مجلة الرسالة/العدد 733/البريد الأدبي
→ الأدب والفن في أسبوع | مجلة الرسالة - العدد 733 البريد الأدبي [[مؤلف:|]] |
القصص ← |
بتاريخ: 21 - 07 - 1947 |
أسف واعتذار:
منذ أسبوعين انتقلت إلى الإسكندرية، وكان يشرف على تحرير الرسالة صديقنا الأستاذ علي طنطاوي؛ ولكنه أضطر في آخر الأسبوع الماضي أن يعود فجأة بالطائرة إلى دمشق. ففي هذه الفترة التي ارتفعت فيها الرقابة مني ومنه عن المجلة نشرت في (تعقيبات) كلمة ينكرها الذوق والحق في صديقنا الأستاذ الجليل أحمد أمين بك. وليس في موضع الإنكار النقد في ذاته؛ وإنما موضعه ذلك التهكم الكاذب الذي لا يجوز في رجل يعد عاملاً من عوامل النهضة الفكرية، ومفخرةً من مفاخر مصر الحديثة
فنحن نأسف لنشر هذه الكلمة بهذا الأسلوب. ونعتذر لصديقنا الأستاذ من خطأ لم نكن طرفاً فيه، ولم يكن في مقدورنا تلافيه. . .
رئيس التحرير
إلى الأستاذ (أبو بكر نمري):
أرسلت إلى ردك الطويل على تعليقي القصير فرأيت ألا أنشره حتى لا يتشكك القراء في نيتك حين يرونك تنقل الحديث من الأدب إلى الدين، وتثير الجدل بين عيسي ومحمد. ولا أدري مالك ولهذا كله وأنا حين أشرت في كتابي (دفاع عن البلاغة) إلى غثاثة الترجمة الأمريكية للتوراة والإنجيل لم أكن بسبيل البحث في رواة العهدين من هم، ولا في اللغة الأصلية (للأناجيل) ما هي، ولا في الترجمات المختلفة للكتابين المنزلين أيها أبلغ؛ إنما كنت بسبيل التدليل على إفساد الترجمة الحرفية الركيكة لبلاغة الأصل، فضربت المثل بهذه الترجمة المتداولة بين الناس للتوراة والانجيل، وهما في اعتقادنا من كلام الله أنزلهما على موسى وعيسى بلسان قومهما فليس صورة من صور البلاغة تناسب المتكلم الأعلى. والترجمة الأمريكية وهي التي قصدناها ليس فيها من العربية غير الألفاظ، أما أسلوبها فغريب عن أساليب اللغات على الرغم من أن الذين نقحوها كانوا من أفاضل الأدباء النصارى.
ذلك أصل الموضوع، وهو بهذا التحديد لا يقبل الجدل، لأنها قضية الترجمة الحرفية صادقة، ولان الترجمة الأمريكية ركيكة. أما نقل المسألة إلى جهة الخلاف بين الأديان، وتعارض ما تعتقدونه مع القرآن، فذلك موضوع رجاله من غير أهل الأدب، ومجاله في غير الرسالة.
(صاحب دفاع عن البلاغة)
من يكون إذق
قرأت للأستاذ إحسان عبد القدوس مقالا بمجلة المصور العدد 1187 - مقالاً تحت عنوان (بنات الصيف) ولست أجد وصفا لذلك المقال غير إنه دعوة خليعة ماجنة، وتحلل خلقي يدني من النهاية، وخروج على تعاليم الإسلام الحنيف وآدابه، فقد قال حضرته بالحرف الواحد: لست من الهاتفين في موكب الفضيلة، ولست من أنصار الشيخ أبي العيون ولا من دعاة الحشمة. . . الخ (كذا والله) ولست أدري ماذا يكون الإنسان أن لم يكن من الهاتفين للفضيلة أو من أنصار الشيخ أبو العيون أو دعاة حشمة؟؟!
محمد محمد حسن الديب
إلى الشيخ أبي العيون:
يا سيدي: قرأت حديثك المنشور بمجلة آخر الساعة، ورأيت صورتيك المعلنتين مع هذا الحديث.
فما الحديث، فلا غبار عليه، ولا شية فيه.
وأما الصورتان، فعليهما ما عليهما، وفيهما ما فيهما!
وأنا أعرف أن الصورتين ملفقتان. وذلك واضح لكل ذي عينين؛ ولكن ذلك لا يغير من الأمر شيئاً.
فأن كنت يا سيدي لم ترض بما كان فعلمهم أن يوقروا رجال الأزهر، ويرعوا حرمات الدين.
ووان كنت يا سيدي - ولا أخا لك - قد رضيت بهذا الأمر؛ إيثاراً لذيوع الاسم! وطمعاً في بعد الصيت! فوا أسفاه! ثم وأسفه!
إبراهيم محمد نجا العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية
1 - طرائف!!
طالعت العدد - 56 من اقرأ (طرائف من الصحافة) للكاتب الصحافي محمد العزب موسى وبرزت لي من بين سطور الطرائف واللطائف (سخائف) لا تقل عن أختها طرافة، أورد منها على سبيل المثال لا الحصر (سخيفتين) اثنتين في الأخلاق واللغة. . .
أما التي في الأخلاق فهو قوله في ص 93:
قالا (أمعك الآن مال في الجيب الوقور)
قلت (نعم)
قالا (إذن هيا)
هيا إلى امرأة عجوز تعيش في بار متواضع غير معروف لا تبيع فيه غير النبيذ الرخيص. . فدلنا إلى بارها. وشربنا ثلاث زجاجات من النبيذ القاتل. . .)
وكنا نظن أن الحديث الشريف (وإذا بليتم فاستتروا) له عند الأستاذ في مجال الصحافة والتأليف مقام واحترام. ولكن المؤلف وهو الذي يبدأ أسمه بلفظ (محمد) يلبي الاعتراف بحديث محمد. . ولا يجد غضاضة في عرض الحرام في كتاب يطالعه من الشباب وغير الشباب ألوف وألوف. . .
وأما الثانية - وهي اللغة - فكثيرة الوقوع في أنهر الجرائد والمجلات الأخبارية التي لا تعني بالأصل والصواب وإنما تقذفها إلى القراء وفيهم السذج البسطاء - قذفاً جريئاً بلا تحقيق ولا تدقيق، من ذلك ما وقع في ص24:
(كان أصحاب الصحف أخلاطاً من الناس وكانوا (ثقاة) في الجهل الخ) فالأستاذ يجمع (ثقة على (ثقاة) بالتاء المربوطة شانها شان (الدعة والسعاة والبغاة. .)
2 - المرأة والمساواة:
أطلعت في العدد - 728 من الرسالة الغراء على مقال (بين أدب المرأة وأدب الرجل) للكتابة العراقية الفاضلة منيبة الكيلاني؛ وليس بودي أن أتعرض للمقال في قليل أو كثير وإنما أستسمح الكاتبة الفاضلة في أن اقتطف من مقالها المانع بعض أبيات لشاعرة من شواعر العرب لأقدمها إلى بنات الجنس أولئك اللائى يطلبن المساواة مع نقص الأداة. . .
تقول الشاعرة عفيدة بنت عفان:
وإن أنتمو لم تفضوا بعد هذه ... فكونوا نساء لا تعاب من الكحل!
ودونكموا طيب العروس فإنما ... خلقتم لأثواب العروس وللغسل!!
. . . . . . الخ
أقول إلى بنات الجنس أهدي هذين البيتين على لسان شاعرة لا شعر يؤخذ كلامه على الظن والاتهام. . وهي بعد أبيات صريحة تقرر حقيقة المرأة ووضعها في الأسرة الإنسانية إزاء الرجل
ثم يا أيها المدافعون عن حقوق المرأة من الرجال. . خذوا الحكمة من شعر الشاعرة، فعند (جهينة) الخبر اليقين. . .
3 - في قصيدة:
في مجلة (العلم العربي) العدد الثالث لشهر يونيو الجاري قصيدة للشاعر السوداني المرحوم التيجاني بشير بعنوان (في محراب النيل) فيها هذا البيت:
واستفاقوا يا نيل منك لنغا - م شجي من إلهي ربابك
والقصيدة من الخفيف، والبيت بصورته مكسور، وأغلب ظني أن الصواب في الأصل. . . فحبذا لو انبرى من إخواننا السودانيين من يدلنا على الصواب، إحقاقا لشاعرية الشاعر، ودفعاً للشك العارض غير المقصود. والسلام
(الزيتون)
عدنان
الدكتور أحمد فؤاد الاهواتي:
اسمح لي يا سيدي الدكتور بتقديم الأسئلة الآتية وأنت أهل لأن تجيب عليها بما يشفي الصدور:
1 - يذكر (التنويم المغناطيسي) محاطاً بالغموض والإبهام فهل هو علم ثابت الأساس أم شعوذة وإيهام وما مدي اتصاله بعلم النفس.
2 - هل هناك من خطر في تعلمه وأن كان هناك خطر فما هو؟ وهل يتعارض والدين؟
3 - إلا ترى إنه يعصف باليقين بنتائجه الخارقة المدهشة؟ هذه أسئلة نرجو أن يجيب عليها الدكتور مشكوراً
(ج ع م)
كوستي السودان