الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 763/الفتنة الكبرى

2 - الفتنة الكبرى للأستاذ محمود محمد شاكر وإذن، فقد أراد الدكتور طه أن يقول إن الفتنة الكبرى التي أفضت إلى قتل عثمان إنما هي (فتنة عربية نشأت من تزاحم الأغنياء على الغنى والسلطان، ومن حسد العامة العربية لهؤلاء الأغنياء في ص109 فمن أجل تحقيق هذه الكلمة الكبيرة ركب كل مركب في تصوير الحياة الإسلامية الأولى بعد الفتوح بالصورة التي تنتهي به إلى هذا الغرض وحده دون سواه، وهو الغنى والمال والسلطان، وتزاحُ الأغنياء على الغنى والمال والسلطان، وحسد العامة العربية لأصحاب الغنى والمال والسلطان. وأنا - كما قلت آنفاً - لن أحاول أن أنقض هذه الصورة، ولن أعمل عملاً في الرد عليها إلا بمقدار ما ينبغي في سياق التحقيق التاريخي لناحية من نواحي هذه الفتنة. ولكن الدكتور كشف عن هدف آخر حين جاء معرض هذه الفتنة، فنفى خبر عبد الله بن سبأ اليهودي، وخبر الكتاب الذي كتب في الأمر بقتل رؤوس وفد مصر. وهذا الهدف هو أن ينفي عن اليهود الشركة في دم عثمان، والتحريض على قتل الإمام، فركب مركباً وعراً خالف فيه أسلوب العلماء في جرح الأخبار، وكذّب الرواة في شئ بغير برهان، وصدقهم في شئ آخر بغير برهان أيضاً، وهو نفسه ينعى في كتابه على (الذين يكذبون الأخبار التي نقلت إلينا ما كان بين الناس من فتنة واختلاف) فقال في ص172: (فنحن إن فعلنا ذلك لم نزد على أن نكذب التاريخ الإسلامي كله منذ بعث النبي، لأن الذين رووا أخبار هذه الفتن، هم أنفسهم الذين رووا أخبار الفتح وأخبار المغازي وسيرة النبي والخلفاء. فما ينبغي أن نصدقهم حين يروون ما لا يعجبنا. وما ينبغي أن نصدق بعض التاريخ ونكذب بعضه الآخر؛ لا لشيء إلا لأن بعضه يرضينا وبعضه يؤذينا). بيد أن الدكتور طه نفسه، قائل هذا الكلام، قد فعل ذلك فكذبهم حين روى الرواة ما لا يعجبه، وحين رووا ما يؤذيه. وفعل ذلك أيضاً فصدقهم حين رووا ما يروقه، وحين رووا ما يرضيه. فإن الذين رووا أخبار الغنى والمال والسلطان، هم الذين رووا أخبار عبد الله بن سبأ اليهودي وأخبار الكتاب الآمر بقتل وفد مصر، فلم أخذ شيئاً بغير برهان، ونفى أخاه بغير برهان؟ والشيء البين هو أن الدكتور الجليل أراد كما قال في ص134 أن يكبر المسلمين في صدر الإسلام (عن أن يعبث بدينهم وسياستهم وعقولهم ودولتهم رجل أقبل من صنعاء وكان أبوه يهودياً، وكانت أمه سوداء، وكان هو يهودياً ثم أسلم لا رغباً ولا رهباً، ولكن مكراً وكيداً وخداعاً). وهذا قصد حسن ونية جميلة، ولكن الحق أحسن منها وأجمل. وليس يجمل بنا ولا بالدكتور طه أن يغالط في الحق لشيء يراه هو أو نراه نحن حسناً جميلاً. والتاريخ لا يكتب بالتحكم، وإنما يكتب بالرواية، ثم بالاستدلال، ثم يبذل الجهد في سد الفجوات، وسبيل ذلك أن تأخذ من الماضي أسباباً وعللاً وحوادث ذات خطر، فإن استقامت أن تمتد معك إلى الحاضر الذي تؤرخه، فهي حقيقة بأن تكون شيئاً من التاريخ يوشك أن يكون حقاً كله أو بعضه. ولست أحب أن أعلم الدكتور طه، ولكني سأضع بين يديه حقائق لا يدخلها الريب أبداً، ثم أسأله أن ينظر فيها، وأن يحكم هو بيني وبينه. وسأختصر القول اختصاراً، فإن أكثر مادة هذا الحديث مما لا أظن بالدكتور أن يجهله أو يغفل عنه. فلنعد إلى حديث قديم كان قبل البعثة بقليل، وكان شديد الخطر في تاريخ العرب، وكان يوشك أن ينتهي إلى حديث جليل في تاريخ مدينة رسول الله ﷺ. فقد كان يسكن هذه البلدة الكريمة بنو أم واحدة وأب واحد من قبائل الأزد بن الغوث: أمهما قيلة، وأبوهما حارثة بن ثعلبة، وهؤلاء هم لأوس والخزرج، وكان يعيش بينهم هذا الجيل من اليهود الذي سكن جزيرة العرب، أو سكن المدينة، فكان من خبر ذلك شئ لم يكن مثله مثلاً بين بني هاشم وبني أمية، وهو الحرب المتطاولة بين هذين الحيين الذين ولدتهما أم واحدة، ويسكنان معاً بلدة واحدة. وظل هذا القتال بين الحيين متجدد النيران إلى أن كان (يوم بُعاث) وهو كما قال ابن سعد ج3 قسم2 ص135: (آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج في الحروب التي كانت بينهم. . . وكانت هذه الوقعة ورسول الله ﷺ بمكة قد تنبأ ودعا إلى الإسلام، ثم هاجر بعدها بست سنين إلى المدينة). ونشأة هذه العداوة العجيبة بين الأخوين: الأوس والخزرج، واقتتالهما هذا القتال المر العنيف حقباً متطاولة، ودخل اليهود في الحلف، بعضهم مع الأوس وبعضهم مع الخزرج، لا يصيبهم من أذى القتال بين هذين الحيين الأخوين إلا القليل، وتداعيهم باسم اليهودية إذا حزب الأمر، فيكونون يداً واحدة على هذه العرب، ليس له معنى إلا أن تكون هذه اليهود هي التي أرّثت الحرب والعداوة بينهما لتؤثّل في هذه الأرض أموالاً وآطاماً وحصوناً تكون لها عدة وقوة، وتظهرها على أهل البلاد المالكين لها، وتصرف وجه هؤلاء القوم عن الزراعة والتجارة وتثمير الأموال بالربا ومآكل السحت. وهذا عمل يهود في كل جيل، وفي كل أمة، وفي كل زمان إلى يوم الناس هذا. ثم لا يلبث أن يلقى رسول الله ﷺ رهطاً من الخزرج عند العقبة، وكانت يهود كما قال ابن إسحاق، قد عَزُّوهم ببلادهم، أي غلبوهم عليها واستأثروا بها، فلما دعاهم رسول الله إلى الإسلام قالوا له: (إنا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك. فسنقدم عليهم وندعوهم إلى أمرك ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليك، فلا رجل أعز منك). فيؤلف الله قلوب الأوس والخزرج، وهما الأخوان، على الإسلام فيفشو بينهما فُشواً ظاهراً. ولا يلبث رسول الله أن يهاجر إلى المدينة، فلا يبقى حي من الأوس والخزرج إلا دخله الإسلام وظهر فيه. فيمر شأس بن قيس من يهود بني قينقاع - وكان شيخاً عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم - على نفر من أصحاب رسول الله من الأوس والخزرج، فيغيظه ما رأى من ألفتهم وصلاح ذات بينهم من العداوة في الجاهلية، فيقول: (قد اجتمع ملأ بني قيلة (يعني الأوس والخزرج) بهذه البلاد! لا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملأهم بها من قرار). فيأمر فتى شاباً من يهود أن يجلس إليهم فيذكر (يوم بعاث) وما كان قبله، وينشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار. فيفعل هذا اليهودي، فإذا الجماعة المؤتلفة على الإسلام تتنازع وتتفاخر، فيتواثب رجلان من الأوس والخزرج، فيقول أحدهما لصاحبه: (إن شئتم رددناها الآن جَذَعة)، ويغضب الفريقان جميعاً ويقولون: (قد فعلنا، موعدكم الظاهرة (يعنون مكاناً بعينه)) ويتداعون: (السلاحَ السلاحَ). ويخرجون إلى موعدهم، فيبلغ رسول الله ﷺ الخبر، فيخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى إذا جاءهم قال: (يا معشر المسلمين! الله الله! أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن هداكم الله للإسلام وأكرمكم به، وقطع عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وألف به بينكم؟) فيعرف الأنصار، أوسهم وخزرجهم، أنها نزعة من الشيطان وكيد من (عدوهم)، فيبكون ويتعانقون، ثم ينصرفون مع رسول الله سامعين مطيعين قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شأس بن قيس اليهودي. (عن ابن إسحاق وغيره). وأنا ألست أروي لك هذا إلا لتقف على كيد يهود كيف كان؟ ولتعرف كيف كان ترفقهم إلى إثارة العداوة بين هذين الحيّين منذ قديم؟ ولتنظر لم كانوا يحبون أن تظل هذه العداوة حية متوقدة ليأكلوا من ثمراتها مالاً وغلبة وسلطاناً على العرب؟ ولتقارن هذا كله بما لا يزال يجري إلى أيامنا هذه على يد هذه الشرذمة الخبيثة من بني إسرائيل! ثم ينزل الله جلت أسماؤه في أمر هذه الفتنة يخاطب المسلمين الذين كان رسول الله بين أظهرهم، لم يمُت بعد: (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتابَ يردوكم بعد إيمانكم كافرين. وكيف تكفرون وأنتم تُتلى عليكم آياتُ الله وفيكم رسوله، ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم). وإذن، فنحن لا نستطيع أن نكبر أصحاب رسول الله ﷺ من الأوس والخزرج عن أن يطيعوا فريقاً من اليهود حتى كادوا يردونهم بعد إيمانهم كافرين، ولا أن ننزههم عن ذلك وهم تتلى عليهم آيات الله وفيهم رسوله! كما فعل الدكتور طه حين أراد أن ينزه أهل الصدر الأول من الإسلام في سنة 53 من الهجرة بعد أن قبض الله إليه نبيه بأكثر من عشرين سنة، وبعد أن نشأت ناشئة من الشباب لا يدَّعي أحد أنهم جميعاً كانوا أحرص على إيمانهم من أصحاب محمد وأنصاره الأولين. وهذا خبر واحد رويته، فإن شئت أن أروي الأخبار كلها لما وسعني كتاب أشرح فيه أمر هذه الفتن التي أرّثتها اليهود في عهد رسول الله ﷺ، ولا يسعني أن أنص على كل آيات كتاب الله التي نزلت في أخبار هذه الفتن. وحسبي أن أذكر من نسي أن أخبار المنافقين والآيات التي نزلت فيه، كانت كلها في المدينة لا في مكة، وأن ذلك دليل على النفاق كان حيث تكون يهود، وأن (الأعراب) لم يذكروا إلا في السور المدنية مقروناً بالنفاق والمنافقين، وأن قول الله تعالى في سورة راءة (الأعرابُ أشد كُفراً ونفاقاً) نزلت في بني أسد وغطفان، وهم كانوا حلفاء يهود في الجاهلية وفي زمان الإسلام. وهذا شئ أرجو أن يتذكره الدكتور حتى نعود إليه. ولم يكن كل هذا المكر والكيد والإيقاع عملاً جاء عفو الخاطر من اليهود. ولا كان مأتاه من إساءة لحقتهم من حلفائهم الأوس والخزرج من المؤمنين غير المنافقين، بل هو شر انطوت عليه يهود لا يزايلهم ولو أحسن المسلمون إليهم، وهو حقد وضغينة وكفر وعدوان على أهل هذا الدين، وهم كما وصفهم الله أشد الناس عداوة للذين آمنوا بمحمد صلوات الله عليه. ودليل ذلك أن رجالاً كثيراً من الأوس والخزرج كانوا يواصلون رجالاً من اليهود لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية، فكانوا يصافونهم المودة بهذه الأسباب، ويستنصحونهم في أمورهم دون أن يشكوا فيهم أو يتوجسوا منهم خيفة. فأنزل الله في محكم كتابه ينهاهم عن فعل ذلك: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانةً من دونكم لا يألونَكم خبالاً ودُّوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر، قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون. ها أنتم أؤلاءِ تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا، وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ، قُل موتوا بغيظكم إنَّ الله عليم بذات الصدور). وهؤلاء (الذين قالوا آمنا) هم الذين نزلت فيهم الآية السابقة قبل هذه في سورة آل عمران: (وقالت طائفةٌ من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون). وهذه الآية وسبب نزولها يدل دلالة صريحة على أن أهل الإسلام الأول، كانوا لا يزالون يعدون الحلف بينهم وبين يهود حلفاً صادقاً لا غش فيه، وأن يهود كانت تظهر المودة وتخفي أشد العداوة وأشد الغيظ على هؤلاء الذين آمنوا بمحمد ﷺ، وأنهم كانوا يتخافتون بهذه العداوة، وأنهم كانوا يخدعون هؤلاء المؤمنين بإظهار الإيمان وإبطان الكفر، حتى إذا صدّقهم بعض المؤمنين عادوا فأظهروا الكفر ليفتنوهم ويخدعوهم عن دينهم. فإذا صح هذا، وهو صحيح، ورسول الله بين أظهرهم، فهو أحق بالصحة في سنة 53 من الهجرة، لا نكبر أهل الصدر الأول من الإسلام أن يقعوا في مثله وفي أشد منه. ويستطيع الدكتور طه، ويستطيع كل من أطاق القراءة، أن يقرأ كتب السير والمغازي منذ هاجر رسول الله من مكة إلى المدينة، إلى يوم دعاه ربه إلى الرفيق الأعلى، فسيجد أنه لا تكاد تنتهي وقعة بدر الكبرى بالنصر الأعظم لجند الله حتى يسلم رأس النفاق عبد الله بن أبي ابن سلول وجماعته من المنافقين، وكانوا أعوان يهود، ومن يومئذ ينفجر النفاق ويستشري خطره، حتى تنزل فيه الآيات الكثيرة، وحتى يطلع الله ورسوله على خبايا نفوسهم وعلى أعيانهم. ومن يومئذ يجاهر بعض اليهود بنقض العهد الذي كتبه رسول الله بينه وبينهم عند مقدمه إلى المدينة، فيكون مقتل اليهودي أبي عَفَك، ثم تكون غزوة يهود بني قينقاع، ثم استعانة أبي سفيان بن حرب بيهود بني النضير ينقلون إليه أخبار نبي الله. ثم يكون ما كان يوم أحد من خروج عبد الله ابن أبي ابن سلول المنافق مع رسول الله حتى إذا بلغ رسول الله أحُداً انخزل ابن أبي في كتيبة أشياعه وهو يقول: (أيعصيني ويطيع الولدان؟)، ثم يهزم المسلمون، فإذا عادوا إلى المدينة شمت بهم عبد الله بن أبي ابن سلول وأصحابه المنافقون، وأظهرت يهود القول السيئ يقولون: ما محمد إلا طالب ملك! ما أصيب هكذا نبي قط! أصيب في بدنه، وأصيب في أصحابه: ثم لا تمضي خمسة أشهر حتى يحاول يهود بني النضير قتل رسول لله غدراً حين جاء منازلهم، فأتمروا أن يطرحوا عليه صخرة من فوق البيت الذي هو تحته، فجاءه الوحي بما هموا به. ثم يخرج أبو رافع سلام بن أبي الحقيق اليهودي بعد أشهر إلى (غطفان) ومن حولهم من مشركي العرب، يغريهم بقتال رسول الله ﷺ. ثم. . . ولا تزال تمضي من حدث إلى حدث، ومن غدر إلى غدر، ومن نفاق إلى نفاق، واليهود رأس ذلك كله، والعاملون عليه، والموغلون فيه، إلى أن تنتهي إلى خبر اليهودية التي وضعت السم في الشاة ودعت رسول الله ﷺ وهو بخيير، فأكل من شاتها ثم نبئ أنها مسمومة فلفظها. فما معنى هذا كله؟ معناه أن اليهود لم يفتر لهم لسان ولا يد ولا غش ولا غدر ولا خديعة ولا ضغن منذ ظهر أمر رسول الله ﷺ، وأن هذه الشحناء لم تكن عن إساءة لحقتهم من الذين آمنوا بل كانت عصبية يهودية محضاً، وخليقة مركبة في طباع هذا الجنس من البشر، وأن النفاق كان طرفاً من دسائسهم ومتنفساً لأضغانهم على أهل هذا الدين، وأن الله قد وصفهم وصف الحق إذ يقول تباركت أسماؤه: (لُعِن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون. ولو كانوا يؤمنون بالنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون. لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون) وهذه الصفة التي وصفهم الله تعالى بها، لم تنقطع ولن تنقطع ما بقي على الأرض مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وسترى في الكلمة الآتية كيف استطاع اليهود أن يفسدوا على المسلمين أموراً كثيرة، وأن يثيروا فتنة كادت تذهب بالإسلام كله لولا أن الله قد وعد عباده أن يظهر هذا الدين كله ولو كره الكافرون. محمود محمد شاكر