها هذا البيت القلق بالزيادة:
ربما ينعم بالفجر الأفاعي وأنا رهن الظلام
ولا أظن الخطأ من التطبيع فهو زيادة لا النقص، وتمام المعنى بالزيادة الزائدة!.
وبعد: فما - بكلمتي - قصدت التصويب، بل التعقيب بالشكر للشاعر الأديب الذي قام يهدي قصيدته إلى (روح الشاعر البائس (عبد الحميد الديب) وفاء وذكرى، في زمان قل فيه الوفاء والوفيون، ونضب الذكرى من ألسن الذاكرين. رحم الله الأديب، وجزى الله الأديب.
(الزيتون)
عدنان
مآخذ أربعة:
في عدد الرسالة الغراء رقم (813) قصيدة للشاعر الملهم زهير ميرزا بعنوان (شهرزاد) وهي قصيدة منورة ماتعة، وقد ازدانت كالعروس الحسناء برواء بديع لولا هذه المغامز: قال الشاعر:
1 - (كأسك الفن ومغناك أغاريد العصور). والمغنى مقصوراً واحد المغاني وهي المواضع التي كان بها أهلوها. وأغنيت عنك (مغنى) فلان و (مغناة) بضم الميم وفتحها فيهما: أي أجزأت عنك مُجزأه.
وما أظن الشاعر قصد كلا المغنيين إذ لا يكون المنزل أغاريد العصور بله أن يجزأ عنه مجزأه. وأظن الشاعر حسب (المغنى) من الغناء كما يقول بيرم التونسي على لسان أم كلثوم. المغنى حياة الروح يسمعها الحبيب تشفيه ولا وجه له.
2 - (ونداءك عشيق فاتر اللحظ الكسير).
والندامى جمع ندمان. ذكر الشاعر أولئك الندامى ولم يذكر منهم سوى ذلك العشيق، وكان الصواب أن يقول: ونديمك أوندمانك عشيق فاتر اللحظ الكسير أن يأتي بالمفرد دون الجمع.
3 - (ورواه الدهر فاستلقاه خفاقى وثارا).
واستلقى: على قفاه ولا معنى له هنا، والصواب أن يقول: وتلقَّاه خفاقى وثارا، أي استقبله. ومنه قوله تعالى (إذ تلقونه بألسنتكم) أي يأخذ بعض عن بعض.
4 - (يرقبك السمار حيرى والمساء).
والصواب أن يقول: يرقبك السمار حيارى بالضم والفتح جمع حيران. أما حيرى فهي للمفرد المؤنث.
وكنا نود أن نضرب صفحاً ونسبل ستراً على هذه المآخذ اللغوية لولا أن مكانة الشاعر الذي أتحف قراء (الأديب) بروائعه أعلى من هذه الهنات. وللشاعر شكري؛ إذ أن هذه الغميزة لا تحط من قيمة هذه (الشهرزادية الرنان).
يافا - فلسطين: عمان
سامي حسين حبش