الرئيسيةبحث

مجلة الرسالة/العدد 75/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 75/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 75
البريد الأدبي
[[مؤلف:|]]
بتاريخ: 10 - 12 - 1934


الأدب البلغاري

الأدب البلغاري من الآداب الأوربية الفتية التي نشأت وازدهرت بسرعة مدهشة؛ فالأدب البلغاري الحديث يرجع إلى نحو ثلث القرن فقط، أي إلى عهد الاستقلال القومي، ومع ذلك فقد سارت هذه النهضة الأدبية واستكملت عناصر النضج بسرعة. وقد نشر الكاتب البلغاري نيكولاي دونتشيف أخيراً كتاباً بالفرنسية عنوانه (المؤثرات الأجنبية في الأدب البلغاري) استعرض فيه مراحل الحركة الفكرية في بلغاريا وخواصها؛ وملخص بحثه أن هذه الحركة على فتوتها قد استطاعت أن تستكمل عناصر ثقافة تامة؛ ومن الطبيعي أن تتجه قبل كل شيء نحو المثل والأماني السلافية، على أنها لم تهمل الاقتباس من مختلف الآداب الأوربية التي تستطيع الانتفاع بها؛ وقد ألفت الحركة لسانها وروحها في الوطن البلغاري، ولم تتدخلالمؤثرات الأجنبية إلا لتصوغ أو توجه هذه المادة القوية الأصيلة، ولكنها لك تحولها قط عن طرافتها وتقدمها الطبيعي

وقد استطاعت الحركة الفكرية البلغارية في مبادلاتها مع آداب الأمم الأخرى أن تنفذ إلى جميع نواحي الشعر والنثر والخواص النفسية، وجميع مظاهر التفكير البشري؛ ويشرح دونتشيف في كتابه مختلف التيارات التي اندمجت في المجرى القوي الذي أوحى به الاستقلال القومي، ويبين كيف أن هذا الأدب الفتي الذي أستعاد كل ثروته اللغوية، قد تحول إلى مادة غنية تضم كل ما وهبته الأمم المجاورة أو كل ما بثته فيها

والأدب البلغاري لا يزال بلغارياً في روحه وجوهره، وذلك رغم تأثره بالآداب الروسية والفرنسية والألمانية، مما يدل على قوته وحيويته؛ فهو لم يخضع قط لهذه المؤثرات خضوع العبد المساق، وهو ليس مقلداً ولا ناقلاً فقط؛ وكل ما هنالك أنه كالتلميذ الذي يستقي من أستاذه، ليصوغ ما يأخذه في معدن عبقريته المستقيلة، وهو لا يقتبس إلا ما يفيد في تغذية قلبه وروحه، ويرفض كل ما هو سطحي أو مصطنع؛ وكل ما يخرجه يتميز بطابعه الخاص، بحيث لا يطغي عليه أي طابع آخر، وهذا الازدهار نتيجة طبيعية لحركة لا تدور حول نفسها عبثاً، ولكنها تفتح صدورها لكل الرياح التي تهب عليها من كل مكان يتفتح فيه الذهن البشري، فتزداد في ذلك نماء وخصباً ولم يبق الأدب البلغاري مجهولاً بعد في أوربا الوسطى والغربية. فقد ترجم الكثير من الآثار البلغارية، إلى الألمانية والإنكليزية؛ وظهرت قطع مسرحية بلغارية في أثوابها المترجمة على الكثير من المسارح الأوربية.

في الأكاديمية الفرنسية

خلت منذ حين أربعة كراسي في الأكاديمية الفرنسية على أثر وفاة المسيو بوانكاريه ومسيو بارتو، ومن قبلها مسيو كاميل جوليان المؤرخ، والماريشال ليوثي، وقد أنتخب أخيراً مكان كاميل جوليان المسيو ليون بيرار السياسي والخطيب الأشهر، وانتخب مكان الماريشال ليوثيزميله الماريشال فرانش دسبريه. وأما كرسي المسيو بارتو، فأنهم يرشحون له مسيو دومرج رئيس الجمهورية الأسبق ورئيس الوزارة السابق؛ وهنالك إجماع على انتخابه فيما لو قدم ترشيحه، غير أنه لم يعرف رأيه في ذلك الاقتراح بعد

وستعقد الأكاديمية جلستها التالية في يوم 20 ديسمبر الحالي؛ ويلقي مسيو بول فاليري خطاب الافتتاح وتوزع بعض الجوائز الأدبية.

مؤلف جديد عن نابليون

صدرت كتب عديدة جامعة بمختلف اللغات عن نابليون بونابرت وعن عصره؛ وصدر أخيراً مؤلف جديد بقلم المؤرخ الفرنسي الكبير (لوي مادلان) عنوانه (نابليون) ويدرس مسيو لوي مادلان نابليون من ناحية جديدة، هي ناحية (المنشئ على الطريقة الرومانية). وكان من أشهر الدراسات التي صدرت عن نابليون في العهد الأخير دراسة لأميل لودفيج الكاتب الألماني يدرس فيها نابليون من نواحيه الشخصية والإنسانية، ولكن دراسة لودفيج يغلب عليها الطابع المسرحي، وهو الذي يغلب على معظم كتابات لودفيج، أما بحث لوي مادلان، فيغلب عليه الطابع النفسي والعلمي. وهو يرى في نابليون (لاتينياً) وارثاً للإمبراطور شارلمان؛ ويراه إمبراطوراً من طراز روماني، نام منذ عصر ماركوس أورلويس، ثم نهض فرأى العالم حوله أنقاضاً وأطلالاً؛ ولكنه بدلاً من أن يتخذ رومة مركزاً لبنائه أتخذ باريس وجزيرة فرنسا في نظره نواة مركزية لاتحاد أوربي جامع، ولكنه لم يكن يرمي إلى طبع أوربا بالطابع الفرنسي، بل كان يرى في حريات الشعوب التي تتألف منها الإمبراطورية الشاسعة ما كان يراها الرومان

ثم هل كان نابليون فرنسياً؟ لقد كان يشعر أنه فرنسي؛ ولم يكن في قوله: (إني أريد أن أثوي على ضفاف السين إلى جانب أولئك الفرنسيين الذين شد ما أحببتهم) ما يدل على شعوره بأنه أجنبي؛ وإنما كان شعوره أنه (روماني). وقد جاء هذا الروماني في أواخر القرن الثامن عشر، والعالم من حوله أطلال ممزقة، فأراد أن يوحي نوعاً من (العالم الروماني) الذي يعتقد أنه ما زال حياً يمكن إنقاذه.

أكاديمية الأدب الفكاهي

لعل من الشائق أن يعرف القراء أنه توجد في باريس جمعية أدبية تسمى (أكاديمية الأدب الفكاهي) وأن هذه الجمعية تتزعم حركة الكتابة الفكاهية، وتمنح الكتاب الفكهين جوائز أدبية، وتشجع بذلك على إنشاء الأدب الفكاهي ونهضته، وقد وضعت هذه الجمعية أخيراً مكافأة قدرها خمسمائة فرنك (سبعة جنيهات) لمن يضع أحسن قصة فكاهية لا تزيد على ثلاثمائة سطر، ولا تقل على ثلاثمائة سطر، ولا تقل عن مائتين وخمسين، (وستعنى الجمعية بنشرها في صفيحة باريسية كبرى)، وتشمل هذه الجمعية أيضاً برعايتها أصحاب الفن الفكاهي مصوري الصور الهزلية (الكاريكاتير)، ومن إليهم الفنانين.

الشفاليير ديون

ظهر أخيراً كتاب الكاتب الفرنسي جان جاك بروسون عنوانه (الشفاليير ديون) , ويتناول هذا الكتاب موضوعاً مدهشاً لا زال لغزاً من ألغاز التاريخ والمجتمع، هو شخصية لم يتفق المؤرخون على جنسها؛ هل كان الشفالييه ديون رجلاً أم امرأة؟ ويجب أن تعرف أن هذا الشخص المشكل قد عاش في عصر لويس الخامس عشر، وكان يتبوأ مركزاً هاماً في البلاط وفي سياسة الدولة

وقد عرف الشفالييه ديون أولا بأنه رجل، وتولى بهذه الصفة بعض المناصب، ولكنه كان فتى ناعماً خلاباً يضارع في الحسن ورقة المحيا والتقاطيع أجمل فتاة، وكان إذا مثل في الحفلات الراقصة يرتدي دائماً ثياباً نسوية فيبدو كأنه امرأة فاتنة؛ وكان في أحيان كثيرة يرتدي هذه الثياب ويؤثر الظهور بها؛ وكان يتسلل بهذا الزي إلى أعمق المجتمعات الرفيعة، وإلى غرف الأميرات والملكات؛ ولما وقف لويس الخامس عشر على مسلكه قضى بأن يعتبر امرأة، وأن يرتدي الثياب النسوية دائماً؛ ثم خشي لويس الخامس عشر من دسائسه فأمر بسجنه في قلعة؛ ولما أطلق سراحه فر إلى إنكلترا، وأحترف تدريس المبارزة، وظهر في المجتمع اللندني بأنه أستاذ بارع في الفن؛ ولما توفي فحصه بعض الأطباء، فيقال أنهم وجدوه رجلاً كامل الأعضاء والرجولة ولكن شخصية الشفالييه ما زالت غامضة. هذه هي القصة التي يعالجها المسيو بروسون في مؤلفه الشائق، ويفضل مسيو بروسون أن يعتبر الشفالييه امرأة ذات خواص غير عادية، وأن صفة الأنوثة هي الأصيلة فيه. ويورد في كتابه كثيراً من السير العجيبة عن هذه الحياة المدهشة التي لبثت تثير دهشة المجتمع الفرنسي مدى حين.

الإذاعة اللاسلكية العربية

إن محطات الإذاعة التي تذيع باللغة العربية اليوم هي:

المحطة المصرية وموجتها وقوتها ومواعيدها معروفة

ومحطة الجزائر وموجتها 318 , 8 متر وقوتها 12 , 5 ك ووتذيع باللغة العربية يومي الاثنين والأربعاء من الساعة 20 إلى الساعة 20 , 45 ويوم الثلاثاء من الساعة 24 إلى الساعة 4 , 45، ويوم الخميس من الساعة 23. 5 بحساب الزمن في مصر

ومحطة الرباط بالمغرب وموجتها 499. 1 وقوتها 6. 5 ك ووتذيع بالعربية ساعة في كل يوم من الأيام الأحد والثلاثاء والخميس والجمعة من الساعة 21

ومحطة باري بإيطاليا وموجتها 283. 3 م وقوتها 20 ك ووتذيع بالعربية ربع ساعة في كل يوم من أيام السبت والثلاثاء والخميس من الساعة 20. 30 ولا تذيع إلا الأخبار فقط وتلاحظ مجلة العالم الأدبي التونسية التي ننقل عنها هذا البيان أن محطة الإذاعة المصرية إنما قصرت عن مجاراة المحطات العالمية الأخرى لعاملين اثنين أولهما ضعف قوتها، فقد جعلوها 20 ك ووالعالم العربي منتشر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، والأمة ذات اللسان المنتشر لن تكتفي بأقل من (60 ك و)؛ وثانيهما أن موجتها ذات مقياس مشترك لعاصمة البلجيك، وذلك ولا شك يؤثر في قوتها ويزيد من اضطرابها وهما ملاحظتان جديرتان بالنظر.