مجلة الرسالة/العدد 750/من شواهد الشواهد
→ لسان السياسة البريطانية | مجلة الرسالة - العدد 750 من شواهد الشواهد [[مؤلف:|]] |
ليل الهوى ← |
بتاريخ: 17 - 11 - 1947 |
للأستاذ علي الطنطاوي
40 - إذا ماغضبنا غضبة مضرية=هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دما
للقحيف بن خمير (أو خمير) بن سليم الندي (أو البدى) شاعر اسلامي كوفي أدرك الدولة العباسية، أخذه منه بشار فأدخله في قصيدته، وقبله:
لقد لقيت أفناء بكر بن وائل ... وهزان بالبطحاء ضرباً غشمشما
41 - ومن لم يمت بالسيف مات بغيره=تعددت الأسباب والموت واحد
لأبن نباته السمدي الشاعر عصري المتنبي، روى ابن خلكان أنه قال: كنت يوماً في دهليزي فدق عليّ الباب، فقلت: من؟ قال: رجل من أهل المشرق. قلت: ما حاجتك؟ فقال: أنت القائل (وذكر البيت)؟ فقلت: نعم. قال: أرويه عنك؟ قلت: نعم. فمضى. فلما كان آخر النهار، دق عليّ الباب. فقلت: من؟ قال: رجل من أهل المغرب. فقلت: ما حاجتك؟ فقال: أنت القائل (وذكر البيت)؟ قلت: نعم. قال: أرويه عنك؟ فقلت: نعم. وعجبت كيف وصل إلى المشرق والمغرب
42 - والناس ألف منهم كواحد=وواحد كالألف إن أمر عني
لأبي بكر بن دريد، الأمام اللغوي، من مقصورته المشهورة، التي يقول فيها:
من ظلم الناس تحاموا ظلمه ... وعز عنهم جانباه واحتمى
من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما - راح به الواعظ يوماً أو غدا
من لم تفده عبراً أيامه ... كان العمى أولى به من الهدى
من عارض الأطماع باليأس رنت ... إليه عين العزّ من حيث رنا
من عطف النفس على مكروهما ... كان الغنى قرينه حيث انتوى. الخ
وقد عارضها هازلاً محمد بن عبد الواحد الشاعر المعروف بصريع الدّلاء، بمقصورة عجيبة، أسوق أبياتاً منها، وإن لم تكن من صلب موضوعي، قال:
من لم يرد أن تلتقب نعاله ... يحملها بكفه إذا مشى
ومن أراد أن يصون رجله ... فلبسها خير له من الحفى
من دخلت في عينه مسلة ... فاسأله من ساعته عن العمى من أكل الفحم تسود فمه ... وصار صحن خده مثل الدجى
من صفع الناس، ولم يدعهم ... أن يصفعوه فعليهم أعتدى
من ناطح الكبش تفجر رأسه ... وسال من فوقه شبه الدما
من طبخ الديك ولا يذبحه ... طار من القدر إلى حيث يشا
من شرب المسهل في فصل الشتا ... أطال ترداداً إلى بيت الخلا
من مازح السبع ولا يعرفه ... مازحه السبع مزاحاً بجفا
من فاته العلم وأخطاه الغنى ... فذاك والكلب على حد سوا
والدرج يلفى بالنشا ملتصقاً ... والسرج لا يلصق إلا بالغرا
والذقن شعر في الوجوه نابت ... وإنما الاست التي تحت ال (كذا)
فأستمعوها فهي أولى بكم ... من زخرف القول ومن طول المرا
فتلك كالدر يضيء لونها ... وهذه في وزنها مثل الخ. . . . . . .
43 - إذا لم يكن صدر المجالس سيداً=فلا خير فيمن صدرته المجالس
لأبن خالويه الحسن بن أحمد اللغوي النحوي، وكان له شعر حسن رواه في اليتيمة، وبعده:
وكم قائل: مالي رأيتك راجلاً؟ فقلت له: من أجل أنك فارس!
44 - مالي سوى قرعي لبابك حيلة=فلئن رددت فأي باب أقرع؟
لأبي القاسم عبد الرحمن الخطيب الأندلسي الشاعر الصوفي توفي في مراكش في أواخر القرن السادس الهجري. من قطعته المشهورة عند الصوفية، وهي:
يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنمت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها ... يا من إليه المشتكي والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن ... أمين فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلة ... فبالافتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي. . . (البيت)
من ذا الذي أدعو وأهتف يأسمه ... إن كان فضلك عن عبيدك يمنع
حاشا لمجدك أن تقنط عاصياً ... الفضل أجزل والمواهب أوسع
45 - إن الثمانين (وبلغتها) =قد أحوجت سمعي إلى ترجمان لعوف بن محلم الشيباني شاعر مجيد كان نديماً لطاهر بن الحسين ثلاثين سنة لا يفارقه ثم لأبنه من بعده. من قصيدة قالها لعبد الله ابن طاهر، وقد دخل عليه فكلمه فلم يسمع، فأرتجل هذه القصيدة، وقبله:
يا أبن الذي دان له المشرقان ... طراً وقد دان له المغربان
وبعده:
وبدلتني بالشطاط انحنا ... وكنت كالصعدة تحت السنان
وقاربت مني خطاً لم تكن ... مقاربات وثنت من عنان
ولم تدع فيّ لمستمتع ... إلا لساني وبحسبي لسان
46 - لايعرف الشوق إلا من يكابده=ولا الصبابة إلا من يعانيها
للأبله البغدادي محمد بن بختيار من شعراء الجريدة شاعر مولد رقيق توفي في أواخر القرن السادس الهجري، لقب بالأبله لقوة ذكائه. .
47 - ما أنت أول سار غره قمر
شطر بيت للحريري صاحب المقامات. وبعده:
= ورائد أعجبته خضرة الدمن
فأختر لنفسك غيري إنني رجل ... مثل المعيدي فأسمع بي ولا تراني
48 - منذا يعيرك عينه تبكي بها=أرأيت عيناً للبكاء تعار
للعباس بن الأحنف، وقبله:
نزف البكاء دموع عينيك فأستعر ... عيناً لغيرك دمعها مدرار
49 - قالوا أقترح شيئاً نجد لك طبخه=قلت أطبخوا لي جبة وقميصاً
لأحمد بن محمد الأنطاكي المعروف بأبي الرقعمق المتوفي في نهاية القرن الرابع، شاعر يغلب على شعره الهزل كأبن حجاج وصريع الدلاء، وقبله:
إخواننا قصدوا الصبوح بسحرة ... فأني رسولهم الىّ خصوماً
وله في الهزل قصيدة طويلة، أولها:
وقوققي وقوققي ... هدية في طبق
أما ترون بينكم ... تيساً طويل العنق 50 - والناس من يلق خيراً قائلون له=ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل
للقطامي وأسمه عمير بن شيسيم التغلبي شاعر إسلامي متقدم من الفحول ولقب القطامي ببيت قاله، وقبله:
والعيش لا عيش إلا ما تقرّ به ... عين ولا حال إلا سوف ينتقل
وبعده:
51 - قد يدرك المتأني بعض حاجته=وقد يكون مع المستعجل الزلل
52 - وربما ضرّ بعض الناس حزمهم=وكان خيراً لهم لو أنهم عجلوا
53 - فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره=ومن يغو لا يعدم على الغيّ لائما
للمرقش الأصغر، وأسمه عمرو (وقيل ربيعة) بن حرملة وقبله:
أمن حلم أصبحت تمكث واجماً ... وقد تعترى الأحلام من كان نائماً
53 - ألهي بني جشم عن كل مكرمة=قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
لِمَوْج بن قيس بن مازن وهو ابن أخت القطامي شاعر خبيث اللسان، وبعده:
يفاخرون بها مذ كان أولهم ... يا للرجال لفخر غير مَسْؤوم
إن القديم إذا ما ضاع آخره ... كساعد فّله الأيام محطوم
54 - لو بغير الماء حلقي شرق=كنت كالغصان بالماء أعتصاري
لعدي بن زيد العبادي، من أبيات له يستعطف بها النعمان. وقبله:
أبلغ النعمان عني مألكا ... أنه قد طال حبسي وأنتظاري
وبعده:
ليت شعري من دخيل يعترى ... حيث ما أدراك ليلي ونهاري
قاعداً يكرب نفسي بثها ... وحراماً كان سجني واحتصاري
55 - جاء شقيق عارضاً رمحه=إن بني عمك فيهم رماح
لَحجل بن نضلة الباهلي، جاهلي، وشقيق هذا هو شقيق ابن جزء بن رياح من بني قتيبة بن معن.
56 - على نحت القوافي من معادنها=وما عليّ إذا لم تفهم البقر
للبحتري.
57 - يا أيها الرجل المعلم غيره=هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذى السقام وذي الضنى ... كيما يصح به وأنت سقيم
لأبي الأسود الدؤلي من قصيدته التي يقول فيها:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم
58 - قومي هم قتلوا أميم أخي=فإذا رميت أصابني سهمي
للحارث بن وعلة الجرمي من شعراء الحماسة، من قصيدته التي مطلعها:
لمن الديار بجانب الرضم ... فمدافع الترباع فالرجم
وبعده:
فلئن عفوت لأعفون جللا ... ولئن سطوت لأوهنن عظمى
59 - أنا أبن جلا وطلاع الثنايا=متى أضع العمامة تعرفوني
لسحيم بن وثيل بن عمرو بن جوين بن وهيب الرياحي من قصيدة له طويلة، وقبله:
أنا أبن الغرّ من سلفي رياح ... كنصل السيف وضاح الجبين
وبعده:
عذرت البزل إن هي صاولتني ... فما بالي وبال أبني لبون
60 - وماذا تبتغي الشعراء مني=وقد جاوزت حد الأربعين
أخو خمسين مجتمع أشدي ... ونجذني مداراة الشؤون
سأجني ما جنيت وإن ظهري ... لذو سند إلى نضد أمين
61 - شاور سواك إذا نايتك نائبة=يوماً وإن كنت من أهل المشورات
للقاضي الأرجاني، وهو ناصح الدين ابو بكر أحمد بن محمد أبن الحسين، قاضي تستر، شاعر فقيه وبعده:
فالعين تبصر منها ما دنا ونأى ... ولا ترى نفسها إلا بمرآة
وله البيت المشهور الذي يقلب حروف صدره فيجيء معك عجزه:
مودة تدوم لكل هول ... وهل كل مودته تدوم
62 - فألقت عصاها وأستقر بها النوى=كما قرّ عيناً بالإباب المسافر
لمعقر بن حمار البارقي، شاعر جاهلي محسن متمكن، وأسمه عمرو، وفي نسبه أختلاف.
وسمى معقراً لقوله في هذه القصيدة:
لها ناهض في الوكر قد مهدت له ... كما مهدت للبعل حسناء عاقر
63 - فيا شجر الخابور مالك مورقا=كأنك لم تجزع على أبن طريف
للفارعة بنت طريف بن الصلت الشيبانية، ترثى أخاها الوليد الشاري البطل الخارجي، الذي خرج أيام الرشيد في نصيبين والخابور وتلك النواحي، من قصيدة لها معروفة، ومنها:
فتى لا يحب الزاد إلا من التقى ... ولا المال إلا من قنى وسيوف
حليف الندى ما عاش يرضى به الندى ... فإن مات لم يرض الندا بحليف
فقدناك فقدان الشباب وليتنا ... فديناك من فتياتنا بألوف
وما زال حتى أزهق الموت نفسه ... شجى لعدو أو لحىّ لضعيف
ألا يا لقومي للحمام وللبلى ... وللأرض همت بعده برجيف
وللبدر من بين الكواكب قد هوى ... وللشمس لما أزمعت لكسوف
ولليث كل الليث إذ يحملونه ... إلى حفرة ملحودة وسقيف
عليك سلام الله وقفاً فأنني ... أرى الموت وقاعاً بكل شريف
(القاهرة)
علي الطنطاوي