مجلة الرسالة/العدد 77/أنصاف رجال
→ بين الشاعر وببن نفسه | مجلة الرسالة - العدد 77 أنصاف رجال [[مؤلف:|]] |
البريد الأدبي ← |
بتاريخ: 24 - 12 - 1934 |
بقلم محمود غنيم
يعني بعض الشبان بمظهره اكثر مما يعني بجوهره، ويسرف في توخي الأناقة إلى الحد الذي ينقلب إلى الضد. فإلى هؤلاء اوجه القول:
شباب النيل يا زين الشباب ... ويا أشبال آساد غضاب
معي عتب أوجهه إليكم ... وقد تصفو المودة بالعتاب
أرى فيكم فريقا حين يمشي ... يحك بأنفه ظهر السحاب
كليث الغاب في صلف وتيه ... وليس لدى القراع بليث غاب
لزهر النرد قد خلقت يداه ... وليست لليراع ولا الكتاب
تفنن في محاكاة العذارى ... وخالفهن في وضع النقاب
وأرسل شعره المضغوط يحكى ... وميض البرق أو لمع السراب
تداعبه الصبا فيموج موجا ... كما هب النسيم على العباب
له حلل تحاكى الطيف لونا ... بأزرار من الذهب اللباب
وفيها جسمه انصب انصبابا ... فما تدري الثياب من الأهاب
وليس بمحكم عملا شريفا ... ويحكم وضع أربطة الرقاب
ولا يخشى على شيء ويخشى ... إذا ثار الغبار على الثياب
إذا خاطبته في غير لين ... تأوه أو تنهد في الخطاب
وان أربى على العشرين منهم ... فتى أمسى يغالط في الحساب
وكم من لمة في مصر شابت ... ولم تنفك عن دعوى التصابي
وان يحلل فتاهم قلب أنثى ... يحل هناك بالركن الحراب
فلن ترضاه كالطاووس شكلا ... ولكن كاسرا مثل العقاب
وكم ضاق الجمال بطالبيه ... وأوذي بالتجمل والخضاب
إذا الذئب استحال بمصر ظبيا ... فمن يحمي البلاد من الذئاب؟
برئت من الفتى يبدو فتبدو ... عليه نعومة البيض الكعاب
فقل للغاضبين الحسن مهلا ... متى نيل الجمال بالاغتصاب؟ محمود غنيم