مجلة الرسالة/العدد 75/نجوم السينما
→ حسب قلبي | مجلة الرسالة - العدد 75 نجوم السينما [[مؤلف:|]] |
طفت بالحمراء ← |
بتاريخ: 10 - 12 - 1934 |
للأستاذ فخري أبو السعود
عوِّذ فؤادك من بوادر فتنةٍ ... مجلُوةٍ في مَعرِضَ الأشباحِ
ما القلبُ إلا بضعةٌ لو قُسَّمت ... لم تكفِ أسرابَ الْمَها يا صاحٍ
أو تُوفِ ما بالمشهد الخلاَّب من ... فتنٍ ومن غُررٍ ومن أوضاح
ماذا تُبين الشّاشةُ البيضاء من ... سحرٍ وراَء سرابٍها اللمَّاح؟
تجلو خيالات الجمال كأنها ... أطياف أحلامٍ يراها الصَّاحي
تُبدي لعينكَ كلَّ أغيَد شادنٍ ... سابٍ وكلَّ مُغرِّدٍ صدَّاح
جمعت ملاحات الشعوب جميعها ... كالطير من مُتفرِّقِ الأدواح
من بضةٍ تزري بكل خميصة ... وخميصةٍ تُزري بكلِّ رداح
وغضيضةٍ تُصبي بساجي طرفها ... ولبيقةٍ تُغري بثغرِ أقاح
وقسيمةٍ تسبي بوحفٍ فاحمٍ ... داجٍ وفجرٍ دونه مُنصاح
ووضيئةٍ شقراء تقنعُ كلَّ ذي ... بصر بأنَّ الحُسن شعرٌ ضاح
إن الطبيعة ما تزال سخية ... بالحسن تُوليه عطاء سماح
أبداً مُوكلةٌ بهاتيك الدًّمى ... تشتقُّها من حُسنِها الوضّاح
هذى حَوَاريَّاتُ كل مدينة ... للناظرين تجمعَّت في ساح
خَلَعت عليهنَّ الطبيعةُ حُسنها ... بأناملٍ في البَذل غير شِحاح
وسَخت عليهن الحضارةُ بالحُلي ... فَرَفلْنَ في الوضّاء والفيّاح
دوماً تبدَّلُ حالةً من حالةٍ ... ما بين جدّ تارةً ومزاح
بينا تُرى في ثوب زوجٍ ناشزٍ ... يخشى أذاها الناظرون وَقاح
حتى تكون غداً بتولاً أقبلت ... في طُهر أرادنٍ وَسمْتِ صلاح
وتجود أحياناً - وغيرُ فؤادها ... عرَف الأسى - بالمدمع السَّحَّاح
من مثلُ هاتيك النجوم تزوَّداً ... من بهجة الدنيا بكل صُراح؟
حاكَينَ أقمارَ السماء تعدُّداً ... وبَذَذْنَها في الحسْنِ والإصْباح
وتَخِذْنَ هذا العمر يوم رياضةٍ ... ومتاع ألبابٍ وصرف مِراح وتركن في جهلاتها وضلالها ... دُنيا تلاحٍ دائمٍ وكفاح
من لاعنٍ للشَّرِ وهو مُثيرُه ... ومُدجَّجٍ يدعو لنزع سلاح
بين الحياة وبين تمثيلٍ لها ... لا تثقُلُ الدنيا على الأرْواحِ