مجلة الرسالة/العدد 773/سياسة الصهيونية المالية ونذالتهم
→ دعويان منفصلتان | مجلة الرسالة - العدد 773 سياسة الصهيونية المالية ونذالتهم [[مؤلف:|]] |
مشاهدات مسافر ← |
بتاريخ: 26 - 04 - 1948 |
للأستاذ نقولا الحداد
أسأل الأستاذ لطيف مختار من بغداد، و (العاصف) (المهذب) المجهول العنوان، والفتى الأديب حسن من المنصورة؛ هؤلاء الذين لاموني فيما كتبت عن اليهود والتلمود والبروتوكولات الصهيونية - أسألهم: هل بلغ إليهم ما فعله الصهيونيون في بلدة دير يس غربي القدس، وفي بلدة ناصر الدين قرب طبرية وغيرهما من التفظيع بالأجنة في الأرحام والرضّع على الصدور والأطفال في الأحضان، ومصونات النساء في الخدور، والشيوخ الضعفاء العزل من السلاح، وما فعلوه في قرى أخرى حيث لا توجد حامية من الرجال للدفاع ضد قوة صهيونية تفوقها عدداً وعدداً خمسين مرة؟
هل عرف أولئك الذين لاموني فيما كتبت أن هؤلاء الصهيونيين الذين قرَّع بهم العالم في الجرائد والبرلمانات لأجل هذه الفظاعات يستهزئون بهذا التقريع ويفتخرون بهذه النذالة، وهل يعلم الذين لاموني أن هذه هي لأخلاق اليهود (يتمرجلون) على الأطفال والنساء، ولكنهم أمام أبطال العرب يفرون فرار الأرانب والفئران، وأنهم في معاملاتهم حيث تقوم قوة الحق لسحق الباطل يكونون كما قال القرآن الشريف: (ضُربت عليهم الذلة والمسكنة).
هؤلاء هم الذين رأيناهم ينكلون بالضعفاء، ولكنهم يخرون ساجدين أمام الرجال الأبطال. لماذا نطلب منهم المروءة والإنسانية؟ أعرب هم؟ هذه أخلاق العرب. العرب ينذرون أهل القرية قبل ضربها لكي يخرج منها النساء والأطفال.
لله ما أشرف النمور والفهود والذئاب، وما أحن الهرر وأرق قلوب الكلاب.
وهل علم الذين لاموني أن حاخام اليهود في فلسطين (حاكمهم أو حكيمهم) بعث برسالة إلى جلالة الملك عبد الله يدعى أنه استفظع هذه الفظائع التي فظَّعها اليهود والهاجاناه. لماذا يبعث الرسالة لجلالة الملك عبد الله وحده؟ هل هناك سرّ سيظهر بعدئذ؟ ونظن أن جلالة الملك عبد الله أجابه: إن كنت لا تستطيع أن تمنع هذه الفظائع فاستعفِ من منصبك وأنت زعيم المغظعين، وإن كنت لا تتحمل حقيقة وقر هذه النذالة فاذهب إلى مغارة في جبل نبو جنوبي أورشليم حيث دفن النبي ارميا تابوت العهد المحتوى على اللوحين الحجريين اللذين كتب الله بإصبعه عليهما وصاياه؛ واسمع هناك صوت الله لا تقتل)، واستغفر الله عن شعبك إن كان الله يقبل الاستغفار.
هؤلاء هم الذين إذا لامهم أحد لفظائعهم قالوا: (هي حرب آباد). ولكنهم يجهلون أنهم يبيدون عن بكرة أبيهم قبل ان تبيد كتيبة من العرب. لله ما أجهلهم!
هؤلاء أيها العادلون هم اليهود الذين يريدون أن ينشئوا دولة يهودية في فلسطين تكون دولة الدول الصهيونية التي تضع تحت أقدامها جميع دول العالم. هؤلاء أيها اللاحون هم الذين يجب أن نجاورهم ونعيش بين ظهرانيهم عبيداً أذلاء إذا نجحوا.
هؤلاء هم شعب الله المختار الذي يقول إن الجوييم غير اليهود من جميع الأمم هم بهائم.
هؤلاء الذين أشفقتم عليهم من قلمي وما علمتم إن قلمي ليس إلا فاضحاً برامجهم ومواثيقهم السرية، وليست أعمالهم إلا تطبيقاً لمواثيقهم - بروتوكولاتهم. وإليك فصلا من مواثيقهم عن سياستهم المالية:
العمل ورأس المال - الميثاق السادس:
البند الأول: يجب أن ننشئ في أول فرصة احتكارات ومخازن (مصارف) احتياطية للثروات الضخمة تتوقف عليها ثروات الجوييم (الناس الذين ليسوا يهوداً) إلى أن تهبط هذه إلى القعر مع اعتمادات الحكومة على أثر الحبوط السياسي (يعني أن تضمحل هذه الثروات متى حصل انقلاب سياسي خطير).
بند 3 - يجب أن نعظم أهمية حكومتنا العليا بكل طريقة بحيث تكون ممثلة لحماية جميع الذين يخضعون طواعية لنا ولمصلحتهم (لأن هؤلاء اصبحوا في يدنا نتصرف بهم كيف نشاء).
بند 4 - ستكون قوة أرستقراطية الجوييم قد ماتت (تجاه قوة المال طبعاً) فلا ينبغي أن نحسب لها حساباً، وإنما يجب أن نحسب حساب أصحاب الأملاك منهم؛ لأنهم يظلون ضارِّين لنا بمعنى انهم يعتمدون عليها في مصادر أرزاقهم (فلا يحتاجون ألينا)، ولذلك يجب أن نبذل كل جهد في أن نجردهم من أملاكهم بأن نسعى إلى فرض الضرائب الثقيلة على هذه الأملاك ونحملها الديون الباهظة، وهذا التدبير يضعف عمليات الامتلاك، ويقلل الميل إلى التملك، وبالتالي يجعل الملاك خاضعين لنا بلا قيد ولا شرط.
(ولهم طرق آخر في تجريد الناس من أملاكهم وأموالهم منها أن يسلطوا عليهم نساءهم في الندية الدعارة كما كانوا يفعلون في فلسطين وغيرها. يشترون الأملاك من أصحابها بالأثمان الباهظة والنساء يستردون هذه الأموال بثمن لا قيمة له عندهن ولا عند رجالهن، وما هذا بالأمر المنكر عندهم كما ذكرنا في البند من الميثاق الأول في مقال سابق).
بند 5 - ولما كان الأعيان من الجوييم بحكم الإرث الطبيعي والاجتماعي لا يكتفون بالقليل في إشباع شهواتهم فإذا عزَّ الكثير عليهم يتحرقون ويطيرون شعاعاً (لا ريب أن الصهيونيين مصيبون في هذه الفلسفة. فليس للأعيان صبر على المضض كما لليهود).
بند 6 - في نفس الوقت يجب أن نسيطر بكل جهدنا على التجارة والصناعة جميعاً ونجعلها تحت أرادتنا وإدارتنا. وإنما قبل كل شيء يجب أن ندير دفة المضاربات التي تلعب الدور الخطير في تهيئة الموازنة بينهما (أي في خضوع الصناعة لنظام المضاربات) لان عدم دخول الصناعة إلى دار المضاربات يضاعف رؤوس الأموال في أيدي خاصة ويساعد على تقوية الزراعة بتحرير الأرض من عبأ الدينونه لبنوك الأراضي (وهذا أمر مناقض لمساعيهم في السيطرة)، والذي نبتغيه هو أن الصناعة يجب أن تستنزف من الأرض قوة العمل ورأس المال بواسطة المضاربات، وهذه تسرب إلى أيدينا جميع أموال العالم، وحينئذ ننزل الجوييم إلى درجة العمال، وثمت يخر الجوييم ساجدين لنا رغم أنوفهم وإلا فلا يستطيعون أن يعيشوا.
(فترى مما تقدم اللعبة الشيطانية في استنزاف الأموال بواسطة المضاربات المختلفة. ولهم طرق أخرى لسلبها كاليانصيب على اختلاف انواعه، والتأمينات والمراهنات المتنوعة كالسباق وصيد الحمام وأشكال القمار ونحو ذلك. كل هذه من اختراعاتهم).
بند 7 - ولكي يتم هدم الصناعة عند الجوييم يجب أن يساعد فعل المضاربات بفعل الترف الذي نشرناه بين الجوييم. لان الترف يلتهم منهم كل شئ (المال والشرف والوطنية الخ) فيجب أن ترفع الأجور والماهيات، فإن هذه لا تنفع العمال النفع الذي يتصورونه؛ لأننا في الوقت نفسه نرفع أسعار الحاجيات زاعمين ان ارتفاع الأسعار نشأ من انحطاط نتاج الزراعة والمواشي. ويجب أن نزعزع ما أمكن مصادر الإنتاج بان نعود العمال على الفوضى والاعتصاب والإضراب وإدمان المسكرات، والى جنب ذلك نبذل كل جهد في أن نستأصل عن وجه الأرض جميع قوى الثقافة عند الجوييم.
(هل يمكن إبليس الرجيم أن يستنبط وسائل للهدم والتدمير أقوى من هذه؟ ان هؤلاء الحكام الصهيونيين هم أساتذة الأبالسة).
البند 8 - ولكيلا يفطن الجوييم إلى مقاصدنا هذه قبل مجيء الوقت الملائم لإعلان دولتنا يجب أن نوهمهم بأننا راغبون رغبة صادقة في خدمة طبقات العمال وتقويم المبدأ الأساسي للاقتصاد السياسي الذي نسدد أليه ومنه جميع أنواع دعاياتنا.
(أترى كيف يعملون أعمالهم الخبيثة من وراء ستار الأعمال الصالحة؟).
الميثاق التاسع:
بند 2 - إن كلمات السر - الحرية والإخاء والمساواة - التي وضناها نحن للماسونية لكي تظهر جمعية صالحة يجب أن تتغير متى تكونت مملكتنا إلى هذا التغيير: - حق الحرية وواجب المساواة ونظرية الإخاء - هكذا يجب أن نصوغها، وبها نمسك الثور من قرنيه، ونكون قد نقضنا بالفعل كل حكم ما عدا حكمنا، وان بقي بعض الأحكام السابقة قائما فلا يكون نافذا نفوذ خطير الشأن. وإذا احتج أية حكومة علينا فيكون احتجاجها صوريا فقط.
بند 3 - لا يمكن أن نقوم موانع تحدد نشاطنا. انو حكومتنا العليا تقوم في الأحوال والظروف غير الشرعية فتوصف بالدكتاتورية القوية المستبدة التي تنفذ رغائبها بالقوة القاهرة (إلى أن يقول الرئيس): أني في موقف يسمح لي أن أخبركم بضمير صاف إننا نحن الذين نسن القوانين يمكننا في بعض الأوقات المناسبة أن نتسامح في القضاء والأحكام؛ فنذبح من نذبح ونعفو عمن نشاْ، ونحن كزعماء لجماعاتنا نمتطي جواد القيادة ونحكم بقوة الإرادة المطلقة؛ لان في بيدينا شراذم الإفراد الذين كانوا قبلا الحزب القوي، وقد انتصرنا عليهم، والسلاح الذي في أيدينا هو المطامع الأشعبية التي لا حد لها والجشع الناري، والنقمة بلا رحمة، والبغض والحقد الشديدين (نعوذ بالله. هذا هو عين ما نراه في سلوك هؤلاء القوم مطابقا لهذا البند).
بند 4 - منا نحن يصدر الذعر الشامل (كذا بكل قحة) ففي خدمتنا أشخاص لهم جميع صنوف الآراء والمبادئ والتعاليم من فوضويين ودعاة واشتراكيين وشيوعيين وحالمين بالمملكة الطوباوية أشكالها المختلفة. لقد القينا على رقابهم نير العمل لغرضنا. كل واحد منهم حامل منهم حامل على حسابه الخاص البقية الباقية من الحكم القديم لكي يطرحها في الهاوية، وبهذه الافتعال نرى جميع الحكومات في عناء وشدة، وكل منها تجتهد ان تنجو من هذه الشدة بأية تضحية، ولكننا لا نمنحهم السلام والراحة ما لم يعترفوا بحكوماتنا الدولية العليا، وبخضوعهم المطلق لها.
بند 6 - لقد ضجت الشعوب بوجوب تقرير أمر الاشتراكية في اتفاق عام في مؤتمر دولي، ولكن انقسامهم إلى أحزاب مختلفة دفعهم إلى بيدينا لأنهم لا يقدرون ان ينفذوا خطة لهذا النزاع إذا لم تكن عندهم أموال للنفقة، والأموال في يدنا.
(هكذا يستندون إلى المال في كل مكيدة يكيدونها).
بند 7 - يمكن أن نظن أن يتوصل ملوك الجوييم العقلاء البعيدو النظر إلى اتحاد عام (كالجامعة العربية مثلا) ولقاء هذا الاتحاد تنغمس قوة الغوغاء في هياج اعمى؛ ولكننا قد احتطنا لكل حادث من هذا القبيل، فقد أقمنا بين القوتين متراسا بشكل رعب متبادل بينهما (قوة الجند من جهة وثورة الرعاع من جهة أخرى). بهذه الطريقة تبقى قوة الشعب العمياء سندا لنا. ونحن وحدنا نجهزها بقائد، وبالتالي ندربها في الطريق الذي يؤدي إلى هدفنا.
(لا تستغرب إذا قيل لك إن معظم الحروب والثورات، ولا سيما الأخيرة منها نشأت من جراء مكايد صهيونية).
بند 13 - (يقول الزعيم القائم في مؤتمر الحكماء الشيوخ) قد يلوح لكم إن الجوييم يقومون علينا في يوم من الأيام إذا أحسوا بما هو جار من استعداداتنا قبل أن يحين الوقت الملائم لإعلان حكومتنا. اجل. ولكن عندنا في الغرب ضد ثوراتهم مناورات رهيبة تتصدع فيها القلوب الحديدية - المخابئ الخفية والسكك الحديدية تحت الأرض إلى غير ذلك من السراديب تمتد قبل مجيء الوقت المنتظر تحت العواصم والحواضر. فمن تحت الأرض تنسف هذه العواصم والمدن فتنتفض في الهواء وتندثر كل أنظمتهم وسجلاتهم الخ. وفي مقال قادم خطتهم في الصحافة.
نقولا حداد