مجلة الرسالة/العدد 813/البريد الأدبي
→ الأدب والفن في أسبوع | مجلة الرسالة - العدد 813 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
الكتب ← |
بتاريخ: 31 - 01 - 1949 |
الدكتور طه حسين بك يصحح ما نشر في (بيروت المساء)
أخي الزيات:
نقلت (الرسالة) في عددها الأخير حديثاً نشر عني في إحدى الصحف البيروتية ونسب إلي فيه أني أغض من شأن صديقي الأستاذ علي محمود طه وأبايع صديقي الأستاذ عمر أبو ريشه، فأحب أن أؤكد أني لم أبايع هذا ولم أغض من شأن ذاك، وما كان لي أن أفعل؛ فأنا أحب الشاعرين جميعاً وأحفظ لهما مودة ثابتة. وإذا لم تخن الذاكرة فقد كتبت فصلاً خاصاً منذ وقت طويل أثنيت فيه، بالحق، على شعر الأستاذ علي محمود طه. ولا يغير من رأيي فيه أنه يخطئ في العربية هنا وهناك. وما أكثر ما يخطئ الشعراء والكتاب المعاصرون في العربية!
وأظنك توافقني على أن صحة اللغة شرط أساسي من شروط الشعر الجيد.
أما الأستاذ عمر أبو ريشه فقد قلت غير مرة وما زلت أقول أني أكبر شعره وأعجب به؛ وليس هنا موضع التفصيل لأسباب هذا الإعجاب، ولكن الإعجاب بشاعر شيء ومبايعته شيء آخر.
وما أعرف أني بايعت شاعراً أو كاتباً قط؛ وما أظن أن سأبايع شاعرا أو كاتبا قط؛ فهذا نوع من السخف لم أشارك ولا أريد أن أشارك فيه.
وقد كنت دائما شديد الحرص على هذه الحرية التي تبيح للناقد أن يقول للأديب أخطأت أن أخطأ وأصيب أن أصاب. وقد جاوزت السن التي ينزل الناس فيها عن حريتهم.
فليطمئن الكاتب الأديب الذي دافع مشكورا عن صديقي الأستاذ علي محمود طه فقد دافع عنه في غير حاجة إلى الدفاع. وليقرأ أن شاء حديثا عن الأستاذ علي محمود طه صورت فيه رائي في جيد الشعر ورديئة وفي صوابه وخطأه، وهذا الفصل منشور في الجزء الثالث من حديث الأربعاء كتب منذ خمسة عشر عاما ولم يتغير رأيي في الشاعر الصديق الآن.
ولك وللكاتب الأديب تحيتي صادقة وشكري خالصا.
(الزمالك) طه حسين
هل الحج يغسل الذنوب جميعا؟
. . . قرأت مقالكم (حج غير مبرر) فأوافقك في جانب منه كل الموافقة ويوافقك معي كل من في قلبه قدر من الأيمان - وأخالفك في جانب أخر كل المخالفة ويخالفك معي كثير.
فأما ما أوافقكم عليه، فهو إنكار ما يفعله ذلك الفاسق الفاجر وتقبيح ما يأتيه، وتنفير المسلمين من أمثاله، وتنبيه أولي الأمر على الضرب على يده.
وأما ما أخالفكم عليه، فتجاهلكم الحديث شاع على السنة المسلمين في شتى العصور والأمصار، وأعتز به كل مؤمن وسكن إليه قلبه، وروته كتب الحديث الكبيرة وغير الكبيرة. ألا وهو قول الرسول ﷺ: (من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه). رواه البخاري ومسلم والدارقطني وغيرهم كثير مع اختلاف يسير في اللفظ واتفاق في المعنى.
ويرى أبن حجر أن المغفرة بسبب الحج عامة لكل الذنوب. وخصصها الطبري في تفسيره بالمظالم التي تاب عنها صاحبها وعجز عن وفائها. ورأى الترمذي قصرها على حقوق الله خاصة.
ولو كنتم فضلتم رأياً على رأي مما ذكرنا، ما رأينا بأسا قط؛ ولكنكم يا مولاي قلتم: (أغتر على ما يظهر بقول المتزيدين من جهلة الشيوخ: إن الحج وحده يمحص الذنوب ويمحو الخطايا. . . فيعود منها وهو نفي الصحيفة كيوم ولدته أمه) فمن هم الشيوخ الذين تقصد؟ الأزهريون أم أبن حجر ومن ذهب مذهبه؟ طبعا الأزهريون - وما الذي تزيدوه؟ لم يتزيدوا شيئا اللهم إلا أيثار وجهة على وجهة، وزيادة الرجاء في عفو الله.
وأخشى ما أخشاه أن يتجرا من لا صلة له بالدين على إنكار ما لا يوافق مزاجه من الأحاديث وأراء العلماء استنادا على ما فهم أو ما دلت عليه عبارتكم من إنكار حديث سلم به المسلمون ولهجوا به في مشارق الأرض ومغاربها.
ولكم في الختام أطيب التحيات.
محي الدين حمودة المدرس برأس التين الثانوية
(الرسالة): يا سيدي، إن الشيخ الذي قال ذلك لم يورد الحديث ولم يشر إليه حتى تقول إنه أنكره أو شكك فيه، إنما أنكر تزيد القائلين بأن الحج (وحده) يمحص الذنوب ويمحو الخطايا. . وبين أثر هذا التعميم في تأمين المجرم وتهوين الجريمة. ولتزيد ملحوظ في تفسير المتساهلين المبالغين من الحجر بين الذين قالوا أن المغفرة بسبب الحج عامة لكل الذنوب من غير قيد ولا شرط، ففتحوا الباب لكل عاص وسهلوا الحجاب لكل مجرم. أما الحديث بنصه في البخاري ومسلم، وتفسيره للطبري أو الترمذي، فلا تعقيب عليه ولا جدال فيه.
وفاة السيدة زينب:
قرأت في عدد (الرسالة 812) كلمة الأستاذ حسن إبراهيم نقل عن سبب وفاة السيدة زينب فمن دلف أن أنقل كلمات موجزات من كتب الثقات لإزالة الأشكال:
1 - خرجت زينب - صلوات الله على أبها وعليها - مع أبن كنانة من مكة، فخرجوا في أثرها، فأدركها هبار بن الأسود فجعل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها، فألقت ما في بطنها وأهريقت دما.
2 - ماتت زينب في سنة ثمان من الهجرة، وكان سبب وفاتها سقوطها من بعيرها لما طعنه هبار، سقطت على صخرة فأهريقت دما، ولم تزل مريضة بذلك حتى ماتت.
3 - خرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طوى، وكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود فروعها وهي في هودجها وكانت حاملا فيها يزعمون، فلما وقعت ألقت ما في بطنها، فبرك حموها ونثر كنانته وقال: والله لا يدنومني رجل إلا إذا وضعت فيه سهما فتكركر الناس عنه. . . الخ.
المصادر: ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للمحب الطبري ص156 من طبعة القاهرة، حيث ترجم لها في خمس صفحات.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لنور الدين الهيثمي ج 9ص 212 من طبعة القاهرة، حيث بسط ترجمتها في خمس صفحات كذلك.
عبد الله معروف
حول كاد أن:
قال الأستاذ فاروق أحمد سلام بمعهد إسكندرية الديني في معرض رده على من قال إن تجرد المضارع الواقع في خبر كاد من أن قياس مطرد، أن الحديث الشريف يتفق مع القرآن في أن القرآن لا يأتي باللغات الشاذة وإلا لما كان معجزاً فكذلك الحديث لا يأتي باللغات الشاذة قال تعالى وما ينطق عن الهوى وقول الشاعر: كادت النفس أن تفيض عليه - والشعر العربي إذا تعددت فيه الأمثلة فلا يكون ذلك ضرورة ولا شاذاً وإنما هو قاعدة مسلم بها.
وأنا أقول: حقا أن الحديث لا يأتي بالشاذ وهذا إذا تأكد صدوره من في فم المعصوم بلفظه فمن الجائز أن يكون مرويا بالمعنى؛ وفي هنا نقل الأمير في حاشيته على المعنى نقلا عن السيوطي قال إن التحقيق أن الأحاديث لا يحتج بها في العربية لدخول المولدين في روائها بل والأعاجم، وعدم الثقة بأن هذا اللفظ النبوي لجواز الرواية بالمعنى. وشنع ملا على قاري بأن الأصل أن الراوي لم يغير اللفظ وحمله على الإصلاح مقدم. وقد استشهدوا بكلام العرب مع أن رواته مولدون؟ ولكن يقال أن الغرض في الحديث المعنى، ولذا صححوا جواز روايته بالمعنى؛ وأما كلام العرب فالمقصود الأهم فيه اللفظ لإثبات اللغة فلا يبعد على هذا تساهلهم في الحديث بما لا يتساهل في مثله.
فعند التحقيق العلمي ترى تعليله واهبا من الوجهة العلمية والاستشهاد بالآية في غير موضعها، فإنه يستدل بها على كمال صدق الرسول عليه السلام فيما يبلغ عن ربه فإذا نطق فإنما ينطق عن إخلاص وحق. ومما لا جدال فيه أنه إذا صح كلام عن رسول الله ﷺ فهو حجة بلا نزاع، فهو سيد الفصحاء وإمام البلغاء. وحجته بألفاظ القرآن قطعية، لأن المتن مقطوع به فتنظيره بالحديث غير وجيه فانه غير مقطوع به فرد الاستشهاد بالحديث لما طرأ عليه من روايته بالمعنى وعدم الجزم يورده لا التشكك في حجية كلام المعصوم. والعبارة التي كتبها في مجلة الرسالة هي بنصها في أبن عقيل على ألفية أبن مالك ولا يغيب عن الأذهان أن النحويين واللغويين لا يعول عليهم في روايته للحديث فكم من حديث استشهدوا به وهو غير صحيح وإذا تمسك به طالبتاه بتصحيح الرواية، فما قالته الرسالة صحيح لا غيار عليه.
علي الطوبجي
من علماء أسيوط
القصة العربية الحديثة في القرنين الأخيرين:
(يعد الأستاذ محمد نجم، أستاذ الأدب العربي في الجامعة الأميركية ببيروت دراسة وافيه عن القصة في الأدب العربي الحديث، وهو يرجو الأدباء الذين عالجوا كتابة هذه الفن من الأدب أن يكتبوا إليه نبذاً مفصلة عن حيواتهم وثقافتهم وإنتاجهم الأدبي مع ذكر التواريخ الدقيقة إن أمكن. كما يرجو هؤلاء الأدباء أن يرسلوا إليه نسخا من كتبهم وهو مستعد لشراء الكتب بالأثمان التي يحددها أصحابها، وعنوان المراسلة هو ص ت 2208 القاهرة).
(1) ميلاد أبن عربشاه:
في ص 1321 من عدد (الرسالة) 803 (ولد أحمد بن عريشاه بدمشق عام 791). والذي في (شذرات الذهب في أخبار من ذهب لأبن العمادج 7ص 283) أن مولده سنة 790.
وفي الصفحة نفسها (ودفن بالخانقاه الصالحية) والصواب (الخانقاه الصلاحية) على ما في ترجمته في (تاريخ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع) ج2 ص129.
(2) قبرس:
في ص 1272 من عدد (الرسالة) 801 (قبرص) بالصاد والصواب (قبرس) بالسين. قال المؤرخ عز الدين بن الأثير في كتابه (اللباب في الأنساب) المطبوع بالقاهرة، في ص 240 من الجزء الثاني: قبرس بضم القاف وسكون الباء وضم الراء وفي آخرها سين وهي جزيرة في بحر الروم. . .
محمد أسامة