مجلة الرسالة/العدد 751/من الشعر السياسي
→ في محنة الوباء | مجلة الرسالة - العدد 751 من الشعر السياسي [[مؤلف:|]] |
أغنية ← |
بتاريخ: 24 - 11 - 1947 |
إشراقة الفجر
للأستاذ محمد عبد الغني حسن
فجر أضاء على إظلامة الزمن ... تكفي الليالي التي طالت على الوسن
هذا الأذان بشير الصبح في بلد ... يرن تسبيحه الله في الأذن
يا ثائرين على الأرسان موثقة ... أن الكريم عدو القيد والرسن
ما كان نومكمو يوماً على وهن ... أو كان مرقدكم يوماً على غبن
ولم تكن مصر في أغلال آسرها ... مأسورة الروح بل مأسورة البدن
يا موكب النصر أغلينا فرائده ... والمجد لا يشترى يوماً بلا ثمن
ما أرخص الروح في الأوطان هينة ... لكنها لسوى الأوطان لم تهن
ماذا شهدت من (الستين) زائدة ... إلا الثبات على الأحداث والمحن
تلين كل قناة عند غمزتها ... لكن قناتك عند الغمز لم تلن
شدت على البأس ما مالت لمختبر ... عند اللقاء ولا اهتزت لممتحن
كأن صعدتها الأهرام صاعدة ... أعيا على الزمن الباقي من الزمن
يا نائمين على أمجاد أمسكمو ... ما قيمة المجد في اللفات والكفن؟
أما كفى العمر نقضيه مفاخرة ... على الهياكل أو شدوا على الدمن؟
هبوا أبوتكم قد أعرقت نسباً ... فمن أبو الشمس في إشراقها الحسن؟
ما قيمة الأمس في ماضي تفطنه ... إن لم يكن سبباً في حاضر الفطن؟
قالوا (الجلاء) فقلت العبء أثقله ... عند التفرد بالأعباء والإجن
إن (الجلاء) عن الأرواح قد صدئت ... ليس (الجلاء) عن الكورات والمدن
وللخلاص التزامات أنحسبها ... نوعاً من اللهو أو ضرباً من الددن
والحق لم يحمه جيش بلا عدد ... عند اللقاء، وأسطول بلا سفن!!
والمجد لا يبتني إلا وحائطه ... دعامتان من الأخلاق والفطن
أمامكم تبعات المجد فاصطبروا ... في المركب الوعر أو في المطعم الخشن
هي العزائم لا تنبو على ريب ... من الزمان ولا تخبو على الظ فما استحال على الإيمان مطلب ... إن قلت يا مستحيل الأمر كن يكن
نعمى الجلاء على الأعمال باقية ... ولا تدوم على الأقوال واللسن
شر البلية أوطان بلا سند ... من الرجولة لا قوم بلا وطن.
محمد عبد الغني حسن