الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 786/الأدب والفن في أسبوع

مجلة الرسالة/العدد 786/الأدب والفن في أسبوع

مجلة الرسالة - العدد 786
الأدب والفن في أسبوع
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 26 - 07 - 1948


الكاريكاتور في الأدب:

كتب الأستاذ توفيق الحكيم في العدد الأخير من أخبار اليوم، مقالاً بعنوان (الجاحظ والكاريكاتور) قال فيه إنه كان يقرأ في كتاب (التربيع والتدوير) للجاحظ، فخيل إليه أنه يصنع فناً طريفاً في زمانه دون أن يدري، وأني بوصف الجاحظ لرجل يعرفه جسم فيه عيوبه تجسيماً (كاريكاتوريا) بالنثر، وأتى ببيتين لابن الرومي من هذا اللون الكاريكاتوري، ثم قال: (وهكذا زاول العرب فن الكاريكاتور شعراًونثراً. . حيث لم تتح لهم الظروف أن يزاولوه رسماً ونقشاً. . كل شئ خطر على بال عبقريتهم. وأنهم ليعوضون دائماً ما يفوتهم في جانب بالإجادة في جانب آخر. . قانون التعويض الطبيعي كان رائدهم الخفي في حضارتهم. . . حضارة كاملة شاملة أبى الغرب الظالم المجحف أن ينظر إليها بعين التقدير والتوقير).

ويذكر قراء الرسالة ما كتبته عن محاضرة الأستاذ كامل كيلاني (الكاريكاتور في الأدب العربي) التي ألقاها بدار الاتحاد النسائي منذ شهور، ثم محاضرته (الكاريكاتور في شعر ابن الرومي) التي ألقاها بعد ذلك في كلية الآداب بجامعة فاروق الأول بالإسكندرية. وأذكر أنه أفضى إلي عقب المحاضرة الأولى بقوله: كان بعض الغربيين ومن يحاكيهم يعيبون الأدب العربي بالمغالاة، وهذا هو نوع من المغالاة نراه مطابقاً في التعبير لطريقة فن من الفنون الحديثة.

فمن الأنصاف وتسجيل الحقائق أن يذكر سبق الأستاذ كامل كيلاني في هذا المجال.

أسماؤنا والنحو:

حضرت يوم الخميس الماضي مناقشة رسالة بكلية الآداب في جامعة فؤاد الأول، قدمها طالب من قسم اللغة العربية بالكلية للحصول على درجة (الماجستير).

ومن طريف المآخذ التي وجهت إلى الرسالة، أن الأستاذ مصطفى السقا أحد أعضاء لجنة المناقشة طلب من مقدم الرسالة أن يعرب تركيباً ورد فيها أوله (أن الأستاذ أمين الخولي. . .) ويقصد الأستاذ كلمة (أمين) يريدها متصوبة منونة مرسومة بالألف. . .

ويذكرني هذا باعتراض وجهه معقب لغوي منذ سنين بجريدة الأهرام إلى المرحوم الشيخ حسين والى، لأنه كتب مقالا وقعه باسمه هكذا (حسين والى) وكان عليه - كما رأى المعقب اللغوي - أن يكتب (وال) دون ياء.

ولو تنبه مقدم الرسالة إلى اسم الأستاذ مصطفى السقا لاعترض عليه - جزاء وفاقا - لقصر الممدود فيه وهو (السقاء) من غير ضرورة.

تصور أننا تعقبنا كل أسمائنا العصرية بمثل ذلك، وخاصة لخلوها من كلمة (ابن) ما عدا (عبد الرحيم بن محمود)! تصور فقط. . .

السجل الثقافي:

يعلم قراء الرسالة أن وزارة المعارف أنشأت في العام الماضي إدارة التسجيل الثقافي لإخراج سجل ثقافي سنوي يحوي مظاهر النشاط الثقافي في عام.

والإدارة الآن تعمل في إعداد أول عدد من السجل، وهو الخاص بسنة 1948 الحالية، وقد أتمت قسما منه يشتمل على بيان النشاط الثقافي من أول السنة إلى آخر بونية الماضي، وتتخذ الإجراءات الآن لطبع هذا القسم، على أن يكون في ضمن السجل العام الذي يصدر في أوائل سنة1949 عن سنة1948 كلها.

ويحتوي القسم المنجز على إحصاء للكتب المؤلفة والمترجمة في مصر سنة1947، وبيانات وافية للتأليف والترجمة والصحافة ودور النشر والهيئات الثقافية والمحاضرات العامة وأحاديث الإذاعة والمؤتمرات والمسرح والسينما، وغير ذلك من الشئون الثقافية، عن الفترة الماضية من السنة الحاضرة.

ويؤخذ من تلك البيانات إنه قد صدر بمصر في خمسة الشهور الماضية 217 كتاباً مؤلفاً منها 50 في الأدب، و41 كتاباً مترجماً منها 19 في الأدب. ورقم الأدب في كل من التأليف والترجمة أكبر الأرقام.

بين قصيدتين:

أشرت فيما مضى إلى قصيدة الأستاذ علي الجارم بك التي قالها أخيراً في (فلسطين) وألقاها بالمذياع. وقد تناولت أحاديث المجالس هذه القصيدة مشيرة إلى قصيدة شوقي المعروفة بالأندلسية والتي مطلعها: يا نائح الطلح أشباه عوادينا ... نأسى لواديك أم تأسى لوادينا

وذلك لاتحاد القصيدتين في الوزن والقافية، وفيما هو أكثر من الوزن والقافية، ومن ذلك قول الجارم:

عشنا أعزاء ملء الأرض ما لمست ... جباهنا تربها إلا مصلينا

فقد قال شوقي في أندلسيته:

لفتية لا تنال الأرض أدمعهم ... ولا مفارقهم إلا مصلينا

الجامعة والمؤسسة:

صدر أخيراً قرار بتغيير اسم الجامعة الشعبية إلى (مؤسسة الثقافة الشعبية) ووجهت إدارتها العامة إلى مناطق التعليم المختلفة والمعاهد الثقافية الإقليمية كتاباً أشارت فيه إلى ضرورة مراعاة ذكر الاسم الجديد في المكاتبات الرسمية بدلاً من. (الجامعة الشعبية)

وأنا لم أفهم حكمة هذا التغيير، ولم استسغ الاسم الجديد. لقد كان الاسم الأول عذباً مغرياً، فقد كان الطالب يقول إنه ذاهب أو آيب من الجامعة وهو معتز مسرور بالفرصة التي أتيحت له إشباع رغبته فيما يميل إليه من أنواع الثقافة.

أما الآن فهو ذاهب إلى المؤسسة وعائد من المؤسسة وحدث كذا في المؤسسة! اسم ثقيل ولا معنى له، لأن الشيء المؤسس هو الذي جعل له أساس وهو أصل البناء، فكيف تصح هذه التسمية؟ وعلى أي (أساس) تقوم؟

وما عيب الاسم الأول وقد كان حسن اللفظ والدلالة؟ يبدو أنهم ضنوا على (الشعبيين) أن يشركوا (الجامعيين) في الاسم. أو لم تكن تكفي الصفة للتفريق؟

العربية تصارع:

لاحظ أعضاء لجنة تقدير درجات اللغة العربية في امتحان الشهادة الابتدائية بالدقهلية، إن ظروف أوراق الإجابةالتي ترد إليهم من لجنة مراقبة الامتحان تستخدم في بياناتها الحروف والأرقام الإنجليزية لتمييز المجموعات، كما أن الترقيم على أوراق لإجابة بهذه اللغة أيضاً، وكذلك ترقيم بطاقات التلاميذ. وقد كتبوا بذلك إلى مراقب منطقة التعليم منبهين إلى أن هذا غير لائق والى وجوب تداركه في المستقبل.

والواقع أن هذه التصرف عجيب، فهو مخالف للرسميات التي تقضي باستعمال اللغة العربية، وهو مناف للكرامة القومية، وأنا أريد أن أسأل هؤلاء الذين تجري أيديهم بالحروف والأرقان الإنجليزية دون العربية على الظروف والأوراق والبطاقات: هل يمكن أن يكتب إنجليز عل أوراق امتحاناتهم بالعربية؟ والجواب لا قطعاً لأنهم يحترمون أنفسهم ويشعرون بذاتيتهم.

يظهر أننا لسنا محتاجين إلى الجلاء عن الأراضي فحسب، بل نحن في حاجة أيضاً إلى الجلاء عن بعض العقول!

ذكرى حافظ:

تقع هذا الأسبوع ذكرى شاعر النيل حافظ إبراهيم، فقد نعى في الواحد والعشرين من يوليه سنة 1932، فهذه الذكرى هي السادسة عشرة. وقد جرينا على عدم الاهتمام بذكرى شعرائنا وأدبائنا، ومن نهتم به لا نحتفي بذكراه الاحتفاء اللائق.

ولم يبد إلي الآن ما يدل على الاهتمام بذكرى حافظ؛ وقد كانت محطة الإذاعة تحيي ذكراه بأن (يغرد) أحد مذيعيها بعض أشعاره. . . ولكنها في هذا العام نسيته نسياناً تاماً.

حافظ وشوقي:

وقد أخرج - في هذه المناسبة - الأستاذ حسن كامل الصيرفي كتابه (حافظ وشوقي) الذي درس فيه الشاعرين دراسة مقارنة فصل فيها القول في النواحي التي اشتركا فيها أو تقاربت صورة المشاركة، فتحدث عن ديباجة الشاعرين، وثقافتهما، وشعرهما السياسي، والطبيعة في شعرهما، والمرأة وأثرها في كل منهما؛ وصدى الحوادث عند الشاعرين، كحادثة دنشواي، ووداع كرومر، ووفاة مصطفى كامل؛ وأثر التاريخ المصري القديم والتاريخ الإسلامي في شعر كل منهما، وما إلى ذلك من الموضوعات التي طرقها الشاعران.

أكاديمية العلوم التاريخية:

تلقت وزارة المعارف من رئسي مكتب البعثات المصرية بلندن، نص الكتاب الذي أرسله إليه رئيس لجنة المراجع في أكاديمية العلوم التاريخية، وفيما يلي ترجمة هذا الكتاب: في الجلسة الأخيرة للجنة المراجع التي عقدت بباريس تحت إشراف اليونسكو، اتجهت الرغبة إلى أن تحوي نشراتنا قائمة موجزة أو بياناً مفصلاً للمخطوطات العربية الموضوعة في تأريخ العلوم. .

وقد طلب إلى أن أكتب إليكم لأسال عما إذا كانت حكومتكم ستوفد أحد الباحثين ليقوم بهذا العمل. وينبغي أن تعلموا أن قائمة المخطوطات الموضوعة في تأريخ العلوم باللغة اللاتينية واليونانية في بريطانيا العظمى وأيرلندا، والتي كتبت قبل سنة 1500، توجد الآن في المتحف البريطاني تحت أيدي الطلاب، كما توجد أشرطة سينمائية لهذه القائمة في معهد واربورج والمبنى الإمبراطوري بلندن ومكتبة الكونجرس بواشنجتون.

وليس من شك في أنه لو استطاعت حكومتكم أن تتعاون في هذا العمل الآخذ الآن في الانتشار بالبلاد الأوربية الأخرى فإن المراجع العربية الموجودة في مكتباتكم سوف تضم إلى الكثير من الكتب التي لا تعرف الآن إلا في اللغة اللاتينية.

فلم فلسطين:

انحت باللائمة في الأسبوع الماضي على السينمائيين المصرين، لأننا لم نشاهد إلى الآن بإحدى دور السينما مشاهد المجد العربي في فلسطين على الشاشة البيضاء ويسرني أن أذكر اليوم أن استديو مصر يعمل الآن في إعداد فلم كبير تعرض فيه مناظر الحرب الفلسطينية، وكان قد أوفد بعض الفنانين إلى ميدان القتال لتسجيل هذه المناظر. وستكون حفلة العرض الأولى في سينما استديو مصر يوم 27 يوليو الحالي. وقد رأت وزارة الشئون الاجتماعية ألا يقصر عرضه الأول على هذه الدار، فتقرر عرضه في ست دور للسينما بالقاهرة في وقت واحد، كما يعرض في نفس الوقت ببعض المدن الأخرى، وذلك لتتسنى مشاهدته لأكبر عدد ممكن من المصريين في القطر كله.

من طرف المجالس:

حضر المجلس جزار بالقاهرة معروف بميله إلى غشيان مجالس الأدب والفن، وجرت مناقشة أدبية أقحم نفسه فيها، فقال له أحد الأصحاب:

- مالك وللأدب. . . أما يكفيك الحم والكبد والطحال؟ فأجابه على الفور:

- ألا تعلم أن هذه هي المعلقات.

تعريف للفلسفة:

عرف الفلسفة كاتب ساخر بقوله:

الفلسفة هي البحث ليلاً عن قط في حجرة مظلمة ولا قط في الحجرة.

العباس