مجلة الرسالة/العدد 809/تاريخ العمائر والفنون الإسلامية
→ استغاثات. . . | مجلة الرسالة - العدد 809 تاريخ العمائر والفنون الإسلامية [[مؤلف:|]] |
ابن حزم الأندلسي ← |
بتاريخ: 03 - 01 - 1949 |
بيت الرسول ومسجده بيثرب
للأستاذ مصطفى كامل إبراهيم
(إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) قرآن كريم
خرج النبي ﷺ، مهاجرا في سبيل الله إلى يثرب، وفي رحلته هذه العاجلة المضطربة لم يحمل معه من ماله إلا ما خف وأفاد في مهجره.
ووصلت العبر إلى قباء قرب يثرب ومكث بها بضع عشرة ليلة أقيمت فيها الصلوات في مواعيدها وفي قباء أقيم أول مسجد في الإسلام، وذلك الذي نزلت فيه الآية الكريمة: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين). فلم تكن مكة إذن بالمكان الذي يستطيع النبي أن يقيم به مسجدا، ولا أن يذهب بصحبه إلى الكعبة للصلاة بها. وفي اليوم الخامس على رواية، والعاشر على رواية أخرى، قام موكب الرسول الكريم في رعاية ربه، يحف به المهاجرون والأنصار متجها إلى يثرب، وأهل يثرب تشرئب أعناقهم ليروا القادم الكريم. فرأوا رجلا يملأ العيون والقلوب والأسماع. . . رأوا المثل الكامل للكمال والجلال جميعا.
وحملته راحلته حتى أناخت حيث أمرها الله أن تنيخ؛ فكان مربدا لغلامين يتيمين في المدينة من بني التجار، وسال الرسول: لمن المربد؟ فأجاب معاذ بن عفراء: أنه لسهل وسهيل ابني عمرو، وهما يتيمان له وسيرضيهما، ورجا محمدا أن يتخذه مسجدا. فأرسل محمد إلى ملأ من بني النجار وقال لهم: تأمنوني بحائطكم هذا، فقالوا لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله. فلم يرض إلا أن ابتاعه بعشرة دنانير، وأمر أن تبنى داره في هذا المكان. وأقام فترة بنائه في دار أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري ودأب المسلمون من المهاجرين والأنصار على مشاركته في بنائه حتى أتموه وما كان بناء الدار يرهق أحدا، فقد كانت من البساطة بما يتفق وتعاليم محمد.
- 1 -
وصف الدار: ودار الرسول كدور العرب الرقيقي الحال، التي كانت ولا زالت تبنى في الأنحاء المتواضعة من شبه جزيرة العرب، وقرى الشام، والعراق. فالدار عبارة عن حجرات ضيقة متراصة جنبا إلى جنب، وأمامها فناء مكشوف.
وقد بنى أولا الحجرتان المتجاورتان في الركن الجنوبي الشرقي من الفناء لعائشة وسوداء، لتكونا بمنأى عن مجلس الرسول وأصحابه في الناحية الشمالية من الفناء. ومساحة كل حجرة (7 7) أذرع ينبت باللبن يكاد يسقفها الجريد تمسه اليد. ثم أضيفت الحجرات إليهما من الناحية الشمالية كلما زاد عدد أفراد الأسرة حتى بلغت 9 حجرات. والحجرات جميعا تكاد تتفق في السذاجة، وخلوها من مظاهر الترف - اللهم إلا بيت عائشة كما سنبين بعد - فأثاثها حصير يستعمل للنوم، وقرب بها ماء أو عسل أو لبن معلقة على الجدران؛ ويحجب الحجرات عن الأنظار سجف من وبر أسود معلقة على أبوابها التي تفتح على الفناء.
والفناء مربع الشكل طول أحد أضلاعه 100 ذراعا (51 مترا)، بنى جدرانه - بالحجارة لارتفاع 3 اذرع، ثم اكمل الجدار إلى سبعة باللبن (بالطوب الني وفتح فيه أربعة أبواب، باب الرسول في الشمال، وباب المؤمنين في الجنوب، وباب جبريل (باب عثمان) في الشرق، ثم باب عائكة (باب الرحمة) في الغرب، وقد تم البناء عام 2هـ.
وكان يستعمل الفناء لأغراض الأسرة كالطبخ والغسل وتربية الماشية وما إليه. وليس في حكم المنطق ما يمنع من أن يستخدم الرسول وزوجاته والمؤمنين الجزء الشمالي من الفناء المواجه لبيت المقدس لأغراض دينية: كإقامة الصلاة في مواعيدها، وان يجلس الرسول إلى الناس يحدثهم في الدين ويناقشهم ويفصل في قضاياهم. ثم أن هذا الفناء أدى غرضا إنسان يا آخر: فآوى الفقراء من المسلمين تحت صفة (سقف) أقيمت لهم في الركن الجنوبي الغربي من الفناء، فسموا لذلك بأهل الصفة، وأجريت عليهم الأرزاق إلى بنى لهم دورا.
ولقد شكى المسلمون إلى النبي حرارة الشمس ساعة الصلاة فأقام لهم في الجهة الشمالية من الفناء سقفا من سعف النخل والخصف والأذخر، وغطى بطبقة من الطين يعتمد على قوائم وعوارض من جذوع النخل، ودام هكذا 16 شهرا.
ولما مكر اليهود بالنبي، ونزلت الآية الكريمة على رسول الله وهو قائم يصلي بالناس (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) قرأها وتوجه إلى ناحية الجنوب وتبعه المسلمون.
ونقل السقف إلى الناحية الجنوبية المواجهة للكعبة، ونقلت الصفة إلى الركن الشمالي الغربي وسد باب المؤمنين في الجنوب ولم يكن الفناء يضاء ليلا إلا ساعة الصلاة، وذلك بان يوقد في وسط الفناء شعلة من قش، حتى شدت المصابيح بعد 9 سنوات إلى جذوع النخل التي اعتمد عليها سقف رواق القبلة.
ولما التحق الرسول بالرفيق الأعلى في 13 من شهر ربيع الأول عام 11 هـ دفن في حجرة عائشة، وهي الحجرة التي قضى فيها أخريات أيامه.
ولما تولى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - ترك الدار كما هي، واتخذ كرسي الخلافة بها على نحو ما كان يفعل الرسول، ولما توفاه الله رقد بجوار الجسد الطاهر في حجرة عائشة ابنته وهي الأولى من ناحية الجنوب.
الزيادة في أيام عمر:
كان لزاما على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن يزيد في مساحة المسجد ليواجه الزيادة المطردة في عدد المسلمين والذين يقودون على مقر الخلافة من الأمصار. فأمر عام 17 هـ بهدم حائط الفناء - ولم تمس دور الأرامل - وزاد في أبعاده من الشمال بقدر 30 ذراعا، ومن الجنوب بقدر 10 أذرع ومن الغرب بقدر 20 ذراعا وهكذا اخذ الفناء شكلا مستطيلا طوله 140 ذراعا وعرضه 120 ذراعا وكان ارتفاع الحائط حول الفناء يبلغ قامة الرجل.
وزاد عمر في عدد أبواب الفناء فأصبحت ستة: باب مروان وباب عائكة، وباب الرسول، وباب الفناء، وبابان آخران في الحائط الشمالي. وقد كان المسلمون ينفضون أيديهم من التراب بعد كل ركعة، فكانت تحدث أصواتا أثناء قراءة القرآن الكريم، فأمر عمر بأن تفرش الأرض بالحصى من وادي العقيق.
ولما توفي دفن بجوار سلفيه الكريمين.
الزيادة في أيام عثمان:
ومما يؤثر عن عثمان - رضي الله عنه - أنه كان لا يتحرج من أن يمتع النفس بشيء من نعمة الله. فاخذ يبتعد عن التقشف الذي أرهق نفسه به عمر، فهذب من مقام الخلافة بحيث تتناسب وجلالها واتساع رقعة الدولة التي كانت تستظل بها. وخصوصا أن عماله في الأمصار - والأمويون على وجه الخصوص - كانوا يحيطون أنفسهم بأبهة الملك. فأمر فهدمت جدران الفناء في سنة 24 هـ، وزاد فيه من الناحية الشمالية بقدر 20 ذراعا ومن الغرب بقدر 30 ذراعا، وأصبحت أبعاد البناء 160 ذراعا 150 ذراعا، ولم تمس دور الأرامل، ولم يزد شيئا من ناحية القبلة، وبنيت الحوائط من الحجر المنحوت وغطى بسقف من خشب الساح.
ولما قتل عام 35 هـ (655م) دفن بالغرفة المجاورة للغرفة التي دفن بها الرسول وصاحباه. وتولى الخلافة علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - ونقل مقر الخلافة إلى الكوفة في رجب سنة 36 هـ، وبذا فقدت الدار أهميتها الرسمية، كما فقدتها المدينة نفسها.
ولقد عز على أهل يثرب أن ينتزع منهم مقر الخلافة، وهي التي ظلت فيهم طيلة أيام أبو بكر، وعمر، وعثمان، وان تبرحهم العزة والتكريم التي ما برحتهم منذ أن وطئت قدما الرسول الطاهرتان أرضهم، فتعلقت قلوبهم بمسجد الرسول لأن فيه قبره المشرف وقبر أبو بكر الصديق، وقبر عمر الفارون، وقبر عثمان بن عفان، ولأن هذا المسجد إنما يحمل ذكريات الرسول، فجعلوه كعبتهم، وأحاطوه بعنايتهم وتبجيلهم، وما برحوا يقيمون فيه الصلوات ويجلسون فيه إلى فقائهم، واتجهت قلوب المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها إلى مقام الرسول يشدون إليه الرحال للزيارة والتبريك عملا
(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة: المسجد الحرام، بالحديث الشريف: والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا).
قلنا كان عام 54 هـ أقيمت ذكرى الهجرة في الفناء لأول مرة، وقد كانت حفلات ذكرى الحج تقام في قباء ومن ذلك التاريخ اصطبغ هذا المسجد بالصيغة الرسمية بدلا من مسجد قباء.
إعادة بناء المسجد:
ويذكر ابن سعد أن عبد الله بن يزيد شاهد عام 91 من الهجرة دور أرامل الرسول، وكانت تسعة من منزل عائشة إلى دار أسماء بنت حسن، وذكر أنه كان حاضرا أمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك لعامله على المدينة عمر بن عبد العزيز، القاضي يهدم المنازل وضم أرضها إلى قباء المسجد، وروى ما شاهده من حزن الناس البالغ ونحيبهم على ضياع آخر آثر من آثار بيت الرسول وتمنوا لو بقى ليرى الخلف تقشف الرسول وقناعته.
وقد أرسل الخليفة إلى المدينة المال اللازم والرخام والفسيفساء والأخشاب وثمانين من العمال الروم والقبط من سوريا ومصر، فأزالوا البقايا القديمة من حجرات نساء النبي وبعض المنازل المجاورة وأقاموا بإشراف صالح بن كيسان المسجد الجديد من الحجر المنحوت، وحملوا سقفه على 6 أعمدة في الاتجاه الشرقي الغربي و14 عمودا في الجهة الشمالية منها 10 أعمدة تشرف على الصحن و4 أعمدة في الرواق وبلغت مساحته 200 في 200 ذراعا.
- 2 -
الأذان للصلاة:
وكان المؤمنون يجتمعون إلى النبي للصلاة حين مواقيتها بغير دعوة، حتى إذا اكتمل عقدهم أقيمت الصلاة. على أن اشتغال الناس بأمور عيشهم قد يفوت عليهم وقت الصلاة أو يؤخرهم عن مواعيدها. . . وليس احسن من أن يؤذن في الناس كلما حلت فيأتون رجالا من كل فج عميق، ففكر في البوق الذي يدعو به اليهود لصلاتهم ولكنه كرهه فأمر بناقوس كناقوس النصارى ولكنه بعد مشورة عمر وطائفة من المؤمنين على رواية، وبأمر الله على لسان الوحي على رواية أخرى، عدل عن الناقوس أيضاً إلى الأذان - وقال لعبد الله بن زيد، (قم مع بلال فألقها عليه ليؤذن بها فإنه أندى صوتا منك) فارتقى بلال منزلا عاليا لامرأة من بني النجار كان بجوار المسجد، وصار يرسل الدعوة مع كل ريح بصوت ندى جميل:
هناك أذن للرحمن فامتلأت ... أسماع يثرب من قدسية النغم
وهكذا اصبح الأذان صفة لازمة للصلاة الجامعة، وصار لابد للمؤذن من مكان مرتفع في عمارة المسجد يدعو منه المصلين فلما اتخذ المسلمون المعبد الوثني في دمشق للصلاة كان له أبراج في أركانه الأربعة فأمر معاوية باتخاذها مآذن وهذه أول المآذن.
محراب القبلة:
لم يكن لمسجد الرسول محراب يبين اتجاه القبلة، والمحاريب بالمساجد، إنما ظهرت بعد اتصال المسلمين بالمسيحيين والأخذ بفنونهم. والمحاريب المجوفة معروفة في كنائس المسيحيين قبل الإسلام، ولكن المحراب المسطح يغلب عليه الابتكار الإسلامي.
وقد كان المسلمون يتحرجون أن تبدو مساجدهم وعليها مسحة وثنية، أو يهودية أو مسيحية، أو أن تبدو مظاهر عبادتهم متفقة، في قليل أو كثير، مع مظاهر عبادات الأديان الأخرى، فحافظوا على شخصية الإسلام وطابعه المميز سواء في مخبره أو مظهره. وقد فطن المؤلفون العرب إلى إن المحراب متخذ من جبنيه الكنيسة فنسبوا إلى الرسول حديثا: (أن ظهور المحاريب التي تجعل المساجد تشبه الكنائس من علامات الساعة).
وكتب السيوطي رسالة سماها (أعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب) ويميل الآثاريون إلى الاعتقاد بأن المحراب الأول في الإسلام صنعه العمال الروم والقبط الذين أرسلهم عبد الملك بن مروان إلى المدينة لإعادة بناء المسجد النبوي أو ذلك الذي صنعه قرة بن شريك، عامل الوليد في مصر عام (89 - 96 هـ) (709 - 715 م).
منبر النبي:
ولقد كان النبي ﷺ إنما يخطب الناس وهو قائم مستند إلى أحد جذوع النخل التي تحمل سقف المسجد؛ إلا أن هذا الأمر لم يدع طويلا فصنع له منبر خشبي من ثلاث درجات ووضع في صدر حائط القبلة، وكان النبي وقت الخطبة يجلس على الثالثة العليا ويضع أرجله على الثانية، وكان أبو بكر يجلس على الثانية ويضع أرجله على الأولى، إشعارا للناس بهيبة الراحل العظيم، وإقرارا في نفوسهم بأنه هو خليفته ومهما بلغ به التعظيم والتكريم فلن يبلغ مبلغه. ولقد يظهر أن للرجل فكرة دينية تخفى تحت هذا التصرف. . . فقد كانت حركة الردة على اشدها، ومدعوا النبوة في كل واد يهيمون، يؤلبون الناس على الإسلام، فخشي أن يتطلع الناس إليه على أنه صورة ثانية من الرسول فيطالبونه بما لا يستطيعه من وحي أو حديث، فيضطرب الأمر وتفشو الفتنة، أو لعل له هدفا سياسيا فالقوم يعلمون أن الرسول لا ينطق عن الهوى، وانه على خلق عظيم، فأراد الصديق أن يقر في نفوسهم بأنه لا يتلقى وحيا، وان الخطأ جائز عليه فلا يمكن أن يقاس برسول الله على كل حال.
هذا التواضع وهذه السياسة قد ورثها عمر بن الخطاب فخطب الناس وهو جالس على العتبة الأولى للمنبر وجعل رجليه على الأرض إلا أن عثمان بن عفان لم يجد ما يدعوه إلى الجلوس مكان عمر، ولا مكان أبو بكر، وليس لديه ما يمنع جلوسه مكان النبي نفسه. ولا شك بأن إغفال سنة سلفية وصعوده الدرجات إلى مكان النبي أمام الناس قد هزت الناس هزات نفسية عنيفة، لها معزاها في سير الحوادث أيام عثمان.
ومنبر النبي مكرم بحديث الشريف (ما بين منبري وبيني روضة من رياض الجنة).
والمنبر إنما هو كرسي مرتفع أدخل في المسجد للنبي ليكفيه عناء الوقوف مدة إلقاء الخطبة. وقد كان المنبر معروفا في العمائر المسيحية، وكان في كنائس الروم والقبط يجلس عليه القساوسة لإلقاء الوعظ حتى استغنى عنه بالمذبح. ولقد هذب الإسلام من هيئته على مر العصور وأضفى عليه من روحه بما جعل له مغزى وطابعا إسلاميا مميزا وعالجه المفتنون حتى أخرجوه تحفة لها مقامها الكريم بين منتجات الفن الرفيع.
- 3 -
لم تكن يثرب غارقة في البداوة حتى لا يظهر بها اثر من الفن أو الصنعة فوجود اليهود بها - وهم أهل تجارة وحيلة في جلب المال - مما يرجح وجود الفنون بها. وقد كان في حجرة عائشة - رضي الله عنها - بعض التماثيل مما يتلهى به فتيات العرب وستور محلات بالصور يفسره حديث السيدة عائشة قالت: (قدم رسول الله ﷺ من سفر وقد سترن سهوة في بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رسول الله ﷺ تلون وجهه، وقال: يا عائشة! أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله، قالت: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين). وجاء في ربيع الأبرار للزمخشرى في حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
(قدم رسول الله ﷺ من غزوة تبوك وفي سهوتي ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لي فقال: ما هذا؟ قلت: بناتي، ورأى بينهن فرسا له جناحان، قال: فرس له جناحان؟ قلت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟ فضحك حتى بدت نواجذه).
وبعد، فهذا قبس من نور ألقيناه على المرحلة المبكرة من حياة هذا المقام الكريم وسنحاول في مقال تال أن نجلو صفحة وأخرى من صفحاته الزاخرة الزاهرة.
مصطفى كامل إبراهيم