مجلة الرسالة/العدد 805/البريد الأدبي
→ الأدب والفن في أسبوع | مجلة الرسالة - العدد 805 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
رسالة النقد ← |
بتاريخ: 06 - 12 - 1948 |
كاد (أن):
درجت أفهم في صحيح اللغة أن المضارع الواقع في موضع خبر (كاد) لا يقترن ب (أن) وذلك هو القياس المطرد، وكل ما جاء على خلاف فهو من الضرائر - إن كان شعراً - ومن الشذوذ - إن كان نثراً - كقول رؤبة:
ربع عفاه الدهر طولاً فانمحى ... قد كاد من طول البلى أن يمصحا
قال سيبويه: وقد جاء في الشعر (كاد أن) يفعل شبهوه بعسى؛ قال رؤبة: (قد كاد من طول البلى أن يمصحا)؛ وكقول آخر:
وجدت فؤادي كاد أن يستخفه ... رجيع الهوى من بعض ما يتذكر
فهو أيضاً من الضرائر الشعرية وليس بأصل كحد قول الآلوسي في (ضرائره). وقد كنت هكذا أفهم استعمال (كاد) وخلو خبرها المضارع من أن؛ حتى طلع علينا الأستاذ الزيات صاحب الرسالة وأستاذ البلاغة بالخبر اليقين حين قال: (إن حالتها (تكاد أن) تكون طبيعية. . .) فآمنت بخلاف ما كنت أؤمن، وقوي إيماني به في حينه ما ورد على الخاطر مما ورد في صحيح البخاري (وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم) ثم ما جاء في الحديث أيضاً - وهو نادر - (كاد الفقر أن يكون كفراً).
وبعد. فهذا الذي سبق هو مفهومي من القول الفصل مع قصر الباع والذراع. . . وعلى المريدين أن يدلوا بدلوهم في الدلاء كل على قدر شطئه ورسنه. . . والسلام.
عدنان
(الرسالة): الذي نذكره على البعد من كتب المراجعة، أن الأفعال الناقصة التي يجب أن يكون خبرها فعلاً مضارعاً يحب اقترانه بأن في أفعال الرجاء، وممتنع في أفعال الشروع ويجوز في أفعال المقاربة على قلة في بعضها وكثرة في البعض الآخر، كما نذكر كذلك قول البحتري:
أتاك الربيع الطاق يختال ضاحكاً ... من الحسن حتى كاد أن يتكلما
المصحف المبوب: ما كنت أظن أن تجد فكرة المصحف المبوب معارضاً، لأنها أمنية طالما تمناها كبار العلماء لتظهر بها كل سورة من سور القرآن الكريم متسقة المعاني، منتظمة المباني، معروفة الأغراض، محددة الأبواب، وليس هذا علم الله في القشور، وإنما هو لب اللباب، وحدث عظيم في ترتيب المصحف.
ولكن كيف يمر هذا من غير معارض، وقد طال بنا إلف كل قديم، حتى صار السكون عندنا بركة، وكرهنا كل حركة، وأسأنا الظن بكل جديد، وأخذنا الجديد النافع بذنب الجديد الضار.
وماذا في فكرة المصحف المبوب من الضرر؟ يقول الأستاذ الفاضل عمر إسماعيل منصور إنه يود أن يشعر المسلمون بأن كتابهم مقدس، وليس عرضة لكل مبتكر، إذ من الجائز أن يختلف والتبويب، فيظهر المصحف في عدة طبعات، فإذا بوبه اليوم فلان، فسيبوبه غداً غيره، فيقولون قرآن فلان، ومصحف فلان، وتكون فتنة، وكلما تفلسف شخص أضاف فكرة جديدة، ما دمنا قد فتحنا هذا الباب.
فالأستاذ عمر إسماعيل منصور في هذا يكره الابتكار لذات الابتكار، ولا يفرق فيه بين نافع وضار، ثم يوهم أن التبويب سيحدث تغييراً في نظم المصحف، مع أنه سيكون بهامشه ولا يدخل في صلبه، فمثله كمثل المصحف المفسر الذي ظهر منذ سنتين، وتناوله عدد من المفسرين، ولكل عدد منهم طريقته في تفسيره، وفي موضعه من المصحف باختلاف طرقهم في التفسير ووضعه، بل اختلفت القراءات بيننا، وقيل قراءة فلان وقراءة فلان، وهو اختلاف يرجع إلى لفظ القرآن، فلم يحدث منه فتنة أيضاً، وسيكون هذا شأن المصحف المبوب، إن شاء الله تعالى.
عبد المتعال الصعيدي
الحصار السلمي في الشرع الدولي:
هو منع السفن من الدخول أو الخروج من مرافئ الدولة التييفرض الحصار عليها؛ وأول مرة وقع فيها ذلك كان عامك 1827 حينما حاصرت دول فرنسا وبريطانيا وروسيا مرفأ نافنرين منعاً للقتال في بلاد اليونان، ثم تكرر ذلك عندما حاصرت بريطانيا سواحل اليونان عام 1850 تأييداً لمطالب أحد رعاياها اليهود، فتوسطت فرنسا في هذا الشأن، وعرضت القضية على لجنة التحكيم التي ظهر لها بعد التحقيق أن مطالب اليهودي المذكور هي 150 فرنكاً؛ ووقع بعد ذلك للمرة الثالثة لما حاصرت الدول العظمى عدا فرنسا سواحل اليونان عام 1886 ولكن هذا الحصار كان مفروضاً على السفن اليونانية وحسب.
ويشترط في صحة الحصار أن يبلغ إلى الدولة المعتزلة (الحيادية) وتعاقب السفن التي تخترق خط الحصار طبقاً لإحدى النظريتين الفرنسية أو البريطانية؛ فالنظرية الفرنسية تفضي بالقبض على السفينة حتى ينهار الحصار، ولا يسمح بامتلاكها واغتنامها؛ أما النظرية البريطانية فتبيح امتلاك السفن التي تخترق خط الحصار، وتعدها غنيمة. ولكن النظرية الفرنسية هي المتبعة في الجمعية الدولية؛ وقرار مجمع الحقوق الدولية المنعقد عام 1887 كان موافقاً لها.
محمد أسامة عليبة
أوهام لغوية:
قرأت في الرسالة العدد 801 تحت عنوان سر الحاكم بأمر الله للأستاذ عباس خضر هذه العبارة (. . . والحادثة الهامة في القصة أو العقدة فيها ادعاء الحاكم بأمر الله الألوهية) واستعمال كلمة هامة في هذا المكان للدلالة على أهمية الحادثة وهم لغوي! وكان الصواب أن يقول: الحادثة المهمة؛ ففي قاموس الصحاح للجوهري ما يلي: المهم: الأمر الشديد؛ وأهمك من الأمر ما أقلقك وأحزنك. والهامة، في الصحاح أيضاً، الرأس والجمع هام وهامة القوم رئيسهم.
في عرض الدكتور علي حسن عبد القادر ل (كتاب البرهان في وجوه البيان) تحقيق مستفيض عن صاحب الكتاب. وقد كتب في موضع من بحثه القيم أنه تحقق من (نسبته لأبي الحسين) وهذا وهم لغوي أيضاً! والصواب قوله: (بسبته إلى أبي الحسين).
وللأستاذين الفاضلين الخضر وعبد القادر إعجابي وإكباري.
أحمد عزيز بيتوغن
تصويب: ورد في افتتاحية العدد الماضي؛
وإن ابن آدم لا يزال عبد العصا وضيعة الدينار
والصواب: وصنيعة الدينار.
صاحب الدولة أحمد حلمي باشا:
في مساء الخميس الماضي شرف حضرة صاحب الدولة أحمد حلمي باشا رئيس مجلس الوزراء في عموم حكومة فلسطين دار مكتبة الأطفال وقد كتب دولته في دفتر الزيارات الكلمة التالية يحيي فيها جهود الدار في سبيل خدمة النشء العربي. . . .
مكتبة الكيلاني للأطفال
زرت مكتبة الكيلاني للأطفال فأكرم بها روضة علم وأدب، وخزانة حكمة ومعرفة. تشرق بمؤلفاته المفيدة، وتزدان بآثاره الفريدة، التي تدل على عبقريته، وحسن اختياره ودقته. كما تدل على عنايته بما ينفع أطفالنا ويغنيهم بالأدب الرفيع الذي يذكي عقولهم ويشرح صدورهم فهي منارة مصر. ومفخرة العصر.
حياه الله وأدامه مناراً للعلم والأدب في شرقنا العربي وأكرم به عالماً تحريراً، وأديباً كبيراً بزر برده على الوفاء، ويضم جناحه على الولاء. حفظه الله ورعاه وأدامه لأخيه وصديقه المخلص.
أحمد حلمي
أخطاء مطبعية:
وقعت في مقالي (دفاع عن الأدب) الذي نشر في العدد الماضي من الرسالة بعض الأخطاء المطبعية، وقد رأيت أن أصححها هنا ليستقيم المعنى المقصود من بعض العبارات؛ أما هذه الأخطاء فلتتمثل في العبارات التالية:
(لئن كانت الإدارة قوام الإنسان الفنان، فليست قوام الإنسان الفنان؛ ومتى كان الفن غير ناشئ عن الإدارة فهو في حل كذلك من كل تمييز أخلاقي) وصحتها: (لئن كانت الإرادة قوام الإنسان الخير، فليست قوام الإنسان الفنان، ومتى كان الفن غير ناشئ عن الإرادة الخ. . .
(ولعل في رمى الأدب الاعتراف بالتأنث كثيراً من الإغراق في التجني والإسراف والتحامل) وصحتها: (والإسراف في التحامل). . . (هذا هو أرى الفيلسوف الإيطالي في أدب الاعترافات) وصحتها: (هذا هو رأي الفيلسوف الإيطالي الخ) (يعرض أمام الناس فترة من فترات حياته بما فعلت من خير وشر) وصحتها: (بما حفلت من خير وشر).
أنور المعداوي