مجلة الرسالة/العدد 759/نقل الأديب
→ فن المسرح | مجلة الرسالة - العدد 759 نقل الأديب [[مؤلف:|]] |
من وراء المنظار ← |
بتاريخ: 19 - 01 - 1948 |
للأستاذ محمد إسعاف النشاشبي
964 - إن الله جميل يحب الجمال
في (تيسير الوصول) وقد جمع (الأصول الستة)
لا يخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. فقال رجل: أن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة فقال أن الله جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمص الناس
أن رجلا جميلا أتى النبي فقال: إني أحب الجمال، وقد أعطيت منه ما ترى حتى احب أن يفوقني أحد بشراك نعل، أفمن الكبر ذلك يا رسول الله؟ قال لا، ولكن الكبر من بطر الحق، وغمص الناس.
عن أبي قتادة قال: قلت يا رسول الله، أن لي جمة أفأرجلها قال: نعم، وأكرمها. فكان أبو قتادة ربما دهنها باليوم مرتين من اجل قوله نعم وأكرمها.
أتى رجل النبي ثائر الرأس واللحية فأشار إليه كأنه يأمره بإصلاح شعره ففعل ثم رجع. فقال: أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان. . .
عن أبي الأحوص عن أبيه قال: أتيت النبي وعلى ثوب دون فقال: ألك مال؟ قلت: نعم قال: من أي المال؟ قلت: من كل المال قد أعطاني الله. قال: فإذا أتاك الله تعالى مالا فلير أثر نعمته عليك وكرامته.
965 - لما تكلم فوقنا القدر
ابن هانئ الأندلسي:
مما دهانا أن حاضرنا ... أجفاننا والغائب الفكر
وإذا تدبرنا جوارحنا ... فأكلهن الغين والنظر
لو كان للألباب ممتحن ... ما عدّ منها السمع والبصر
أيُّ الحياة ألذ عيشتها ... من بعد علمي إننا بشر؟
خرست لعمر الله ألسننا ... لما تكلم فوقنا القدر
966 - يا أبا صالح احفظه في (تاريخ الولاة) للكندي: لما ولى (مصر) أبو صالح يحيى بن داؤد من قبل المهدي، وكان من اشد الناس سلطانا، وأعظمهم هيبة - منع من غلق الأبواب بالليل، ومنع أهل الحوانيت من غلقها حتى حطوا عليها شرائح القصب تمنع الكلاب منها. ومنع حراس الحمامات أن يجلسوا فيها وقال: من ضاع له شئ فعلي أداؤه فكان الرجل يدخل الحمام فيضع ثيابه ويقول: يا أبا صالح احفظها فكانت الأمور على هذه مدة ولاته.
في (تاريخ الولاة) للكندي: ولى مصر عيسى بن منصور سنة (216). فانقضت اسفل الأرض كلها عربها وقبطها واخرجوا العمال، وخالفوا الطاعة وكان ذلك لسوء سيرة العمال فيهم. وقدم المأمون مصر سنة (217) فسخط على عيسى بن منصور، وأمر بحل لوائه وبلباس البياض، وقال: لم يكن هذا الحديث العظيم إلا عن فعلك وفعل عملك: حملتم الناس مالا يطيقون وكتمتوني الخبر حتى تفاقم الأمر واضطرب البلد!
967 - إن لاتصال حقا في أموالنا لا في أعراض الناس
وأموالهم
في (مواسم الأدب):
قال: الربيع للمنصور: أن لفلان حقا فان رأيت أن تقضيه، وتوليه ناحية فقال يا ربيع: أن لاتصاله حقا في أموالنا لا في أعراض (الناس) وأموالهم. أنا لا نولي للحرمة والرعاية بل للاستحقاق والكفاية. ولا تؤثر ذا النسب والقرابة على ذي الدراية فمن كان منكم كما وصفنا شاركناه في أعمالنا. ومن كان عطلا لم يكن لنا عذر عند الناس في توليتنا إياه، وكان العذر في تركنا له وفي خاص أموالنا ما يسع.
968 - أدبنا الله قبل معرفتنا بحكمة ارسطاطاليس
قال أرسطو للإسكندر: ليكن ملكك في البلاد بالتودد إلى أهلها لا كقهر الراعي غنمه بالعصا، فانك في طاعة المودة احمد بدءا وعاقبة من طاعة والاستطالة.
فحدث بهذا القول المأمون فقال: لقد حث على التودد فاحسن، وقد أدبنا الله قبل معرفتنا بحكمة ارسطاطاليس (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
969 - قصيدة مبيدة. . .
في (نفخ الطيب):
لما استوزر باديس صاحب غرناطة اليهودي الشهير بابن نقولة، واعضل داؤه المسلمين قال زاهد البيرة وغرناطة أبو إسحاق الألبيري قصيدته النونية المشهورة التي منها في إغراء ضهاجة باليهود:
ألا قل لصهاجة أجمعين ... بدور الزمان وأسد العرين
مقالة ذي مقة مشفق صحيح النصيحة دنيا دين
لقد زل سيدكم زلة ... اقر بها أعين الشامتين
تخير كاتبه كافراً ... ولو شاء كان من المؤمنين
فعز اليهودُ به وانتموا ... وسادوا وتاهوا على المسلمين
فثارت إذ ذاك، صنهاجة على اليهود وقتلوا منهم مقتلة عظيمة. وفيهم الوزير المذكور. وعادة الأندلس أن الوزير هو الكاتب.