الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 752/البريد الدبي

مجلة الرسالة/العدد 752/البريد الدبي

بتاريخ: 01 - 12 - 1947


معهد الجزيرة لعربية:

لا يزال الذين يغارون على مستقبل الأدب العربي بجامعة فؤاد يبدون

الأسف على ما أشيع من نقل الدكتور عبد الوهاب عزام بك من عمادة

كلية الآداب إلى عمادة المفوضية المصرية في المملكة السعودية بعد أن

خلا في الجامعة مكانا الأستاذين طه حسين بك وأحمد أمين بك،

ويقولون أن نقل الأستاذ العميد من السلك الأدبي إلى السلك السياسي

خسارة لدراسة الأدب وقيادته لا تعوض.

ولكن الذين يعرفون أن آل عزام من أولي العزم، وأن عزمهم لا يكاد يعدو الإسلام والعروبة، يعتقدون أنهم في كل وجهة وفي كل عمل إنما يجاهدون في سبيل الدين والأدب، ويذكرون على سبيل المثال أن من رأى الدكتور عزام أن ينشأ في الجزيرة العربية معهد لدراستها من النواحي التاريخية والأدبية والجغرافية والجيولوجية تشرف عليه الحكومة السعودية ويتولى العمل فيه بعثة من جامعة فؤاد الأول أو لجنة من جامعة الدول العربية يكون من أعضائها الجغرافي والمهندس والأديب والطبيب والنباتي والمؤرخ، فيزورون معالمها، ويرودون مجاهلها، ويضعون في ذلك الكتب المطولة والخرائط المفصلة التي تتمم ما بدأ به الأقدمون، وتصحح ما أخطأ فيه المستشرقون، وتعين المواضع التي ذكرت في القرآن الكريم ووردت في السيرة النبوية والقصص والأشعار والأمثال، وتصف حيوان الجزيرة ونباتها ومعادنها وأحجارها على الأساليب العلمية الحديثة؛ فإن الجزيرة مهد العرب ومنشأ تاريخهم ولغتهم، ولا يزال الأدب العربي خارج الجزيرة يحمل ذكرى هذا الإقليم العظيم في الألفاظ والأخيلة والصور. فليس مما يزكو بالدول العربية اليوم أن تظل واقفة في علمها بالجزيرة عند ما كتب الهمداني في القرن الرابع، أو تصبح عالة على ما يكتب الأوربيون في العصر الحاضر. فإذا كان نقل الدكتور عزام من الأدب إلى السياسة، ومن مصر إلى الحجاز، سبيلاً إلى تنفيذ هذا الرأي، وتحقيق هذا الغرض، فإن العوض يكون أجل والمكسب يكون أعظم.

الفضاء والعدم:

اطلعت على ما كتبه الأستاذ نقولا الحداد في العدد 748 من الرسالة الغراء عن الفضاء والعدم. وفيه يقول إن هذا الحيز الذي نسميه فضاء لا بد أن يكون مشغولاً بمادة حتماً. وأنا أقول أنه لا يجوز لنا أن نبني أقوالنا في علم الطبيعة على الحتم هذا، فأن أجازه حضرة الكاتب فيجوز لي ولأي شخص آخر أن يقول إن قوانين الجاذبية الأرضية التي صاغها إيزاك نيوتن ناقصة حتماً ولا يجوز الأخذ بها كقوانين ثابتة في علم الطبيعة، إذ ربما كان هناك مكان على سطح الأرض تسقط فيه الأثقال من أسفل إلى أعلى، وليس في وسع الأستاذ نقولا أو أي عالم من علماء الطبيعة أن يقول إن مكاناً كهذا لا وجود له في مكان ما على سطح الأرض ما دام في الأرض بقاع لم يردها رائد للتثبيت من أن سقوط الأجسام يجري فيها طبق العادة ووفقاً لقوانين نيوتن.

فإذا وجد ذلك المكان أنهدم وانهار أثبت وارسخ ما قام عليه بناء العلم من قوانين.

ونسى الأستاذ أو أغفل ما قاله أنيشتاين في نظريته النسبية وبما أجرى الكثير من علماء الطبيعة من تجارب علمية تنكر ما يسمى بالأثير.

أما أنيشتاين فقد قال إن السرعة النسبية بين جسمين ماديين قد يكون لها أثر محسوس في الظواهر المشاهدة، أما السرعة المطلقة لجسم في الأثير الراكد فلا أثر لها في المشاهدات ولا وسيلة لقياسها، وإذن فلا يجوز لنا أن نفترض وجود مكان مطلق إذا كانت كل الوسائل التي نملكها عاجزة عن قياس سرعتنا في هذا المكان. ولا معنى للقول بوجود أثير راكد إذا كنا لا نستطيع تحديد مقدار حركتنا في هذا الأثير ولا اتجاهها. وعليه يجب أن نعدل عن فرض وجود هذا الأثير المكاني وأن تقول بنسبية المكان.

وثبوت سرعة الضوء حسب (تجربة ميكلش ومورلي) مبدأ أساس في نظرية النسبية وهو قانون من قوانين الطبيعة وهو طبقاً لمبدأ النسبية مستقل عن الزمان وعن المكان وعن الحركة؛ وعلى ذلك فسرعة الضوء يجب أن تكون مستقلة عنها جميعاً.

أحمد محمد خلف

ضدان: الضدان في قانون المنطق يستحيل عليهما الاجتماع، ويمكن لهما الارتفاع ولكنهما في منطق السياسة، يمكن اجتماعهما، ويستحيل ارتفاعهما وهو منطق عجيب غريب. ومن ثم فهو مريب!

ذلك أن الروس والأمريكان، لأول مرة يلتقيان. فينفقان، وإن كان في تلاقيهما معنى الفراق، وفي فراقهما معنى التلاق، فقد اجتمعا. ويا سوء ما اجتمعا، على مشكلة فلسطين بالتقسيم، وإن اختلفت مصلحتهما في الصميم.

فأمريكا تريد أن تحفظ لنفسها بالوشل، عن طريق الدولة اليهودية المنتظرة! وروسيا تريد ان تقيم الدليل على إنجلترا بالفشل، عن طريق الحرب الأهلية المستعمرة. فيا لها من لعبة سياسية، لا شرقية ولا غربية. قد انكشف قناعها، وبطل اجتماعها وارتفاعها أيها العرب، الجهاد بالدماء. والذماء، فانه ليوشك ان يرد المنطق المعكوس، قوة الواقع الملموس.

أسنا

بكير أبو رجيلة

بيت في قصيدة:

في عدد (الهلال) الصادر في نوفمبر الجاري قصيدة للشاعر الكبير الأستاذ على الجارم بك بعنوان (صحوة مصر) استوقفني منها هذا البيت:

وإذا ما الأقوياء انتصروا ... فعلى الدنيا وأهليها العفاء!

إذ كيف لا ينتصر الأقوياء المتراصون كالبنيان والله سبحانه وتعالى في كتابة المنزل يقول (وأعدوا لهم ما استطعتم من (قوة) ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).

إلا أن يكون المعنى بالأقوياء (الظالمين) كالحلاف.

(الزيتون)

عدنان

خضراء الدمن: ذكرى في عدد الرسالة الخيرة (إياكم وخضراء الدمن) على أنه حديث نبوي، وأنه من جوامع الكلم.

وقد بسط علماء الجرح والتعديل والقول في هذا الخبر فرأوا أنه إلى الوضع أقرب منه إلى الصحة، وقال العلامة المحدث العجلوني في كتاب (كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما أشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس): قال الدارقطني: لا يصح من وجه.

أحمد مصطفى عليبة

رسالة (الفن القصصي في القرآن) والأزهر:

أصدر العلماء المدرسون في كليات الأزهر وفي مقدمتهم الشيخ الشربيني من هيئة كبار العلماء، والشيخ عبد الله عامر وكيل كلية الشريعة، والشيخ عبد العزيز خطاب وكيل كلية أصول الدين، والشيخ محمد أبو النجا وكيل كلية اللغة العربية، الفتوى الشرعية التالية:

(اطلعنا على الاستفتاء المقدم من فضيلة الشيخ عبد الفتاح بدوي المدرس بكلية اللغة العربية عن النصوص الواردة في رسالة الفن القصصي في القرآن المقدمة من محمد أحمد أفندي خلف الله العميد بكلية الآداب، ونفتي بأن هذه النصوص مكفرة يخرج بها صاحبها من دين الإسلام، وإنه متى ثبتت هذه النصوص، فإن مؤلفها كافر، والمشرف على تأليفها المقر لها كافر، ويجب أن لا يتصل أحد منهما بدراسة القرآن الكريم في الجامعة أو سواها، ويجب أن يعاقبا بما تقضي به قوانين المملكة المصرية، لأن عملهما هذا خروج على الإسلام دين الدولة). وقد أرسلت هذه الفتوى إلى المراجع العليا. وقد وجه النائب المحترم عبد العزيز الصوفاني بك سؤالاً إلى معالي وزير المعارف بشأن هذه الرسالة، فطلب معاليه تأجيل الإجابة، وطلب الرسالة من كلية الآداب، وألف لجنة برياسته تضم بعض كبار العلماء وأساتذة الجامعة لدراستها من الناحية الدينية.